البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

هل يتحطّم الإنسان كما الأشياء ؟

كاتب المقال ناصر الرقيق - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 1573


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


لا أحد يرغب في ترك موطنه و ركنه الذي نشأ فيه إلاّ لضرورة قد تزيد إن بات غير آمن على نفسه فيفرّ حيث يظنّ أن الدنيا ستفتح له ذراعيهالكن هيهات هيهات!

اليوم و أنا أمارس عملي كعامل إجتماعي بمركز للاّجئين مرّ أمامي حطام بشري لرجل من دولة لا يأمن فيها الإنسان على نفسه، عرفته سابقا حيث مرّ أمامي منذ ما يزيد على السنة لكن لا شيء تغيّر في واقعه الإداري و وجوده القانوني، ما تغيّر فقط شكله و صحّته و قدرته النفسية و الجسديّة الذين تدهوروا كثيرا.

بكى أمامي و قال " أريد فقط العودة لبلدي " لا أريد شيئا آخر، بدا لي منكسرا، متكسّرا، محطّما و ذليلا لأبعد حدّ لأنّه خسر معركته و هاهو يعلن رسميّا الهزيمة.

أنا متأكّد أنّه حين رحل عن ركنه كان في أشدّ ما يكون من قوّته و عنفوانه الذين قاداه لرحلة طويلة إمتدت لآلاف الكيلومترات و لعبور عدّة دول برّا و بحرا و هو يحمل أحلامه و أحلام زوجته و أبناءه الذين تركهم ينتظرون هناك، حيث اللاّأمن.

هذا الرجل حين وصل أوروبا قبل عشر سنوات أو يزيد، لا يعرف و لا يذكر، لم يكن يتصوّر أن رحلة التيه ستطول لهذا الحدّ، لقد دخل دائرة لم يعرف كيفيّة الخروج منها، يدور و يدور و يدور و ينتهي لنفس نقطة إنطلاقه الأولى، لقد تحوّل ببساطة لشيء تتلاعب به الإجراءات و القوانين و التنقيحات التي لا حدّ لها.

حين بكى، أبكاني!

لأنّي تذكّرت يوم هاجر أبي و تركنا رغم أنّ هجرته كانت في ظروف طبيعية لكنّها تبقى هجرة بما فيها من الفراق و آلامه، مازلت أذكر ذلك اليوم جيّدا!

حين بكى الرجل، حضرتني صور أبنائه و زوجته الذين لا أعرفهم و تخيّلت كيف أنّهم ينتظرون منقذهم كما كنت و إخوتي ننتظر أبي، سيكون قاسيا أن يعود لهم بعد هذه السنين الطويلة من الغربة مريضا، عاجزا و قد فقد نضارة شبابه الذي دفنه في أوروبا!!

سيكون قاسيا على أبنائه الذين حلموا بأبيهم يحلّق عاليا بجناحين كبيرين كطائر أسطوري فوق بلدهم الغير آمن ليخطفهم بمخالبه و يطير بهم حيث الأمن و السلام، أن يعود لهم يجرّ أذيال خيبة لا حدّ لها!!

سيكون قاسيا على زوجته أن يعود لها حطاما بشريّا غير قادر على ممارسة حتّى مهامّه الدنيا!!

و سيكون قاسيا عليَّ إن واصلت الكتابة.



 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

الغربة، تأملات، الوطن، المنفى،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 23-07-2020  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  المواقف
  «التكرار» وسلية للتضليل الاعلامي
  الثروة والسلطة في تونس
  هل كانت الحريّة مطلبا جماعيا في تونس؟
  واقع الاعلام التونسي
  الاعلام والخبراء وعصا البوليس
  دولة سعيّد البولسية
  تخريب العقول
  مواطنون ضدّ الانقلاب
  استئصال الإسلاميين
  المازوشية التونسية
  سكيزوفرينيا المثقف
  تونس: من يحكم فعلا ؟
  تونس: الإرهاب
  تونس: الوجه الحقيقي للنقابة
  تونس: عُقَدُ الرئيس و مكر الشعب
  من وحي إصابتها بالكورونا: هكذا عرفت الحامّة
  جمهورية البلاستيك
  هل آن للغنوشي أن يمدّ رجليه ؟
  تونس: الرابح و الخاسر من واقعة اللائحة
  و مازال خالي معتقلا !
  هل يتحطّم الإنسان كما الأشياء ؟
  ..و لكنّ الرئيس عار من المبادئ
  الإعلام التونسي المُنْتَهِي الصلوحية
  كلّما عَظُمَ الشعب، تصاغرت نخبته
  السبسي و أبوّة بن سلمان
  لا أهلا بقاتل الأطفال و الصحفيين
  الأمبوبة..
  سفيان و نذير و الرحلة الأخيرة
  المستشار الصغير يريد لعبة إعلام

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
عواطف منصور، د. مصطفى يوسف اللداوي، علي الكاش، أحمد الحباسي، د. أحمد بشير، محمد شمام ، صفاء العربي، فتحـي قاره بيبـان، سفيان عبد الكافي، حسن الطرابلسي، سعود السبعاني، العادل السمعلي، محمود فاروق سيد شعبان، فهمي شراب، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، رمضان حينوني، د - مصطفى فهمي، د - شاكر الحوكي ، د. خالد الطراولي ، صفاء العراقي، رافع القارصي، د- محمد رحال، د - عادل رضا، الناصر الرقيق، صلاح الحريري، سامح لطف الله، مراد قميزة، خبَّاب بن مروان الحمد، د. صلاح عودة الله ، ياسين أحمد، نادية سعد، محرر "بوابتي"، طلال قسومي، حاتم الصولي، د - محمد بنيعيش، د. طارق عبد الحليم، خالد الجاف ، رحاب اسعد بيوض التميمي، محمد عمر غرس الله، سلام الشماع، عبد الرزاق قيراط ، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، إيمى الأشقر، فوزي مسعود ، أحمد ملحم، محمود طرشوبي، د- هاني ابوالفتوح، عراق المطيري، فتحي العابد، كريم السليتي، الهادي المثلوثي، كريم فارق، تونسي، أبو سمية، حميدة الطيلوش، سلوى المغربي، محمود سلطان، د. عادل محمد عايش الأسطل، د. كاظم عبد الحسين عباس ، محمد الياسين، محمد العيادي، أنس الشابي، إياد محمود حسين ، سيد السباعي، محمد أحمد عزوز، فتحي الزغل، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د. أحمد محمد سليمان، أحمد بوادي، محمد الطرابلسي، د - المنجي الكعبي، عمار غيلوفي، أحمد النعيمي، عزيز العرباوي، حسن عثمان، عمر غازي، عبد الله الفقير، عبد الله زيدان، المولدي الفرجاني، عبد الغني مزوز، د - محمد بن موسى الشريف ، ضحى عبد الرحمن، رضا الدبّابي، سامر أبو رمان ، د- جابر قميحة، إسراء أبو رمان، مصطفي زهران، ماهر عدنان قنديل، سليمان أحمد أبو ستة، جاسم الرصيف، يزيد بن الحسين، د - الضاوي خوالدية، يحيي البوليني، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د. عبد الآله المالكي، د- محمود علي عريقات، أ.د. مصطفى رجب، وائل بنجدو، أشرف إبراهيم حجاج، د - صالح المازقي، منجي باكير، صلاح المختار، مصطفى منيغ، حسني إبراهيم عبد العظيم، محمد يحي، الهيثم زعفان، صباح الموسوي ، رافد العزاوي، مجدى داود، د.محمد فتحي عبد العال، صالح النعامي ، علي عبد العال، محمد اسعد بيوض التميمي، رشيد السيد أحمد،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة