يزيد بن الحسين - ألمانيا
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 3727
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
الوحى هو العلم الالهى الذى يلقى على الرسول او النبى او البشر الذى يتلقى هذا العلم الالهى تلقفا ، وهو مستجمع كامل شعوره الفكرى والوجدانى حول مايلقى عليه من علم ، ودون ان يكون لارادته واختياره تدخل فى مضمون مايلقى حول مايلقى عليه من علم ، ودون ان يكون لارادته واختياره تدخل فى مضمون مايلقى اليه . ان ظاهرة الوحى ناموس الهى يتلقى به الانبياء العلوم الربانية والتكاليف اليه . ان ظاهرة الوحى ناموس الهى يتلقى به الانبياء العلوم الربانية والتكاليف الالهية . ولسنا بحاجة الى ان نبرهن على وجود الوحى الالهى والملائكة والجان، لانه كان من الامور الممكنة عقلا الجائز وقوعها كما وقع لموسى والنبى سليمان. منذ وجود الانسان على هذه الارض وهو يدرك بوجود قوى غير مرئية تتحكم بهذا العالم الذى يعيش فيه ، ولم يغفل هذا المفهوم لدى الحضارة السومرية ، وكذا المصرية القديمة ، والمعتقدات الصينية والديانات الهندية المتعددة
وفى المفهوم المسيحى فأن الوحى هو كلمة الله هى الروح القدس الذى صاحب المسيح واستمر بعده مع الحواريين ، فالوحى فى المسيحية فهو اساس مهم فى العقيدة التى تخول النبى ان يتكلم بيقين عن اعمال الله ومايريده الامر الذى ادى الى كتابة الاناجيل المسماة بأسماء اصحابها وهى اناجيل متى ومرقس ولوقا ويوحنا
اما موقف الاسلام من الوحى ، فأن القرأن الكريم يمثل المصدر الاساسى فى الحديث وذكر الوحى وطبيعته وبيان انواعه ومصدره ومتلقيه ، فقد ذكر الوحى بلفظه الصريح وصيغه المتعددة فى ثمانية وسبعين موضعا ناهيك عن الاشارة اليه فى مواضع اخرى بغير لفظه من خلال مرادفاته او معانيه . ومن الجدير بالذكر ان تلقى الوحى من الله تعالى غير مختص بالانبياء والرسل الكرام ، فقد القى الوحى الى انواع متعددة من المخلوقات كالحواريين والاسباط )اولاد يعقوب( ومريم ، والبشر العاديين
كأم موسى ، واولياء الله الصالحين ، وحتى الحيوانات كالنمل . وقد احتل الوحى عناية خاصة فى الفكر الصوفى الذى احاطه بمفاهيم متميزة تتسق مع ميلهم الجارف الى مزية التأويل الباطنى . والطريق الربانى قسمان )علم الظاهر وهو علم الشرائع، وهو خاص بالانبياء . و)علم الباطن( وهو علم الحقيقة الذى هو خاص بالاولياء الذى يشكل العمود الفقرى للتصوف ، وسواء كان ملقى اليهم او فاض من انفسهم اننا نؤمن بالخالق ، ونؤمن بالغيبيات . وماذكره الله فى محكم كتابه الكريم من وجود الملائكة والجن ، فالواجب علينا الايمان بمخلوقات غيبية عنا ، اخبرنا الله بوجودها ، وكلفنا ان نؤمن بها . اننا لانعرف حقيقة الملائكة والجن والشياطين لاننا لم نتصل بهم عن طريق الحس حتى نكشف حقيقتهم ونحد تكوينهم، وكل مانعرفه ان الملائكة خلقت من نور ، وخلق الجان من مارج من نار الفلاسفة القدماء اثبتوا وجود الملائكة والجن عن طريق الاستدلال العقلى، ثم جاء الروحانيون واثبتوا وجودهم عن طريق المكاشفة والمشاهدة بمصادفات خاصة ، او برياضات روحية اتبعوها . ان وجود الجن من الامور الممكنة عقلا ، فلا يكون انكار المنكر لها الا تكذيبا للخبر الصادق . وقد تعرض القران الكريم للحديث عنهم فى سورة كاملة ذكر فيها قصة نفر منهم استمعوا للقران الكريم من تلاوة الرسول (صلى الله عليه وسلم) )فأمنوا ثم ولوا الى قومهم منذرين( سورة الجن. ومنها ماجاء فى حديث عبد الله بن مسعود ، الذى كاد يبلغ من شهرته مبلغ. وقد تعددت الاحاديث عن اجتماع الجن بالنبى محمد ، وذكر انها كانت ست مرات لتواتر . والشياطين والجن جعلهم الله اولياء للذين لايؤمنون ، فلا يمنع امكان رؤيتهم فى حالات نادرة ، او بشروط خاصة
العلمانيون والماديون لايؤمنون بالدين ولا بالوحى، ولا بالجن والعفاريت الاشباح وانما يؤمنون بالعقل على الطريقة التى يستسيغونها ، وبالعلم الذى تواضعوا عليه فى اصطلاحهم الحديث ، وهو جملة المعارف اليقينية فى الوجود وكائناته . وهم لايعترفون الا بالحسيات ، ومن هنا سجنوا انفسهم فى سجن المادة، ومكثوا حينا من الدهر ينكرون ماوراء المادة ، ويسرفون فى الشكوك الى ابعد الحدود ، ويستخفون بامر الالهيات والنبوات والوحى الى مدى بعيد لم تصل اليه اظلم عهود الجاهلية ، لولا ان صدمهم العلم نفسه صدمة عنيفة ، غيرت رايهم فى انكار ماوراء المادة. فهذه النظرية الماركسية التافهة التى تؤدى الى تعطيل دلائل الاستنتاج العقلى القاطع ، بل تتوقف عند حدود المادة المحسوسة ، وانكار الوحى ، وانكار اية حقيقة من حقائق الغيب تأتى بها النبوات ، بدعوى انها
غير مدركة بالحس فلا يصح فى نظرهم التسليم بها . ان هذه النظرية المادية ادت الى انكار الروح والوحى ، وانكار انواع من المخلوقات التى لاترى بالحواس. وهذا هو الانحراف الفكرى عن نهج التفكير السليم . وهذه النظرية لم تسلك الى داخل النفس من مسالك الطريق المنطقى السليم للمعرفة ، ولهذا السبب لم تتحول الى فكرة او عقيدة راسخة قائمة على حقيقة علمية يقينية ، يشهد لها الاستنتاج العقلى المعتمد على مسالك الادراك الحسى القاطع فمن هم الجن والعفاريت ؟ فقد اخبرنا العلى القدير بأن العفاريت هم نوع من انواع الجان )قال عفريت من الجن( النمل 39 . وهذا دليل لايحتاج الى اسناد، ولا الى شرح ، فكلام رب العالمين اوضح من ان يشرح او يفسر ، ترى هل هناك
اى دليل مادى علمى يسنده ، هل هناك دليل بأن فى السموات مخلوقات من الطاقة سواء سميت الجان او العفاريت او الاشباح ؟ الجواب نعم ان البراهين والادلة العلمية اثبتت ان مسألة الاشباح وتحضير الارواح ليست عملية خرافات ، بل اصبحت قضية الاشباح اشياء معترف بها ، وربما سيأتى اليوم الذى سيتمكن الانسان من رؤية الاشباح ، وقياس قوتها وتأثيرها على المادة والاحياء ، كمقياس درجة قوة الكهرباء بالفولت والواط ، او كجهاز الرادار التى تشعر بالاجسام اللامرئية وعن بعد كبير فنحن اذن لانعرف عن العفاريت الا ماجاء فى احدى ايات القران الكريم ، واستنتجنا من تلك الاية ان العفاريت هم نوع من انواع الجن . اما ماعدا ذلك فلا نعرف عن العفاريت سوى الاساطير . ولكن نحن نعلم ان تلك المخلوقات )العفاريت لاتتقيد بالقوانين الفيزيائية التى نعرفها ، اذ لاتنطبق عليها قوانيننا ، ولا على تصرفاتها ، وهناك شواهد وادلة مسجلة وثائقية تتحدث عن عجائب لايجد
العلم لها تفسيرا فى قوانينه . ولكن نستطيع القول عن الجن والعفاريت انهم خلقوا من اللامادة )الطاقة( ولهم اجسام غير مادية . هناك ايات فى القران تذكرنا بأن للجان اهتزاز ، )والق عصاك فلما رأها تهتز كأنها جان ولى مدبرا (النمل 10 )وان الق عصاك فلما رأها تهتز كأنها جان ولى مدبرا( القصص 31 ، ومعنى لاهتزاز فى هاتين الايتين لم يفسر من قبل احد ، وربما - والعلم عند الله
ان لهم اهتزازات مثل الذبذبة ، قد تكون كذبذبات الموجات الكهرطيسية . وبما ان محطات الراديو والتلفزيون لها موجة خاصة )ذبذبة( تذاع عليها ويمكن التقاطها فأن الجان والعفاريت يمكن التعرف عليهم والتقاط صورهم عن طريق اهنزازات صورهم غير المرئية )الذبذبات( . ومن هنا نريد ان نثبت بأدلة الوحى العلمية وتقريبها للعقل ، والادلة العلمية لها مكان الصدارة فى اثبات وجود الوحى والجن
اول من اكتشف عملية التنويم المغناطيسي-الدليل الاول التنويم المغناطيسى. يعتبرجيمس بريد الجراح عمليا وذلك عام 1941 ولكن يجب ان لاننسى فضل رجل اخر ظهر قبله ومهد الطريق له وهذا الرجل الفرنسى اسمه انطونى مسمر وهو يعد اول رجل لفت الانظار الى التنويم المغناطيسى فى العصرالحديث وقد عاش ايام الثورة الفرنسية وهو من المقررات العلمية الثابتة فى القرن الثامن عشر واخيرا اثبتوا بواسطته ماياتى. ان للانسان عقلا باطنا ارقى من عقله المعتاد كثيرا وانه فى حالة التنويم المغناطيسى يرى ويسمع من بعد شاسع ويقرا من وراء حجب ويخبر عما سيحدث مما لايوجد فى عالم الحس ففى حالة التنويم يزداد العقل الباطن سموا ويصل الى درجة تخرج فيها روح الوسيط من جسده بينما يكون الجسم فى حالة تشبه الموت. واثبتوا من وراء ذلك ان هناك روحا وان الروح مستقلة عن الجسم كل الاستقلال وان الروح لاتنحل بانحلاله وانها تستطيع ان تتصل بالارواح التى سبقها . صدق الله قوله)سنريهم اياتنا فى الافاق وفى انفسهم حتى ينبين لهم انه الحق
(2) ان العلم الحديث استطاع ان يخترع من العجائب مانعرفه ونشاهده وننتفع به مثلا التلفون والتافزيون والراديو واللاسلكى وعن طريق هذه الانجازات العلمية استطاع الانسان ان يخاطب من كان فى افاق بعيدة عنه فهل يعقل بعد قيام هذه المخترعات المادية ان يعجز الاله القادر عن ان يوحى الى بعض عباده ماشاء
(3)استطاع العلم الحديث ان يملاء بعض اسطوانات من الجماد باصوات وانغام وكلام نستطيع سماعها متى مانشاء فهل يعجو الله ان يملاء بعض نفوس بشرية بكلام مقدس يهدى به خلقه
الانظمة والاعمال كانها صادرة عن تفكير لها او غريزة ساذجة فيها مما يجعلنا (4)اننا نشاهد بعض الحيوانات حتى ولو كانت متناهية فى الصغر ان تاتى بعجائب ان نوقن بانها تصدر الا عن ارادة عليا توحى اليها وتلهمها تلك العجائب والغرائب والدقة واذا صح هذا فى عالم الحيوان فهو اولى ان يصح فى عالم الانسان
(5)العبقرية. ويعرفها افلاطون بانها حال الهيه مولدة للالهامات العلوية للبشر ويقرر الفلاسفة انها حال علوية لاشأن للعقل فيها بينما يقول العلمانيون انها هبة من الطبيعة نفسها لاتحصلها دراسة ولا يوجدها تفكير .اننا نقول لهم انه هناك وجود اتصالات روحانية باطنة فى بعض الافراد تمد الانسان بعلم وهداية من طريق غير معتاد وهو الوحى
(6)قرر العلم الحديث انه شوهد على بعض الناس انهم يظهرون بمظاهر روحانية تعتبر من الخوارق التى لم يكن يحلم بحدوثها العلماء على حين ان هؤلاء الذين اتوا بتلك الظواهر الخارقة كانوا فى حالة ذهول وقد اختبروا تلك الظواهر فشهدوا بانها ليست من الشعوذة فى شىء وانما هى احداث روحانية لا اثر فيها للمهارة وخفة اليد فكيف يستبعد ان يفتح الله على بعض عباده بانكشافات علمية عن طريق الوحى
(7)هناك امور كانت غيبا فى الكون ثم استطعنا الوصول الى معرفتها عن طريق الكشوف العلمية اليقينية فخرجت عن كونها من الغيب واصبحت من الامور الداخلية افى العالم المادى المشهود . لقد اكتشف العلم الحديث ان الفضاء مملوء بالصور التى لانستطيع ان نشاهدها بأبصارنا كما انه مملوء بالاحداث التى هى فوق مستوى سمعنا كما استطاع العلم الحديث ان يكتشف بالاجهزة الخاصة التى بأستطاعتها
التقاط الاصوات والصور من الجو. وكذلك لو استطاع البحث العلمى عن طريق التجربة والاختبار ان يتصل بالجن مثلا اتصالا عاديا لاصبح امر الجن من الماديات المشاهدة التى كانت غيبا لاسبيل الى معرفته الا عن طريق الوحى . وقد اثبتت البحوث العلمية الكونية وجود سجل كونى كبير تسجل فيه الاعمال كلها والاقوال وخواطر النفس ووساوسها فكل حرف نقوله وكل عمل يصدر عنا بكل تفاصيله يسجل فى الاثير ويمكن عرضه فى اى وقت من الاوقات متى تهيأت الاجهزة القادرة على كشف مافى هذا السجل الكبير فصور كل كائن من القرون الاولى واصوات كل كائن مسجلة تسجيلا كاملا منذ اول وجوده حتى مماته لحظة بلحظة لايضيع منه شىء واثبتت التجارب العلمية ان جميع افكارنا وخواطرنا تحفظ فى شكلها الكامل ولسنا بقادرين على محوها ابدا ومن الامانى التى تراود اذهان بعض العلماء احيانا انه سياتى يوم على العلم يكون فيه قادرا على اختراع جهاز يمكن به رؤية حوادث التاريخ وسماع اصواتها ان هذه امنية بعيدة التحقيق طبعا وربما كانت مستحيلة انما هى مما يمكن احتماله
والتفكير فيه على اى حال فى ضوء الاختراعات والاكتشافات العلمية الحديثة فمن لمحتمل مثلا ان تكون جميع الامواج والذبدبات التى انبعثت من حوادث التاريخ موجودة بيننا الان اذ هى لاتزال تتصادم فى اركان الفضاء المحيط بنا وربما اختزن بعضها فى الازمنة الماضية التى شهدت تلك الحوادث لاشك ان الامواج تضعف بمرور الزمن ولكنها لايمكن ان افنى فناءا تاما واذا كانت اجهزتنا العلمية فى حالتها الراهنة لاتستطيع ان تكشف الامواج الضعيفة جدا فاننا لايجوز ان نفقد الامل بمقدرة العلم على اختراع اجهزة من مادة الفسوسفور مثلا ووضعناها بالقرب من مصباح شديد الضوء مدة من الزمن فاننا نجدها تخزن شيئا من الضوء الملقى عليها واذت وضعناها فى الظلام بعد ذلك رايناها تشع الضوء الذي خزنته يجوز ان تكون كل مادة فى الكون هى كالفسفور تخزن الامواج الكهرطيسية الواردة الااليها ثم تطلقها بعدئذ بشكل غير منظور. اذا تأملنا الضوء الذى ياتينا من النجوم البعيدة جدا فهذا الضوء قد وصل الينا بعد ان سار فى الفضاء ملايين السنيين والصوت يمكن ان ينطبق عليه نفس القانون فانه يسير فى الفضاء ملايين السنيين ولاينتهى واذا كان الامر كذلك فهل من المسنحيل ان يخترع العلماء يوما ما جهازا نستطيع ان نبصر به تاريخ الارض ونرى ونسمع الاحداث الماضية التى حدثت فيها؟ وحتى ان العلم قد بلغ مرتبة تمكنه من تصوير سيارة فى المكان الذى كانت فيه بعد ان غادرته ذلك لان الاهتزازات الخاصة بها لاتزال موجودة فى المكان الذي كانت فيه الا انها غير مرئية فباستخدام الة خاصة للتصوير امكن تصويرها
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: