البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

تونس: الرابح و الخاسر من واقعة اللائحة

كاتب المقال ناصر الرقيق - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 2331


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


بعد أن تقشّع غبار واقعة اللائحة، بانت لي حقيقة موجعة أسوقها بيقين كامل!!
في هذه الواقعة، بان لي رابحان إثنان و خاسرون كُثُر.

أوّل الرابحين، الغنّوشي شيخ الديمقراطية الذي رغم عدم إحترام اللائحة للإجراءات الشكلية، فقد قبل طوعا بعرض نفسه على البرلمان قابلابذلك بآليّة من آليّات العمل الديمقراطي و مؤكّدا لخصومه قبل محبّيه بأنّه الديمقراطي الأوّل في تونس و أنّه لا يخاصم أو ينازل أحدا خارجذلك الإطار، كما أنّ هذه المحنة الظرفية التي ساقها له غباء مناوئيه ساعدته أيضا في إعادة عقد النهضة التي لأيام قليلة ماضية كانت لاتبدو في أحسن حالاتها و يكفي النظر في مدى إلتفاف النهضويين (حتى أولئك المعارضين له )حوله لمعرفة أنّ الجسم النهضوي يصبح أكثرإلتحاما كلّما إستشعر الخطر و هو ما لم يدركه خصومها لحد الآن على الأقلّ الذين في كلّ تصاعد للخلاف مع النهضة إلاّ و تسابقوا إلىإعتماد منطق التخويف و التهديد و الإستئصال الذي يساعد النهضة على تجاوز أزماتها الداخلية تجاه ما يهددها خارجيا، و هي معادلةطبيعية لم يدركها خصومها.

الرابح الثاني، عبير موسي الفاشيّة الأولى في تونس التي كانت تعرف أو من يحركها بأنّها ليست أفضل من يمثّل المعارضة الديمقراطية ( لاحظوا أنّ الإطار هو الديمقراطية سواء للحاكم أو المعارض ) لأنّها آتية من خارج تلك المنظومة بل هي تنتمي لمنظومة ديكتاتورية تعاديالثورة و كلّ مخرجاتها و من بينها الديمقراطية كأساس لحسم الخلاف السياسي و بالتالي فلن تحصل على ذلك الشرف طالما أنّه هناكأحزاب تنتمي إلى منظومة 17 - 14 هي من تمثّل المعارضة الديمقراطية كالتيّار الديمقراطي و حركة الشعب إن إفترضنا أنّ النهضة هيالحاكم ( النهضة هي الحاكم # التيّار و الشعب هما المعارضة) و هذا كلّه يحدث داخل منظومة الثورة التي لا علاقة لعبير بها، لكن من خلالما حدث من إصطفافات خلال طرح لائحة عزل الغنّوشي عن رئاسة مجلس النّواب نلحظ أنّ عبير تلاعبت بالتيّار و حركة الشعب و غيرهم منالمحسوبين على الثورة بضمّهم لصفّها و إن حاولوا إنكار ذلك فبان للرأي العام و كأنّهم و حزبها سيّان، فهي أو من وراءها يدركون جيّدا أنّهبهذه الحركة يمكن إسقاط اللون الثوري عن هؤلاء الذين إصطفوا وراءها و بالتالي تكذيب مقولاتهم بطهوريتهم الثورية و دفاعهم عن الثورة ووليدها الديمقراطي مما سينفّر جمهور عريض ( الذي هو بالضرورة من جمهور الثورة) منهم و الذي لا يجد نفسه في النهضة و بالتالي تكونقد جرّدت الثورة من بعض مخالبها ( التيّار و الشعب) و ربحت موقع المعارضة و الندّ الواقعي المواجه للنهضة التي ستبقى وحيدة تدافع عنمنظومة ما بعد 14 جانفي و هكذا يسهل الإنقضاض عليها.

أمّا الخاسرون فهم دون شكّ التيّار الديمقراطي، حركة الشعب كفاعلين داخل فضائي الثورة و الديمقراطية.

و الثورة نفسها بفقدانها لعناصر مهمّة كانت لوقت قريب تدافع عنها و عن مخرجاتها ( الغنّوشي أحد تلك المخرجات).

مازال الوقت يسمح بتلافي الأخطاء و بإعادة رسم المسارات أو بالأحرى تحديدها لأنّ العقلاء موجودون في جميع الأحزاب المنتمية للثورة والذين عليهم التحرّك لمحاولة تهدئة النفوس و جبر الخواطر و النزوع نحو منطقة وسط تدفع بالجميع لمواجة أخطار تحاول الفتك بالمسارالديمقراطي برمّته الذي يبدأ بمحاولة تغييب النهضة عن المشهد السياسي، فلا يكذبنّ عليكم أحد بالقول ننتهي من النهضة و لكم حكم تونسلأنّ نهاية النهضة تعني بالضرورة نهايتكم أيضا و لكم في مصر عبرة!!

فأين معارضي الإخوان الذين ساندوا الإنقلاب عليهم، كلّهم بين قتيل، سجين و طريد، فأحذروا كلّ الحذر لعلّكم تعقلون.

----------
وقع تصرف طفيف في العنوان الإصلي للمقال
محرر موقع بوابتي


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، اليسار التونسي، الثورة المضادة، بقايا فرنسا، راشد الغنوشي، سحب الثقة، مجلس نواب الشعب،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 30-07-2020  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  المواقف
  «التكرار» وسلية للتضليل الاعلامي
  الثروة والسلطة في تونس
  هل كانت الحريّة مطلبا جماعيا في تونس؟
  واقع الاعلام التونسي
  الاعلام والخبراء وعصا البوليس
  دولة سعيّد البولسية
  تخريب العقول
  مواطنون ضدّ الانقلاب
  استئصال الإسلاميين
  المازوشية التونسية
  سكيزوفرينيا المثقف
  تونس: من يحكم فعلا ؟
  تونس: الإرهاب
  تونس: الوجه الحقيقي للنقابة
  تونس: عُقَدُ الرئيس و مكر الشعب
  من وحي إصابتها بالكورونا: هكذا عرفت الحامّة
  جمهورية البلاستيك
  هل آن للغنوشي أن يمدّ رجليه ؟
  تونس: الرابح و الخاسر من واقعة اللائحة
  و مازال خالي معتقلا !
  هل يتحطّم الإنسان كما الأشياء ؟
  ..و لكنّ الرئيس عار من المبادئ
  الإعلام التونسي المُنْتَهِي الصلوحية
  كلّما عَظُمَ الشعب، تصاغرت نخبته
  السبسي و أبوّة بن سلمان
  لا أهلا بقاتل الأطفال و الصحفيين
  الأمبوبة..
  سفيان و نذير و الرحلة الأخيرة
  المستشار الصغير يريد لعبة إعلام

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
د. أحمد محمد سليمان، الهيثم زعفان، منجي باكير، تونسي، د.محمد فتحي عبد العال، إيمى الأشقر، فتحـي قاره بيبـان، إياد محمود حسين ، المولدي الفرجاني، د. ضرغام عبد الله الدباغ، سليمان أحمد أبو ستة، رشيد السيد أحمد، أ.د. مصطفى رجب، عبد الغني مزوز، سامح لطف الله، حسني إبراهيم عبد العظيم، صفاء العراقي، فوزي مسعود ، سفيان عبد الكافي، محمود طرشوبي، مصطفى منيغ، صلاح المختار، حاتم الصولي، محمد الياسين، علي الكاش، ياسين أحمد، محمد يحي، كريم فارق، طارق خفاجي، محمد العيادي، أحمد النعيمي، عراق المطيري، د. أحمد بشير، د - الضاوي خوالدية، وائل بنجدو، أبو سمية، رافد العزاوي، مراد قميزة، سلام الشماع، محمد الطرابلسي، يزيد بن الحسين، الهادي المثلوثي، صباح الموسوي ، د - عادل رضا، خالد الجاف ، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، د. طارق عبد الحليم، العادل السمعلي، إسراء أبو رمان، د. عادل محمد عايش الأسطل، عمر غازي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د - محمد بنيعيش، حسن عثمان، د - محمد بن موسى الشريف ، د. صلاح عودة الله ، د- محمد رحال، طلال قسومي، عبد الرزاق قيراط ، محمد اسعد بيوض التميمي، نادية سعد، حميدة الطيلوش، د- محمود علي عريقات، رضا الدبّابي، أنس الشابي، سامر أبو رمان ، عمار غيلوفي، د - صالح المازقي، د - المنجي الكعبي، محمود فاروق سيد شعبان، رافع القارصي، د. خالد الطراولي ، علي عبد العال، سيد السباعي، كريم السليتي، صلاح الحريري، يحيي البوليني، محمد عمر غرس الله، رحاب اسعد بيوض التميمي، بيلسان قيصر، جاسم الرصيف، محمود سلطان، أشرف إبراهيم حجاج، عزيز العرباوي، د- هاني ابوالفتوح، عبد العزيز كحيل، صفاء العربي، أحمد بوادي، د. عبد الآله المالكي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، عبد الله زيدان، د - شاكر الحوكي ، حسن الطرابلسي، مصطفي زهران، محمد أحمد عزوز، ضحى عبد الرحمن، مجدى داود، ماهر عدنان قنديل، سلوى المغربي، د. مصطفى يوسف اللداوي، محرر "بوابتي"، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، عواطف منصور، أحمد الحباسي، رمضان حينوني، عبد الله الفقير، فتحي العابد، محمد علي العقربي، فتحي الزغل، فهمي شراب، د - مصطفى فهمي، د- جابر قميحة، خبَّاب بن مروان الحمد، صالح النعامي ، محمد شمام ، الناصر الرقيق، أحمد ملحم، سعود السبعاني،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة