النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) هو البارقليط في الانجيل
يزيد بن الحسين - ألمانيا
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 7856
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
اخبر المسيح فى احدى المناسبات اتباعه وحواريه قائلا (ولكنى اقول لكم الحق من الافضل لكم ان اذهب لانى ان كنت لااذهب لايأ تيكم م المعين (الفارقليط ) ولكنى اذا ذهبت ارسله اليكم ) كما جاء ذلك فى الفصل السادس عشرمن انجيل يوحنا , ترجمة تفسيرية ,
وان المسيح قال ايضا لتلاميذه:
( وانا اطلب من الاب فيعطيكم فارقليط اخر ليمكث معكم الى الابد. روح الحق الذى لايستطيع العالم ان يقبله لانه لايراه ولايعرفه واما انتم فتعرفونه لانه ماكث معكم ويكون فيكم )
(واما الفارقليط الروح القدس الذى سيرسله الاب بأسمى فهو يعلمكم كل شىء ويذكركم بكل ماقلته لكم )
( ومتى جاء الفارقليط الذى سأرسله انا اليكم انه خير لكم ان انطلق لانه ان لم انطلق لايأتيكم الفارقليط ولكن ان ذهبت ارسله اليكم )
( ومتى جاء ذاك يبكت العالم على خطيئة وعلى بر وعلى دينونة. اما على خطيئة فلانهم لايؤمنون بى .واما على بر فلاْنى ذاهب الى ابى ولاترونى ايضا. واما على دينونة فلاْن رئيس هذا العالم قد دين )
( واما متى جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم الى جميع الحق. لاْن لايتكلم مع نفسه بل كل مايسمع يتكلم به ويخبركم بأمور اتية لقد فسروا كلمة البارقليط او الفارقيط بالمعين فهل هى حق لترجمة الحقيقية للكلمة اليونانية الفارقليط , ولماذا حوروا الكلمة وماهو قصدهم من ذلك ؟ انهم يحاولون اقناع السامع والقارىْ على ان المعين الذى سيرسله المسيح هو (الروح القدس ) وليس الممدوح او المحمود , ولكن هل كان حقا بمكن اعتبار المسيح يتنبأ هنا عن مجىء شخص اخر , وهل هذا هو حقا ماكان يقكر فيه عن مجىء المحمود ؟ يقولون كلا , فالفارقليط ليس شخصا او كتابا اخر , فهو قوة فعالة من الله الروح القدس , الذى يرسله الى اتباعة وتلاميذه ليعلمهم , وقد اشار المسيح كما جاء فى اعمال 1-5 قال ) يوحنا عمد بالماء واما انتم فستتعمدون بالروح القدس ليس بعد هذه الايام بكثير( وبعد عشرة ايام من قول المسيح نزلت روح القدس عليهم . فالفارقليط حسب تفسيرهم ومفهومهم لهذه الكلمة ليس شخصا , فهو قوة فعالة اتية من الله نفسه ان اكثر النصارى يفسرون كلمة الفارقليط على انها المعزى او الشافع او المعين او المحامى وهو روح القدس)جبريل( الاقنوم الثالث من الثالوث الاقدس الذى وعد المسيح تلاميذه الحواريين ان ينزل عليهم ويحل فيهم. وحسب اعتقاد النصارى ان روح القدس قد حلت بهم عندما كانوا مجتمعين كلهم فى مكان واحد فخرج من السماء فجأة دوى كريح عاصفة ملاْت البيت الذى كانوا فيه مجتمعين وظهرت السنة من نار فأنقسمت فامتلؤوا كلهم من الروح القدس )
ولما حضر يوم الخمسين كان الجميع معا بنفس واحدة , وصار بغتة من السماء صوت كما من هبوب ريح عاصفة وملاْ كل البيت حيث كانوا جالسين , وظهرت لهم السنة منقسمة كأنها من نار واستقرت على كل واحد منهم , وامتلاْ الجميع من الروح القدس وابتدأوا يتكلمون بالسنة اخرى كما اعطاهم الروح ان ينطقوا ( اعمال 2-1-4 , وحسب هذا التفسير المسيحى يتبين لنا ان المرسل روح وليس جسدا . ونود هنا مناقشة اراء النصارى حول روح القدس وسوف نثبت لهم ان البرقليطوس او الفارقليط هذا ليس هو روح القدس )جبريل( ولايمكن ان يكون معزيا او محاميا او وسيطا ونحن سنرد على ادعات النصارى بتمسكم بهذا الادعاء بأن البرقليط هو المعزى فأذا كان النصارى يعتقدون بأن موت عيسى على الصليب قد فدى المؤمنين من لعنة الخطيئة الاصلية وان روحه وبركته وحضوره فى القربان المقدس سيبقى معهم الى الابد هذا الاعتقاد سيجعلهم بدون حاجة الى عزاء او الى مجىء معزى لانه اذا كانوا بحاجة الى معزى فأن جميع هذه الادعاءات والمزاعم النصرانية حول تضحية المسيح وتحمله الام الصلب تتهافت وتصبح باطلة لان الوعد بأن يرسل الله معزيا بعد ذهاب المسيح يدل على ان مملكة الله قد انهارت وان الامال قد تحطمت والعزاء لايعوض الخسارة وان هذا المعزى لايمكن ان يكون وسيطا بين الله وعباده. وجاء فى نص انجيل يوحنا )فيعطيكم فارقليط اخر(
وهذا يعنى انه كان هناك فارقليط قبله اى انه ليس له وجود فى زمن المسيح بل انما يكون بعد ذهابه عنهم. او كما لو كان هناك عدة فراقليطيين قد جاؤوا وذهبوا وان فرقليطا اخر سوف يأتى بناء على طلب المسيح فقط. وبما ان الروح القدس متحد بالاْب وبالاْبن منذ الاْزل كما يقولون ويدعون وان الثلاثة تشكل واحدا اذا فالروح كان موجودا بينهم فى ذلك الوقت ومتحدا بالاْب حسب زعمهم ولايصدق عليه لفظ اخر الا اذا كان نبى اخر من البشر يخلق فيما بعد. ونحن نشك ان هذا النص كان عرضة للتلاعب والتحريف من حيث اضافة كلمات اخرى لم تكن فى النص اصلا كما جاء فى انجيل يوحنا)
وسوف اسأل الاْب وسوف يعطيكم برقليطوس اخر يبقى معكم الى الاْبد ( فأن كلمة اطلب او اسأل واخر دليل على وجود التلاعب والتحريف فى النص الاصلى وان النص الصحيح فى اعتقادنا يكون على الشكل التالى)وسوف اذهب الى الاْب وسيرسل لكم رسولا سيكون اسمه البرقليطوس)الفارقليط( لكى يبقى معكم الى الاْبد( وان قول عيسى هذا يكون متطابقا للتنزيل القرأنى القائل بأن عيسى اعلن لبنى اسرائيل بأنه كان)مبشرا برسول يأتى من بعدى اسمه احمد( وهذا من اقوى الدلائل والبراهين على ان محمدا كان حقيقة نبيا مرسلا وان القران تنزيل الهى فعلا. وان عبارة )ليمكث معكم الى الابد( اى يتوارثه الناس جيلا بعد جيل واذا سلمنا جدلا بأنه حل فى التلاميذ فأين هم الاْن؟ ويقول القس جورج فاخورى بهذا الصدد)
وهذا المحامى المعزى الذى يقيم فى الكنيسة الى الاْبد ويكون شبه روح لها هو الروح القدس الاقنوم الثالث من الثالوث الاقدس( واذا كان روح القدس قد اوحى الى التلاميذ الذين حل فيهم بأن يكتبوا الاْنجيل فلماذا كانت اربعة اناجيل مختلفة فى سردها وتناقضها واغلاطها؟ ولم تكن انجيلا واحدا متكاملا؟
واين هذا الروح عندما بقى النصارى اكثر من ثلاثة قرون بدون كتاب موحد ومقدس قبل مجمع نيقية عام 325 ميلادية؟ ولماذا رفضوا باقى الاْناجيل والرسائل الاخرى وخاصة انجيل برنابا واكتفوا بأربعة فقط وجعلوها قانونية؟ اما قوله )يمكث معكم الى الاْبد( يبطل كونه روحا محضة بل سيكون نبى مرسل من البشر يحمل الكتاب والشريعة ويبقى خالدا الى يوم الحساب لانه موحى اليه فمحمد هو النبى الذى انزلت عليه الشريعة ونسخت باقى الشرائع السابقة واصبحت خاتمة لانه خاتم الانبياء.
وكل الاْوصاف التى ذكرها النصارى بالفارقليط لاتناسب الروح الى يدعون بل انما تناسب شخصا يأتى من بعد عيسى. فأن التعزية والشهادة للمسيح وتذكير الناس بكل ماقاله وتوبيخ العالم على الخطيئة وتعليم الناس كل شىء وغير ذلك هى من خواص النبوة لامن خواص الروح المتحد بالله والمنبثق عنه وحده او عن الاْبن كما يزعمون بذلك وكل هذه الخواص لاتنطبق الا بأنسان بشرى من جسد وروح فالنبى محمد هو الذى تنطبق عليه هذه الصفات. فقد قال الدكتور الفرنسى موريس بوكاى فى خصوص هذا الامر)من الغريب ان ننسب الى روح القدس الفقرة التى تقول: لن يتكلم بأرادته وانما سيقول مايسمع وسيعرفكم بكل ماسيأتى اذ من غير المعقول ان ننسب الى الروح القدس سلطان التحدث وان يقول مايسمع( ويعطينا الدكتور بوكاى برهانا على ان فعل يسمع فى جميع اللغات معناه استقبال الاْصوات وان السمع والتحدث لايمكن ان يخصا الا كائنا يتمتع بجهاز للسمع واخر للكلام. وبالتالى فأن تطبيق هذين الفعلين على الروح القدس امر غير ممكن ثم ان المسيح نبههم) الى ان ماسيلقيه عليهم واجب الرعاية والحفظ( فأذا كان الفارقليط هو الروح القدس الذى سينزل عليهم وسيخبرهم بكل شىء وهو قادر على ان يجعلهم يحفظون كل مايقوله لما كان ثمة حاجة الى هذا التنبيه لان الروح اذا حل فى قلب احد ظهر اثره فيه وعرفه فلا يتصور انكاره له وعدم ايمانه به. وقد رجح كثير من الباحثين المنصفين ان عبارة) روح القدس وروح الحق( مدسوسة فى الاْناجيل وليست اصلية حيث كان من عادة علماء الدين النصارى ان يضيفوا الى النصوص الاْصلية شيئا من التفسير والشرح للمعانى التى قالها عيسى دون ان يذكروا ذلك توضيحا للقارىء لكى لايقع فى الشبهه والاْلتباس ..
وعندما يقوم المترجمون لترجمته الى اللغات الاخرى فياخذون النسخة دون تمحيص وتدقيق وهنا ستقع الاختلافات والتحريفات والاضافات والتى بمرور الزمن تصبح جزءا من النص الاصلى وفى اعتقادنا اذا حذفنا كلمة روح القدس من نص يوحنا فيصبح عندنا اليقين التام ان المراد بالفارقليط كائن بشرى يتمتع بحاستى السمع والكلام مثل المسيح تماما يسمع وحى الله)واما الفرقليط الروح القدس الذى سيرسله الاب بأسمى فهو يعلمكم كل شىء ويذكركم بكل ماقلته لكم( )ومتى جاء ذلك روح الحق فهو يرشدكم الى جميع الحق لانه لايتكلم مع نفسه بل كل مايسمع يتكلم به. ويخبركم بأمور اتية( فأن كلمتى الروح القدس وروح الحق لو حذفناها من سياق الجملة فسوف يستقيم معنى كلام المسيح لان الاتصال بالناس لايمكن مطلقا ان يكون من عمل الروح القدس بل هوطابع ذو اتصال مادى واضح. وقال الدكتور موريس بوكاى)
ان وجود كلمتى الروح القدس فى النص الذى بين ايدينا اليوم قد يكون نابعا من اضافة لاحقة ارادية تهدف الى تعديل المعنى الاول لفقرة تتناقض باعلانها بمجىء نبى نبى بعد المسيح مع تعاليم الكنائس الوليدة التى ارادت ان يكون المسيح خاتم الاْنبياء( واذا كان حقا ان المسيح قد اطلق عبارة الروح القدس وروح الحق على الفارقليط فأن هذا لايمنع ان يكون المبشر به انسانا جسديا فالنبى محمد الذى بشر به المسيح هو روح الحق حقا لانه اولى بالشهادة والحقيقة عن الطبيعة الحقيقية لعيسى ورسالته ومما يدل على ذلك ماجاء فى رسالة يوحنا الاولى من التفريق بين روح الحق وروح الضلال)ايها الاْحباء لاتصدقوا كل روح بل امتحنوا الارواح لتروا: هل هى من الله؟ لان كثيرا من الانبياء الكذابين جاؤوا الى العالم( ومن خلال هذه النصوص يتضح لنا ان كلمة الروح عندهم لها دلالتين تطلق على النبى المرسل من البشر كما تطلق على الملك الذى ينزل بالوحى وان)روح الله او الروح القدس او روح الحق( يراد بها المرشد والهادى وليست بمعنى الاقنوم الثالث كما يزعمون وثم اذا كانت هذه الكلمة بمعنى المعزى او الشافع او المحامى فأن المسيح يكون قد كنى عن محمد لاْن هذه المعانى كلها تصدق عليه اليس النبى محمد هو الذى دافع عن المسيح ضد الاتهامات الباطلة التى الصقت به اليس هو المحامى اذن؟ )والكلام الذى تسمعونه ليس لى بل للاْب الذى ارسلنى( وهذا يعنى ان المسيح ليس سوى نبى مرسل يبلغ الناس مااوحى اليه من ربه) فهو يعلمكم كل شىء ويذكركم بكل ماقلته لكم( وهذا يدل على المبشر به سيكون صاحب شريعة كاملة وشاملة تنسخ جميع الشرائع السابقة وهى خاتمة الرسالات ولاناسخ لشريعته. والنبى محمد ذكر الناس بكل ماقاله المسيح وجاء به من التوحيد الخالص لله وحده ونهى النصارى عن التثليث والغلو فى الدين وقد صدق المسيح عندما قال انه)روح الحق الذى لايستطيع العالم ان يقبله لانه لايراه ولايعرفه( فالنصارى لايؤمنون بالنبى محمد وبرسالته ولا بالتوحيد بل يؤمنون بالشرك بالله والتثليث) ومتى جاء الفارقليط الذى سارسله اليكم من الاب روح الحق الذى من عند الاب ينبثق فهو يشهد لى( وقد صدق المسيح فأن محمد قد شهد على المسيح بالحق بانه بشر وليس الاله كما يزعم النصارى فبطل ان يكون المراد به الروح القدس وكما قلنا سابقا ان النصارى يزعمون ان الاب والابن والروح القدس الها واحدا فلا حاجة اذن الى الاْقنوم الثالث لكى يشهد على الابن اذا كان منبثقا منه ولكن شهادة روح القدس للناس لايأتى الا من بشر يتكلم فيسمعه الناس ويرونه ولايمكن ان يكون وحيا او نورا يقذف فى قلب طائفة من الناس وثم ان الروح القدس لم يشهد للتلاميذ الذين حل فيهم كما يزعمون لان النصارى الاوائل الموحدين اعتبروا روح الحقيقة البرقليط الموعود شخصا عاديا واخر الانبياء المرسل من الله وليس كما جاء فى الانجيل الرابع بأن براقليط هو اسم شخص مجرد المعالم وروح مقدسة مخلوقة ستأتى وتسكن جسما بشريا لتؤدى العمل النهائى المحدد لها من قبل الله ذلك العمل الذى لم يقم به او ينجزه قط احد من الانبياء المرسلين.
لقد كان الحواريين يعرفون المسيح حق المعرفة بخلاف من اتى بعدهم والتبس الامر عليهم فأصبحوا يؤمنون بالتثليث والصلب والفداء.فكانوا محتاجين الى فارقليط اخر يشهد للمسيح ويعيد الحق الى نصابه فجاء محمد وشهد له بالحق وبرأه مما نسب اليه النصارى من الالوهية والصلب والتثليث والفداء. اما حول معنى كلام المسيح )لانه لايتكلم من نفسه بل كل مايسمع ليتكلم به( فقد قال الله فى القران الكريم )ان اتبع الا مايوحى الى وما انا الا نذير مبين( فأن محمد قد اوحى اليه من الله وقال للناس ماسمع به ولو كان المراد بالفارقليط الاقنوم الثالث لقال: يتكلم من عند نفسه او من عندنا نحن الثلاثة ولو صح التثليث لقال المسيح )والكلام الذى تسمعونه لى او لنا نحن الثلاثة ( ولكن المسيح شهد لتلامذته بأنهم يعرفون حقيقة امره وانه نبى مرسل من الله وليس ابن الله خلافا لمن سيأتى بعدهم حيث سيلتبس الامر عليهم فيظنون ان المسيح قتل وصلب ويغالون غلوا عظيما فى شأنه ويجعلونه الها. )ومتى جاء ذلك يبكت العالم على خطيئة وعلى بر وعلى دينونة اما على خطيئة فلاْنهم لايؤمنون بى واما على بر فلاْننى ذاهب الى ابى ولاترونى ايضا واما على دينونة فلاْن رئيس هذا العالم قد دين( وان محمد هو الذى اظهر كل الحقيقة عن الله وعن وحدانيته ففعل ذلك بكل قوة وشجاعة وتصميم وقد بدأ هذا التبكيت من النبى بتبليغ كلمة الله كما تلقاها وحطم الوثنية فى جزيرة العرب ونبذ الكفر والشرك بالله وكل العقائد الباطلة واسس مملكة الله وصحح كثيرا من الافتراءات التى كانت مدونة ومعتقدا بها.
فهو الذى وبخ النصارى على اعتقادهم فى الثالوث وادعائهم ان المسيح هو ابن الله وهو الذى كذب اليهود بأنهم قتلوا وصلبوا المسيح ولم يؤمنوا انه رفع الى السماء . وانه سوف يؤنب العالم لاجل الدينونة. وان كلام المسيح بمنزلة النص الصريح فى ان النبى المرسل من الله سوف يوبخ الناس الذين اطلقوا على المسيح لقب الرب وغالوا فيه كثيرا وسوف يثنى على المسيح ويبين للناس منزلته وقدره وانه قد رفع الى السماء ولم يقتل ولم يصلب كما اعتقدوا النصارى بذلك. ومن هنا ستنتفى صفة الروح القدس حول هذا الفارقليط لان الروح النازل على الحواريين يوم الدار ماكان منتصرا على احد من الناس ولا مبوخا لاحد. والذين حل فيهم كانوا خائفين مضطهدين لاْكثر من ثلاثة قرون من اليهود والرومان. واخبر المسيح الحواريين قائلا)ان لى امورا كثيرة لاقول لكم ولكن لاتستطيعون ان تحتملوا الان واما متى جاء ذلك روح الحق فهو يرشدكم الى جميع الحق. لانه لايتكلم من نفسه بل كل مايسمع يتكلم به ويخبركم بأمور اتية( ومعنى هذا الكلام ان المسيح لديه اخبارا واحكاما كثيرة لكن لن يذكرها اشفاقا عليهم ومتى جاء الفارقليط الاخر فأنه سيرشد الناس الى جميع الحق. وهذا تأكيد واثبات ونفى على ان يكون المراد بالفارقليط الاخر الروح القدس النازل على الحواريين فى الدار لانه لم يزد حكما من الاحكام على ماجاء به المسيح وهذا خلافا لمايدعيه النصارى على ان قول المسيح هذا دلالة على انه اتى بعقيدة التثليث وبفكرة الصلب والفداء واسقاط جميع احكام التوراة وان كل هذه الاْشياء لم تكن بأستطاعة تلاميذه حمله .
ونحن نقول لهم العكس من ذلك ان المراد بقوله هذا ان الاْشياء الكثيرة التى لايستطيعون حملها هى زيادة الاحكام والتكاليف التى سوف يأتى بها النبى المبشر به)الفارقليط( لانه سيأتى بشريعة جديدة تشمل كل مايحتاجه الناس من امور الدنيا والاخرة. فهل علم الروح القدس الحواريين وسائر الناس شيئا من ذلك؟ وهذا النص الذى قاله المسيح يدل دلالة واضحة كل الوضوح بأن المبشر به اى الفارقليط الثانى اعظم بكثير من الفارقليط الاول الذى هو المسيح نفسه لانه يقدر على مالايقدر عليه المسيح ويعلم الناس امور عظيمة مالايعلمه المسيح نفسه ويخبرهم بأمور اتية لم تكن معروفة لديهم من اشراط الساعة ويوم القيامة والحساب والجنة ونعيمها والنار وعذابها وعن حوادث الغيب وماسيقع فى المستقبل من احداث. اما روح القدس فلم يخبر بشىء من الامور الغيبية وهذه الاناجيل والرسائل ليس فيها شىء يذكر من علم الغيب. ان هذا الفارقليط الذى ذكره المسيح ووصفه وصفا واضحا وبدون غموض هو نفس الوصف الذى جاء فى سفر التثنية فى قول موسى حول النبى المنتظر. ان النبى محمد نبى الرحمة للعالمين وقد كان لاينطق عن الهوى ان هو الا وحى يوحى وقد تواتر عنه اخباره بالحوادث المقبلة والغيوب التى تحققت فى حياته وبعد مماته.
وبعد ان فندنا كل الحجج التى جاء بها النصارى لاثبات ان روح القدس وروح الحقيقة هو الاقنوم الثالث فى الديانة المسيحية فقد ذهب جماعة من علماء النصارى ومفكريهم الى ان معناها من مشتقات الحمد حيث استدلوا على ذلك بقول يوشع)من عمل حسنة له فارقليط جيد( اى حمد جيدونقل ابن القيم عن الاناجيل المترجمة فى زمانه ان المسيح قال للحواريين )من ابغضنى فقد ابغض الرب فلابد ان تتم الكلمة التى فى الناموس لانهم ابغضونى فلو جاء المنحمنا هذا الذى يرسله الله اليكم من عند الرب روح القسط فهو شهيد على( وقال ان المنحمنا فى باللغة السريانية هو الحمد او المحمود.وقال ابن قتيبة الفارقليط بلغتهم لفظ من الفاظ الحمد اما احمد او محمد او محمود فصار باليونانية باراكليت وبالسريانية المنحمنا وبالحبشية برنقطيس وبالرومية البرقليط. وذكر الهاشمى فى كتابه)سر اسلامى( انه جاء فى الانجيل المكتوب باللغة القبطية الذى كتبه احد البطاركة عام 506 ميلادية مامعناه )الاتى بعدى يسمى الفارقليط بندكراطور اى الروح المنشق اسمه من اسم الحمد سيبعث الحياة فى امة ليست لها من الحياة نصيب الا الضلال فى برية فاران كجحاش الاتن( وذكر ان هذا الانجيل منزوع الغلاف وذكر كاتبه فى ديباجته انه نقله من اصول الاْنجيل الحقيقى.
وذكر القس الاسبانى انسلم تورميرا ان سبب دخوله فى الاسلام فى القرن الثامن الهجرى هو تحققه من معنى فارقليط فقد ذكر فى كتابه تحفة الاْريب فى الرد على اهل الصليب انه سأل مرة عالم الدين المسيحى نقلاد مارتيل عن معنى كلمة البارقليط فقال له) اعلم ياولدى ان البارقليط اسم من اسماء نبى المسلمين وعليه انزل الكتاب الرابع المذكور على لسان دانيال( .
وذكر الشيخ عبد الوهاب النجار فى كتابه)قصص الانبياء( عام 1894 انه سأل المستشرق الايطالى الدكتور كارلونلينو مامعنى كلمة باراكليت فأجابه: القسس يقولون معناها المعزى فقال له الشيخ النجار انى اسأل الدكتور كارلونلينو الحاصل على الدكتوراه فى اداب اللغة اليونانية القديمة ولست اسأل قسا فقال: معناها الذى له حمد كثير. وهكذا نتوصل الى حقيقة هذه الكلمة فان المعنى الواضح والصحيح لكلمة البرقليطوس تعنى من الناحية اللغوية الامجد والاشهر والمستحق للمديح كما جاء فى قاموس الاسكندر الاغريقى الفرنسى حيث جاء فيه)هذا الاسم المركب مكون من المقطع الاول) Peri ( والمقطع الاخير kleotis ( وهذا مشتق من التمجيد او الثناء والاسم فى اللغة الانجليزية يكون Periqlytos ( يعنى بالضبط اسم احمد باللغة العربية. والصعوبة الوحيدة التى ينبغى حلها او ايجادها هى اكتشاف الاسم السامى الاصلى الذى استخدمه عيسى اما بالعبرية او الارامية. فالصيغة الارامية كانت على شكل محامدا او حميدا وذلك لانها تتوافق مع الكلمة العربية احمد او البرقليط اليونانية. اما ترجمة المعنى الى معزى او محام فأنها خاطئة ومحرفة تحريفا خطيرا لانها مشتقة من كلمة براقلون paraqalon ( اى Para -qulo بينما كلمة الاكثر حمدا برقليط فانها مشتقى من كلمة Periqlyte اى Peri –qluo والفرق واضح بين الكلمتين حيث اثبت عبد الاحد داود فى كتابه محمد فى الكتاب المقدس ان لفظة باركليتوس تعنى الاشهر او الجدير بالحمد وهذا اللفظ البارقليط لم يسلم من التحريف سواء كان هذا التحريف لفظيا ام تحريفا دلاليا فقد استبدل فى الطبعات الحديثة ب المعزى paracalon-parakalon, وهى مناحيم فى اللغة العبرية واعتبر دالآ على روح القدس بدلا من دلالته على خاتم الانبياء والمرسلين محمد.
ومن المدهش ان الاسم الفريد الذى لم يعط لاْحد من قبل كان محجوزا بصورة معجزة لاْشهر رسل الله واجدرهم بالثناء كما جاء ذلك فى كتاب محمد فى التوراة والانجيل للبروفيسور عبد الاحد داود. ونحن لانجد ابدا اى يونانى كان يحمل اسم برقليطس ولا اى عربى كان يحمل اسم احمد او محمد لان كلمة البارقليط اليونانية هى ترجمة الحرفية لكلمتى احمد ومحمد او الاجدر بالثناء او الاكثر حمدا. واخيرا ونقول عندما نزل القران على نبينا محمد وهو الاْمى لم يكن يعرف ان اسمه قد بشر به عيسى فى الانجيل بكلمة البارقليط الا من خلال الوحى والتنزيل الالهى. ان اطلاق اسم محمد على خاتم الانبياء والمرسلين من قبل جده ليعتبر معجزة فى تاريخ الاْديان لان اهله كانوا لايعرفون شيئا عن النبؤات العبرية فى التوراة ولا عن تنبؤات الاناجيل الخاصة بنبى الاسلام محمد ولايمكن ان يكون هذا الاطلاق من باب المصادفة بل هو دال على العناية الالهية والالهام الالهى
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: