ناصر الرقيق - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 1460
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
من خلال ردود الأفعال على اختطاف واخفاء مواطن تونسي (شهرته فضحت هذه الردود) دون احترام للحدود الدنيا لحقوق الإنسان، تبيّن ليأنّ جزءا مهمّا من الشعب التونسي يعاني نوعا من الـ Masochism، المازوشيّة حيث يجد الإنسان متعة في الألم.
وهي مرض وسلوك منحرف يصيب الإنسان فيصبح يقبل بل يبحث عن الألم (المسلّط عليه وفي هذه الحالة المسلّط على غيره) للتلذّذ به. وقدجلست أراقب وأقرأ كثيرا من التعليقات على الفايسبوك لنساء ورجال يظهرون للوهلة الأولى أنّهم طبيعيون بل دخلت على بروفيلاتهم لأفهمربّما دوافعهم نحو هذا الشعور بالشماتة، فاكتشفت أنّ عددا لا يستهان به منهم، بروفيلاتهم مليئة بالآيات والأحاديث والأذكار وحتّى الحكمالاغريقية واليونانية، إذن أين المشكل؟
المشكل أنّ هؤلاء الناس مرضى ولا يعلمون أنّهم كذلك، فأمراض كالمازوشية والسكيزوفرينيا والأمراض النفسية عموما لا يشعر بها المريض،بل حين تسأله...لاباس؟ يجيبك، علاش بالِكْ اِتْشُوف فِيَّ مريض.
نعم أنت مريض لكنّك لا تعلم ذلك وهذا يشكّل خطرا عليك وعلى المحيطين بك وربّما على المجتمع بأسره.
لقد كشفت هذه الجريمة المرتكبة من قبل الدولة في حقّ مواطن يتمتّع بقرينة البراءة، عن أعطاب عدّة أصابت التونسي في نخاعه الشوكي،في تركيبته والمنظومة القيمية التي تحكمه. فالتونسيون الشامتون حتما متعطّشون للدماء، وهذا التعطّش للدماء ليس إلّا دليل مرض عضالوإشارة يجب أن ننتبه لها لأنّها فعلا مهددة لهذا المجتمع الذي يظهر من الخارج بكامل زينته وأناقته لكنّه عفن حدّ النتونة ونتن حدّ العطن.
سأسوق لكم مثالين من الشامتين في جريمة خطف واخفاء مواطن تونسي لتفهموا جيّدا ما أريد قوله.
المثال الأوّل: فتاة متخرجة من الجامعة، معطّلة عن العمل أكيد أنّها فرحت بقانون عدد 38 الذي صادق عليه البرلمان، رأيتها مساندة للانقلابناعتة البرلمان بشتّى النعوت فذكرتها بأنّ البرلمان هو من سنّ قانونا ينصفها، فلم تنصت ثم جاء المنقلب وألغى القانون، فذكرتها بخطئها فلمتنصت، ثمّ رأيتها فرحة بخطف واخفاء البحيري، فخطر ببالي أن أسألها...هل قتل البحيري مثلا، سيوفّر لها لها فرصة عمل؟ لكنّي لم أسألهالأنّه مضيعة للوقت.
المثال الثاني: أحد التونسيين رأيته معلّقا في صفحة أحدهم بتعليق ينضح شماتة في جريمة خطف واخفاء البحيري، فهزّني الفضوللاكتشافه. دخلت على حائطه فهالني ما رأيت، مهندس درس بأفضل الجامعات ويشتغل باحدى أعرق الشركات هنا في باريس. زد أنّملامحه توحي بالطيبة والرقّة، فقلت ثمّة شيء غير طبيعي في الشخصية التونسية، ثمّة اجرام مخفي لم يحدثنا عنه أحد. وتخيّلوا أنّي وجدتهكاتبا على صفحته في حذلقة واضحة وادّعاء بالمعرفة، أنّ لويس السادس عشر حين سمح بعودة البرلمان قام الأخير بعزله ثمّ قطع رأسه،ونسيَ هذا المجرم المتخفّي أنّه لو لم يفعل البرلمان الفرنسي ذلك لما كانت فرنسا التي درس فيها ويشغل بشركة من شركاتها العملاقة.
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: