البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

مسؤولية المسلمين في العدوان على غزّة

كاتب المقال فتحي قاره بيبان - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 869


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


إن ردّة فعل المسلمين تجاه ما يحدث في غزّة من عدوان إسرائيلي غاشم يستهدف البشر والحجر ولا يبقي ولا يذر تثير كثيرا من الحيرة والتساؤلات. فالموقف الغالب للمسلمين شعوبا وحكومات من هجوم قوات الاحتلال الإسرائيلي على غزّة يغلب عليه التخاذل والوهن. وهو ليس مدعاة افتخار، بل إنّه يقدّم أسوأ مثل لأجيال المستقبل. ومن المؤسف أنّ حال الإسلام في كثير من الدول الإسلاميّة بقي كما وصفه بعضهم: حيث نجد مسلمين ولكن لا نجد إسلاما، أي لا نجد العمل بالإسلام بين المنتسبين إليه. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا إيمان إلا بعمل ولا عمل إلا بإيمان» (أخرجه اللالكائي).

ومن الفرائض التي فرضها الإسلام على المسلمين التناصر فيما بينهم، وهو أن يقدّم كلّ منهم العون لأخيه المسلم ليدفع عنه الظلم إن كان مظلوما، ويردّه عن ظلمه إن كان ظالما. قال الله تعالى: « وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلاَّ عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ» (الأنفال 72). وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «ما من امرئٍ مُسلمٍ يخذُلُ امرأً مسلمًا في موضعٍ تُنتَهكُ فيه حرمتُه، ويُنتقَصُ فيه من عِرضِه إلّا خذله اللهُ في موطنٍ يُحِبُّ فيه نُصرتَه، وما من امرئٍ مُسلمٍ ينصُرُ مسلمًا في موضعٍ يُنتَقصُ فيه من عِرضِه، ويُنتهَكُ فيه من حُرمتِه إلّا نصره اللهُ في موطنٍ يُحبُّ فيه نُصرتَه» (أخرجه أبو داود).

وقال ابن بطال في شرح صحيح البخاري: «نصر المظلوم فرض واجب على المؤمنين على الكفاية، فمن قام به سقط عن الباقين، ويتعيّن فرض ذلك على السلطان، ثم على كل من له قدرة على نصرته إذا لم يكن هناك من ينصره غيره من سلطان وشبهه».

وقال النبي صلى الله عليه وسلّم: «المؤمن للمؤمن كالبنيان يشدّ بعضه بعضا» (أخرجه البخاري). وقال عليه الصلاة والسلام: «مثل المؤمنين في توادّهم وتراحمهم وتعاطفهم، مثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو، تداعى له سائر الجسد بالسّهر والحمّى» (أخرجه مسلم).

إن علاقة المسلمين ببعضهم تبدو اليوم أبعد ما يكون عن توصيف الرسول صلى الله عليه وسلم لما يجب أن تكون عليه، فبعض المسلمين في غفلة عما يلمّ بالبعض الآخر، ولا يألمون لما يألم له بعضهم، ولا يجيش لهم جأش، يلازمون الصمت ويتظاهرون باللامبالاة لما ينال جيرانهم من تقتيل وتدمير لكل القطاعات الحياتية في غزّة، وهم بصمتهم هذا يشجعون قوى الاحتلال الإسرائيلي على التمادي في عدوانها الغاشم ويشاركون فيه.

إنّ الإسلام يأمر المسلمين بالتناصر بينهم سواء كانوا أفرادا أو جماعات أو دولا. فالتناصر واجب عند كل ظلم يلحق بالمسلمين مهما كان مصدره. والتناصر بين المسلمين لا يكون بالضرورة بالقتال واستعمال الأسلحة، فعدم السكوت على المعتدين الظالمين وتوجيه الرسائل المستمرّة لهم، وتهديدهم إن لزم الأمر بالجيوش الإسلامية وبوسائل أخرى، وتسليط العقوبات عليهم، والعمل على إحباط مخططاتهم وأعمالهم الإجرامية، كلّها من الوسائل الممكنة لردع الظالمين ونصرة المظلومين. فالمهمّ هو أن لا يكون المسلمون سلبيين تجاه المظالم وأن يردّوا الفعل بما يستوجبه الحال.

إن التناصر هو فرض كفاية، أي أنه واجب على كل المسلمين القادرين عليه، ويسقط هذا الوجوب بفعل البعض له، ولكن يأثم الكلّ إذا تركوه. وإنّ أخشى ما يمكن للمرء أن يخشاه - أمام تقاعس أغلب المسلمين وعجزهم عن نصرة إخوانهم في غزّة - أن يصبح كلّ واحد منهم حاملا لبعض وزر الدم الذي لا يزال يراق غزيرا في هذا البلد المسلم.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

غزة، فلسطين، إسرائيل، طوفان الأقصى،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 25-04-2024  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  مسؤولية المسلمين في العدوان على غزّة
  إسناد الولايات العامة إلى أهلها
  نقد نظام الانتخابات
  النقص الخطير
  الإطارات المسجدية في تونس وسياسات التهميش
  منهجية خطبة الجمعة
  المطالعـــة وجـودة الكتـــاب
  حياتنـا معين لا ينضب
  المرجع في فقه الدين
  التطـــرّف العدوانـــي
  الديمقراطيـة وإسنـاد الأمـر إلى أهلـه
  تكويـن وانتخـاب الكفـاءات للحكـم
  نـقــد النظــام الحـزبـــي
  الأحـزاب السياسيـة وعـودة العصبيّـة
  أولويـة الفقـه السياسـي
  وهـــم الـديمقراطيـــة
  هـل الأحـزاب السياسيـة ضروريـة؟
  مسؤوليـة المسلميـن في أحـداث سـوريا
  وزيـر العـدل والـمرسوم المنظـم لمهنـة المحامـاة
  التناصـف وحريـة الانتخـاب
  نحو استعمال أمثل للتلفــزة
  نحو تكامل اقتصادي عربي جديد
  سَبيلُ المسلمينَ لمعرفةِ الدِين
  كـرة الـقـدم و جمهورهـا
  اللغـة الوطنيـة و مواقـع الانترنـت في تونس‏
  لماذا يُخاطب أبناء تونس بغير لغتهم ؟
  اختيار اللــغة في تونس !؟

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
سليمان أحمد أبو ستة، العادل السمعلي، د. مصطفى يوسف اللداوي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، فتحي الزغل، حسني إبراهيم عبد العظيم، سلام الشماع، إياد محمود حسين ، الناصر الرقيق، خالد الجاف ، صباح الموسوي ، الهيثم زعفان، إيمى الأشقر، د - محمد بنيعيش، عبد الله زيدان، يحيي البوليني، صلاح الحريري، فهمي شراب، د - مصطفى فهمي، صالح النعامي ، د. طارق عبد الحليم، صفاء العربي، مصطفي زهران، صفاء العراقي، د - عادل رضا، سامح لطف الله، محمد الطرابلسي، د. عبد الآله المالكي، فتحي العابد، رضا الدبّابي، د - محمد بن موسى الشريف ، محمود طرشوبي، عبد الله الفقير، أ.د. مصطفى رجب، د. عادل محمد عايش الأسطل، بيلسان قيصر، مراد قميزة، محمد الياسين، طارق خفاجي، ضحى عبد الرحمن، مصطفى منيغ، محمد يحي، أحمد بوادي، د.محمد فتحي عبد العال، محمد اسعد بيوض التميمي، د. صلاح عودة الله ، د - صالح المازقي، حاتم الصولي، نادية سعد، محمد علي العقربي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، رشيد السيد أحمد، كريم فارق، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، مجدى داود، رمضان حينوني، محمد العيادي، محمد شمام ، عواطف منصور، تونسي، عراق المطيري، إسراء أبو رمان، فتحـي قاره بيبـان، محمود فاروق سيد شعبان، عمر غازي، أحمد النعيمي، رافع القارصي، د - المنجي الكعبي، د - شاكر الحوكي ، محمد عمر غرس الله، محمود سلطان، عبد الرزاق قيراط ، رافد العزاوي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، فوزي مسعود ، عزيز العرباوي، أنس الشابي، وائل بنجدو، علي الكاش، يزيد بن الحسين، أحمد ملحم، د - الضاوي خوالدية، عبد العزيز كحيل، أبو سمية، طلال قسومي، رحاب اسعد بيوض التميمي، د. خالد الطراولي ، منجي باكير، ياسين أحمد، د- محمد رحال، حميدة الطيلوش، سفيان عبد الكافي، د- محمود علي عريقات، المولدي اليوسفي، عبد الغني مزوز، جاسم الرصيف، علي عبد العال، الهادي المثلوثي، د. أحمد بشير، خبَّاب بن مروان الحمد، د. أحمد محمد سليمان، سيد السباعي، ماهر عدنان قنديل، أحمد الحباسي، سلوى المغربي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، محرر "بوابتي"، د- هاني ابوالفتوح، سعود السبعاني، أشرف إبراهيم حجاج، حسن عثمان، صلاح المختار، سامر أبو رمان ، المولدي الفرجاني، حسن الطرابلسي، عمار غيلوفي، محمد أحمد عزوز، د- جابر قميحة، كريم السليتي، موسى عزوق،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة

سياسة الخصوصية
سياسة استعمال الكعكات / كوكيز