علي الكاش - العراق / النرويج
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 395
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
قال تعالى في سورة عمران/7 (( هُوَ ٱلَّذِيٓ أَنزَلَ عَلَيۡكَ ٱلۡكِتَٰبَ مِنۡهُ ءَايَٰتٞ مُّحۡكَمَٰتٌ هُنَّ أُمُّ ٱلۡكِتَٰبِ وَأُخَرُ مُتَشَٰبِهَٰتٞۖ فَأَمَّا ٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمۡ زَيۡغٞ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَٰبَهَ مِنۡهُ ٱبۡتِغَآءَ ٱلۡفِتۡنَةِ وَٱبۡتِغَآءَ تَأۡوِيلِهِۦۖ)).
الخزعبلات وسيلان الكلام لا يتوقف عند مقتدى الصدر، فما بين آونة وأخرى يخرج علينا بواحدة من ترهات الكلام، التي تدل على ان هذا الرجل لم يفوته من الجهل الا اليسير، بل حفظ كتاب (كيف تكون بارعا في جهلك) على ظهر قلب، ويمارسه ما تعلمه على جيش من الجهلة والرعاع من تياره. على الرغم من أن مقتدى الصدر الذي لم يكمل الدراسة الابتدائية (الخامس ابتدائي)، فقد تجاوز على الكثير من العقائد، فمرة يشبه نفسه بعلي بن أبي طالب، ولا يوجد أي شبه بينهما من جميع النواحي، من خلال تنازله عن الأكثرية البرلمانية، على اعتبار ان علي تنازل عن الخلافة وبايع الخلفاء الراشدين قبله. ومرة يتهجم على معاوية بن ابي سفيان أحد كتاب النبي صلى الله عليه وسلم وصهره. وآخر هفواته المطالبة بجعل يوم الغدير عطلة رسمية على اعتبار ان أيام العطل قليلة في العراق، وقد بذر فتنه طائفية في الوقت الذي يحتاج العراق الى التلاحم والتآلف بين مكوناته. سبق ان قلت ان هذا الرجل مليء بالطائفية والحقد على أهل السنة، وهو تابع ذليل لإيران، وان من يظن انه قائد وطني فهو على ضلال مبين، هذا الرجل من ذيول الخامنئي، وكذلك كان ابوه وعمه، ويكفي ان تعلم انه يقلد كاظم الحائري الذي تنازل عن مكانته للخامنئي وطالب مقلدي تياره، ومنهم التيار الصدري تقليد الخامنئي، وهذا ما فعله مقتدى الصدر دون الإعلان عن موقفه هذا جهارا.
كاظم الحائري من أشد الحاقدين على العراق وشعبه، وهو من افتى بقتل البعثيين وهذا ما عمل به حازم الاعرجي خطيب الكاظمية وقال بقتل النواصب والبعثية دون الحاجة الى فتوى جديدة، يتضمن كتاب الحائري (دليل المجاهد) أسئلة تتعلق بقتل العراقيين من الجيش والشرطة وسرقة ممتلكات الدولة العراقية وفتاوى قتل لا يمكن ان تصدر عن إرهابي او زعيم مافيا، ربما يكون تنظيم داعش الإرهابي اقل إرهابا من الحائري، المهم ان التيار الصدري يتبع الحائري وسبق ان نفذ جيش المهدي الجرائم تحت راية اية الشيطان الحائري.
ربما يمكن على مضض تفهم حقد مقتدى الصدر على أهل السنة، ونضع اللوم على القادة السنة الذي تبعوه وتحالفوا معه متناسين عقيد التقية وهي عقيدة مقتدى وأئمته، كما قال جعفر الصادق " التقية ديني ودين آبائي". لقد ضحك عليهم الصدر، وضمهم تحت عباءته. وربما نتفهم ان جهله جعله يتشبه بعلي بن ابي طالب، ويتجاوز على كاتب الوحي وصهر النبي صلى الله عليه وسلم، ويفسر قول النبي في حديث الغدير بما يتوافق مع فهمه السقيم، وجهله بالإسلام، والتهجم على صحابة النبي رضوان الله عليهم على اعتبار انهم اغتصبوا الامامة من علي بن ابي طالب، لكن ان يتجاوز على الذات الإلهية لابد من الوقوف على هذه المسألة، ونضح حد لترهاته، فهو ليس رجل دين ولا يفقه من الدين شيئا ولا يتمكن من قراءة آية واحدة من الذكر الحكيم بطريقة سليمه، ولا يفهم شيئا من التأريخ الإسلامي، ويفسر الأحاديث على هواه وبما ينسجم مع الطروحات الفارسية الشعوبية، لذا فليس من المنطق ان يتجاوز على الذات الإلهية بطريقة مبتذلة، ويفسر الآيات بطريقة تسيء للقرآن الكريم، وتنفع الشعوبيين والمستشرقين الحاقدين على الإسلام، بل انه يقدم خدمة كبيرة لتنظيم داعش الإرهابي بطروحاته الطائفية الساذجة التي لا تختلف عن سذاجة سيده الحائري، فشبيه الشيء منجذبا اليه.
يبدو من الصعب فهم هذا الرجل، فهو كقائد سياسي فاشل، وقد سلم السلطة الى اعدائه بطيب خاطر وربما بإيعاز من سيده الخامنئي، لا نعرف أي ديمقراطية في العالم يتنازل صاحب الـ (73) مقعد برلماني عن الحكم ويسلمه لصاحب (3) مقاعد برلمانية، مهزلة برلمانية ليس لها نظير في العالمين المتقدم والمتخلف، لقد ثبت لنا بما لا يقبل الشك، انه لا توجد دول متقدمة وأخرى متخلفة، بل شعوب متقدمة وشعوب متخلفة، حكومات وطنية نزيهة، وحكومات عميلة وفاسدة.
يبدو ان الصدر منشغل بمتابعة خطباء المنبر الحسيني واساطير ومعجزات أئمتهم التي يثير البعض منها التهكم والسخرية، مثلا البرتقالة موالية لأهل البيت والباذنجان من النواصب، والضفدع من موالي أهل البيت، والأرنب من الحشرات مع ان وزن بعضهم اكثر من عشر كيلوغرام وغيرها من الخزعبلات، من المؤسف ان المرجعية الشيعية في النجف لم تكبح جماح هيجان ثيران المنبر الحسيني وتضع حدا لسفاهتهم، فقد اساءوا الى الأئمة بطريقة لا يمكن ان يعقلها اللبيب، ولا يمكن ان يكونوا من اتباع اهل البيت، وهم يسيئوا لهم، وينسبوا لهم ما لا يقبله الشرع ولا يتوافق مع المنطق، والحقيقة ان اتباعهم هم من الجهلة والرعاع، اشبه بغنم يقودهم حمار. وهذا ما دفع بشيخ الإسلام ان يصف الرافضة" من اعظم الناس قدحا وطعنا في أهل البيت". (منهاج السنة النبوية7/408). لاحظ قصد الشيخ الرافضة وليس الشيعة عموما!
من خلال متابعتي للأخ العزيز أحمد الكاتب فقد تناول الموضوع الذي سنتحدث عنه، واضفت الى ما تفضل به الأستاذ الجليل والمفكر القدير عن ما ورد في كتب الشيعة عن هذا الموضوع، والفخر ليس ليٌ بل للأستاذ الكاتب، فقد تناول ما تفتحت عنه قريحة مقتدى الصدر في تفسير لآية من الذكر الحكيم بطريقة تثير الغرابة والدهشة لنثبت للجميع ان مقتدى الصدر فارسي للنخاع وهو يتبع التقية في تعامله مع القادة السنة، ولا نقصد بالطبع سنة ايران مثل مثنى السامرائي ومحمود المشهداني وأبو مازن وبقية الرهط من الذيول الإيرانية المحسوبة زورا على أهل السنة.
فسر الصدر قوله تعالى في سورة مريم/55 (( وجعلنا لهم لسان صدق عليا)) بأنها تدل على إمامة علي بن ابي طالب من الله، وان عليا هو اللسان الصادق، رغم انه لا توجد لا كلمة علي ولا إمامة في الآية الكريمة. والآية الكريمة تفيد في الثناء والمدح والرفعة. وقد نزلت الآية في إبراهيم واسحق ويعقوب عليهم السلام وفق سياق الآية حسب ما قبلها. قال تعالى في سورة مريم48،49 (( وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَىٰ أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبِّي شَقِيًّا. فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ ۖ وَكُلًّا جَعَلْنَا نَبِيًّا)).
ملاحظات
الأمر الأول: نسأل الصدر اذا كانت ولاية علي من السماء فلماذا تركها لمن سبقه من الخلفاء الراشدين الثلاثة، اليس هذا جحد منه وعدم طاعة لأمر الله؟
الأمر الثاني: كيف تكون ولاية علي من الله تعالى الله وقد جعل الأمر شورى بينهم، بل ان عليا نفسه يؤمن بالشورى، فقد قال في خطبة لها في نهج البلاغة" إنه بايعني القوم الذين بايعوا أبا بكر وعمر وعثمان على ما بايعوهم عليه، فلم يكن للشاهد أن يختار، ولا للغائب أن يرد، وإنما الشورى للمهاجرين والأنصار، فان اجتمعوا على رجل وسموه إماما كان ذلك لله رضا، فان خرج عن أمرهم خارج بطعن أو بدعة ردوه إلى ما خرج منه، فان أبى قاتلوه على اتباعه غير سبيل المؤمنين، وولاه الله ما تولى". (شرح نهج البلاغة لأبن ابي الحديد14/35).
الأمر الثالث: ان عليا نفسه لم يحتج على المسلمين بان ولايته من السماء، ولم يجر في السقيفة مناقشة مثل هذا الأمر، لأنه لم تُعرف الوصية الإلهية للولاية في تلك الفترة.
الأمر الرابع: كيف يقول علي بن ابي طالب في خطبة له في كتاب نهج البلاغة " انا لكم وزيرا خير لكم مني اميرا". (نهج البلاغة خطبة رقم/92).
الأمر الخامس: كيف يعرض علي بن ابي طالب البيعة على طلحة والزبير؟ وقال لهما: اكثر من شاء منكم بايعته؟ فرفضا لأن عليا أولى بها منهما، كما جاء عند الطبري. (راجع تأريخ الطبري3/13).
الأمر السادس: رفض علي استخلاف ابنه الحسن اسوة بما فعله النبي صلى الله عليه وسلم، وترك الأمر شورى للمسلمين، هم من يقرروا خليفتهم.
الامر السابع: تنازل الحسن لمعاوية بن ابي سفيان تنفي الامامة والنص الإلهي بها.
يبدو ان الصدر أراد ان يصحح لله تعالى القول فقال" كان من الأنسب ان تكون الآية بصيغة المفرد، أي وجعلنا له لسان صدق عليا". أي ليس كما قال تعالى(وجعلنا لهم))، بل تمادى على تعالى بأنه رفض السياق القرآني، فتجرد عن الآيات السابقة، واعتبر تلك الآية منفصلة عما قبلها وبعدها. كما فعل بعض الرواة الشيعة بفصل آية التطهير عما قبلها وبعدها، وتمادى أيضا بتركيب آيات حسب رأيه السقيم وهواه الطائفي فجعلها" ورفعنا لك ذكرك، وجعلنا لك ذكرا عليا". وأضاف بصلافة لا حدود لها" ان المقصود من لسان صدق عليا هو الوصي". يقصد علي بن ابي طالب. وقال: ان لكل نبي وصي". مع ان الله قال (نبيا) ولم يقل (وصيا)، ونتحداه ان يقدم لنا أسماء الأوصياء للأنبياء والرسل المذكورين في القرآن الكريم.
ردد الصدر ما ورد في بعض التفاسير الشيعية بأن" جعَلْنا لَهُمْ لِسانَ صِدْقٍ عَلِيًّا يعني أمير المؤمنين (ع) حدّثني بذلك أبي، عن الحسن ابن عليّ العسكريّ (ع)". (تفسير القمي2/51). (تفسير البرهان3/14). (بحار الانوار12/9)، وهذه التفاسير فيها من الغرائب ما يشيب لها الولدان، قال ابن مردويه في قوله" واجعل لي لسان صدق في الآخرين " عن أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام قال: هو علي بن أبي طالب عليه السلام عرضت ولايته على إبراهيم، عليه السلام. فقال: اللهم اجعله من ذريتي، ففعل الله ذلك". (كشف الغمة/94). (بحار الانوار36/57). قال العياشي «عن يونس، عمن ذكره، عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله: وبشر الذين آمنوا ان لهم قدم صدق عند ربهم " قال: الولاية". (تفسير العياشي). (بحار الأنوار36/59).
لا نفهم ما علاقة النبي إبراهيم بولاية علي، ومن ادراه ان الله تعالى " ففعل الله ذلك"، فعلا يقول العراقيون عن مثل هذه الأحاديث (قيطان الكلام)
في حين ورد في التفسير المنسوب إلى الإمام العسكريّ ولم يثبت هذا التفسير للعسكري، كما ذكر آية الله كمال الحيدري في إحدى محاضراته: قال الإمام (ع) " أمّا عيسى، فإنّ اللّه تعالى حكى قصّته و قال: فَأَشارَتْ إِلَيْهِ قالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا قال اللّه عزّ و جلّ حاكيا عن عيسى (ع)، قال إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتانِيَ الْكِتابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا الآية. قوله تعالى: فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَ ما يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلًّا جَعَلْنا نَبِيًّا. وَوَهَبْنا لَهُمْ مِنْ رَحْمَتِنا وَجَعَلْنا لَهُمْ لِسانَ صِدْقٍ عَلِيًّا".(موسوعة الامام العسكري3/196). قال الطباطبائي وهو من اشهر المفسرين المحدثين عند الشيعة على الرغم مما تضمنه تفسيره من كم هائل من الإسرائيليات باعتراف آية الله كمال الحيدري" تشير الآيات إلى نبذة من قصة إبراهيم عليه السلام وهي محاجته أباه في أمر الأصنام بما آتاه الله من الهدى الفطري والمعرفة اليقينية واعتزاله إياه وقومه وآلهتهم فوهب الله له إسحاق ويعقوب وخصه بكلمة باقية في عقبه وجعل له ولا عقابه ذكرا جميلا باقيا مدى الدهر ". (تفسير الميزان14/56). قال الطبرسي" لما كان السعي والسبق بالقدم سميت المسعاة الجميلة والسابقة قدما كما سميت النعمة يدا وباعا، وإضافته إلى صدق دليل على زيادة فضل، وأنه من السوابق العظيمة، وفي بيان معناه: أي أجرا حسنا ومنزلة رفيعة بما قدموا من أعمالهم، وقيل: السعادة في الذكر الأول، وقيل: إن معنى" قدم صدق " شفاعة محمد صلى الله عليه وآله يوم القيامة". (جامع الجوامع2/66).
ربما لا يعرف مقتدى الصدر قوله تعالى في سورة آل عمران/7 ((هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ ۖ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ)).
اما قيام مقتدى باستخدام طريقة القياس، فيبدو انه لا يعرف بأن امامه جعفر الصادق رفض طريقة القياس وعاب أبا حنيفة عليها، كما زعم الرواة الشيعة.
الخاتمة
نقول للصدر في الختام نسأل الله تعالى ان ينور عقلك من دهاليز الظلمات وأقبية الشعوبيين، ونناشدك ان تترك كتاب الله جانبا ولا تقربه ، فأنت أجهل من يفسر آياته، ولا تأخذ برأي الشعوبيين في تفاسيرهم، أتقوا الله، لقد عبثتم في الأرض فسادا، فاتركوا السماء لمالك الأرض والسماء، وكفاكم ما فعلتم في الأرض. قال تعالى في سورة هود/1 (( كتاب أحكمت آياته ثم فُصِّلت من لدن حكيم خبير)).
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: