ناصر الرقيق - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 1251
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
إن كان ثمّة نجاح يسجّل للاعلام التونسي فبلا شكّ نجاحه الكبير في حشو عقول التوانسة بالكثير من المغالطات وتضليلهم من خلال ترسيخ قناعات بعيدة عن الحقيقية.
فالاعلام التونسي الذي اشتغل لعشر سنوات على وصم كلّ المنظومة السياسية للثورة (حكما ومعارضة) بالفساد والفشل، جعل هذا الوصم قناعة راسخة لدى شريحة كبيرة من التونسيين الذي لا يمتلكون أدوات التحليل والتمحيص لتبيّن الخطأ من الصواب.
اليوم هناك قناعة رسّخها الاعلام عند التوانسة (جزء هام منهم على الأقلّ) بأنّ انهاء الديمقراطية والحريات ليس شرّا مطلقا بل يمكن أن يأتي من ورائه الخير العميم ورغم أنّ التونسيين حاليّا يعيشون الأمريّن في تدبّر قوتهم اليومي (انقطاع أغلب المواد الأساسية من السوق) إلّا إنّهم مازلوا مقتنعين أنّ الخير قادم لسبب واحد وهو أنّ الرئيس النظيف والطيّب أراحهم من الأحزاب الشريرة والفاسدة التي نهبت ثرواتهم.
فالمواطن الذي جلس أمام تلفزة تونسية لعشر سنوات يشاهد ويسمع شيطنة الثورة ومخرجاتها سيكون من الصعب اقناعه اليوم بأنّ ما يقوله الاعلام ليس صحيحا، فحتّى إن أخذ بخاطرك وجاراك في الكلام فإنّ شيئا ما وقع نفسه يقول بأنّ هؤلاء الذين حكموا بعد الثورة هم فقط الفسَّاد وهم من نهبوا تونس.
لقد كان الاعلام التونسي رأس حربة في حرب المنظومة بشقيها السياسي والمالي على الثورة ولذلك سيكون هذا الاعلام أوّل من سيدفع الفاتورة إذا ما تمّ القضاء عليها لأنّ نشأته كانت مع نشأتها ونهايته ستكون مع نهايتها. وسيكون لزاما على الاعلام التونسي إمّا المبايعة على الصوت الواحد والرأي الأوحد أو الاندثار وسيبكي يومها الصحفيون حيادا لم يدافعوا عنه في وقت كان يستحق التضحية حتى بالأرواح.
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: