ناصر الرقيق - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 1258
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
لماذا أيّها العقل التونسي الجهبذ لا تتخلّى عن هذه الفكرة المكلفة؟
لماذا لا نفكّر في طريقة أخرى أرقى وأكثر تحضّرا ودون كلفة؟
لماذا لا نكنسهم بالانتخابات مثلا.
خذ هذه العملية الحسابية لتأخذ فكرة عن خطّة مجانية للإطاحة بهم ورميهم وراء ظهرونا دون دبابة وشتاير.
لقد كان حجمهم في حدود التسعين (2011) ثمّ تراجع للسبعين (2014) ثمّ تراجع للخمسين (2019) ومتوقّع تراجعهم للثلاثين أو أقلّ في2024...وبعدها سيندثرون طوعا ونتجنّب كلفة دمائهم التي مازلت معلّقة برقابنا.
لكن لأنّك عقل كسول لا يحب العمل فإنّك تبحث دوما عن الوصفة الجاهزة، فتطبّقها دون حتّى النظر في مكوّناتها.
هل تفكّر فعلا في استئصالهم؟
لماذا تجرّب مجرّبا؟ لقد حاول بورقيبة وحاول المخلوع، هل نجحا؟ أبدا، رغم الدماء التي أراقوها والأعراض التي انتهكوها فإنّهما رحلا وبقيَهؤلاء الإسلاميون الذين لا تحبّهم.
ألا تذكر ما تعرّضوا له؟ لقد جرّبنا معهم كلّ شيء...القتل، التعذيب، السحل، الاغتصاب، الاخفاء القسري...حتّى الدفن في عرصاتالخرسانة المسلحّة...فهل انتهوا؟ أبدا، وها هم مازلوا موجودين.
قلْ لي بربّك كيف ستقضي عليهم وقد خبروا الفناء سنين طويلة؟
هل ستجفّف أرحام نسائهم حتى لا يتكاثروا؟
سيتزوّج أبناؤهم وبناتهم وسينجبون من يحمل عنهم أفكارهم وسنعود لمحاربتهم ويعودون للخلفة ونعود لمحاربتهم، ولن نخرج من هناك حتىيرث الله الأرض ومن عليها.
ثمّة حلّ آخر غير مكلف!
لماذا لا يتوحّد معارضوهم ويشكلون جبهة ضدّهم في الانتخابات القادمة؟ سيهزمونهم حتما وقد فعلوا في 2014 دون رصاص.
المعذرة نسيت أنّ خصومهم لا يتوحّدون، وهذا خطأ الاسلاميين الذي يجبوا أن يدفعوا ثمنه دائما.
سأنصحك أيّها العقل التونسي الكسول كما لم أفعل من قبل...دعك من وصفة الاستئصال المجرّبة لأنّ هذه المرّة قد تأتي على الجميع وقدتذهب بنا جميعا، فتغييب أصوات الحكمة قد يدفع بالغوغاء والسوّقة الذين لا يحكمهم عقل. وانظر فقط لما عاشته جارتنا الجزائر التي دفعتكلفة كبيرة من الدماء وفي النهاية لم يجد الجزائريون حلّا غير الوئام الوطني. وتذكّر دوما بأنّ تُونس ليست الجزائر العائمة فوق بحر منالنفط مكّنها من الصمود. تونس لن تصمد إن يتعقّل الجميع.
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: