هل ستعبر السعودية وتركيا الحدود السورية لنصرة المعارضة؟
يزيد بن الحسين - ألمانيا
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 3519
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
هناك كتاب يعتبرون التدخل السعودي عبارة عن تهور احمق ، وسكتوا عن التدخل الروسي الايراني وحالش اللبناني ربما هذا ليس تدخلا في شؤون الشعب السوري المظلوم. فقد ارسلت الرحمة الالهية الطيران الروسي لانقاذ هذا الشعب من الارهاب كما يدعون . تدخل الأعداء حلال وتدخل الاشقاء حرام . حسنا ايها الكتاب اذا كان التدخل الإيراني الروسي لمحاربة الإرهابيين (في نظركم) المعارضين للنظام المقاوم والممانع ، فأن التدخل السعودي التركي ايضا جاء تحت يافطة محاربة الارهابين ، فلماذا ترفضون تدخلهم ؟ ام ان الارهاب اصبح شماعة تعلقون عليها جرائمكم ضد الشعب السوري مثلما تفعلون بالشعب العراقي ؟؟.
التدخل السعودي لارجعة فية رغم انف روسيا وأبى من أبى ، وشاء من شاء . فقد اكد العميد أحمد عسيري مستشار وزير الدفاع جاهزية الجيش السعودي للدخول إلى سوريا تحت مظلة التحالف الدولي فهم يعنون مايقولون وهذا التصريح ليس للاستهلاك المحلي ، وقد أيدت دولة الإمارات واطلقت تصريحا مشابها، وتبع ذلك شمال المملكة مناورات عسكرية “رعد الشمال”. ، بمشاركة نحو 150 ألف جندي من تلك الدول،وتتخوف حكومة العبادي من دخول الجيش السعودي الى منطقة النخيب العراقية ومنها تنطلق الى سوريا ، وهي تستبق التدخل البري المحتمل في سوريا. وكذلك وصول الطائرات السعودية الى تركيا ، وهي تحمل ايضا رسالة لأطراف إقليمية قريبة وبعيدة، وضخامة المناوراتالعسكرية في الشمال رسالة بأننا في معركة قادمة، وربما حرب قادمة أقرب مما كنا نعتقد ،أوضح وزير الدفاع الامريكي آشتون كارتر أنه بحث مع نظيره السعودي الأمير محمد بن سلمان وجودَ قواتٍ برية سعودية في مدينة الرمادي. لتقديم الدعم اللوجستي وتدريب قوات عراقية من الجيش والشرطة وأبناء العشائر. ورفض كارتر الإفصاحَ عن حجم تلك القوات وتفاصيلِ مهامِها ، مكتفياً بالقول إن الرياض تعهدت بإرسالها إلى الرمادي للإسهام في الحرب ضد دولة الخلافة .
القوات السعودية بدأت تصل تركيا ، هل بقي لدى احد شك في التحالف السعودي التركي وان عاصفة الحزم السورية اتية لا تراجع فيها؟”.وكان إعلان السعودية استعدادها التدخل براً في سوريا قد حظي بترحيب أمريكي سريع، على لسان المتحدث باسم البيت الأبيض، جوش آرنست، الذي أشاد بـ «الجيش السعودي المتطور جداً وقد نفذ صبر السعودية من برودة اوباما وبلغت ذروة الضغوط السعودية بتلميح الرياض إلى وجود الخطة «ب» للتدخل العسكري المباشر في سوريا هي وحلفائها من دول التحالف الإسلامي والرياض أشارت إلى ان هذا التدخل سيكون بالتنسيق مع التحالف الدولي لمحاربة الارهاب لاحراج الولايات المتحدة والحلفاء الغربيين والضغط عليهم للتدخل عسكريا. ولكن الرياض مستعدة للتدخل العسكري مع تركيا ومن يرغب من دول التحالف الإسلامي.
وفي الحقيقة ان السعودية بدأت تحركها للتدخل العسكري في سوريا وفق الخطة «ب» منذ أيام، وقامت بتزويد فصائل المعارضة السورية بأسلحة أكثر تطورا مثل صواريخ غراد الأرض – أرض التي أوقفت الانتصارات العسكرية للنظام في ريف حلب. وتأمل السعودية أن يتم السماح لقوات فصائل المعارضة السورية باستخدام صواريخ أرض – جو تستعد السعودية لتسليمها لفصائل المعارضة، لمواجهة الغارات العسكرية الجوية الروسية، أو للتلويح بها أمام موسكو لوقف غاراتها التي أدت إلى تغيير كبير في الأوضاع العسكرية على الأرض لصالح النظام وسيكون استخدام هذه الصواريخ تحت اشراف مستشارين عسكريين أتراك وسعوديين، ضد الطائرات التي تغير عليهم حتى ولو كانت روسية، أي حتى ولو أدى ذلك إلى مواجهة مع روسيا.
والتدخل السعودي والاماراتي يوفر دعما أكبر وغطاءً جويًا لاحداث التوازن مع الروس، ووضع قواعد منع الاشتباك مع القوات الروسية والإيرانية والسعودية ودول الخليج لايمكنها السماح بهزيمة الشعب السوري، وبالتالي فهي واضحة وصريحة بانها ستقوم بكل ما يمكن القيام به لمنع هزيمته، سياسيا وعسكريا، لتحقيق هدف تنحي الأسد هن السلطة، عندما اعلنت السعودية ان تدخلها من اجل محاربة الدولة الاسلامية التي يطلقون عليها داعش فهذا هو الهدف المعلن لهم ،
لكن حقيقة ربما عكس ذلك ان محاربة الدولة الاسلامية يقوي جيش الاسد والحرس الايراني وحزب الله في محاربة الثورة والثوار المعارضين والجيش السوري الحر ، وإذا هناك من دعم، في المرحلة الأولى لن تكون قوات ، وإنما ستكون عبر إرسال مستشارين ، مدربين، لدعم القوات المعارضة مثلما تفعل امريكا في العراق
الموقف السعودي الذي رحّبت به المعارضة السورية على لسان رئيس ائتلافها خالد خوجة، أبدت وزارة الدفاع الأميركية بدورها ترحيبها به، فيما حذرت إيران على لسان رئيس تشخيص مصلحة النظام، محسن رضائي، المملكة العربية السعودية منه، معتبرة أنّه في حال حصوله سيؤدي إلى “تفجير المنطقة وحتى السعودية”.
لكن يبقى سؤال أساسي: ما هي الأسباب التي دفعت السعودية إلى إطلاق مثل هذا الموقف؟ وما هي الأهداف التي تسعى إليها؟ وهل هي مجرد رسالة تحذيرية موجّهة إلى إيران وسوريا أم تنطوي على خطوة فعلية يجري التمهيد لها دوليا في سياق الحرب على داعش؟
بداية لا بدّ من الإشارة إلى أنّ السياسة السعودية لم تتخذ في بداية الامر موقفا ضد التدخل الروسي الجوي في سوريا، . كان الموقف السعودي من التدخل الروسي في ذلك الحين،قائما على الظن ان هذا الدخول العسكري الروسي سيكون على حساب النفوذ الإيراني. وربما قدّرت السياسة السعودية أنّ سبل التفاهم مع الروس تبقى متاحة أكثر ممّا هي مع القيادة الإيرانية التي تخوض سلسلة مواجهات غير مباشرة مع السعودية سواء في اليمن أو العراق وحتى في لبنان.
كما أنّ روسيا، لم تشكل بذلك مصدر قلق كبير للسعودية ولا للمعارضة السورية عموما، في مقابل الدور الإيراني الذي تشكل سوريا حلقة من حلقاته عبر الأسد، تمتد من إيران إلى اليمن والعراق ولبنان. وبالتالي راهنت السعودية على أن يوفر الرعاية لرحيل الاسد وانتقال السلطة للمعارضة السورية وتهميش الدور الإيراني. لكن المفارقة برزت في تنسيق روسي – إيراني على الأرض. إذ وفّر الحرس الثوري الإيراني وحزب الله، إلى جانب قوات النظام السوري، القوة البرية التي تمددت في أكثر من منطقة سورية. ومعركة حلب وأريافها مؤخرا شكّلت النموذج لهذا التنسيق، فضلا عن مناطق ريف اللاذقية التي شهدت نموذجا للتنسيق داخل محور النظام وحلفائه. لكن هل السعودية جادّة في تدخلها البري؟
ربما أدركت السعودية أنّ روسيا راغبة في القضاء على المعارضة السورية بسبب اعتبارها أنّ الصراع في سوريا هو بين الاسد والارهاب كل هذه العوامل فرضت تحديات جديدة على المملكة التي وجدت نفسها في موقع التحدي. إذ أنّ ما يقترحه الميدان عليها هو إما أن تكون شاهدة زور خلال عملية القضاء على المعارضة السورية بالنيران الروسية والإيرانية، أو المبادرة إلى القيام بخطوات عسكرية تعيد الاعتبار من خلالها إلى الدور العربي في سوريا من خلال دعم خيار الشعب السوري المعارض الذي يرفض إرهاب وطغيان ودكتاتورية الأسد وحلفائه .
أستطيع القول إن السياسة السعودية وفق المستجدات السياسية والعسكرية في سوريا والعراق تسير في الطريق الصحيح ، لسنوات طوال تركنا إيران تعبث داخل المحيط العربي من بوابة الميليشيات الطائفية الحاقدة ، حصل ذلك في لبنان والعراق وسوريا واليمن، وكانت النتائج كارثية، وما لجأت السعودية للتخلي عن نزعتها المحافظة إلا بعد أن طفح الكيل، وقد ثبت بحكم التجربة أن التعامل الأنجع مع إيران يعتمد على منطق القوة، ومن المهم هنا أن نتذكر مقولة نيكسون “يجب أن يدرك أعداؤنا أننا نتحول إلى مجانين حين تتعرض مصالحنا للخطر .
حالة سوريا تشابه حالة اليمن وربما أخطر، فبقاء الأسد يعني بالضرورة استحواذ إيران نهائيا على سوريا، وإضعاف المعارضة ، ولو انتصرت إيران في سوريا فإن هدفها المقبل هو المملكة من الشمال بعد أن حاولت استهدافها من الجنوب، واستهداف المملكة إيرانيا هو ببساطة استهداف لدول الخليج كلها، إيران دخلت إلى اليمن وسوريا والعراق ولبنان فانصرف أهل هذه الدول لقتال بعضهم بعضا، والميليشيات الطائفية الارهابية تكاثرت كالبكتيريا .وهم يخزنون الاسلحة في البحرين والكويت وحتى في المناطق السعودية الشرقية
وقد اعلن الملك سلمان بصراحة قائلا “لا نريد أن نتدخل في شؤون أحد ولا نريد أن يتدخل أحد في شؤوننا، وسندافع عن العرب والمسلمين”، وأتمنى أن يتوفر وقت متاح، لو راجع المجتمع الدولي قناعاته، لتنجز السياسة ما سيداويه الكي. الدخول إلى سوريا اليوم يغني عن سقوطنا دولا ومجتمعات تحت براثن الاحتلال الايراني الاستعماري تحت يافطة الدفاع عن وحدة المذهب ونظام الاسد . امة العرب أمام معركة وجود ومصير، وعلى الجميع تحمل المسؤولية، ولذلك سارعت السعودية في تحمل المسؤولية في دخول ساحة الوغى في سوريا بدلا من جعل الساحة السورية تلعب بها ايران ومرتزقتها وحرسها لوحدهم يهددون ويعربدون ومثلما يتضح من تصريحات اللواء محمد علي الجعفري، اثناء تشييع احد ضباطه الذي قتل في سورية ربما “يتمنون” هذا التدخل البري السعودي الذي يعتبرونه “خطوة انتحارية”،حسب وجهة نظرهم فهم يبالغون في تصريحاتهم النارية بينما قتلاهم من حرسهم الانثوي يتساقطون بكثرة في جبهات القتال والصناديق الخشبية التي تباهى بها وليد المعلم تبين انها ترجع الى الشرق وليس الجنوب وتحط في ايران وليس السعودية ، وقال اللواء الجعفري ان اي صدام بين القوات السعودية والايرانية قد يكون بداية النهاية للحكم السعودي، فايران تعتبر سوريا ميدانها الحيوي، وكأنها تلعب على ارضها.والسعودية تعتبر ايضا ان ارض الشام مجالها القومي في الحفاظ على وجودها العربي . القيادة السعودية افشلت تدخل ايران في اليمن وكشفت عن تخاذل وانهزام ايران امام عاصفة الحزم ولم تستطع الوقوف في حرب مواجهة مباشرة مع السعودية ، وتركت الحوثيين يلقون مصيرهم المحتوم في الاندحار امام الأكثرية من الشعب اليمني لم تنجح في جر ايران، الى حرب مواجهة مباشرة في اليمن، ولكن يبدو ان ايران، على ابواب فشل اخر يكشف هزال تصريحاتها النارية حول سوريا بجرها، أي ايران ، الى حرب استنزاف ثانية في سورية، ربما تكون اكثر تكلفة من حربها في العراق وهي في تعيش في صعوبات مالية بسبب تدهور اسعار النفط مما دفعها لبيع النفط بأرخص الاسعار .وهناك جدية في تدخل السعودية في سوريا وتلوح بالقوات البرية كورقة ضغط للوصول الى حل سياسي يحسن شروطها، ويجبر الروس على التنازل في موضوع مستقبل الرئيس الاسد، والسعودية تؤكد انها جادة جدا في تفجير حرب مواجهة ميدانية في سورية، لانها لا تستطيع ان تتراجع بعد خمس سنوات من التدخل والتسليح وضخ المليارات وتعبئة الرأي العام السعودي والعربي اعلاميا، لان التراجع يعني خسارتها لهيبتها، ووحدتها الترتبية، ترأٌس الامير محمد بن سلمان شخصيا الوفد السعودي الى بروكسل يفسره الكثير من المراقبين على انه تمهيد لاعلان الحرب، وليس مؤشرا على المرونة يذكر أن المتحدث باسم التحالف العربي الذي تقوده السعودية أحمد عسيري قال يوم الخميس إن قرار الرياض إرسال قوات برية إلى سوريا لمحاربة تنظيم “داعش” نهائي ولا رجعة عنه من جهة اخرى، لم يستبعد الاسد احتمال اقدام تركيا والسعودية على تدخل بري في سوريا. وقال في هذا السياق “المنطق يقول ان التدخل غير ممكن لكن احيانا الواقع يتناقض مع المنطق هذا احتمال لا أستطيع استبعاده لسبب بسيط وهو أن (الرئيس التركي رجب طيب) أردوغان شخص متعصب، يميل للإخوان المسلمين ، وبالنسبة الى موقف روسيا فقد قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن المناقشات خلال الاجتماع الأخير لمجموعة دعم سوريا، لم تتناول عملية برية سعودية محتملة في سوريا أو سبل إقناع الرياض بالتخلي عن هذه الفكرة.
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: