البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

أحزاب و ثورة و كلام في الممنوع

كاتب المقال أحمد الحباسى - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 4552


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


يتحدثون عن الثورة و عن مطالبها، يتحدثون عن الثورة مع أن كل هذه الأحزاب بما فيها حركة النهضة و كما جاء على لسان الأستاذ عبد الفتاح مورو نفسه لم تشارك فيها، يتحدثون و يجزلون الحديث، و لا يريدون أن يقاطعهم أحد أو يعارضهم أحد أو يتعرض أحد لهذه الثورة ، كأن هذه الثورة ليست ملكا مشاعا و كان هذه الثورة قد رجعت إليهم بالوراثة، و هم الورثة الوحيدون لهذه ‘ الورثة’ – عفوا الثورة -، و لم يبق اليوم لهؤلاء إلا ترسيم هذه الثورة بالسجل العقاري و ادعاء ملكيتها، و لأنهم في أقصى الحالات مالكون لهذه الثورة بالحوز و التصرف لا غير فقد اغتنموا حالة الانفلات الجدلية بعد الثورة لنصب خيامهم و الانتصاب الفوضوي في كل مساحات الإعلام تماما كما حصل من نصب تلك الخيام الدعوية المتنقلة في كل بؤر التوتر الشعبية من حي التضامن إلى القيروان إلى مدنين .

سقط حزب النداء و تبارى ‘المؤسسون ‘ في تأبينه قبل إعلان وفاته الرسمية في الانتخابات البلدية القادمة، سقوط النداء و انقسامه لم يكن حدثا مألوفا في الساحة السياسية التونسية المتعودة على ‘الصوت’ الواحد، لكنه كان منتظرا، فالأحزاب التاريخية في العالم لا تنشأ من رحم العمليات القيصرية المشبوهة، و لا تخرج لهذه الدنيا دون ولى شرعي معلوم، و حتى الإرث البورقيبى كما يقولون لم يكن كافيا ليخرج هذا الحزب في أبهى حلة، لأنه و ببساطة شديدة لم يكن حزبا نابعا من الشعب الثائر الغاضب على سنوات الجحود و التمييز السلبي و الكيل بمكيالين بين ولايات الوطن الواحد ، بل هو حزب ‘باشاوات’ و حزب ‘بارونات’ و حزب يساريين همشتهم الأحداث طوال أكثر من نصف قرن من تاريخ الاستقلال التونسي المشوب بكثير من العورات و الشبهات و القيل و القال،

لا تدرى الجبهة الشعبية بجميع مكوناتها المتناحرة سرا على أي ساق ترقص لتبقى في حلبة الصراع السياسي، فالجبهة كانت في حالة اندثار زمن الرئيس السابق زين العابدين بن على و لولا الثورة لتجمع من تبقى من ‘ الرفاق’ لقراءة ما تيسر من كتب الاشتراكية الثورية على قبر الأفكار اليسارية، و رغم ذلك، فقد بقى الرفاق حائرون يتهامسون يتساءلون مع من يقفون و على أي ساق يرقصون، حتى جاء نعى الشهيد شكري بلعيد ليرفع الجبهة إلى عنان السماء و يجمع معها و نحوها ملايين التونسيين الرافضين للعنف مهما كان مأتاه، لكنها و كالعادة فرطت في هذا ‘ الإرث’ و بقيت أسيرة اتهامات لجهة سياسية معينة و أسيرة أفكار معلبة فات وقت صلاحيتها بسنوات قمرية، اليوم تجد الجبهة نفسها في حالة دفاع قصوى عن النفس و عن الإرث السياسي المبعثر بين ألسنة القيادات المتنافرة بحيث كان لزاما على قائد السفينة المرشح الرئاسي السابق حمة الهمامى تقديم كشف في الحالة المادية حتى يبرأ نفسه من تهم الفساد و التمعش السياسي .

على لسان السيد عبد الوهاب معطر وزير تشغيل جنى الزيتون السابق في عهد حكومة السيد على العريض، فان قيادات المؤتمر متهمة حتى إشعار آخـــر بالاستيلاء و التصرف المشبوه في مال حزب المؤتمر، و قيادات المؤتمر المشار إليها علنا بالاتهام هي الرئيس المؤقت السابق ‘الحقوقي’ السيد محمد المرزوقي و ‘الناطق’ باسمه عدنان منصر و أمين الحزب عماد الدايمى و طبعا صاحب ‘العبارات’ الشهيرة في ساحة بورقيبة زمن الترويكا السيد طارق الكحلاوى، شبهات الفساد المالي تطال قيادات تعمدت دائما اتهام الآخرين بالفساد و إطلاق حملات ‘ النظافة’ المالية في كل مناسبة، هذه المرة، تكلم السيد معطر ليرش حزب المؤتمر بروائح الاتهام الكريهة بحيث يمكن الحديث دون شطط عن نيران صديقة تشتعل في حزب الصفر فاصل الذي لم يرجع لحد الآن ما ‘تسلمه’ من أموال لتمويل حملته التشريعية الفاشلة بالطـــول و العرض ، المعروف عن الرئيس المؤقت السابق أنه لا يزن تصرفاته السياسية بوزن الحنكة السياسية المطلوبة، و بعد ‘سرقة’ و لهف أصوات شعب النهضة في الانتخابات الرئاسية الخاسرة السابقة، عاد السيد المرزوقي لمحاولة سرقة ما تبقى من المنتسبين لحزب المؤتمر ‘لتقوية’ حزبه الفتى الجديد، لكن ما كل مرة تسلم الجرة، فهل يطلق السيد معطر حملة ‘ ويني فلوس المؤتمر ؟ ‘، اللهم لا شماتة.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الثورة التونسية، الثورة المضادة، حزب المؤتمر، حراك تونس الإرادة، عبد الفتاح مورو، حركة النهضة، عبد الوهاب معطر، سمير بن عمر،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 18-02-2016  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  آسيا العبيدى ، القاضية التي قالت لا
  أنظمة جبانة ، أنظمة بلا ضمير
  متى استعبدتم الناس و قد ولدتهم أمهاتهم أحرارا
  تونس : قيس سعيد و القضاء، تفاهمات خفية
  لماذا يتم التنكيل بعبير موسى ؟
  "ميزيريا" زرقاء
  التآمر على أمن الدولة، التهمة الأكثر إضحاكا في تونس
  إن عدتم عدنا، فها أنا عدّت
  تونس : رغيف عيش يا أولاد الحلال
  بلاغ للنائب العام
  هل باع حمة الهمامى دم الشهيد شكري بلعيد؟
  لبن، سمك، تمر هندي
  كيف أتقيّد بقواعد النشر ؟
  هل الشعب هو سبب البلاء ؟
  قيس سعيد، هذا " النظيف" الذي يتسخ كل يوم
  قاللك تحيا تونس
  حرب الاسكات، من يريد بحرية التعبير شرا ؟
  لماذا يريد الرئيس توريث ابنه بالقوة ؟
  سهام طائشة و كلام في الممنوع
  نهضاويات
  عزيزي المتابع تخيل لو نجحوا ...فقط تخيل ...
  لو تحدثنا عن البقايا ...
  تونس : انقلاب الجنرال، الأسئلة و الأجوبة
  يوسف الشاهد، من الغباء السياسي ما قتل
  سى الطبوبى : ياريت تنقطنا بسكاتك
   قناة التاسعة : تلفزيون "شالوم" و أبناء "شحيبر"
  صراخ فلسطين و صمت العرب
  عبير موسى، هذا القضاء الفاسد
  مسلسل هابط اسمه ‘ مجلس نواب الشعب ‘
  نقابة المرتزقة، الحبيب عاشور لم يمت

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
فوزي مسعود ، صباح الموسوي ، سامر أبو رمان ، د. طارق عبد الحليم، محمد الياسين، مجدى داود، عبد الله الفقير، رافع القارصي، خالد الجاف ، علي الكاش، د. ضرغام عبد الله الدباغ، محمود طرشوبي، محمد عمر غرس الله، د - محمد بنيعيش، د- جابر قميحة، عبد الغني مزوز، طلال قسومي، حميدة الطيلوش، مصطفى منيغ، رشيد السيد أحمد، ياسين أحمد، د. صلاح عودة الله ، عبد الرزاق قيراط ، حسني إبراهيم عبد العظيم، ماهر عدنان قنديل، أشرف إبراهيم حجاج، عمار غيلوفي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د- محمود علي عريقات، د.محمد فتحي عبد العال، د. مصطفى يوسف اللداوي، حاتم الصولي، يزيد بن الحسين، د. أحمد بشير، أحمد الحباسي، رضا الدبّابي، د - الضاوي خوالدية، إسراء أبو رمان، صفاء العراقي، د - صالح المازقي، سعود السبعاني، محمد يحي، سلوى المغربي، محمد شمام ، د - شاكر الحوكي ، عزيز العرباوي، أنس الشابي، أحمد النعيمي، تونسي، د- هاني ابوالفتوح، د - محمد بن موسى الشريف ، المولدي الفرجاني، د- محمد رحال، منجي باكير، الناصر الرقيق، أحمد بوادي، وائل بنجدو، سيد السباعي، ضحى عبد الرحمن، حسن عثمان، سلام الشماع، د. كاظم عبد الحسين عباس ، إياد محمود حسين ، سامح لطف الله، رافد العزاوي، مراد قميزة، كريم السليتي، فتحي الزغل، المولدي اليوسفي، رحاب اسعد بيوض التميمي، بيلسان قيصر، علي عبد العال، نادية سعد، جاسم الرصيف، محمود سلطان، محمد علي العقربي، صالح النعامي ، عبد الله زيدان، صفاء العربي، د. أحمد محمد سليمان، الهادي المثلوثي، أ.د. مصطفى رجب، محمود فاروق سيد شعبان، أحمد ملحم، سفيان عبد الكافي، صلاح الحريري، عراق المطيري، العادل السمعلي، عواطف منصور، عبد العزيز كحيل، د - عادل رضا، عمر غازي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، فهمي شراب، محمد الطرابلسي، كريم فارق، إيمى الأشقر، د. عبد الآله المالكي، محمد العيادي، محرر "بوابتي"، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، سليمان أحمد أبو ستة، الهيثم زعفان، محمد اسعد بيوض التميمي، أبو سمية، حسن الطرابلسي، د. عادل محمد عايش الأسطل، د. خالد الطراولي ، فتحي العابد، د - مصطفى فهمي، يحيي البوليني، د - المنجي الكعبي، خبَّاب بن مروان الحمد، محمد أحمد عزوز، رمضان حينوني، مصطفي زهران، صلاح المختار، فتحـي قاره بيبـان، طارق خفاجي،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة