البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

هل يتحطّم الإنسان كما الأشياء ؟

كاتب المقال ناصر الرقيق - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 1581


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


لا أحد يرغب في ترك موطنه و ركنه الذي نشأ فيه إلاّ لضرورة قد تزيد إن بات غير آمن على نفسه فيفرّ حيث يظنّ أن الدنيا ستفتح له ذراعيهالكن هيهات هيهات!

اليوم و أنا أمارس عملي كعامل إجتماعي بمركز للاّجئين مرّ أمامي حطام بشري لرجل من دولة لا يأمن فيها الإنسان على نفسه، عرفته سابقا حيث مرّ أمامي منذ ما يزيد على السنة لكن لا شيء تغيّر في واقعه الإداري و وجوده القانوني، ما تغيّر فقط شكله و صحّته و قدرته النفسية و الجسديّة الذين تدهوروا كثيرا.

بكى أمامي و قال " أريد فقط العودة لبلدي " لا أريد شيئا آخر، بدا لي منكسرا، متكسّرا، محطّما و ذليلا لأبعد حدّ لأنّه خسر معركته و هاهو يعلن رسميّا الهزيمة.

أنا متأكّد أنّه حين رحل عن ركنه كان في أشدّ ما يكون من قوّته و عنفوانه الذين قاداه لرحلة طويلة إمتدت لآلاف الكيلومترات و لعبور عدّة دول برّا و بحرا و هو يحمل أحلامه و أحلام زوجته و أبناءه الذين تركهم ينتظرون هناك، حيث اللاّأمن.

هذا الرجل حين وصل أوروبا قبل عشر سنوات أو يزيد، لا يعرف و لا يذكر، لم يكن يتصوّر أن رحلة التيه ستطول لهذا الحدّ، لقد دخل دائرة لم يعرف كيفيّة الخروج منها، يدور و يدور و يدور و ينتهي لنفس نقطة إنطلاقه الأولى، لقد تحوّل ببساطة لشيء تتلاعب به الإجراءات و القوانين و التنقيحات التي لا حدّ لها.

حين بكى، أبكاني!

لأنّي تذكّرت يوم هاجر أبي و تركنا رغم أنّ هجرته كانت في ظروف طبيعية لكنّها تبقى هجرة بما فيها من الفراق و آلامه، مازلت أذكر ذلك اليوم جيّدا!

حين بكى الرجل، حضرتني صور أبنائه و زوجته الذين لا أعرفهم و تخيّلت كيف أنّهم ينتظرون منقذهم كما كنت و إخوتي ننتظر أبي، سيكون قاسيا أن يعود لهم بعد هذه السنين الطويلة من الغربة مريضا، عاجزا و قد فقد نضارة شبابه الذي دفنه في أوروبا!!

سيكون قاسيا على أبنائه الذين حلموا بأبيهم يحلّق عاليا بجناحين كبيرين كطائر أسطوري فوق بلدهم الغير آمن ليخطفهم بمخالبه و يطير بهم حيث الأمن و السلام، أن يعود لهم يجرّ أذيال خيبة لا حدّ لها!!

سيكون قاسيا على زوجته أن يعود لها حطاما بشريّا غير قادر على ممارسة حتّى مهامّه الدنيا!!

و سيكون قاسيا عليَّ إن واصلت الكتابة.



 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

الغربة، تأملات، الوطن، المنفى،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 23-07-2020  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  المواقف
  «التكرار» وسلية للتضليل الاعلامي
  الثروة والسلطة في تونس
  هل كانت الحريّة مطلبا جماعيا في تونس؟
  واقع الاعلام التونسي
  الاعلام والخبراء وعصا البوليس
  دولة سعيّد البولسية
  تخريب العقول
  مواطنون ضدّ الانقلاب
  استئصال الإسلاميين
  المازوشية التونسية
  سكيزوفرينيا المثقف
  تونس: من يحكم فعلا ؟
  تونس: الإرهاب
  تونس: الوجه الحقيقي للنقابة
  تونس: عُقَدُ الرئيس و مكر الشعب
  من وحي إصابتها بالكورونا: هكذا عرفت الحامّة
  جمهورية البلاستيك
  هل آن للغنوشي أن يمدّ رجليه ؟
  تونس: الرابح و الخاسر من واقعة اللائحة
  و مازال خالي معتقلا !
  هل يتحطّم الإنسان كما الأشياء ؟
  ..و لكنّ الرئيس عار من المبادئ
  الإعلام التونسي المُنْتَهِي الصلوحية
  كلّما عَظُمَ الشعب، تصاغرت نخبته
  السبسي و أبوّة بن سلمان
  لا أهلا بقاتل الأطفال و الصحفيين
  الأمبوبة..
  سفيان و نذير و الرحلة الأخيرة
  المستشار الصغير يريد لعبة إعلام

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
د - المنجي الكعبي، صباح الموسوي ، يحيي البوليني، أحمد بن عبد المحسن العساف ، الناصر الرقيق، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، علي الكاش، د- جابر قميحة، رمضان حينوني، عراق المطيري، محمد الطرابلسي، صفاء العربي، العادل السمعلي، صفاء العراقي، حميدة الطيلوش، رضا الدبّابي، أنس الشابي، منجي باكير، مراد قميزة، د - عادل رضا، مجدى داود، فتحي العابد، محمد أحمد عزوز، حسن الطرابلسي، مصطفي زهران، خبَّاب بن مروان الحمد، عواطف منصور، فهمي شراب، محمد يحي، د - الضاوي خوالدية، عبد الغني مزوز، محمد شمام ، عزيز العرباوي، حاتم الصولي، أشرف إبراهيم حجاج، رافد العزاوي، سامر أبو رمان ، د. مصطفى يوسف اللداوي، أحمد الحباسي، فتحـي قاره بيبـان، د. صلاح عودة الله ، عمار غيلوفي، تونسي، صالح النعامي ، الهادي المثلوثي، سامح لطف الله، سعود السبعاني، محمود سلطان، حسني إبراهيم عبد العظيم، جاسم الرصيف، محمود فاروق سيد شعبان، أحمد النعيمي، د. عادل محمد عايش الأسطل، علي عبد العال، نادية سعد، كريم السليتي، د. أحمد بشير، طلال قسومي، أ.د. مصطفى رجب، إياد محمود حسين ، د. خالد الطراولي ، محمود طرشوبي، د.محمد فتحي عبد العال، عمر غازي، المولدي الفرجاني، فتحي الزغل، أحمد ملحم، سيد السباعي، سفيان عبد الكافي، محمد اسعد بيوض التميمي، محمد الياسين، كريم فارق، د. ضرغام عبد الله الدباغ، محرر "بوابتي"، ماهر عدنان قنديل، صلاح الحريري، د - شاكر الحوكي ، عبد الله الفقير، الهيثم زعفان، د. أحمد محمد سليمان، رافع القارصي، د - محمد بنيعيش، رشيد السيد أحمد، إسراء أبو رمان، ضحى عبد الرحمن، محمد العيادي، فوزي مسعود ، ياسين أحمد، د- محمود علي عريقات، د. عبد الآله المالكي، د. طارق عبد الحليم، د. كاظم عبد الحسين عباس ، رحاب اسعد بيوض التميمي، عبد الله زيدان، وائل بنجدو، د - مصطفى فهمي، د- هاني ابوالفتوح، أحمد بوادي، سلوى المغربي، صلاح المختار، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، يزيد بن الحسين، د - صالح المازقي، إيمى الأشقر، د- محمد رحال، عبد الرزاق قيراط ، أبو سمية، سليمان أحمد أبو ستة، سلام الشماع، مصطفى منيغ، خالد الجاف ، د - محمد بن موسى الشريف ، حسن عثمان، محمد عمر غرس الله،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة