ناصر الرقيق - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 1337
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
عشيّة احتفال التونسيين بالذكرى الحادية عشر للثورة، أطلّت دولة البوليس القمعية برأسها من جديد لتذكّرهم بعقود ست من القمع والهرسلةوالاخفاء القسري والقتل تحت التعذيب.
مشاهد صادمة بثّتها مواقع التواصل الاجتماعي والاعلام العالمي بعد أن سار معظم الاعلام المحلي في ركاب الانقلاب، مشاهد ظنّهاالتونسيون من الماضي ولم يتخيّلوا لحظة وهم يغمسون أصابعهم في الحبر لانتخاب رئيس السلطة الحالية أنّها يمكن أن تعود يوما ما علىيديه.
لقد سجّلت الكاميرات اليوم، اعتداءات جسدية بالعصيّ وبالغاز والمياه القذرة طالت الجميع، وزراء سابقين (غازي الشواشي وزير أملاكالدولة السابق)، أمناء عامين للأحزاب (عصام الشابي أمين عام الحزب الجمهوري)، محامين (عبد الرزاق الكيلاني العميد السابق للمحامينوالوزير السابق أيضا)، شخصيات وطنية (الكاتب والمفكر زهير إسماعيل الذي كسرت يده وأستاذ القانون الدستوري جوهر بن مبارك الذيتم الاعتداء عليه)، كذلك عائلات شهداء الثورة (أحمد بوكدوس شقيق الشهيد رؤوف بوكدوس الذي تم اختطافه)، أيضا تمّ الاعتداء علىالصحفيين (الصحفية زينة الماجري التي تم اختطافها لساعات)....كما طالت الاعتداءات جميع النشطاء والناشطات وعموم الشعب الذيخرج اليوم مُجَدِّدًا العهد على الوفاء لدماء الشهداء الذين سقطوا طلبا للحرية.
لقد أسقط التونسيون اليوم سرديّة (الشعب يريد) التي ما فتئ رئيس السلطة الحالي يرددها وباسمها يريد حكم التونسيين جبرا وقهرا،فالجموع التي خرجت في ذكرى الثورة المجيدة تهتف للثورة والديمقراطية والحرية قالت لا للحكم الفردي، لا لعودة القمع لكنّها وُوجِهتبشراسة من قبل البوليس التونسي الذي لم يتعلّم الدرس سابقا، البوليس الذي خرج معظم أعوانه بعيون باكية يطلبون الصفح والمغفرة منالشعب غداة هروب المخلوع بن علي لكن يبدو أنّ جِينَ القمع لازال معششا في البناية الرمادية التي لم تنجح عشر سنوات من الحريّات فيجعلها وزارة تحفظ أمن وكرامة المواطن التونسي.
أعتقد أنّ ما حصل اليوم ليس إلّا بداية لعهد جديد من قمع التونسيين والتونسيات وسيكون أشرس من الذي سبقه، فرئيس السلطة الحاليبصدد تثبيت أركان حكمه من خلال السيطرة على مفاصل الدولة عن طريق تعيين أصدقائه والموالين له في المناصب السياسية والأمنيةاستعدادا لبسط سلطانه القاهر على تونس وعلى رقاب التونسيين.
سيجنح حتما للقمع والهرسلة والسجون والتعذيب من جديد لأنّه رافض للحوار ويريد الحكم منفردا وفي هذه الحالة بديله سيكون قمعمعارضيه لاخماد صوت الرفض لحكمه القهري لكن ما نسيه أو يحاول أن يتناساه هذا المنقلب أنّ تونس قصمت قبله أظهر عديد الطغاةوالجبابرة ولم تركن أبدا لظالم مهما كانت التضحيات والدماء لذلك كن واثقا بأنّك لن تهنأ بحكم تونس إلّا على جثث التونسيين وستعش باقيفترة قمعك للتونسيين خائفا مرعوبا.
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: