البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

غيرترود بيل ... آثارية أم جاسوسة ..؟

كاتب المقال د. ضرغام الدباغ - ألمانيا    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 246


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


غيرترود بيل ذات الشعر الأحمر الرجولي الذي كان حتى العرب يتوددون إليها
تلفزيون صحيفة WELT الرقمية
كتب التقرير : يواكيم هانز / Joachim Heinz
ترجمة : د. ضرغام الدباغ / Dr. Dergham Aldabak
تم النشر : 14 / تموز / 2018

غيرترود بيل : برعت كعالمة آثار ومؤلفة ورياضية / متسلقة جبال وعملت في المخابرات البريطانية: أم أنها كانت جيرترود بيل المغامرة التي تركت بصمتها على الشرق الأوسط بأكمله.
















" أحيانا يكون لديك شعورا غريباً أن تكون وحيداً في هذا العالم، لكني الآن وبعد أن اعتدت عليه، أعتبره أمراً مفروغاً منه." هناك القليل من الثقة بالنفس، ولكن هناك أيضا قدر معين من الدهشة في الحياة الخاصة في هذه السطور التي كتبتها بيل بنفسها، تعد جيرترود بيل. المرأة البريطانية التي ولدت في 14 يوليو/تموز 1868 بالقرب من نيوكاسل، تمتلك تلك الطباع الفضولية التي دفعتها للمغامرت في أعماق الشرق في مطلع القرنين التاسع عشر والعشرين، في المنطقة العربية خلال الحرب العالمية الأولى وبعد الانهيار. وأصبحت الإمبراطورية العثمانية بيدقاً للمصالح الأوروبية.

لعبت جيرترود بيل أيضًا دورا في هذا، ولكن قبل كل شيء نتساءل. كيف انتهى الأمر بالمرأة بالسفر بمفردها حول العالم خلال هذا الوقت؟ ولم يكن الأمر يقتصر على استكشاف أطلال الكنيسة البيزنطية في تركيا أو مدينة تدمر القديمة في سوريا فحسب، بل أنها جربت أيضا رياضة تسلق الجبال وصعود للوجه الشرقي لجبل فينستيرارهورن الذي يبلغ ارتفاعه 4274 مترًا في جبال الألب السويسرية باعتباره معلما رائعا. متسلق الجبال؟

كانت بيل محظوظة لأنها نشأت في أسرة ليبرالية ومستقلة مالياً، على الرغم من الوفاة المبكرة لوالدتها ماري. وضع الجد إسحاق لوثيان الأساس لمكانته وثروته في صناعة الحديد.

تشرح جيرترود البالغة من العمر 17 عامًا رغبتها في دراسة التاريخ، حيث كانت النساء نادرًا جدًا ما تلتحق للدراسة في الجامعات. وفي ذلك الوقت كتب عنها والدها توماس هيو بيل وزوجة أبيها فلورنس أوليف قولها هذه الكلمات: "أريد أن أعرف وأن أكون قادرا على القيام على الأقل شيء واحد من الصفر." فذهبت إلى أكسفورد وتخرجت بمرتبة الشرف عندما كان عمرها بالكاد يبلغ 20 عاما. وأعقب ذلك رحلتها الأولى إلى طهران لزيارة عمها فرانك لاسيلس، السفير البريطاني لدى شاه بلاد فارس. ومن هنا اشتعل حب جيرترود للشرق. وكتبت: "لم أكن أعرف أبدًا ما هي الصحراء حتى أتيت إلى هنا". "إنه شيء رائع حقًا!".

ومنذ ذلك الحين انجذبت إلى المنطقة تكررت رحلاتها، وسرعان ما تحدثت بالفارسية والعربية. حتى البدو المتشددين أعجبوا بـ "الخاتون"، "السيدة" ذات الشعر الأحمر والعيون الخضراء. كتبت كاتبة سيرتها الذاتية سوزان جودمان: "سواء في لندن أو في الشرق الأوسط، ازدهرت جيرترود عندما كانت مركز الاهتمام". لقد عوملت على أنها "رجل فخري" وتوددت باعتبارها "ملكة الصحراء". سافرت بيل مع حاشية، وكان خدمها يحملون معهم صحون ومعدات مائدة خزفية فاخرة وحوض استحمام مصنوعًا من القماش – وكانت تحافظ دائما على رباطة جأشها في المواقف الصعبة.

في عام 1902، كتبت حول قضاءها ليلة صعبة في معسكرها الليلي في ظل ظروف جوية سيئة جداً، على نتوء صخري في فينستيرارهورن بقولها مقتدية بأبطال بريطانيون : "لقد عزيت نفسي بأفكار بطل حرب البوير موريس، الذي قضى الليل تحت المطر في الجنوب". أفريقيا دون التعرض للأذى.

في عام 1911، التقى بيل للمرة الأولى مع توماس إدوارد لورانس أثناء أعمال التنقيب في مدينة كركميش الحثية. كتب بيل: "لقد قضيت يومًا ممتعا". حاول لورانس وزملاؤه الذين لا يزالون مجهولين إقناع الباحثة التي كانت قد نالت الشهرة بالعمل معهم ".

ثم التقى الاثنان مرة أخرى خلال الحرب العالمية الأولى: كعملاء (للاستخبارات البريطانية)في القاهرة. ومن مصر، أراد البريطانيون تأمين وصولهم إلى حقول النفط والهند. استغلت بيل و"لورنس العرب" اتصالاتهما لتأمين خلافة بريطانيا للإمبراطورية العثمانية كقوة مهيمنة. ساعدت بيل العراق في الحصول على شكله الحالي، وقام لورنس بتعريف القبائل في شبه الجزيرة العربية بأساليب حرب العصابات.
ولم يكن بإمكان أي منهما أن يعرف مدى التأثير الذي سيحدثه عملهما: حتى يومنا هذا. أمضت بيل السنوات الأخيرة من حياتها في بغداد، حيث وضعت حجر الأساس للمتحف الوطني العراقي. في 12 يوليو 1926، توفيت بسبب جرعة زائدة من الحبوب المنومة. ويقال إن الأمراض الجسدية والاكتئاب عذبت المرأة في النهاية، التي أكدت نفسها بطريقة مثيرة للإعجاب "وحدها، في العالم ".


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

غيرترود بيل، الجوسسة، الشرق الأوسط، العراق، السعودية، الملك فيصل،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 21-03-2024  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  الوضع الثقافي في شبه الجزيرة قبل الاسلام
  سوف تكسبون ... ولكنكم لن تنتصروا Sie werden gewinnen aber nicht siegen
  صبحي عبد الحميد
  الخطوط الدفاعية
  غيرترود بيل ... آثارية أم جاسوسة ..؟
  أمن البعثات الخارجية
  الحركة الوهابية
  ماذا يدور في البيت الشيعي
  الواقعية ... سيدة المواقف
  زنبقة ستالينغراد البيضاء هكذا أخرجت فتاة صغيرة 17 طائرة نازية من السماء
  اللورد بايرون : شاعر أم ثائر، أم بوهيمي لامنتمي
  حصان طروادة أسطورة أم حقيقة تاريخية
  دروس سياسية / استراتيجية في الهجرة النبوية الشريفة
  بؤر التوتر : أجنة الحروب : بلوشستان
  وليم شكسبير
  البحرية المصرية تغرق إيلات
  كولن ولسن
  الإرهاب ظاهرة محلية أم دولية
  بيير أوغستين رينوار
  المقاومة الألمانية ضد النظام النازي Widerstand gegen den Nationalsozialismus
  فلاديمير ماياكوفسكي
  العناصر المؤثرة على القرار السياسي
  سبل تحقيق الأمن القومي
  حركة الخوارج (الجماعة المؤمنة) رومانسية ثورية، أم رؤية مبكرة
  رسائل من ملوك المسلمين إلى أعدائهم
  وليم مكرم عبيد باشا
  ساعة غيفارا الاخيرة الذكرى السادسة والستون لمصرع البطل القائد غيفارا
  من معارك العرب الكبرى : معركة أنوال المجيدة
  نظرية المؤامرة Conspiracy Theory
  نوع جديد من الحروب

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
حسن الطرابلسي، عزيز العرباوي، مصطفى منيغ، د. عادل محمد عايش الأسطل، سلوى المغربي، محمد الياسين، عبد الله الفقير، صفاء العربي، محمد يحي، محمد اسعد بيوض التميمي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، المولدي الفرجاني، فتحـي قاره بيبـان، سامح لطف الله، خبَّاب بن مروان الحمد، فهمي شراب، طلال قسومي، سامر أبو رمان ، محمد العيادي، د. صلاح عودة الله ، د- محمد رحال، تونسي، محمود طرشوبي، صلاح الحريري، عبد الرزاق قيراط ، أبو سمية، يحيي البوليني، ضحى عبد الرحمن، رشيد السيد أحمد، فتحي العابد، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، د - مصطفى فهمي، أحمد بوادي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، نادية سعد، سليمان أحمد أبو ستة، إياد محمود حسين ، سعود السبعاني، صالح النعامي ، د.محمد فتحي عبد العال، علي الكاش، عبد الله زيدان، د. أحمد محمد سليمان، منجي باكير، محمد شمام ، سفيان عبد الكافي، عمر غازي، د- هاني ابوالفتوح، رحاب اسعد بيوض التميمي، خالد الجاف ، محرر "بوابتي"، أحمد ملحم، د- جابر قميحة، حسني إبراهيم عبد العظيم، مصطفي زهران، جاسم الرصيف، محمد أحمد عزوز، محمود سلطان، د. كاظم عبد الحسين عباس ، د - الضاوي خوالدية، مراد قميزة، إسراء أبو رمان، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، رضا الدبّابي، الهيثم زعفان، أ.د. مصطفى رجب، وائل بنجدو، د - عادل رضا، سلام الشماع، عمار غيلوفي، د - محمد بن موسى الشريف ، عواطف منصور، رافد العزاوي، كريم السليتي، كريم فارق، فوزي مسعود ، رمضان حينوني، محمد عمر غرس الله، أحمد النعيمي، عراق المطيري، د. أحمد بشير، صفاء العراقي، أحمد الحباسي، صباح الموسوي ، ماهر عدنان قنديل، د - محمد بنيعيش، حميدة الطيلوش، أنس الشابي، محمود فاروق سيد شعبان، د - شاكر الحوكي ، د. خالد الطراولي ، عبد الغني مزوز، محمد الطرابلسي، علي عبد العال، أشرف إبراهيم حجاج، فتحي الزغل، رافع القارصي، صلاح المختار، د. مصطفى يوسف اللداوي، د- محمود علي عريقات، ياسين أحمد، د - صالح المازقي، الناصر الرقيق، يزيد بن الحسين، حسن عثمان، حاتم الصولي، د - المنجي الكعبي، مجدى داود، العادل السمعلي، د. عبد الآله المالكي، د. طارق عبد الحليم، سيد السباعي، الهادي المثلوثي، إيمى الأشقر،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة