د - المنجي الكعبي - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 777
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
بعدد مكافئ من المسيرات والصواريخ البالستية دوت سماء إسرائيل يوم ١٣ أبريل (رابع أيام العيد) بطلقاتها تحية لزاهدي ورفاقه - على أرواحهم السلام - في القنصلية المباركة، الذين رفعهم الله الى عليائه فداء لبيته المقدس في فلسطين. وكانت تلك الإطلاقات تنزل بردا وسلاما على قلوب الغزاويين وسائر أبناء الأمة الإسلامية الذين كانت تدق على وقع طوفان الأقصى منذ ٧ أكتوبر تشرين الأول الماضي. حتى جاء أول الأسبوع الثاني من هذا الشهر (فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ)) بجاه رقم هذه الآية (١٣) من سورة الفجر.
والمؤمنون كانت الرؤيا الصادقة يرونها في المنام بمثابة المبشرات على الإنجازات والانتصارات التي سيستقبلونها في جهادهم من أجل الحق، غير هيابين من الموت في سبيل الله؛ تأسيا بالنبوة، لقوله عليه الصلاة والسلام (( إن الرؤيا الصادقة جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة)) أو ما في معنى ذلك، لتطلع الإنسان بطبعه الى علم الغيب لتوطين نفسه على أخذ أموره بعزم وهمة، منعا لتسرب اليأس إليه، أو تحزين الشيطان له عن القيام الى مقاصده، أو أضغاث الأحلام في منامه أوتخليط الكهان والمنجمين؛ بل يتخذون الرؤيا الصادقة وكذلك الأرقام مضرب الأمثال عندهم في القرآن الكريم، ويتعلونها علما منه، لقوله تعالى يخاطب يوسف عليه السلام ((وَيُعَلِّمُكَ مِن تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ))؛ وقوله أيضا: ((وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهاَ إِلاَّ الْعَالِمُونَ)) ويتحصنون بها منه، أي من القرآن نفسه. وكانت لهم مؤلفات ومؤلفون أفذاذ علمائهم، أقدمهم التابعي الكبير ابن سيرين البصري, ومن أشهرهم في عصر القيروان الذهبي الفقيه المعروف بالعابر القيرواني أبو بكر محمد بن نعمة الأسدي في القرن الخامس الهجري.
فما أحوجنا الى من لا يحبط العزائم ويلقي الخذلان في النفوس ويشنع على العرب والمسلمين الاستلهام من تراثهم المجيد وتعاليمهم السمحة وتقاليدهم العريقة دليل الاعتناء بتأويل الرؤيا وتعبيرها والأرقام والتمثيل بها.
تونس في ٥ شوال ١٤٤٥هـ/ ١٤ أفريل٢٠٢٤ م
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: