يزيد بن الحسين - ألمانيا
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 4007
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
بشارة هاجر بأسماعيل
جاء فى سفر التكوين حول هروب هاجر من ايذاء سيدتها سارة فسمع الله تضرعها وارسل اليها ملاكه ليبشرها بأنها حامل وستلد ولدا مباركا لايعد نسله من الكثرة وستكون يده فوق ايدى الجميع ويد الجميع تحت يده وسوف يسكن حول جميع اخوته )وانه سيكون انسانا وحشيا يده على الكل ويد الكل به وامام جميع اخوته يسكن( )واما اسماعيل فقد سمعت لك فيه هاانا اباركه واثمره واكثره جدا جدا اثنى عشر رئيسا يلد واجعله امة كبيرة( الا ان علماء اليهود والنصارى يقولون ان النبؤة حول اسماعيل لاتعنى الا ظهور الامم والملوك من ذريته دون النبوة والتشريع. وهذا الادعاء بعيد عن الواقع والحقيقة اذ كيف يكون هذا والبركة اعطاها الله لاسحاق واسماعيل معا وكانت هذه البركة والخلافة فى قبيلة قريش التى هى قبيلة محمد ومن ذرية اسماعيل فكانت يد اسماعيل فوق ايدى الناس ومن المعلوم ان يد بنى اسماعيل لم تكن قبل بعثة محمد فوق ايدى احد من الناس بل كانت النبوة والكتاب فى بنى اسرائيل وهما ولد اسحاق فلما بعث محمد انتقلت النبوة الى بنى اسماعيل فدانت لهم الامم وخضعت لهم الملوك فظهر بذلك تحقيق ماجاء فى التوراة واذا كان محمد غير صادق فى دعواه واخبر الناس عن نفسه انه رسول الله الى الناس جميعا فأن هذا هو اشد الظلم والكذب على الله وبهذه الحالة تنعدم البركة من ذرية اسماعيل جميعا تكون النبؤة التى ذكرت فى التوراة فى سفر التكوين ببشارة هاجر بأسماعيل وبمباركته غير صحيحة فكيف تكون هذه البشارة فى شخص بأنه سيكون ابرز اولاده طاغية يظلم الناس ويجدف على الله ويفترى الكذب؟ وكيف ستكون امة عظيمة اذ كان نبيها كاذبا؟ بل فى هذه الحالة ستكون امة كافرة الم يميز النبى ارميا النبى الصادق عن النبى الكاذب حيث قال حول علامات النبى الصادق )النبى الذى يبشر بالاسلام( كما جاء فى الاصحاح الثامن والعشرين من سفر ارميا فى الجملة التاسعة
تنبؤات النبى حجى بمحمد
ان اكثر انبياء بنى اسرائيل امثال يعقوب واشعيا ودانيل وغيرهم كانوا قد اوحى اليهم بقدوم نبى عظيم الشأن صاحب سلطان كبير وان هناك علامات معينة واضحة سوف يعرف بها خاتم الانبياء. الا ان اليهود حرفوا كتبهم حتى لاتكتشف حقيقة هذا النبى ونحن هنا سنحاول ان نلقى الضوء على هذه التنبؤات التى حاول اليهود طمسها واخفائها عن الاعين ومن اهم هذه التنبؤات ما جاء على لسان النبى حجى بعد رجوعهم من النفى من مدينة بابل وبقائهم حوالى 70 سنة سمح لهم الملك قورش ملك الفرس انذاك بالعودة للقدس مع منحهم الصلاحية الكاملة لاعادة بناء مدينتهم المحطمة وهيكلها وخلال تلك الفترة ارسل الله اليهم النبى حجى ومعه هذه الرسالة)ولسوف ازلزل كل الامم وسوف ياتى حمدا لكل الامم وسف املا هذا البيت بالمجد كذلك قال رب الجنود ولى الفضة ولى الذهب هكذا قال رب الجنود وان مجد ذلك البيت الاخير يكون اعظم من مجد الاول هكذا يقول رب الجنود وفى هذا المكان اعطى السلام هكذا يقول رب الجنود( الاصحاح الثانى من سفر حجى . وقد قام البروفيسور عبد الواحد داود بترجمة هذه الفقرة المذكورة من النسخة الوحيد ة من الانجيل التى كانت بحوزة سيدة اشورية وهى ابنة عم له والنسخة هذه هى باللغة الوطنية الدارجة انذاك. الا ان النصارى قاموا بتحريف الكلمة هذه الى )ويأتى مشتهى كل الامم( واذا اخذنا هذه النبؤة بالصيغة التجريدية على انه الامنية فحينئذ تصبح تلك النبؤة لاشىء مجرد تعبير غامض مبهم لامعنى له ولكن اذا فهمنا المقصود من التعبير بكلمة حمدا بأنه فكرة ثابتة عن شخص او حقيقة واقعة عندئذ لابد من اعتبار هذه النبؤة صادقة لاانكار فيها وانه مطابقة لاسم احمد او محمد وذلك لان كلمتى حمدا تعطى نفس المعنى والدلالة لكلمة احمد بالعربى
فتبين من هذا النص ان التوراة صرحت باسم محمد بلفظ )حمدوت( ولكن الترجمة ابعدت لفظ محمد لتضع مكانة مرادفا يصرف الذهن عن اسم محمد وهذا هو التحريف بعينة. ويقول البروفيسور عبد الواحد )فأن الحقيقة الناصعة تبقى بأن كلمة احمد هى الصيغة العربية لكلمة حمدا وهذا التفسير هو تفسير قاطع لاريب فيه ولامراء فيه(.وفى انجيل يوحنا الذى كتب باليونانية استعمل الاسم باراكليتوس وهى صيغة وثنية لم تكن معروفة فى دنيا الادب الاغريقى ولكن كلمة بيريكليتوس والتى توافق وتطابق تماما اسم احمد فى معناه ومغزاه فى اشراقه وسموه وتمجيده وفى مقامه المحمود الاعلى لابد وان تكون ترجمتها من الصيغة الارامية حمدا كما نطق بها يسوع المسيح وترجمت الى اللغة اليونانية بكلمة بيريكليتيوس وليس هناك ادنى شك بان المفهوم من الجملة )وسوف يأتى حمدا لكل الامم( انما هو احمد اى النبى محمد وليس كما يدعى هؤلاء النصارى بأن المعنى هو المسيح عليه السلام لانه لايوجد اى تشابه بين كلمة حمد وبين الاسماء الاخرى مثل يسوع او المسيح او المخلص
وهناك نقطة مهمة اخرى نود توضيحها هنا. الم يقل المسيح )ليس احد صعد الى السماء الا الذى نزل من السماء( انجيل يوحنا مامعنى هذه النبؤة؟ ولمن يقول هذا القول؟ فأن اخنوخ وهو النى الخضر فقد صعد الى السماء ومازال فيها. والنبى ايليا وهو الياس ايضا صعد الى السماء ومازال فيها. واذا اعتبرنا الامر للمسيح فأن الله رفعه اليه ولم ينزل بعد من السماء فمن هو هذا المسيا)الرسول( اذن الذى صعد الى السماء ثم نزل مرة اخرى؟ انه النبى محمد عندما اسرى به من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى ثم عرج به الى السماء وراى ماراى من ايات ربه الكبرى. اليست هذه المعجزة الالهية هى التى ذكرها المسيح كما جاء ذلك فى انجيل يوحنا
نبؤة موسى واشعيا وحبقوق بمحمد
جاء فى سفر التثنية الفصل 33 فى النبوة المنسوبة الى موسى )جاء الرب من سيناء واشرق لهم من سعير وتلاْلاْ من جبال فاران وجاء معه عشرة الاف قديس ومن يده اليمنى برزت نار شريعة( اليس هذا القول مطابقا لما جاء به القران )والتين والزيتون وطور سنين وهذا البلد الامين( لان منبت التين والزيتون مهجر ابراهيم ومولد عيسى وطور سنين هو جبل سيناء مكان مناجات الله تعالى لموسى وفاران هى فى مكة وهى البلد الامين التى ولد فيها سيدنا محمد رسول الله . هذا النص هو وصية موسى قبل موته لبنى اسرائيل فقد بشرهم بالمسيح بن مريم وبمحمد وربط بين الرسالات الثلاث فمجىء الله من سيناء هو مااوصى به الله الى عبده ورسوله موسى هناك حيث كلمه تكليما فى طور سيناء )وطور كلمة سريانية معناها الجبل( وناده من واديه الايمن فى البقعة المباركة من الشجرة واعطاه بعض المعجزات وارسله الى فرعون. ثم انزل عليه التوراة واعطاه الشريعة هدى لبنى اسرائيل. واشراقه من سعير وهو ظهور عيسى عليه السلام وانزال الانجيل عليه فيه هدى ونور وسعير جبال فى فلسطين بجانب قرية بيت لحم حيث ولد المسيح عليه السلام. وتلاْلوه فى فاران هو نزول القران الكريم على نبينا محمد وفيه الشريعه الشاملة والكاملة والناسخة لكل الشرائع الدينية السابقة وجبال فاران هى الجبال المحيطة بمكة المكرمة حيث ولد الرسول محمد .
الا ان اليهود والنصارى ينازعون فى امر ونص هذه الوصية حسب اهوائهم ولكنهم لايستطيعون طمس الحقيقة الناصعة فأن برية فاران هى مسكن بنى اسماعيل فقد جاء فى سفر التكوين) وكان الله مع الغلام فكبر وسكن البرية وكان ينمو رامى قوس وسكن فى برية فاران واخذت له امه زوجة من ارض مصر( وقد ذكر ابن تيمية فى الجواب الصحيح ان جبال فاران هى المحيطة بمكة المكرمة وقد بقى هذا الاسم يطلق على تلك الجبال الى مابعد القرن السابع الهجرى. ولم تكن لاى واحد من اليهود بما فيهم المسيح اية علاقة بفاران بل هاجر مع ولدها اسماعيل هم الذين سكنوا قفار فاران وقد ولد لاسماعيل ولده الاول قيدار)عدنان( وجاء النبى محمد من نسل قيدار ثم هو الذى دخل مكة مع عشرة الاف قديس مؤمن وهذه النبؤة تؤكدها ايضا النبؤة التى جاء بها النبى حبقوق وهى كمايلى )القدوس من جبل فاران جلاله غطى السموات والارض امتلات بحمده وتسبيحه( وجاءت هذه النبؤة ايضا على لسان النبى اشعيا)لترفع البرية ومدنها صوتها والديار التى سكنها قيدار لتترنم سكان سالع من على رؤوس الجبال ليهتفوا وليمجدوا الرب تمجيدا ولبشروا تسبيحه فى الجزر الرب كالجبار يخرج ويثير حميته كرجل حرب ويهتف ويخرج ويقوى على اعدائه(وسالع جبل قبالة احد فى المدينة المنورة وقد جاء فى اصحاح اشعيا الفصل 60 )قومى استنيرى لانه قد جاء نورك ومجد الرب اشرق عليك تغطيك كثرة الجمال بكران ومديان وعيفة كلها تأتى من شيبا كل غنم قيدار تجتمع اليك وكباش بنايوت تخدمك وتصعد مقبولة على مذبحى وازين بيت جمالى( بنايوت هو ابن اسماعيل الاكبر لقد جاءت رموز كثيرة فى نبؤة اشعيا وهو فى ارض السبىء فى بابل عام 701 قبل الميلاد لقد تنبأ بظهور الاسلام دينا ودولة. ومن خلال هذه النبؤة نكتشف كثيرا من الرموز )كثرة الجمال( )يأتى اليك غنى الامم( )غنم قيدار( )كباش بنايوت( )تصعد مقبولة على مذبحى( الجزائر وسكانها( وهى الديار التى سكنها بنو اسماعيل بنايوت وقيدار.
وكذلك فان النبؤة الاخرى وردت فى اصحاح اشعيا 21 وتقول )من جهة بلاد العرب فى الوعر فى بلاد العرب تبيتين ياقوافل الددانيين وياسكان ارض تيماء وافوا الهارب بخبزه فانهم من امام السيوف قد هربوا ومن امام القوس المشدود ومن امام شدة الحرب فانه هكذا قال لى السيد فى مدة سنة كسنة الاجير يفنى كل مجد قيدار وبقية عدد الاقواس من ابطال بنى قيدار تضمحل( وعندما هاجر النبى محمد الى المدينة بعد اضطهاد اهل مكة وقريش له وبعد عام واحد من الهجرة قابله احفاد قيدار فى موقعة بدر وهى اول معركة وقعت بين المسلمين وكفار مكة انتصر الرسول والمؤمنين بهذه المعركة وهرب كفار قريش تاركين قتلاهم واسلحتهم وجمالهم فى ارض المعركة وهذا دليل واضح على صدق النبؤة التى جاء بها اشعيا.
وكذلك فان بيت الرب الذى يمجد اسمه فيه هو بيت الله الحرام فى مكة وثم ان عشرة الاف قديس هم الذين دخلوا مكة مع رسول الله فاتحين ثم يعود الى بيت الله وبيده اليمنى الشريعة الاسلامية المكملة لباقى الشرائع الاخرى ومهيمنة عليها نبؤة النبى موسى بمحمد
وقد جاء فى سفر التثنية على لسان موسى مايلى)يقيم لك الرب الها نبينا من وسطك من اخوتك مثلى له تسمعون( )وسوف اقيم لهم نبيا مثلك من بين اخوتهم واجعل كلامى فى فمه ويكلمهم بكل شىء امره به ومن لم يطع كلامه الذى يتكلم فيه بأسمى فأنا اكون المنتقم منه( فمن هو الذى امام جميع اخوته نزل ؟ انه اسماعيل الابن البكر لابراهيم وقد جاء نسبه على لسان النبى موسى فى سفر التكوين هكذا) وهذه اسماء بنى اسماعيل حسب مواليدهم: بنايوت بكر اسماعيل وقيدار ...... الى اثنى عشر رئيسا حسب قبائلهم( وذكر موسى ان اولاد اسماعيل سكنوا امام مصر اى فى ارض العرب حيث قال امام جميع اخوته نزل .
وهذا النص صريح وواضح ببشارة النبى محمد الا ان اليهود والنصارى تنازعوا حوله فقد قال اليهود ان هذه البشارة حول نبى من ولد داود يبعث فى اخر الزمان يجمع اشتات اليهود فى فلسطين ويخلصهم من اعدائهم ويقيم لهم مملكة بأمر الرب ويعيد مجد اسرائيل وسموه المسيح المنتظر ولايزالون الى اليوم ينتظرونه واحتجوا على انه من بنى اسرائيل من لفظة اخوتكم او قوله من وسطكم يدل على انه فقط من بنى اسرائيل وليس من بنى اسماعيل.
اما النصارى فانهم نسبوا هذه البشارة بالمسيح ابن مريم ففى انجيل يوحنا جاء مايلى )ولو كنتم تصدقون موسى لصدقتمونى لانه كتب فأخبر عنى( وقالوا ايضا ان شمعون الصفا قال)ان النبى الذى وصى بنو اسرائيل بقبول امره والايمان به هو المسيح( وقالوا ان قول وتفسير شمعون الصفا عندنا حجة قاطعة.نعود ونقول مرة اخرى ان ماجاء فى سفر التثنية من التوراة)اقيم لهم نبيا من وسط اخوتهم مثلك واجعل كلامى فمه( فاذا كانت هذه الكلمات لاتنطبق على محمد فانها تبقى غير متحققة ولانافذة فالمسيح نفسه لم يدع ابدا انه النبى المشار اليه حتى ان حوارييه كانوا على نفس الراى ان المسيحيين يعتقدون ويتطلون الى عودة المسيح مرة ثانية وحتى الان هذه النبؤة لم تتحقق الا بالنبى محمد لان المسيح فى عودة الثانية لاتكاد تحمل معنى هذه الكلمات )اقيم لهم نبيا مثلك( لان عودة المسيح كما تؤمن به كنيسته سوف يظهر كقاضى وليس كمقدم للتشريع بينما الموعود هو الذى يجىء حاملا الشريعة النارية المشعة بيده اليمنى.
ونريد هنا ان نناقش عبارة اخوتكم ونفند هذه الحجج الباهية التى قدمها كل من اليهود والنصارى لقد بشرت التوراة بنبى يأتى من بعد موسى ووصفته بكونه من اخوة بنى اسرائيل وكونه نبيا يشبه موسى فى اوصافه وخصائصه وان الله سيجعل كلامه فى فم هذا النبى وسيكلم الناس بكل مايوحى اليه ويبلغهم اياه وان الذى لايطيع هذا النبى ولايؤمن بكلامه الذى يوحى به من الله فأن الله سيكون هو المنتقم منه وان نهاية النبى الكاذب الذى يفترى على الله الكذب هى القتل ومن علامات صدق هذا النبى انه سيخبر بأمور وحوادث غيبية مستقبلية وسوف تتحقق وتقع كما اخبر وعلى ضوء كل هذه التحليلات والاثباتات نجد ان هذه الصفات لاتتحقق الا بالنبى محمد وليس بعيسى بن مريم ولا غيره من انبياء بنى اسرائيل لان البشارة وقعت بنبى من اخوة بنى اسرائيل وليس من بنى اسرائيل انفسهم لان الله تعالى عندما خاطب موسى لم يقل له اقيم لهم نبيا منهم او من انفسهم ولم يقل من اخوتك او من اخوتهم وانما قال سبحانه تعالى من بين اخوتكم وهذا يدل على ان المراد بلفظ )اخوة بنى اسرائيل( غير بنى اسرائيل ومثال على ذلك فيما جاء فى سفر التكوين فى بشارة هاجر باسماعيل )وامام جميع اخوته يسكن( )وامام جميع اخوته نزل( كما جاء مثال ذلك فى سفر التثنية ايضا )واوصى الشعب قائلا انتم مارون بتخم اخوتكم بنى عيسو الساكنين فى سعير( )فعبرنا عن اخوتنا بنى عيسو الساكنين فى سعير( واخوة بنى اسرائيل هم بنو اسماعيل وهم العرب ومن هنا فأن البشارة ستتحقق بالعرب لانهم هم بنو اسماعيل اخوة بنى اسرائيل واصبح من المؤكد واليقين التام ان المبشر به منهم ولم يخرج من ولد اسماعيل الا النبى محمد فيكون هو النبى الموعود به.
وتبقى هناك نقطة اخرى علينا توضيحها وهى كلمة وعبارة )من وسطك( ان هذه العبارة دخيلة وليست اصلية مطلقا بل هى ملحقة بالنص ومضافة اليه والدليل على ذلك فقد جاء فى سفر الاعمال فى خطبة بطرس)فان موسى قال للاباء ان نبيا مثلى سيقيم لكم الرب الهكم من اخوتكم له تسمعون فى كل مايكلمكم به( وقد جاء فى سفر التكوين )وامام جميع اخوته يسكن( وفى التوراة السامرية )وحول كل اخوته نزل( ولما هاجر النبى محمد الى المدينة واتخذها مقاما له لنشر دعوة الاسلام كان يسكن حولها قبائل من اليهود وهم بنو النضير وبنو قينقاع وبنو قريظة اما يهود خيبر فكانوا شمال المدينة على بعد 170 كم تقريبا وهكذا فأنه سكن بين اخوته. اما حول كونه نبيا يشابه موسى فى اوصافه واعماله وخصائصه ويملك الشريعة الكاملة والشاملة فأن النبى محمد ايضا صاحب شريعة عامة للبشرية جمعاء فقد ارسله الله رحمة للعالمين والشريعة الاسلامية تلتزم بها الامة الاسلامية من بعده وبما ان الله ارسل موسى الى قومه بشرع فان الله ارسل محمدا ايضا بشريعة الى العرب وعكس المسيح الذى هو فى نظر النصارى اله تام ومن جوهر ابيه وقد اتحد ناسوته البشرى بلاهوته فصار الها مسقلا هو الاقنوم الثانى الابن من الاقانيم الثلاثة التى تكون بمجموعها الها واحدا له ثلاث مشيأت لكنها تختلف .
وبما ان المسيح عندهم الهة فهو ايضا لايشبه موسى الذى هو رسول الله وعبده فاذا ان المسيح يختلف فى وظيفته عن وظيفة موسى وقد جاء فى تفسير الكتاب المقدس للدكتور دافيدسن فى تفسيره هذه النبؤة مايلى )يعلن موسى اعلانا مسيانيا عن النبى الذى سيخلفه فى وظيفته كنبى( فالبشارة انما هى بنبى لابأله والمهمة التى جاء بها المسيح لاتشابه المهمة التى بعث موسى من اجلها فالمسيح فى نظر النصارى ابن الله تجسد على شكل انسان لكى يفدى الانسان من خطيئة ادم عليه السلام حيث جاء فىرسالة بولس الى اهل غلاطية )والمسيح حررنا من لعنة الشريعة بأن صار لعنة من اجلنا( والمسيح فى اعتقادهم دخل الجحيم بعد صلبه واخرج الانبياء والصالحين ومكث هنالك ثلاثة ايام لان صلبه كان كفارة للخطيئة البشرية اما موسى فقد كان صاحب شريعة كاملة لليهود من عبادات وتشريع اما المسيح كما جاء فى انجيل متى)لاتظنوا انى جئت لانقض الناموس او الانبياء ماجئت لانقض بل جئت لاكمل( وكان موسى قائدا لشعبه ومطاع بينهم امرهم بالجهاد ومقارعة الاعداء والكفرة وانتصر عليهم اما المسيح فلم يكن كذلك مطلقا بل انه اختفى عن قومه عندما هموا بقتله وصلبه ورفعه الله الى السماء ونجاه من ايدى اليهود. وثم ان نصوص البشارة فى التوراة لم تحمل على ظهور نبى من بين بنى اسرائيل انفسهم فقد جاء فى سفر التثنية )ولم يقم بعد نبى فى اسرائيل مثل موسى الذى عرف الرب وجها لوجه( وحتى التوراة السامرية منعت ان يكون هذا النبى من بنى اسرائيل البتة فقد جاء فيها )ولايقوم ايضا نبى فى بنى اسرائيل كموسى الذى ناجاه الله شفاها( وبما انه لامثيل لموسى فى بنى اسرائيل فلابد ان يكون النبى المنتظر الذى بشرت به التوراة من ذرية رجل اخر وبما ان الله قد بارك لاسماعيل وذريته ولهذا فقد خرج هذا النبى من ذريته وليس من ذرية اسحاق. وقد خرج النبى محمد بالشريعة والنبوة واصبح هنا انه هو الموعود بأنه من اخوة بنى اسرائيل وليس منهم والنبى محمد يمائل موسى فى امور كثيرة كلاهما كلمة الله شفاها من غير واسطة كلاهما صاحب شريعة كاملة وشاملة للبشرية وللحياة وكلاهما مطاع من اصحابه واتباعة وامرا بالجهاد فجاهدا مع من تبعهما. وقد بشرت التوراة بأن النبى القادم سيكون كلامه موحى من الله )ان الذى لايطيع هذا النبى ولايقبل كلامه الذى هو وحى من الله فأن الله سيكون هو المنتقم منه( فأن هذه البشارة تشير الى ان الله سينزل على هذا النبى كتابا يظهره للناس من فمه لانه سيكون اميا لايكتب ولايقرأ ومحمد كان اميأ وقد انزل الله القران الكريم على قلبه وظهر للناس من فمه وجاءت البشارة ايضا فى التوراة ان الله سبحانه سيجعل كلامه فى فم هذا النبى وسيكلم الناس بكل مايوحى اليه ويبلغهم اياه.
وهذا يدل على انه لايتكلم من تلقاء نفسه بل بوحى من الله. قال الله تعالى) وماينطق عن الهوى ان هو الا وحى يوحى( والتوراة تذكر ان نهاية النبى الكذاب هى القتل والمسيح فى زعم النصارى قتل وصلب لانه نبى كاذب كما يدعى اليهود بينما النبى المبشر به لن يستطيع احد قتله. اما النبى محمد فلم يستطع احد قتله رغم كثرة المحاولات من المشركين فى مكة او من قبل اليهود فى المدينة فقد ذكر الله فى القران )ياايها الرسول بلغ ماانزل اليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس( وذكرت التوراة حول اوصاف النبى على لسان موسى ان هذا النبى سيخبر امته ببعض الامور الغيبية التى يطلعه الله عليها وسوف تتحقق ويراها الناس من بعده ، وهذ ا ماتحقق بالنبى محمد ، فقد تنبأ بكثير من الجوادث التى ستقع ، لان كل هذه التنبؤات موحى بها من الله
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: