خفايا الاتصالات السرية بين أمريكا وإيران لغزو العراق يكشفها السفير الأمريكي السابق
يزيد بن الحسين - ألمانيا
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 4625
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
كشف السفير الأمريكي السابق في العراق زلماي خليل زاد، عن اجتماعات سرية جمعت عدد من المسؤولين الأمريكيين مع نظرائهم في إيران تناولت مستقبل العراق ما بعد صدام حسين.
وأوضح الدبلوماسي الأمريكي أن الاجتماعات بدأت قبل الغزو الأمريكي للعراق بهدف ضمان عدم تعرض القوات الأمريكية لهجوم من جانب القوات الإيرانية خلال الحملة العسكرية التي تهدف للإطاحة بالرئيس العراقي الراحل صدام حسين، حسب ما قالت “سبوتنيك”.
وأكد خليل زاد في كتاب جديد تحت عنوان” المبعوث” أن الولايات المتحدة حصلت على وعد من طهران، خلال هذه المحادثات، بأن يمتنع الجيش الإيراني عن إطلاق النار على الطائرات الحربية الأمريكية إذا دخلت إلى الأجواء الإيرانية وهي في طريقها إلى العراق، بحسب صحيفة “نيويورك تايمز″ الأمريكية في عددها الصادر اليوم الاثنين. وأوضح زاد وزير الخارجية الإيراني الحالي، محمد جواد ظريف، والذي كان يشغل آنذاك منصب مندوب إيران لدى الأمم المتحدة — كان يقود المباحثات التي استمرت حتى بعد سيطرة القوات الأمريكية على بغداد في أبريل/نيسان من العام 2003.
وجاء في الكتاب “ووافق ظريف…. كنا نأمل أيضا في أن تعمل إيران على تشجيع الشيعة العراقيين للمشاركة بشكل بنّاء في إقامة حكومة جديدة في العراق”. ولفت إلى أن الأمريكيين والإيرانيين كان لديهم اختلافات حول كيفية تشكيل حكومة عراقية جديدة، وكيفية التعامل مع دعم طهران للإرهاب”
ويعتبر زاد الذي ولد في أفغانستان عام ١٩٥١، أحد أهم أركان اليمين المتطرف في الإدارة الأمريكية والمشارك الرئيسي بوضع خطط وإستراتيجية الحرب على العِراق واحتلاله.
هاجر إلى الولايات المتحدة، ودرس في جامعة شيكاغو، وعمل مديرا في شركة نفط أمريكية كبيرة، ثم في وظائف في وزارتي الخارجية والدفاع في عهد الرئيسين ريجان وبوش الأب.
وفي عهد الرئيس جورج بوش شغل خليل زاده منصبا في مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض الذي رأسته في ذلك الوقت كوندليزا رايس، وتخصص في شؤون منطقتي الخليج وآسيا الوسطى، وشغل منصب سفير الولايات المتحدة في أفغانستان و العراق
لقد اشتركت إيران في غزو العراق مباشرة ورسميا، كما اعترف قادة ايران وفي مقدمتهم خاتمي حينما كان رئيسا بقوله في نهاية عام 2004 (لولا مساعدة ايران لما نجحت أمريكا في احتلال العراق وأفغانستان)، هذا الاعتراف قاله حرفيا قبله نائبه محمد علي ابطحي، في مطلع عام 2004 في ندوة دولية في دبي، وقاله بعدهما هاشمي رفسنجاني أثناء حملته الانتخابية في عام 2005. إذن ايران ساهمت في أنجاح غزو العراق ولم يصدر أي تكذيب لهذه التصريحات، وهذا الموقف،العدائي وليس الوحيد من طرف ايران ، هو جريمة كبرى محسوبة بدقة تترتب عليه تعويضات للعراق وشعبه بجريمة ابادة جماعية للشعب واسقاظط نظطامة فمثلما عاملوا الكويت بالتعويضات فمن حق العراق ان كانت هناك حقا حكومة وطنية شريفة ان تطالب بالعويضات وفق مباديء القانون الدولي ..
وهكذا تنكشف خيوط المؤامرة الأمريكية الإيرانية الدنيئة ضد العراق وحكمه الوطني الشريف ، انها صفحة سرية جديدة من التآمر الأمريكي الايراني على العرب يتم الكشف عنهاعن طريق سفيرهم السابق في بغداد . انها المرة الاولى يسطر فيها خليل زاد الحقائق عن المحادثات السرية بين الطرفين الشريرين . ايران معروفة عبر ناريخها الطويل بالنذالة والحقارة والتأمر على العراق والعرب . مهي تعاونت مع اسرائيل في حربها مع العراق وبعد ان خسرت الحرب راحت تتأمر سرا مع الشيطان الاكبر كما كان يدعي مقبورها الذي شرب السم ومات قهرا بسبب اندحاره في الحرب . ولم تجد ايران طريقة للانتقام الا عن طريق التأمر والخيانة وهذا طبع الفرس عبر التاريخ
ماهي الخطوات الاولى التي نفذتها ايران مباشرة اثناء غزو و احتلال العراق ؟" الامريكي للعراق؟ كانت أول خطوة عسكرية هي ادخال فيلق بدر من الاراضي الايرانية الى جنوب العراق للقتال ضد القوات العراقية والمجاهدين العرب حالما دخلت القوات الامريكية والبريطانية جنوب العراق، وبفضل هذا الدور سقط مئات الشهداء على يد عملاء ايران. وهذه حقيقة معروفة ويفتخر فيلق بدر بانه قام بدوره هذا. وفيلق بدر انشأته ايران ودربته ايران ومولته ايران وتوجهه المخابرات الايرانية وتتشكل اغلب قيادته من ايرانيين او من عراقيين من أصل إيراني، وهو تابع فعليا ورسميا للمخابرات الإيرانية.
وكانت الخطوة الثانية هي خطوة استخبارية إذا أن إيران أصدرت أوامرها لعلي السيستاني الإيراني الجنسية والمرجع الأعلى في حوزة النجف ليصدر فتوى تحرم مقاتلة الاحتلال، وفتوى أخرى تدعوا العراقيين للهروب من الجيش والامن والشرطة وعدم مقاومة الاحتلال ! وكان لفتاوي السيستاني اثر مهم في ترك الآلاف الجيش وعدم المقاومة فاضعف ذلك قدرة العراق على المقاومة. وأكمل السيستاني دوره بالإفتاء بالمشاركة في مجلس الحكم، وهو جهاز أنشأه الاحتلال لتسهيل الغزو والتعاون مع المحتل، وهكذا تضافر الدور القتالي لفيلق بدر وبقية التنظيمات التابعة لإيران مع فتاوى السيستاني وأديا إلى تعطيل مقاومة عدد كبير من العراقيين للغزو.
وفور حصول الاحتلال دخلت المخابرات الايرانية العراق بالآلاف واخذت توزع قوائم بأسماء من يجب اغتيالهم من ساسة وضباط وعلماء عرب عراقيين. وبدات اشرس حملة اغتيالات في تاريخ العراق قامت بغالبيتها المخابرات الايرانية بواسطة فرق الموت التابعة لها، وهي التي كانت الاداة الاكثر وحشية في عمليات التطهير العرقي، المتسترة بالتطهير الطائفي، والتي قامت وتقوم بها فرق موت ايرانية من اجل اشعال الفتنة الطائفية تمهيدا لتقسيم العراق .
يقول خليل زاد انه قبل غزو واحتلال العراق عقدت، وبناء على طلب امريكا محادثات سرية جرت في جنيف، ومثل امريكا فيها خليل زاد نفسه والدبلوماسي الأمريكي ريان كروكر. ومثل ايران في المحادثات جواد ظريف وزير الخارجية الايراني الحالي، وكان وقتها مبعوثا لايران في الأمم المتحدة يقول خليل زاد ان امريكا ارادت من المحادثات ان تحصل على تعهد من ايران بعدم اطلاق النار على الطائرات المقاتلة الأمريكية اذا حدث ان دخلت بالخطأ الى المجال الجوي الايراني. ويذكران ظريف وافق على هذا الطلب. ويضيف ان امريكا ارادت ايضا من المحادثات حث ايران على تشجيع الشيعة العرقيين على المشاركة بشكل بناء في اقامة حكومة جديدة في العراق، على اعتبا ران ايران هي القوة الشيعية الأكبر في المنطقة، وان قادة الشيعة العراقيين المعارضين لصدام مدعومون من ايران.
ويقول خليل زاد ان الوفد الأمريكي ابلغ ظريف في المحادثات ان ادارة بوش تريد اقامة حكومة ديمقراطية في العراق تعيش في سلام مع جيرانها، وان المقصود بذلك كان اعطاء اشارة واضحة لايران بأن امريكا لا تعتزم مد عمليتها العسكرية الى الاراضي الايرانية. ويكشف خليل زاد في كتابه للمرة الاولى، انه في هذا الاجتماع السري، طرح ظريف ثلاثة جوانب لتصور ايران ورؤيتها لحكم العراق بعد الغزو.
1ـ ضرورة تسليم السلطة سريعا في العراق الى المنفيين العراقيين. وكان يقصد بالطبع القيادات الشيعية المقيمة خارج العراق.
2ـ ان اجهزة الأمن العراقية يجب حلها وان يعاد بناؤها كليا من جديد
3ـ ضرورة استئصال اعضاء حزب البعث العراقي
ويقول خليل زاد ان هذه الرؤية كان يراد بها كما هو واضح تعزيز النفوذ الايراني في العراق. ويذكر انها كانت تختلف عن رؤيته هو نفسه، اذ كان يرى ضرورة تشكيل حكومة عراقية تضم العراقيين الذين بقوا داخل العراق اثناء حكم صدام وليس فقط قادة المنفى، كما لم يكن مؤيدا لفكرة استئصال اعضاء البعث.
ويذكر خليل زاد انه في مايو 2003 اثيرت قضية الإرهاب اثناء محادثات سرية، وان ظريف طلب من امريكا تسليم قادة منظمة مجاهدي خلق المعارضة الموجودين في العراق، وان خليل زاد بالمقابل اشتكى من ان ايران تؤوي مسئولين من تنظيم القاعدة من ينهم نجل اسامة بن لادن. ويضيف ان الايرانيين اقترحوا القيام بعميلة تبادل، أي تسليم قادة مجاهدي خلق مقابل تسليم قادة القاعدة.، لكن ادارة بوش رفضت ذلك بعد ان ربطت بين الهجوم الارهابي في الرياض وقادة القاعدة في ايران. يروي خلي زاد كيف تواصلت المباحثات السرية بين امريكا وايران بعد احتلال العراق. يقول انه بعد ان تم تعيينه سفيرا في العراق عام 2005، اقترح مجددا على ادارة بوش فتح قنوات حوار مع ايران. ويذكر ان المسئولين العراقيين الذين زاروا طهران ابلغوه ان ايران منفتحة على أي محادثات. ويقول انه في عام 2006 ظهرت مصلحة مشتركة بين امريكا وايران في ضرورة البحث عن رئيس وزراء جديد بدلا من ابراهيم الجعفري. ويذكر انه اثناء اجتماع لمجلس الأمن القومي الامريكي حصل على تفويض من بوش بفتح حوار مع ايران. وشكل الايرانيون بالفعل فريقا للمشاركة فيي المحادثات من وزارة الخارجية واجهزة الأمن. ويذكر ان ممحادثات جرت بالفعل بعد ذلك لكنها لم تكن مجدية.
وطبعا ان تعاون ايران مع الامريكان لاحتلال العراق ليس بالسر الجديد الذي يعلن عنه لاول مرة فقد كان معلوما منذ ايام الاحتلال واعترف قادة ايران بعظمة لسانهم وهم يتفاخرون علنا قائلين لولا مساعدة ايران لما احتل العراق ، لكن الجديد الذي يكشفه هذا المسئول الأمريكي يتمثل في ان التآمر الأمريكي الايراني في غزو واحتلال العراق لم يكن من منطلق مجرد دعم ايران هي والقوى الشيعية التابعة لها للغزو والاحتلال، وانما كان تآمرا رسميا تم عبر محادثات سرية رسمية. ان تسليم حكم العراق للقوى والاحزاب الشيعية وحدها، وكذلك حل الجيش واجهزة الأمن العراقية واستئصال اعضاء حزب البعث كانت في الأساس خطة ايرانية ابلغتها ايران لأمريكا رسميا في المحادثات وكما نعلم، هذه الخطة هي بالضبط التي نفذتها سلطات الاحتلال الأمريكي بعد الغزو ان التنسيق الأمريكي الايراني السري تواصل طوال سنوات ما بعد الاحتلال، وامتد الى ادق التفاصيل الداخلية المتعلقة بحكم العراق.