أحمد الحباسى - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 4345
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
قد يكون وراء الأكمة ما وراءها، قد يكون هناك دول و مخابرات و مال نفطي فاسد يمول مؤامرة لتصفية ‘ الوجود العربي’ في هذه المنطقة، أعنى بالوجود العربي هذه الشعوب العربية الرافضة للوجود الأجنبي الاستعماري و المتمسكة رغم كل شيء بالاستقلال و الاستقلالية عن دول صنع القرار في العالم و بصفة عامة عن كل الدول التي كانت لها و لا تزال مآرب استعمارية و نهم كبير لاستنزاف ثروات هذا الوطن المترامي من المحيط إلى الخليج، طبعا هناك دسائس و مؤامرات و هذا ليس مجرد إسهال جدلي بل هي حقائق مرعبة تكشفها و تسربها كبريات وسائل الإعلام العالمية و العربية على مدار الأيام بأيامها و لياليها ، هناك أعداء متربصون و هناك طابور خامس في تونس و كل البلدان العربية، السفارات الأجنبية لها عملاءها و تقارير السفراء المكشوفة في وثائق ويكيليكس تؤكد أن أغلب هؤلاء الذين يتبارزون في وسائل الأعلام هم خونة و عملاء و جواسيس يستحقون الإعدام في الساحات العامة و رمى الجمرات في كل موسم و مع إطلالة كل شمس .
لولا التواطؤ السعودي القطري الخليجي بصورة عامة لما حدث ما حدث و يحدث في سوريا و في العراق، و لولا انبطاح محمد المرزوقي المذل المؤتمر بأوامر المحمية القطرية و الصهيونية العالمية و حركة النهضة المتحالفة مع الإرهاب و حزب المؤتمر المتذلل لأوامر الاشتراكية الدولية الاستعمارية أمام ‘ أصدقاء سوريا’ لما تم قطع العلاقات و إيفاد كل هذه الجحافل التكفيرية القاتلة لتبيد الشعب السوري الذي طالما كان يكن إكبارا للشعب التونسي و لما أصبحت تونس بلدا على قائمة أكبر الدول المصدرة للإرهابيين إلى الشام و بقية الدول العربية، هذا هو القش و الحطب العربي الذي أشعل أو زاد في إشعال اللهيب في الجسم السوري و في بقية الجسم العربي من ليبيا إلى اليمن إلى العراق و لبنان، هؤلاء هم من أشعلوا المحرقة و هم من يمولون من يزيد في إشعالها من القنوات و الصحف و أصحاب الرأي الهدام، هؤلاء هم من يشغلون طابورا خامسا و يذهبون في الاتجاه المعاكس تماما كما يذهب فيصل القاسم منذ بداية بث قناة الجزيرة الصهيونية و كما يذهب ‘المفكر’ عزمي بشارة أحد الذين ‘ جنستهم ‘ قطر لينقطعوا عن القومية العربية و يدعون للتطبيع مع العدو الصهيوني و مع بقية الإعلام المنادى بالتطبيع.
ما يحدث في الوطن العربي متشابك و مترابط و فيه المحلى و فيه الأجنبي لكن تشابك المصالح القذرة الخليجية منها و الغربية الصهيونية يضع مصالح الوطن العربي بين فكي كماشة بحيث تحدث حالة من الاختناق لهذا الجسد المنهك المضرج بالدماء فيتم الإجهاز عليه تماما كما حصل في العراق و في السودان، و لقد ظن البعض أنهم أمنوا خطر و شر تركيا الاستعمارية الملطخة يداها بدماء الأرمن المتلهية بهمومها الكثيرة و أوجاعها الداخلية و طموحها في دخول النادي المسيحي بعد أن قدمت كل ما يمكن تقديمه من ذل و هوان سواء بقبول انتصاب قواعد الحلف الأطلسي على أراضيها بعلة مواجهة الخطر الروسي حاليا السوفييتي سابقا أو بالدخول في علاقة إستراتيجية مع اكبر كيان عدو للعرب و لكنهم تفاجئوا بهذه الصهيونية الماكرة تجند عميلها التركي مرة أخرى لضرب القلعة السورية المقاومة و المشاركة في عمليات اغتيال كوادر عسكرية مهمة تابعة لحزب الله و لما لا المشاركة في اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية السابق رفيق الحريري كما تشير إليه بخجل شديد بعض الصحف الألمانية و لعل كشف الصحف التركية نفسها علاقة المخابرات التركية بقيادة هاكان فيدان الصديق المقرب من رئيس الدولة التركية رجب اوردغان بتوريد السلاح للجماعات الإرهابية المسلحة يؤكد مرة أخرى الطبيعة القذرة و الإرهابية لنظام حكم حزب العدالة و التنمية الضلع الأكبر في تنظيم الإخوان المسلمين الموصوف بالإرهاب في مصر و في كل الدول العربية .
نحن أمام حرب البسوس مرة أخرى و بتضاريس أخرى و بأشكال أخرى، فالحرب الصليبية لم تضع وزرها و مجرم الحرب الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الابن لم يرتكب زلة لسان حين أعلن قبل ضرب العراق أنه سيدخل حربا صليبية تنفيذا لأوامر ‘الرب’، فالغرب يشعل كل حرائق المنطقة حتى تشغل الأمة بإطفائها و تتخلف مجددا عن متابعة ركب الحضارة، و إذا كانت حرب البسوس قد دامت أربعين عاما كما تقول الروايات بين قبيلتي تغلب بن وائل و بكر بن وائل بسبب ناقة سيدة من تغلب تدعى البسوس قتلها بكرى لتقطع الأعناق و تشتعل الحرب الثأرية فان هذه الحرب المشتعلة بين المقاومة و أعداءها منذ صدور وعد بلفور و اغتصاب فلسطين قد تستمر إلى الأبد طالما تنكرت بعض القيادات العربية لأصلها و فصلها و قيمها و باتت تنام في حضن ‘ السيدة’ تسيبي ليفنى عميلة الموساد و وزيرة الخارجية الصهيونية السابقة كما تحدثت في تصريحاتها المثيرة منذ أشهر، و لعل تهديدات دونالد ترامب المرشح للرئاسة الأمريكية و خزعبلات هيلارى كلينتون المرشحة المقابلة تضع المنطقة العربية مجددا على كف عفريت و تطيل من عمر المعاناة العربية .
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: