البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

اعتصام الكامور، الاسئلة الحارقة

كاتب المقال أحمد الحباسى - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 4202


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


ربما انتهى اعتصام ‘الكامور‘، لكن من الواضح أنه بين تاريخ بداية الاعتصام و تاريخ نهايته القريبة ستكشف كثير من الخفايا و الاسرار المرعبة، يعنى أن هذا الاعتصام الذى طرح كثيرا من الاسئلة الحارقة و بعث كثيرا من الشكوك فى نفوس المتابعين سيكون بداية عملية فهم عميقة لما يدور داخل كثير من الدكاكين السياسية التى تعيش على الاموال الخليجية الفاسدة خاصة و أن قطر مثلا و هى المعروفة بتمويل كثير من الوجوه و الاحزاب السياسية التونسية تعيش اليوم لأول مرة منذ نشأة هذه الدولة حالة من الرعب و الصدمة بعد القرار الخليجى بعزلها من محيطها و البحث عن الطرق المناسبة لجعلها تدفع فواتير تدخلها المشبوه و المثير للسؤال فى كثير من الاحداث الدموية العربية، بطبيعة الحال كل المتابعين يدركون اليوم أن أغلب ما يحدث فى الدول العربية مترابط و متشابك و بهذا المعنى شكل اعتصام ‘ الكامور’ فرصة أخرى لهؤلاء المتابعين لاكتشاف ما كان يخطط للجنوب و لتونس بعد أن تبين الخيط الابيض من الخيط الاسود و تم حرق المراكز الامنية و نهب الممتلكات العامة و الخاصة و صب البنزين على أعوان الامن و تعرضهم للسب و الشتم و الاتهام بكونهم من الطواغيت.

قيل فى البداية عبثا أن الاعتصام ‘ سلمى ‘ و قيل فى البداية أن آهالى مدينة بن قردان أين تمت المظاهرات و الاعتصام و حرق المراكز و الاعتداء على الجيش و غلق حنفية تمرير البترول أن هؤلاء المعتصمين و المتظاهرين يعرفون بعضهم البعض بالاسم و العائلة، قيل أيضا أن عملية ‘ تمويل ‘ هذا الاعتصام بالماء و الاكل و بقية المستلزمات الضرورية الاخرى يتم بواسطة أهل الخير و المتبرعين من عائلات المتظاهرين و قيل أيضا ان معرفتهم البعض بالبعض تجعل مسألة اندساس المتآمرين على الدولة و مؤسساتها صعب و مستحيل، هذا ما قيل لذر الرماد على العيون و لتمرير المؤامرة و لذلك فوجئ المواطنون بما حدث و بانفجار اللغم المتنقل دون سابق انتباه او تنبيه و لعل ما كشفه العميد خليفة الشيبانى الناطق الرسمى باسم الحرس الوطنى بالصوت و الصورة على قناة الحوار التونسى قد قدم بداية الجواب على كثير من الاسئلة الحارقة و جعل المتابعين يقفون على حقيقة اعتصام ‘ الكامور’ و حقيقة بعض المشاركين فيه و حقيقة تمويل هذا الاعتصام و ماهية النوايا الحقيقية لهؤلاء المتمارين على امن الدولة و مؤسساتها السيادية، لذلك يمكن القول اليوم أن البلاد قد نجت من أكبر مخطط مشبوه كاد يأتى فى لحظات معدودة على الاخضر و اليابس .

ليس منطقيا أن تتحول الحكومة مرفقة بحزمة من الاجراءات العاجلة و الاجلة بذلك الحجم الغير المسبوق و تتم عملية طردها بتلك الطريقة المسيئة و المهينة والمقصودة، هكذا انتبه البعض و فى تلك اللحظات التى شاهدوا فيه المتظاهرين يرفعون أصواتهم للمطالبة برحيل الحكومة قبل ان يستمعوا اليها و يناقشوا مقترحاتها و يقدموا مطالبهم أنه وراء الاكمة ما وراءها و أن من دبروا عملية ‘ تمويل ‘ هؤلاء المتظاهرين المشبوهين لم تكتف بتمويل المئونة الغذائية اللازمة لمواصلة حصار المناطق البترولية و حرق المراكز الامنية و ضرب المؤسسة العسكرية و البحث عن اسالة الدماء بل دفعتهم الى تجاوز كل الخطوط الحمراء حتى يمكن تمرير الارهابيين و المهربين و كميات الاسلحة و البضائع المهربة، فعملية حرق المراكز الامنية بتلك الطريقة البشعة و الوحشية تؤكد أن عملية اختراق المتظاهرين قد تمت بعناية واضحة بحيث كان الهدف المقصود هو اخلاء المراكز الامنية و ارباك الاعوان و القيادات بالتوازى مع محاولة جر الجيش لإطلاق النار و اسالة الدماء التى كانت ستؤدى الى حرب اهلية بما يتيح لبعض القنوات الاجنبية و من بينها قناة ‘ الجزيرة ‘ القطرية بأن تجد ما يؤثث سهرات التضليل الاعلامى الذى تعودت عليه منذ انبعاثها.

لقد قيل الكثير حول الشبهات المتعلقة بهذا الاعتصام لكن رفض بعض الاشخاص لمقترحات الحكومة فى حين قبلتها الاغلبية قد جعل المتابعين اليوم يتساءلون فعلا عما حدث طيلة أسابيع هذا الاعتصام المشبوه ، طبعا كان مطلوبا ان نبحث عن المستفيد من الفوضى الدموية التى كان يخطط لها فى الغرف المغلقة لبعض الاحزاب و القيادات السياسية التى تعيش على المال النفطى الخليجى و كان مطلوبا أن نستعيد بالذكريات البطيئة تلك الوجوه السياسية التى وقفت مع المتظاهرين و هم ينتهكون الخط الفاصل بين الفوضى و الانضباط لضرب الجيش حتى يخرج عن عقلانيته الدائمة و يطلق رصاصة اشعال الحريق فى تلك الربوع، يقال أن السياسة قذرة و يقال أيضا أن ممارسة السياسة تتطلب أفكارا قذرة، لكن من الثابت أن هؤلاء السياسيين و الاحزاب التى مولوا الاعتصام و المظاهرات و وقفوا وراء حرق المراكز الامنية اضافة الى رفع العصى و الهراوات و السكاكين ضد الجيش قد أرادوا هذه المرة اسقاط الدولة بكاملها على رؤوس الجميع حتى يمكن استباحة عرضها و تزويجها للفكر التكفيرى المتطرف الساعى لإنشاء دولة الخلافة على جثث الابرياء، فى هذا السياق ليس مطلوبا اليوم كشف اسماء المتآمرين و لا هوية من أحرقوا المراكز الامنية بل المطلوب اليوم أن نفهم ان محاربة الفساد تبدأ من حيث يجب ان تبدأ و هى السعى بكل الطرق لسد الابواب أمام هؤلاء الخونة سواء على مستوى الانتخابات أو على مستوى الاعلام أو على مستوى البحث عن الطرق الكفيلة بحماية أمن البلاد من العابثين و المتآمرين .


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الكامور، تطاوين، قطاع البترول، الفساد بتونس، التنمية بتونس، إعتصام الكامور،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 17-06-2017  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  متى استعبدتم الناس و قد ولدتهم أمهاتهم أحرارا
  تونس : قيس سعيد و القضاء، تفاهمات خفية
  لماذا يتم التنكيل بعبير موسى ؟
  "ميزيريا" زرقاء
  التآمر على أمن الدولة، التهمة الأكثر إضحاكا في تونس
  إن عدتم عدنا، فها أنا عدّت
  تونس : رغيف عيش يا أولاد الحلال
  بلاغ للنائب العام
  هل باع حمة الهمامى دم الشهيد شكري بلعيد؟
  لبن، سمك، تمر هندي
  كيف أتقيّد بقواعد النشر ؟
  هل الشعب هو سبب البلاء ؟
  قيس سعيد، هذا " النظيف" الذي يتسخ كل يوم
  قاللك تحيا تونس
  حرب الاسكات، من يريد بحرية التعبير شرا ؟
  لماذا يريد الرئيس توريث ابنه بالقوة ؟
  سهام طائشة و كلام في الممنوع
  نهضاويات
  عزيزي المتابع تخيل لو نجحوا ...فقط تخيل ...
  لو تحدثنا عن البقايا ...
  تونس : انقلاب الجنرال، الأسئلة و الأجوبة
  يوسف الشاهد، من الغباء السياسي ما قتل
  سى الطبوبى : ياريت تنقطنا بسكاتك
   قناة التاسعة : تلفزيون "شالوم" و أبناء "شحيبر"
  صراخ فلسطين و صمت العرب
  عبير موسى، هذا القضاء الفاسد
  مسلسل هابط اسمه ‘ مجلس نواب الشعب ‘
  نقابة المرتزقة، الحبيب عاشور لم يمت
  بورقيبة، وردة على قبر الزعيم
  تونس : موت عمر العبيدى و كذبة افريل..

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
حسن الطرابلسي، سلوى المغربي، د - محمد بنيعيش، سعود السبعاني، حسن عثمان، د- جابر قميحة، سامح لطف الله، د. أحمد بشير، كريم السليتي، ضحى عبد الرحمن، فتحـي قاره بيبـان، سلام الشماع، د - الضاوي خوالدية، أبو سمية، د.محمد فتحي عبد العال، محمد الطرابلسي، فتحي الزغل، ياسين أحمد، علي عبد العال، أ.د. مصطفى رجب، جاسم الرصيف، محمد العيادي، رشيد السيد أحمد، خالد الجاف ، إسراء أبو رمان، علي الكاش، الهادي المثلوثي، كريم فارق، عزيز العرباوي، سامر أبو رمان ، صباح الموسوي ، د - شاكر الحوكي ، د - مصطفى فهمي، د. خالد الطراولي ، إيمى الأشقر، عواطف منصور، رضا الدبّابي، د - محمد بن موسى الشريف ، فتحي العابد، د - عادل رضا، أنس الشابي، فهمي شراب، حسني إبراهيم عبد العظيم، د- محمود علي عريقات، أحمد الحباسي، عمر غازي، محرر "بوابتي"، رحاب اسعد بيوض التميمي، مجدى داود، المولدي الفرجاني، د. طارق عبد الحليم، خبَّاب بن مروان الحمد، إياد محمود حسين ، د- محمد رحال، تونسي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د. عادل محمد عايش الأسطل، رمضان حينوني، محمد أحمد عزوز، عراق المطيري، عبد الغني مزوز، محمد اسعد بيوض التميمي، د. صلاح عودة الله ، مراد قميزة، يزيد بن الحسين، حميدة الطيلوش، نادية سعد، ماهر عدنان قنديل، سيد السباعي، عبد الرزاق قيراط ، د. عبد الآله المالكي، مصطفي زهران، د. مصطفى يوسف اللداوي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، محمد يحي، يحيي البوليني، صفاء العراقي، فوزي مسعود ، صفاء العربي، صلاح المختار، د - المنجي الكعبي، سفيان عبد الكافي، أحمد ملحم، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د. كاظم عبد الحسين عباس ، الناصر الرقيق، مصطفى منيغ، صلاح الحريري، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، أحمد بوادي، رافد العزاوي، عبد الله الفقير، د- هاني ابوالفتوح، د - صالح المازقي، محمود طرشوبي، منجي باكير، محمود سلطان، محمد الياسين، العادل السمعلي، عبد الله زيدان، د. أحمد محمد سليمان، صالح النعامي ، محمد عمر غرس الله، سليمان أحمد أبو ستة، عمار غيلوفي، الهيثم زعفان، محمود فاروق سيد شعبان، أشرف إبراهيم حجاج، محمد شمام ، رافع القارصي، طلال قسومي، وائل بنجدو، أحمد النعيمي، حاتم الصولي،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة