يزيد بن الحسين - ألمانيا
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 5037
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
الشبهة الاولى. ان لم يكن العالم المادي ازليا وقلنا انه حادث مخلوق لزم من ذلك القول بان العالم قد وجد من العدم، وان الله قد خلق الاشياء من عدم وهذا امر محال لايتفق مع معطيات العلم الحديث. والجواب على ذلك هو ان العلوم الحديثة تؤكد لنا انه لايمكن وجود شىء من العدم ، وهذا دليل على وجود الله ، الا ان بعض الاعراض قد تحصل من انفصال شىء عن شىء اخر ، كما ان اتصال شىء بشىء يؤدى الى وجود اعراض جديدة ولكن العرض ليس بجوهر ، ولابد لوجودها وجود اشياء اخرى قبلا. وان الله قد ابدع الاشياء بقدرته ، ولولا قدرته والطاقات التى اوجدها بقوله كن لما اوجد شىء ابدا . ان الطاقات التى اوجدها الله بارادته ومشيئته تكدست حسب لنظريات الحديثة فى علم الفيزياء فكانت المادة . وان هذه المواد شكلت كما يشاء الله هذه العوالم بعظيم قدرته ورتبها خير ترتيب
لشبهة الثانية. ان كل موجود لابد له من مكان يستقر فيه ، ولابد له من زمان يقع فيه . وان العلوم الطبيعية الحاضرة تقول بان المادة موجودة فى الزمان والمكان . اذن ليس فى الامكان ان نتصور وجود الخالق الازلى خارجا عن الزمان والمكان. والرد على هذا التسائل هو ان الله غنى عن الزمان والمكان، لانه ليس بمادة ، وقد كان موجودا من الازل دون ان يكون له ابتداء . وهو الذى اوجد وابدع الزمان والمكان ، ولولا خلق الله السموات والارض لما كان هنالك زمان ومكان ، لان الزمان والمكان مفهومان يتفرعان من المادة . وان الله موجود فى كل مكان وزمان لانه لايشبه سائر ماخلق من الموجودات بسبب احتياج هذه الموجودات جميعا الى زمان ومكان
الشبهة الثالثة . ان العلم الحديث يقول انه لابد للمادة من زمان ومكان ، وان المادة لاتوجد الا فى زمان وبما انكم ايها اللاهوتيون تقولون ان الله،هو خالق العالم ، وحيث لم يكن عندما خلق الله العالم زمان ، اذن ليس الله هو الذى خلق العالم لعدم وجود زمان ، ان ذلك ليخلق المادة فيه . اذ لايمكن خلق المادة دون وجود زمان لخلقها فيه. والجواب على هذا الطرح ، ان الزمان والمكان انما حدثا مع وجود المادة وهما من عوارضها ، وليس لنا ان نحكم بما كان قبل خلق المادة ، وكيف كان . فالزمان من عوارض المادة ووجوده بوجودها ولم يسبق احدهما الاخر ، اى ان الزمان انما وجد مع خلق الله الكون ، وان الزمان مفهوم استمرارى لوجود المادة وهكذا المكان. وان الله حين خلق المادة الاولى وجد مفهوم الزمان والمكان مع تلك المادة . فلا زمان ولامكان بالمعنى الذى نفهمه قبل ان يخلق الله شيئا
لشبهة الرابعة. يقول بعض الماديين لو كان لهذا العالم خالق لكان له هدف وغاية من هذا الخلق ، ولكنها لانفهم القصد والغاية من هذا الخلق ، حيث يقول المادى بوخنر الالمانى المعروف ( لو كان العالم خلق لعلمن الغاية من وجود هذا الفضاء الواسع السماوات ، والغرض من سبح الانجم والسيارات فيه ولاستفادت أرضنا من الأنجم السيارة فى المنظومة الشمسية ، وحيث لانستفيد ولا نعلم الغاية من ذلك اذن ليس هنالك خالق خلق الاشياء تحت غاية معينة) والجواب على سؤاله نقول إن العلم لايزال فى مراحله الاولى ، وان الاكتشافات الحديثة توضح وتعلل كثيرا مما كان يجهله البشر سابقا ، ويقف على كثير من المقاصد والغايات التى أودعها الله فى مخلوقاته ، فلو تغير موضع الشمس عما هو عليه الان لاستحالت الحياة ، وهكذا بالنسبة الى موضع القمر لولا دوران الأرض حول نفسها بهذا النظام البديع لاستحالت الحياة على وجه الارض ، ذلك لان للارض جاذبية تجذب المياة نحو مركزها ، وتحدث من دوران الارض حول نفسها قوة طاردة تطرد الاجسام عن سطح الارض الى خارجها ، ولو تباطأت الارض فى دورانها حول نفسها اى اخذت تكمل دورتها حول نفسها 100 ساعة مثلا بدلا من 24 ساعة لمات ما على الارض من حيوان ونبات ، وان جهل المادى للغايات والخواص لايكون دليلا على عدم وجود غايات حكيمة وخواص فى غاية الاتقان
الشبهة الخامسة. يقول المادى بما اننا لم نشاهد حدوث المادة ولم نشعر به ، اذن فالمادة شىء ازلى وغنى عن خالق يخلقها ويوجدها. والجواب على هذا المفهوم المادى فنقول يحاول المادى ان يحصر الفلسفة بالحس والمشاهدة دون ربط عقلى ومحاكمات دقيقة . هل الحكم بازلية المادة نتيجة لمحاكمات منطقية دقيقة حتى يستطيع ان يعلم بها علما يقينيا بأزليتها ؟ فالمادة شىء مركب ، وفيها من القوانين والدساتير على ماثبت فى علم الذرة مايدهش العقول. من الذى وضع هذا النظام الخارق وتلك المعادلات فى الذرة ؟ وكيف كان هناك الكترون والبرتينات والنيوترانات حتى كان العدد الذرى لكل عنصر يعادل عدد البروتونات والاكترونات الموجودة فى ذلك العنصر ، من اوجد هذا التعادل ومن حرك الالكترونات حول البروتونات؟ ومن الذى وزعها توزيعا علميا ؟ انه الله الذى جلت قدرته فى كل شىء
الشبهة السادسة. يقول المادى ان الالهيين يؤمنون بخالق لايدرك بحواسنا ، ومالايدرك بحواسنا معدوم . والجواب كما قلنا سابقا هناك كثيرا من الأشياء موجودة ولاتدرك بحواسنا ، ولكن العقل يحكم بوجودها كالاكتلرون والبرتونات والمعروف ان الالكترون لايمكن ادراكه ماديا ، ومع ذلك فهو معروف بأثاره وان ماوراء المادة لايدل على عدم الوجود
الشبهة السابعة. قد اخذت العلوم الحديثة توضح مافى هذا الكون من وحوادث دون اللجوء الى وجود الله. وان الانسان قد وقف بعد هذه المكتشفات الحديثة على علل الحوادث الكونية ، وعلم ان الكون سائر حسب قوانين ودساتير عدة ، فليس من حاجة الى الاعتراف بوجود صانع ازلى ، وقوة مطلقة عالية. والجواب ان علماء الفيزياء وغيرهم يعترفون بجهلهم سر الجاذبية وحقيقتها ، وحقيقة الكهرباء والمغناطيس ويقولون انهم يعلمون على كشف القوانين التى تربط الحوادث بعضها ببعض ، اما بالهام او حدس او تجربة او صدفة ، ولايعلمون السبب الحقيقى لهذه القوانين ، ويعجزون عن تفهم حقيقة هذه المعادلات الفيزيائية واسبابها وهكذا انهم يعترفون بجهلهم الاسباب والعلل على مايشاهدونه من ظواهر فى الكون والحياة. وهم فى معزل عن البحث عن خالق وضع هذه القوانين والدساتير ، وجهز العناصر بخواص التركيب والتحليل. وان التفكير فى ماوراء المادة تفكير فلسفى لارابط بينه وبين هذا التفكير الميكانيكى ، ويترشح عن تكامل النفس ، وعن صفات يتصف بها الشخص من ورع وتقوى واخلاق فاضلة . وثم اليست القوانين نتيجة تدبر وتفكر وتعقل ؟ وهل يجوز ان يوجد الترتيب والتنظيم دون مرتب ومنظم ؟ وهل من الممكن ان تتواجد عوالم من الجماد والحيوان والنبات ، وكل شىء فى هذا الكون، وان ترتبط هذه الاشياء بعضها ببعض ارتباطا وثيقا ودقيقا دون مدبر حكيم عليم ؟ كيف حصل العقل على المادة ؟ وكيف وجد الروح ؟ هل القوة كانت قبل ام المادة ؟ وكيف انقلبت القوة الى مادة ؟ فلو قلنا ان هناك يدا خفية ولابد منها تعمل فى حدوث شىء من شىء اخر فذاك هو الله تعالى. ويقول كوستاف لوبون (حسب الماديون ان مذهبهم يحل محل الدين غير ان المادة اصبحت سرا من الاسرار)
ويقول جان جاك روسو الفيلسوف الفرنسى( ليس لنا ان نعتقد ان مادة ميتة تقوى على ايجاد هذه الكائنات الحية الكثيرة ، وان الضرورة العمياء تتمكن من خلق الموجودات العاقلة، وان شيئا عديم العقل يستطيع ان يوجد . .ان يوجد اشياء مدركة عقلا ومن البديهي ان الحركة ليست بأمر ذاتي فى الجسم ، فلابد من محرك ومتصرف ، وان سلسلة الحركات الكونية كلها تنتهي الى المحرك الاول وهو الله )
ويقول هرشل ( كلما توسع افق العلم كلما ازددنا معرفة بالله ، ذلك لان العلم يزودنا ببراهين قطعية على وجود الخالق الازلى القدير الذى لاحد لقدرته ) اما لينه العالم الطبيعى المعروف فانه يقول ( يمر أمام عينى ربى الذى خلق كل شىء ، انى لااراه ببصري ، ولكن نفسي تراه حين تشع عليها اثار عظمته وجلاله ، وترى مااودع فى هذا الكون من جلائل الأعمال وخوارق لاتعد ، يكفينى ان أرى الكائنات الحية الصغيرة جدا التى لاترى بالعين المجردة كيف جهزها الله بجوارح وأعضاء تحير العقول)
ويقول جان جاك روسو( ان العقل هو الذى يرشدنا الى وجود الخالق ذلك لانا نوقن بوجودنا ونوقن بان وجودنا حادث ولم نكن موجودين قديما ، ونرى ان العقل يحكم ان ليس للعدم ان يوجد شيئا ، اذن نجزم يقينا ان ذاتا اخرى قد أوجدتنا وكونتنا ، وهذه الذات وهى ذات الباري كانت موجودة بصورة دائمة ، اى ان الخالق ازلى سرمدي ، وبما اننا مخلوقون من قبل الغير فكل مافينا من قابليات وامكانيات فهى منه. اذن وجب ان يكون الموجد فى كمال القدرة ، وبما ان لنا عقلا ندرك به الاشياء فوجب ان يكون لموجدنا عقل ايضا ) . ويستمر روسو قائلا (بما ان جميع مافى هذا الكون حادث ولم تكن قبلا فلابد من وجود قديم ازلى اوجد هذه الاشياء ولم يوجده شىء اخر).
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: