ناصر الرقيق - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 2242
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
في المصائب كالتي حدثت اليوم بسوسة أخيّر الصمت و أكتفي فقط بالترحّم على من استشهد و أدعو بالشفاء لمن أصيب.
لماذا ؟
لأنّه يكثر الهرج و المرج و تعلو أصوات الغوغاء و المتطرفين الإستئصاليين و الصائدين في الدماء البريئة الوالغين فيها بحثا منهم عن تسجيلنقاط لم يستطيعوا تسجيلها وقت السلم.
فتكثر المزايدات بالوطنية و حبّ الراية و توزيع الإتهامات و رمي الشبهات يمينا و يسارا حتى أنّ الواحد يخشى على نفسه من النوم بريئاليستفيق متهّما بمحاولة قلب نظام الحكم.
و لو حدث و ركّزتم قليلا فيما يحدث...ستعرفون الحقيقية، حقيقة الإرهاب، الإغتيالات، التسفير، تبييض الأموال، و الأجنحة السرية و الغرفالمظلمة و و و...و خاصّة حقيقة الوطنيين المزيفيين الذين لا يعرفون الوطن إلاّ من نوافذ نزلهم.
الحقيقية هذه التي أتعبتنا و دوّختنا سنين و أعوام و بُنِيتْ حولها مشاريع سياسية و قدّمت كوعود إنتخابية و خِيضت بها حملات برلمانية ورئاسية لكن إلى الآن لم ننل منها سوى ضبابيات زادت من تشويش المشهد و كأنّ كشف الحقيقية كفيل بهدم منظومات و بإندثار أسماء وشخصيات و ربّما إعادة كتابة للتاريخ أصلا، فالحقيقة لا أحد يرغب فيها لأنّها متى ظهرت لم يعد لكثيرين ما يقدموه كوعود في المحطاتالإنتخابية القادمة.
و في هذا الجوّ الملتبس عادة ما يظلم أبرياء كُثُر لأن هذه الحميّة المزيّفة و دعوات الثأر و الإنتقام التي لا تليق بدولة تدعّي أنّها دولة القانونعادة لا تهدأ إلاّ بإيجاد أكباش فداء هم هؤلاء الأبرياء الذين أخذوا بالشبهة و لعلّكم تذكرون تلك الصورة الشهيرة لذلك الشاب الذي قبض عليه في في مسرح أحداث العمليّة الإرهابية بسوسة 2015 لا لشيء إلاّ لكون شكله يوحي بأنّه إرهابي و بعد أن طافتصورته العالم و هو بين أيدي الأمن تبيّن فيما بعد أنّه بريء و لا علاقة له لا من قريب و لا من بعيد بالإرهاب و جيّد أنّه تمّ الإعتذار له لكن منيقنع العالم بأنّه ليس إرهابيا ؟
فقليلا من التعقّل لأنّ مكافحة الإرهاب تحتاج صبرا و تخطيطًا و خاصّة رصّ الصفوف و تحصين الجبهة الداخلية و تحتاج أيضا تثبيتا للفكرالإسلامي المعتدل و للمذهب المالكي و تربية الناشئة على ذلك حتى تنشأ بأفكار إسلامية معتدلة بعيدة عن كلّ تطرّف و حتى يكون أيضازادها الديني متين مما يحصنها حتى لا تسقط فريسة لأيّ أفكار متطرفة و حتى لا يتمّ التلاعب بها و إستخدامها لتكون خناجر تنغرس فيصدور أوطانها و لعلّ حديث رئيس الجمهورية في يوم العلم عن ضرورة إصلاح المنظومة التعليمة يمكن أن يكون منطلقا لنقاشات حقيقيةحول المادة التعليمية المقدمة للطفل التونسي و التي يجب تكون فيها للتربية الإسلامية وجود حقيقي لا صوري كما تمّ في التسعينات يساعدالناشئة على فهم دينهم فهما حقيقيا و يجعلها تكتسب مناعة ضدّ الغلوّ و التطرّف.
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: