البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

تونس: عُقَدُ الرئيس و مكر الشعب

كاتب المقال ناصر الرقيق - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 7103


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


قد نتفهّم بعض العقد التي يعانيها الرئيس التونسي قيس سعيد لكن إلى متى سيكون علينا نحن كشعب تونسي أن نتحمل و نتفهم عُقَدَ رؤساء جمهوريتنا ؟

و متى يحين الوقت الذي يحكم تونس شخص سويّ ؟

فالحبيب بورقيبة أوّل رؤساء الجمهورية كانت لديه عقدة البلديّة و أنّه ليس من أصول بلديّة لذلك سعى للتشبّه بهم و التقرّب منهم إلى درجة جعلته يخرق قوانين مجلة الشخصية التي يعتبرها مفخرته ليقوم بتطليق إمرأة متزوجة ثم يتزوجها ثم يطلقها على خلاف القوانين المعمول بها،أمّا المخلوع الذي أطاح ببورقيبة بعد إنقلاب 87 فكان يعاني عقدة المستوى العلمي إذ كان مستواه ثانوي مما جعله محلّ سخرية دائمةبسبب ذلك مما جعله يعمل بكلّ جهده لطمس تلك الحقيقة و ينفق الكثير من المال العام للحصول على شهادات دكتوراه فخرية له و لزوجتهالتي كانت تعاني نفس الأمر ثمّ يأتي الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي و الذي كان يعاني عقدة بورقيبة لدرجة أنّه كان يتشبه به فيالكلام و اللباس و حتى في المنام لدرجة أنّه طلب أن يجهز له سرير بورقيبة لينام عليه حين كان في قرطاج كما رواه عديدون كانوا معه في قرطاج.

و تتواصل عُقد رؤساء تونس مع رئيسها الحالي قيس سعيد الذي يبدو من خلال هذه السنة التي قضاها في قرطاج أنّه كتلة من العقدالمتراكمة لسنين طويلة سيصعب معاها أي محاولات لإذابتها أو على الأقلّ التقليل من سمكها و قد بدا أنّه يعاني عقدتين كبيرتين على الأقلّ أولاهما أنّه بلا ماض سياسي بما يجعله غير ذي أهميّة كبرى و إن تقلّد أعلى منصب في الدولة لذلك سعى منذ تسلّمه الحكم للحطّ من قدرالجميع ( أشخاصا، مؤسسات، مناسبات ) حتى يبقى الأرفع قدرا أو هكذا يظنّ، فهو لا يتكلّم كثيرا، لا يستقبل أحدا، لا يصرّح للإعلام،يتعامل بشكل مهين مع الأحزاب، لا يحتفل بعيد الجمهورية و لا يهنأ التونسيين بأعيادهم الدينية...لكن السؤال ما ذنب الشعب التونسي إنكان رئيسه بلا ماضي، بلا تاريخ، بلا أمجاد تفرضه أمام الرموز السياسية الأخرى الموجودة على الساحة التي حتى و إن إختلف حولها التونسيون إلاّ أنّها تبقى رموزا شاء الرئيس أو أبى.

ثاني عقد الرئيس، عقدة الأستاذ الذي يرى في نفسه أعلم الناس و بأنّ على جميع التونسيين ( لا أريكم إلا ما أرى) الإنصات و الإلتزام دونإعتراض لذلك فهو العارف الوحيد و العالم الأوحد الذي يعرف المصلحة أكثر من أصحاب المصلحة أنفسهم، فهو لا يستمع لأحد و يقرر كمايريد صحبة فريق صغير من بطانته التي هي أيضا لها ما لها من عقد تجعل من الرئيس يتحوّل لكابوس مزعج يؤرق أحلام التونسيين بل يخوّفهم من مستقبل مجهول قد يجدون أنفسهم فيه مع رئيس مستعد للمقامرة بكلّ شيء لأجل أفكاره التي مازال لم يعبّر عنها حتّى الآن،أفكار أو شبه تصورات يريد فرضها لا برضاء الأغلبية و لكن بما يراه صالحا من وسائل قد يكون ضررها كبيرا عليه و على تونس و على التجربة الديمقراطية التي ما أنتخب إلاّ لأنّه وعد بالحفاظ عليها و على دستورها لكن إلى حد الآن الأحداث لا تنبئ بذلك البتّة.

فلماذا لم يع الرئيس أنّ التاريخ يصنع و الأمجاد تزرع فتنمو، و لماذا لم يدرك أن الشعب بالغ، عاقل و راشد و ما فوّضه إلا للحكم بما له منصلاحيات لا بما في الدستور من ثغرات هو أعلم الناس بظروفها و ملابساتها و لماذا يصرّ على ما يراه حقا و الذي لا يراه غيره كذلك، و لماذا لا يشترك مع الآخرين في حكم البلد و هو الوافد الأخير على الحكم، لماذ ؟

فتونس هذا البلد الصغير جدا ماكر جدا أيضا و نَفَسُه طويل جدا، لقد مكر بكثيرين قبلك أرادوا أيضا ما تريد أو ما يدفعونك إليه فأحذر و لاتأمن العاقبة طالما أنّك تسيء لتونس و شعبها الزوّالي ولد باب الله.

----------------
وقع تحوير طفيف على العنوان الأصلي للمقال كما وردنا
محرر موقع بوابتي


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، قيس سعيد، قذافي تونس، الثورة المضادة،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 27-08-2020  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  المواقف
  «التكرار» وسلية للتضليل الاعلامي
  الثروة والسلطة في تونس
  هل كانت الحريّة مطلبا جماعيا في تونس؟
  واقع الاعلام التونسي
  الاعلام والخبراء وعصا البوليس
  دولة سعيّد البولسية
  تخريب العقول
  مواطنون ضدّ الانقلاب
  استئصال الإسلاميين
  المازوشية التونسية
  سكيزوفرينيا المثقف
  تونس: من يحكم فعلا ؟
  تونس: الإرهاب
  تونس: الوجه الحقيقي للنقابة
  تونس: عُقَدُ الرئيس و مكر الشعب
  من وحي إصابتها بالكورونا: هكذا عرفت الحامّة
  جمهورية البلاستيك
  هل آن للغنوشي أن يمدّ رجليه ؟
  تونس: الرابح و الخاسر من واقعة اللائحة
  و مازال خالي معتقلا !
  هل يتحطّم الإنسان كما الأشياء ؟
  ..و لكنّ الرئيس عار من المبادئ
  الإعلام التونسي المُنْتَهِي الصلوحية
  كلّما عَظُمَ الشعب، تصاغرت نخبته
  السبسي و أبوّة بن سلمان
  لا أهلا بقاتل الأطفال و الصحفيين
  الأمبوبة..
  سفيان و نذير و الرحلة الأخيرة
  المستشار الصغير يريد لعبة إعلام

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
صفاء العراقي، مراد قميزة، عمار غيلوفي، مجدى داود، رحاب اسعد بيوض التميمي، رافع القارصي، إياد محمود حسين ، طارق خفاجي، د - محمد بن موسى الشريف ، د- محمود علي عريقات، د. أحمد بشير، أحمد بن عبد المحسن العساف ، عزيز العرباوي، محمد العيادي، ماهر عدنان قنديل، د- جابر قميحة، د - مصطفى فهمي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، يزيد بن الحسين، صلاح الحريري، محمد شمام ، عمر غازي، حاتم الصولي، محمود فاروق سيد شعبان، سلوى المغربي، د- محمد رحال، محمد علي العقربي، علي الكاش، د. صلاح عودة الله ، د.محمد فتحي عبد العال، المولدي الفرجاني، حسن عثمان، مصطفي زهران، سفيان عبد الكافي، علي عبد العال، د. مصطفى يوسف اللداوي، حسن الطرابلسي، الهادي المثلوثي، منجي باكير، أحمد النعيمي، عبد الغني مزوز، فهمي شراب، محرر "بوابتي"، كريم السليتي، حميدة الطيلوش، يحيي البوليني، صلاح المختار، أبو سمية، محمود طرشوبي، خالد الجاف ، العادل السمعلي، نادية سعد، بيلسان قيصر، سامر أبو رمان ، عراق المطيري، الهيثم زعفان، محمد الياسين، جاسم الرصيف، طلال قسومي، فوزي مسعود ، عبد الله الفقير، د - المنجي الكعبي، إسراء أبو رمان، د. كاظم عبد الحسين عباس ، مصطفى منيغ، محمد أحمد عزوز، عبد الرزاق قيراط ، د. عبد الآله المالكي، أشرف إبراهيم حجاج، محمد الطرابلسي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، تونسي، رافد العزاوي، كريم فارق، حسني إبراهيم عبد العظيم، أحمد ملحم، د - الضاوي خوالدية، محمد يحي، د- هاني ابوالفتوح، عبد الله زيدان، وائل بنجدو، رمضان حينوني، د. طارق عبد الحليم، أ.د. مصطفى رجب، د - صالح المازقي، ياسين أحمد، أحمد بوادي، د - عادل رضا، ضحى عبد الرحمن، صفاء العربي، سامح لطف الله، سليمان أحمد أبو ستة، رشيد السيد أحمد، فتحي العابد، محمود سلطان، محمد اسعد بيوض التميمي، رضا الدبّابي، صالح النعامي ، سعود السبعاني، محمد عمر غرس الله، الناصر الرقيق، فتحـي قاره بيبـان، فتحي الزغل، سيد السباعي، إيمى الأشقر، أنس الشابي، د. عادل محمد عايش الأسطل، د. أحمد محمد سليمان، صباح الموسوي ، د - شاكر الحوكي ، أحمد الحباسي، عبد العزيز كحيل، د. خالد الطراولي ، د - محمد بنيعيش، خبَّاب بن مروان الحمد، سلام الشماع، عواطف منصور،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة