ناصر الرقيق - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 1144
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
هناك من ينكر اليوم على جوهر بن مبارك وشيماء عيسى والصغير الشامخ وغيرهم من الحداثيين، موقفهم من النهضة مذكرين في الوقت ذاتهبموقفهم منها في 2013، كما إنّه وللأمانة هناك أيضا من الاسلاميين ومن على يمين النهضة من ينكرون على الأخيرة موقفها اليوم من التيارالحداثي ممثلا بجوهر بن مبارك وشيماء عيسى ورضا بلحاج وغيرهم، مذكرين أيضا بموقفها منهم في 2013.
لكن هؤلاء وهؤلاء نسوا أنّه ثمّة شيء اسمه «المراجعات» وهي أن يقف الإنسان من حين لآخر مع نفسه، فينقدها ويعدّلها ويراجعها في كثيرمن الأمور والمواقف، وهذه فطرة في الإنسان السويّ لأنّه لا يمكن لبشر أن يحيا عمره برأي واحد وموقف واحد ولو فعل لصار حجرًا صمّا.
فما كان صالحا أو لنقل مفهوما في 2013، لم يعد كذلك اليوم، فكثير من المعطيات تغيرت وكثير من المعلومات التي بان خطؤها وأخرى ظهرتثبتت صحتها، فأعلت هذا الرأي وأسقطت آخر، ولذلك كان طبيعيا أن تلتقي أطراف سياسية وفكرية كانت متنافرة.
أعتقد أنّ الذين لم يعجبهم اللّقاء الوطني بين الحداثيين والاسلاميين والعروبيين واليساريين إثر الانقلاب، إنّما هم نافخو كير يريدون للمعاركالهووية أن تستمر في هذا البلد إلى أبد الآبدين وذلك لأنّهم يتغذّوا من وجود هذا التنافر سواء بصفة مباشرة من خلال بقاء الانقلاب، أو غيرمباشرة تنفيسا لعقدهم الشخصية من خلال رؤيتهم للتناحر وربما التقاتل بين أبناء الوطن الواحد.
وإلّا ما مصلحة مواطن تونسي في رؤية مواطنيين تونسيين آخرين يتهارشون كالديكة ويتسابّون كالهمّج وربّما يتقاتلون كالمجرمين؟
هذا بلد طيّب وشعبه طيّب وحتما سيلتقي عموم التونسيين يوما ما إلّا من كانت به علّة.
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: