علي الكاش - العراق / النرويج
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 381
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
تنويه
بمناسبة حلول شهر رمضان الأغر سنبتعد قليلا عن السياسية احتراما للشهر الفضيل، وبعد انتهائه سنعاود الكرة بشكل اقسى على النظام السياسي الفاسد في العراق المحتل.
دعاء صنمي قريش
ملاحظة
لم نصحح الاخطاء النحوية والاملائية عن قصد لأن من وضعه اعجمي اللسان.
هناك دعاء صنمي قريش عن على أبي بكر وعمر لعباس القمي جاء فيه " بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، اللهم العن صنمي قريش وجبتيها وطاغوتيها وإفكيها وابنتيها، اللذين خالفا أمرك، وأنكرا وحيك، وجحدا نعامك وعصيا رسولك، وقلبا دينك، وحرفا كتابك وأحبا أعدائك وجحدا آلاءك وعطلا أحكامك، وأبطلا فرائضك وألحدا في آياتك، وعاديا أوليائك وواليا أعدائك وحربا بلادك، وأفسد عبادك. اللهم العنهما وأتباعهما وأولياءهم وأشياعهم وحمبيها فقد أخربا بيت النبوة، وردما بابه ونقضا سقفه، وألحقا سماءه بأرضه وعاليه بسافله، وظاهره بباطنه، واستأصلا أهله، وأباد أنصاره، وقتلا أطفاله، وأخليا منبره من وصيته ووارث علمه وجحدا إمامته، وأشركا بربهما، فعظم ذنبهما وخلدهما في سقر، وما أدراك ما سقر، لا تبقي ولا تذر.
( قل أربع مرات): اللهم عذبهم عذابا يستغيث منه أهل النار، آمين رب العالمين. (ثم تقول أربع مرات ) : اللهم العنهم جميعاً، اللهم صل على محمد وآل محمد فأغنني بحلالك عن حرامك وأعذني من الفقر، رب أني أسأت وظلمت نفسي واعترفت بذنوبي وها أنا بين يديك فخذ لنفسك رضاها، لك العتبى لا أعود فإن عدت فعد علي بالمغفرة والعفو لك بفضلك وجودك ومغفرتك وكرمك يأ ارحم الراحمين. وصلى الله على سيد المرسلين وخاتم النبيين وآله الطيبين الطاهرين برحمتك يا أرحم الراحمين". (مفاتيح الجنان/114). لو عددت أعمال الشيطان نفسه وكبار الطغاة في التأريخ وأفحش الفاحشين منذ بدء الحليقة لحد الآن لكانت ذنوبهما أقل بكثير من ذنوب الشيخين الجليلين، لكن ماذا تقول للقطاء وأولاد البغايا؟
نختتم هذه المأساة بقول الخميني" عندما كان رسول الله في فراش المرض، ويحف به عدد كثير، قال مخاطباً الحاضرين: تعالوا أكتب لكم شيئاً يحميكم من الوقوع في الضلالة، فقال عمر بن الخطاب: لقد هجر رسول الله. وقد نقل نص هذه الرواية المؤرخون وأصحاب الحديث من البخاري ومسلم وأحمد مع اختلاف في اللفظ، وهذا يؤكد أن هذه الفرية صدرت من ابن الخطاب المفتري. الواقع أنهم ما أعطوا الرسول حق قدره الرسول الذي كد وجد وتحمل المصائب من أجل إرشادهم وهدايتهم، وأغمض عينيه وفي أذنيه كلمات ابن الخطاب القائمة على الفرية والنابعة من الكفر والزندقة". وفي مقال آخر يقول " إننا هنا لا شأن لنا بالشيخين، وما قاما به من مخالفا للقران، ومن تلاعب بإحكام الإله، وما حللاه وما حرماه من عندهما، وما مارساه من ظلم ضد فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم، وضد أولاده، ولكننا نشير إلى جهلهما بأحكام الإله والدين".(كشف الأسرار/126).
لا تعليق فكل إناء ينضح بما فيه، وهذه نقاط تُسجل في لائحة الخميني يوم الحساب. حتى يعرف المسلم الإثم الكبير الذي أرتكبه الأزهر غير الشريف بتدريس المذهب الشيعي والزعم بان المذهب الشيعي لا يختلف عن بقية المذاهب الإسلامية في الأصول وإنما في الفروع فقط! هذه الأفكار الشيعية القذرة ما تزال تعج في كتبهم الصفراء الخبيثة في الإصدارات الجديدة دون تنقيح أو تهذيب أو على أقل تقدير مراعاة لمشاعر 90% من المسلمين في العالم. لكن أن كان موقف الأزهر بمثل هذه الضعف اليس لهم الحق أن يستأسدوا ويتصرفوا كأكثرية؟ لله درك يا عمرو بن معد يكرب في القادسية وأنت تُحرض الناس على القتال بقولك: يا معشر المسلمين! كونوا أسودا، إن الفارسي تيس".( السيرة النبوية لإبن حبان2/ 469).
عمر عند الشيعة الصفويين
عمر الفاروق في رأي كبار مراجع الشيعة هو مأبون، قاتل، كافر، سكير، إبن زنا، جاحد النعمة، عاص لأمر الرسول (صلى الله عليه وسلم)، ناكر الوحي، قالب الدين، محرف الكتاب، معطل الأحكام، مانع الفرائض، ملحد الآيات، موالي الأعداء (أي علقمي)، مفسد العباد، مخرب بيت النبوة، مبيد الأنصار، قاتل الأطفال، مشرك بالرب، مغير السنة، مضيع أمور المسلمين، ناكث العهود، كاتم الحق، مبطل الدعوات، والأدهى منه مغتصب شيئين من علي بن أبي طالب (الخلافة وفرج إم كلثوم)،. بالطبع هذه الجرائم مجتمعة لم يرتكبها لا فرعون ولا نيرون وانتهاء بهتلر، جرائم الفاروق أكثر من جرائم أشرار العالم مجتمعة.
لكن لنقرأ موقف الكتاب النصارى واليهود والوثنيين للفاروق، ونرى أن كانت أي واحدة فقط من هذه الصفات القبيحة التي وصموا بها الشيعة عدوهم الفاروق تنطبق فعلا عليه او تتوافق مع آرائهم البليدة. عندها يمكن التمييز بين صاحب الحق وصاحب الباطل، ونعرف من تكلم بضميره الحي، ومن تكلم بضميره الميت؟ من الذي أنصف، ومن الذي ظلم؟ وهل فعلا الفرس الصفويون هم على دين الإسلام حقا، ام من فرقة أخرى ـ بالأحرى دين ـ لا صلة لها بالإسلام؟
ثم هل انتهت المجوسية التي يعملون بتقويمها لحد الآن أم لا تزال باقية في قلوبهم، ومتجذرة في عقولهم المتكلسة، ولم يتمكن الإسلام على عظمته من اجتثاثها عند الكثير منهم؟
هل هم حقا من محبي آل البيت، ام هم تجارة يتجارون بهم في سوق الإسلام، ويضحكون بها على ذقون الشيعة العرب، سيما الجهلة والمستحمرين من دافعي الخمس للمراجع الأجانب؟
هل يعتزوا بالنزعة القومية أم بالنزعة المذهبية؟
لماذا يتسمون لحد الآن ويعتزون بأسماء مجوسية، رستم، برويز، صفوي؟
لماذا يزورون مزار أبي لؤلؤة ويتبركون به؟ ويرفضوا هدمه رغم المناشدات الإسلامية مع انه مزار وهمي؟ فهذا المجرم المجوسي دفن في الحجاز كما هو معروف وليس في بلاد فارس.
هل يقبلوا أن يقام لعبد الرحمن بن ملجم مزارا في مكة، باعتباره من كبار المسلمين، وكان معلما للقرآن الكريم؟
لماذا يشتموا سيدة نساء قريش أم المؤمنين عائشة والصحابة، ولا يحترموا إلا ثلاثة منهم أحدهم فارسيا؟ وهم على بينة من أن هذا اللعن والسبٌ يؤذي مشاعر أهل السنة، وهم غالبية المسلمين.
هل تخلوا عن شعار يزدجر الذي قال في مؤتمره الذي عقده في نهاوند، قولته الشهيرة " اشغلوا عمر بن الخطاب في بلاده وعقر داره" أم تخلوا عن الشعار؟ ماذا يقول الحاضر عن سلوكهم دولة ومراجعا؟
هل صحت مقولة الفاروق عندما " كتب عمر إلى أبي عبيدة بن المثنى حين وجهه الى حرب فارس: أنك تقدم على أرض المكر والخديعة والخيانة والحيرة، تقدم على أقوام قد جرءوا على الشرّ فعلموه وتناسوا الخير فجهلوه فانظر كيف تكون". (تأريخ ابن خلدون2/406). أم لم تصح؟
هل كان عمر الفاروق على حق عندما تمنى أن يكون بينه وبين فارس جبل من نار أم لا؟
كيف إتفق أن يرى المؤرخ الشيعي المسعودي في الفرس نفس رؤية الفاروق بقوله " أما بلد فارس، فخضب الفضاء، رقيق الهواء، مُتراكم المياه، معتم بالأشجار، كثير الثمار، وفي أهلهِ شحٌّ، ولهُم خبّ، وغرائزهم سيئة، وهممهُم دنيئة، وفيهم مكر وخداع؟". (مروج الذهب2/50).
يُعيبون الفاروق ويَمدحون الأكاسرة!
الغريب ان الكتاب العرب وبعضهم من أصول فارسية يشيدون بملوك الفرس المجوس ويمجدونهم ويعظمونهم بصورة تثير الدهشة، بل الغرابة!
ذكر البيروني" في اخبار الفرس التي لا تخلو من زيادتهم امر الاكاسرة وتفضيل ملكهم والمملكة التي لهم ان صاحب سرنديب حمل الى انوشر وان سبع الغوص وعشرة فيلة ومائتي الف ساجة واهدى صاحب الصين فرسا بفارسه منضودا من درر وعيناهما من ياقوت احمر وثوب صيني عشاري لازوردى الارض فيه صورة الملك بتاجه وحلله وهو في اثوابه والخدم على راسه تحمل ذلك الثوب جارية قد غابت في شعرها وفاقت اقرانها حسنا وجمالا والثوب في صندوق من ذهب"، ويضيف" اما الخرافات المضحكة التي ربما يتلهى باستماعها فكثيرة عندهم جدا ويكفي منها ما يتصل بهذا الذي نحن فيه وهو قولهم في ابرويز انه خص بستة عشر خصلة اعجزت غيره واعوزت عند من سواه". (الجماهر في معرفة الجواهر/30). قال الابشيهي" خرج كسرى أبرويز لبعض الأعياد وقد صفوا له ألف فيل وأحدق به ثلاثون ألف فارس، فلما رأته الفيلة سجدت له، فما رفعت رؤوسها حتى جذبت بالمحاجن وراضتها الفيالون". (المستطرف/369).
ذكر القزويني" سجستان: ناحية كبيرة واسعة تنسب إلى سجستان بن فارس ومن عادتهم أن لا تخرج المرأة من منزلها أبداً، فإن أرادت زيارة أهلها فبالليل. ينسب إليها رستم الشديد، كان بالغاً في الشجاعة والفروسية إلى حد قال الفردوسي في شاه نامه: جهان آفرين تا جهان آفريد. سواري جو رستم نيامد بديد ذكر عنه أنه كان يجعل الرمح في قرنه ويرفعه من ظهر فرسه، وإذا كان في ألف فارس يغلب ألفين: ألف في مقابلة ألف، وألف في مقابلة رستم". (آثار البلاد وأخبار العباد/201). ولما ملك أردشير بابك البلاد، وحصل في قبضته السبعة أقاليم استدعى صاحبي إيوان شهر، وقال له: أخبرني بما كان لصاحبك من العجائب، فقال كان له ستة أشياء:
الاول: بركة عظيمة كبيرة، كان يجلس عليها للشرب، وكان ندماؤه تحضره كل واحد منهم شرابه من داره، فيطرحه في تلك البركة، فتختلط الشربة على تغير ألوانها وطعومها، وأجناسها، فإذا غرفوا، خرج في قدح كل واحد منهم شرابه إلى جهته غير مختلط بشراب سواه.
الثاني: كان له طائر من النحاس على قبته في داره، فكان إذا دخل المدينة غريب صفر ذلك الطائر صفيراً يسمع كل من في المدينة، فيعلمون بدخول الغريب فيؤخذ، ويحضر بين يدي الملك، فيسخره لأي شيء ورد فعلم ذلك.
الثالث: كان له طبل إذا غاب رجل، وأبطأ، خبره ضرب ذلك الطبل، فإذا كان حياً جاء للطبل صوت.
الرابع: كان له مرآة إذا أراد الإنسان يعلم على أي حبال غائبة فيرى فيها خيراً أو شراً، نظر فيرى الغائب على الحالة التي هو عليها.
الخامس: كان له سروة يقف تحتها الفارس، والاثنين إلى الألف فتظلهم، فإذا زاد عن الألف واحد زال الظل عن الكل وصاروا في الشمس.
السادس: كانا كبشين عظيمين من حديد على لوح من حديد، بينهما غدير ماء، فإذا اختصم اثنان، أتيا إلى الكبشين فيحمل أحدهما على الظالم، فينطحه فيرمي به إلى الماء". (سفط الملح/73).
أول من لقب (شاهنشاه) ملك بابل!
قال ياقوت الحموي (574 ـ626هـ) " قد جعلت القدماء ملوك الأرض طبقات، فأقرّت، فيما زعموا، جميع الملوك لملك بابل بالتعظيم، وأنه أول ملوك العالم، ومنزلته فيها كمنزلة القمر في الكواكب، لأن إقليمه أشرف الأقاليم، ولأنه أكثر الملوك مالا، وأحسنهم طبعا، وأكثرهم سياسة وحزما، وكانت ملوكه يلقّبونه شاهنشاه، ومعناه ملك الملوك، ومنزلته من العالم كمنزلة القلب من الجسد والواسطة من القلادة. ثم يتلوه في العظمة، ملك الهند، وهو ملك الحكمة، وملك الغلبة، لأن عند الملوك الأكابر: الحكمة من الهند. ثم يتلوا ملك الهند في الرتبة، ملك الصين، وهو ملك الرعاية والسياسة وإتقان الصنعة، وليس في ملوك العالم أكثر رعاية وتفقّدا من ملك الصين في رعيّته وجنده وأعوانه، وهو ذو بأس شديد، وقوّة ومنعة، له الجنود المستعدّة، والكراع والسلاح، وجنده ذو أرزاق مثل ملك بابل. ثم يتلوه ملك الترك، صاحب مدينة كوشان، وهو ملك التغزغز، ويدعى ملك السباع، وملك الخيل، إذ ليس في ملوك العالم أشدّ من رجاله، ولا أجرأ منه على سفك الدماء، ولا أكثر خيلا منه، ومملكته ما بين بلاد الصين ومفاوز خراسان، ويدعى بالاسم الأعمّ، وهو إيرخان. وكان للترك ملوك كثيرة وأجناس مختلفة أولو بأس وشدّة، لا يدينون لأحد من الملوك، إلا أنه ليس فيهم من يداري ملكه. ثم ملك الروم، ويدعى ملك الرجال، وليس في ملوك العالم أصبح من رجاله". (معجم البلدان1/48).
عمر الفاروق في عيون الغرب
ذكر الكاتب والمؤرخ الأمريكي (واشنجتون ايرفنج) عن الفاروق" إن حياة عمر من بدايتها حتى موته تدل على أنه كان رجلاً ذا مواهب عقلية عظيمة، منها شدة تمسكه بالاستقامة والعدالة، وهو الذي وضع أساس الإمبراطورية الإسلامية، ونفَّذ رغبات نبيه وثبتها بنصائحه أثناء خلافته القصيرة. ووضع قواعد متينة للإدارة الحازمة في جميع البلاد التي فتحها المسلمون، وإن اليد القوية التي وضعها على أعظم قواده المحبوبين لدى الجيش في البلاد النائية وقت انتصاراتهم لأبرز دليل على كفاءته الخارقة للحكم، وكان ببساطة أخلاقه واحتقاره للأُبَّهة والترف مقتدياً بالنبي وأبي بكر، وقد سار على أثرهما". (محمد وخلفائه/65).
وقال (د. ميشال هارت) عن مآثر الفاروق" إن مآثر عمر مؤثره حقا، فقد كان شخصية رئيسية في انتشار الإسلام". (أعظم عظماء التأريخ). قال المؤرخ البريطاني الشهير توماس أرنولد " إن إسلام عمر كان نقطة تحول في تاريخ الإسلام . فقد تمكن المسلمون من اتخاذ مواقف أكثر جرأة سيما في أداء عباداتهم علنا وجماعة حول الكعبة". (دعوة إلى الإسلام). وكتب الكاتب الألماني (وايزمر) عن الفاروق" بعد تسلم عمر الخلافة قطع وعدا بحكم عادل نزيه وقال: والله ما فيكم أحداً أقوى عندي من الضعيف حتى آخذ الحق له، ولا أضعف عندي من القوي حتى آخذ الحق منه، وقد تطبق ما قال بالضبط على أرض الواقع". (دراسة عن تسامح محمد وخلفائه). وجاء في الموسوعة البريطانية (الأنسكلوبيديا) لعام 2009 الآتي" لقد تحولت الدولة الإسلامية في عصر عمر من إمارة عربية إلى قوة عالمية، وأنه من خلال الفتوحات العظيمة وضعت سياسة عمر المنضبطة جدا المبادئ لإدارة البلدان المفتوحة، وان تركيبة الإمبراطورية الإسلامية التي قد حكمت بعده بما تتضمنه من خبرة قانونية يعود الفضل بوجودها إليه". وقال المستشرق البريطاني (وليان موير) الآتي" كانت البساطة والقيام بالواجب من أهم مبادئ عمر. وأظهر ما اتصفت به إداراته عدم التحيُّز، وتقديره المسؤولية حق قدرها، وكان عادلا ولا يحابِ أحدا على حساب الحق، سيما في اختبار عماله في الامصار". (تأريخ الخلافة الإسلامية/62).
ذكر المؤرخ الأمريكي اليهودي (وول ديورانت) في موسوعته الشهيرة" كان قد بلغ من الشهرة درجة لم يجد معها أحد سبباً للاعتراض حين اختاره أبو بكر خليفة للمسلمين من بعدهِ. غير أن عمر نفسه كان يختلف عن صديقهِ أبي بكر كل الاختلاف، كان حاد الطبع شديد الانفعال، لا يتفق معه إلا في بساطتهِ وتقشفهِ. وكانت صروف الدهر وتبعات الحكم قد أنضجت عقله فجعلته مزيجاً عجيباً نادراً من حدة الطبع والقدرة على الحكم الهادئ الصادق؛ ويحكى عنه أنه ضرب بدوياً من غير حق ثم ألح عليه- دون جدوى- أن يكيل له الضربات بقدر ما كاله هو له. وكان شديد التمسك بالدين يطلب إلى كل مسلم ألا يحيد قيد شعرة عن الفضيلة. وكان يحمل معه درة يضرب بها كل من يراه من المسلمين خارجاً على أصول الدين. ويذكر المؤرخون المسلمون إنه لم يكن له إلا قميص واحد، وجلباب واحد رقعه عدة مرات، وإنه كان يعيش على التمر وخبز الشعير، ولا يشرب غير الماء، وإنه كان ينام على سرير من جريد النخل، وهو لا يكاد يكون أقل صلابة وخشونة من قميص الشعر، وإن همه كله كان منصرفاً إلى نشر الإسلام بالسلم وبالحرب". (قصة الحضارة/4459). ذكر البروفيسور الهندي (السيد فاسواني) التالي" يجب ان نتذكر ان اول ضربة وجهت للعبودية كانت من عمر بن الخطاب عندما قام بمنح الحرية للعبيد الذين اسروا بعد فتح بيت المقدس". (روح وكفاح الإسلام/16). كما ذكر الكاتب الصيني (يو جاي ليان) " كان عمر بن الخطاب رجلا شجاعا وذا حيوية ومقدرة مذهلة في الجدال وضبط شؤون الدولة بحيث انه يحسم القضايا ولا يترك اي شكوك عالقة بها. وتحمس الى مطلب توسيع نطاق الدعوة واعلان مبادئها حتى يكون الايمان بها على اصعدة عليا، وان اكثر الناس الجهلاء سوف يصدقوا ويدخلوا فيه، فعندما تهب الرياح ينحني العشب وحتى العنيد منها سوف ينحني امام قوتها". (النبي العربي/11).
ذكر(د. هـ. كول اللاهوتي والمبشر المسيحي)" عندما كان محمد يسكن في بيت الارقم المخزومي وتحت ظل حمايته، اكتسب معتنقا اخر مساو لأهمية حمزة، الا وهو عمر بن الخطاب الذي كان تأثيره على مصير الاسلام واضحا جدا. وسع من رقعة دولة الاسلام بتسريبه للجيوش الظافرة ولم يئلو جهدا ولو قليل الا بذله في هذا السبيل منذ ان اسلم". (محمد والمحمدية/94).
كتب البروفيسور البريطاني ( سيمون اوكلي)" كان عمر بن الخطاب يتمتع بصفات الزهد ونكران الذات والتقوى وجاذبية السلوك وهذه الصفات اكسبته احتراما وتقديرا اكثر من الخلفاء الذين جاءوا بعده. وكان طعامه خبز الشعير وادامه الملح وفي اغلب الاوقات ياكل خبزه بلا ملح لكي يوغل في زهده واماتة شهوات جسده. ما شرابه فكان الماء، وكان دائم الحرص على تأدية واجباته الدينية وفي السنين العشرة من حكمه حج ثمان حجج. وكان منصف جدا وعادل في ادارته الحكومية واذناه صاغيتان دوما حتى لشكاية احقر الناس ولا تمنعه قوة الظالم من انزال العقوبة به. وقراراته دائما مستندة وبشكل دقيق على القران والسنة. أعطى عمر برهانا ساطعا على احساسه بواجب الرعية على الحاكم". (تأريخ المسلمين/266). ذكر المستشرق الالماني (كوستاف ويل) عن الفاروق" لما دخل عمر بن الخطاب في الاسلام كان تلك النجمة الميمونة التي اشرقت في مرحلة طفولة الاسلام ثم حطت على رؤوس المسلمين". (تأريخ شعوب الإسلام/54). ذكر الكاتب الانكليزي(صموئيل كرين) وهو من المعادين للإسلام وليس على وفاق مع النبوة قائلا" انتهى عصر عمر بعد عشر سنين من الازدهار، ان صفات التقوى والعدالة والزهد والبساطة التى تحلى بها قد اكسبته احترام صالحو المسلمين اكثر من اي خليفة تامر بعده. وكان شديد الحرص على تأدية فروضه الدينية". (حياة محمد/253). ذكر المستشرق المعروف (اكناز غولدتسيهر) عن الفاروق" ان الخليفة المتقد حيوية ونشاطا عمر بن الخطاب هو المؤسس الحقيقي للإسلام، وصاحب الفتوحات العظيمة، وهو الذي وضع قانونا محددا لتنظيم إدارة الدولة". (محمد والإسلام).
أجمع فلاسفة وكتاب الغرب بأن من خصال عمر الفاروق، العدل، الرأفة، تقدير المسؤولية، القوة والشجاعة، تطوير الإدارة والتنظيم، حسن الاختيار لولاته، توسيع رقعة الإسلام، تأسيس الإمبراطورية الإسلامية، النزاهة، الزهد، نصرة الضعيف، عدم التحييز للأبناء والأقارب، البساطة، الكفاءة الخارقة، الاقتداء بالنبي (صلى الله عليه وسلم)، الصدق، القدرة على الحكم، الحكمة، القدرة على الجدال، نكران الذات، التقوى، جاذبية السلوك، كثرة الحج، سماع شكاوي الناس، الإحساس بالرعية، الاهتمام بزوجات النبي(صلى الله عليه وسلم) ومصاحبتهن في الحج، سماع الرأي الآخر.
لنقارن الآن بين رأي الشرق (الفرس الصفويين والعرب الشعوبيين) وبين رأي الغرب (النصارى واليهود والوثنيين) في الفاروق، وسوف لا نحتاج الى الكثير من الجهد لنتوصل إلى الحقيقة إذا تجردنا من العواطف والميول والأهواء، وانتصرنا للحق، والحقيقة. النصارى يشيدون بالفاروق والفرس يطعنون به!
-------------
أهم المصادر
ـ المعجم الكبير. سليمان بن أحمد الطبراني. تحقيق حمدي عبد المجيد. مكتبة أبن تيمية. القاهرة.
ـ بحار الأنوار للمجلسي / طبعة مؤسسة الوفاء – بيروت لبنان- الطبعة الثانية 1403هـ – الموافق 1983م
ـ تفسير العياشي، تأليف: محمد بن مسعود ابن عياش السمرقندي-مؤسسة الأعلمي-بيروت.
ـ الفتوح. أحمد بن أعثم الكوفي. دار الكتب العلمية/ بيروت 1986
ـ الكافي لأبي جعفر محمد بن يعقوب بن اسحاق الكليني الرازي ، المتوفي سنة 328-329 هـ. صححه وعلق عليه علي اكبر الغفاري – دار الكتب الاسلامية – طهران الطبعة الثالثة -1388
ـ كتاب سليم بن قيس الكوفي/ سليم الهلالي. دار الفنون. بيروت 1980
ـ تأريخ الشيعة المعتبر(تأريخ عالم آراي صفوي). كاتب فارسي مجهول. جمع وتحقيق: يد الله شكري. دار النشر مؤسسة الاطلاعات. طهران. 1363 شمسي.
ـ سفرنامه ونيزيان در ايران: ترجمة منوچهر أميري
ـ الأنوار النعمانية في معرفة النشأة الإنسانية. لنعمة الله الموسوي الجزائري، الناشر: مؤسسة الأعلمي للمطبوعات- لبنان، الطبعة الرابعة، 1404هـ -1983م.
ـ مروج الذهب ومعادن الجوهر. أبو الحسن علي بن الحسين المسعودي. تحقيق محمد محي الدين عبد الحميد. دار الفكر. بيروت 1973
ـ ديوان المبتدأ والخبر في تاريخ العرب والبربر ومن عاصرهم من ذوي الشأن الأكبر. عبد الرحمن ابن خلدون. دار الفكر. بيروت 1988
ـ تأريخ الرسل والملوك. محمد بن جرير الطبري. دار التراث. بيروت. 1387 هـ
ـ معجم البلدان. شهاب الدين ابو عبد الله ياقوت الحموي. دار صادر بيروت. 1995
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: