يزيد بن الحسين - ألمانيا
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 4213
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
لقد خلق الله الانسان على احسن تقويم وملكه العقل الذى جعله مناط التكليف والعقل وحده كاف فى الاستدلال على وجود الخالق غير انه قد ينحرف عن الفطرة وتفسد افكاره وينكر الخالق.
ولئلا يكون للناس على الله حجة ارسل الرسل وانزل عليهم الكتب ليقوموا الانحراف ويصححو ا فساد الفطرة. ولهذا السبب ارسل الله الرسل والانبياء يدعون الى اصول مشتركة واسس ثابتة فى الشرائع والاحكام الالهية.
وكانت رسالة الانبياء السابقين بمثابة المقدمة والتمهيد لرسالة محمد خاتم الانبياء ولذلك انزل الله عليه كتابا ووحيا يتضمن شريعة كاملة وعامة وشاملة لكل البشر تعالج جميع نواحى الحياة صالحة لكل زمان ومكان. وقد جاءت دلائل نبوة محمد فى بشارات الانبياء من موسى وعيسى وغيرهم فى التوراة والانجيل هل حقا ان الكتب السماوية المتقدمة تخلو عن ذكر الحادث الاكبر والاعظم فى تاريخ البشرية , وهو ظهور محمد )ص( , وانتشار الاسلام شرقا وغربا ؟ واذا كان الدجال يخرج فى اخر الزمان قد تطابقت الرسل على الاخبار به , وانذار به كل نبى قومه , فكيف تسكت هذه الكتب عن الاخبار بهذا الامر العظيم الذى لم يطرق العالم امرا اعظم منه ؟ ومابعث الله نبيا الا اخذ عليه الميثاق بالايمان بمحمد وتصديقه , لو قدر انه لاذكر للنبى محمد بنعته ولا بصفته , ولاعلامته فى التوراة التى يقرأها اليهود اليوم , لم يلزم من ذلك ان لايكون مذكورا فى الكتب التى كانت بأيدى اسلافهم وقت بعثته , ولكن احبار اليهود بمرور الوقت حرفوا , وكتموا , وكتبوا ماارادوا , وقاموا بنشر تلك الكتب المحرفة , وتناقلها خلفهم عن سلفهم , بعد ان فقدت او اندثرت تلك الكتب الاصلية , فصارت النسخ المغيرة المبدلة هى المشهورة والصحيحة , واشتهرت عندهم , فلا يعرفون سواها ان ظهور النبى محمد تصديق للانبياء السابقين , وشهادة لنبؤاتهم بالصدق )جاء بالحق وصدق المرسلين( الصافيات 37 . فأن المرسلين بشروا به , واخبروا بمجيئه , ومجيئه اذا تصديقا لهم , وشهادة بصدقهم . وقد قال المسيح ) مصدقا( لما بين يدى من التوراة ومبشرا برسول يأتى من بعدى اسمه احمد( الصف 6 , فأن ظهور محمد هو تصديقا للمسيح , فلو لم يظهر محمد ولم يبعث لبطلت نبؤة الانبياء قبله , فهذه من بشائر الانبياء فى التوراة بصحة نبؤته , وانتشار دعوته , فمنهم من عينه بأسمه , ومنهم من ذكره بصفته , ومنهم من عزاه الى قومه , ومنهم من اضافه الى بلده , ومنهم من خصه بأفعاله , وقدحقق الله جميعها فيه . قال ابن عباس ) مابعث الله نبيا الا اخذ عليه الميثاق لئن بعث محمد وهو حى ليؤمنن به , ولينصرنه , وامره ان يأخذ على امته الميثاق , لئن بعث محمد وهم احياء ليؤمنن به , وليتبعنه( رواه البخارى وكان اهل الكتاب من يهود ونصارى ينتظرون خاتم الانبياء المبعوث فى اخر الزمان بجبال فاران من ذرية اسماعيل عليه السلام.
ان ماحض الله نبيه محمدا به ان جعله خاتم الانبياء وارسله للبشرية كافة ولذلك اخذ سبحانه عهدا على كل نبى ارسله ان يؤمن به ويتبعه وينصره ان بعث وهو حى. كما اخذ العهد والميثاق على الانبياء ايضا ان يبشروا قومهم به وينعتوه لهم ببعض صفاته واوصافه وليبلغ بعضهم بعضا بأمره حتى ينتشر الخبر من جيل الى جيل وكان اول من دعى ربه بأرسال رسول منهم هو ابراهيم عليه السلام حين دعا لاهل مكة ان يبعث فيهم رسولا منهم.
وهكذا توالت البشارات من نبى الى نبى ومن جيل الى جيل بخاتم الانبياء محمد الا ان اليهود والنصارى حرفوا هذه التنبؤات التى ذكرها الانبياء بقدوم محمد رسول الله وقالوا ان المسيح قد بشرت به الانبياء السابقون بخلاف محمد فانه لم يبشر به احد .
انهم يحرفون الحقائق التى اثبتها الانبياء بقدوم محمد وبشروا به فالاقوال المذكورة فى كتبهم تؤكد على ان محمدا كان مذكورا بأوصافه واسمه الصريح فيها وهذه البشارات من اظهر الحجج على اهل الكتاب لانه هو المبشر به لانها لاتنطبق الا عليه وليس على المسيح او اى نبى اخر.
ان انبياء بنى اسرائيل اخبروا قومهم بما سيقع فى المستقيل من احداث كبيرة وبمن يسلط عليهم من ملوك يقتلونهم ويخربون بيوتهم ويسبون نساءهم واولادهم واعلموهم بظهور المسيح الدجال وحذروهم من فتنته . ومن غير المعقول ان يخبروهم عن كل مايقع فى المستقبل من احداث ومصائب تقع لهم ثم لايخبرونهم عن ظهور محمد لان ظهوره وامتداد دينه فى مشارق الارض ومغاربها كان من اعظم الحوادث التى حدثت فى الارض بل هو اعظمها على الاطلاق. اذ لم يكن هناك دين قط انتشر بسرعة عظيمة مثل انتشار الدين الاسلامى وانتصاره على اعدائه. فقد اجلى محمد اليهود من الجزيرة العربية وحارب النصارى وانتصر عليهم فى بلاد الشام والقدس لقد حطم محمد القياصرة وكسرى الفرس فكيف يمكن ان ينسى الانبياء هذا الحدث العظيم الذى فعله محمد ولايخبرون قومهم عنه فهل يقبل العقل ان يكون الانبياء الكرام اخبروا عن الحوادث الاصغر واغفلوا ذكر هذه الحادثة العظيمة؟ ولاريب ان اليهود والنصارى كانوا على علم تام بخاتم الانبياء وبمبعثه من خلال البشارات التى جاءت فى كتبهم ولكن الغالب ان هذه البشارات جاءت بصورة غامضة وغير مفهومة لعامة الناس الا الراسخين فى العلم لحكمة ارادها الله ولو كان الامر منجليا للعوام لما عوتب العلماء خاصة فى كتمانه.
واناجيل العهد ورسائله حافلة ببشارات بنبى يأتى من بعد المسيح ولاشك ان هذه العبارات التى تضمنت معنى البشارات من بقايا الحق والوحى الذى انزله الله على المسيح فى الانجيل قبل ان يتسرب اليه التحريف والتبديل . والنصوص الواردة فى التوراة والانجيل معظمها اشارات تحتاج الى تأمل الا ان كثيرا من النصوص فيها الدلائل الواضحة والحقائق الدامغة التى لايمكن ان تحمل الا على البشارة برسول الله محمد واكثر هذه النصوص قطعية لامجال فيها لتأويل اخر لقد اشتملت التوراة على نصوص تبشر بقدوم النبى محمد مع شريعته الكاملة والدائمة لاخر الزمن ولكن احبار اليهود حرفوا وبدلوا واضافوا كلمات التوراة من حيث المعنى والتأويل وجعلوا عبارات كتابهم قائمة على خروج نبى اخر الزمان وهو المسيح المنتظر الذى يخرج من بنى اسرائيل ويقيم ملك اليهود وهم يحملون البشارات كلها عليه وليس على نبى بنى اسماعيل اخوتهم ليوهموا به العامة من بنى اسرائيل انه لم يظهر بعد. لقد كان اليهود يعتقدون ان ظهور النبى لايأتى الا من سلالة بنى اسرائيل واسباطهم وبما انه لايوجد اى سبط من اسباط يسكن فى ارض الحجاز )فاران( فكان لابد عليهم ان يهاجروا الى جزيرة العرب للسكنى فيها حتى تتحقق نبؤة النبى موسى وهم لم يسكنوا مدينة يثرب حبا بها ومناخها الحار الا لانتظار هذا النبى. وكان اول من سكن مدينة يثرب هم العمالقة ثم سكنها بعدهم اليهود وبعد انهيار سد مأرب قدمت الى يثرب قبائل الاوس والخزرج فأنتشرت فى جنوبها وشمالها فى جبل احد. وعلى الارجح فان العمالقة بعد خروجهم من مصر قاموا ببناء هذه المدينة وهى كانت موجودة قبل موسى عند الحديث عن نزول اليهود فيها وقد انتشر اليهود جماعات جماعات استقرت فى مواضع المياة والعيون من وادى القرى وتيماء وخيبر الى يثرب فبنوا فيها الحصون لحماية انفسهم واراضيهم وزرعهم من اعتداء الاعراب عليهم.
لقد دخل اليهود يثرب وسكنوا فيها منذ ايام موسى عام 1214 قبل الميلاد وقد اخذت هذه الاخبار والروايات من اليهود انفسهم ومن دخل منهم فى الاسلام. الا ان هناك بعض المؤرخين طعنوا بهذه الروايات بان اليهود قد جاؤوا يثرب بزمن موسى ومنهم من يدعى ان وجود اليهود فى يثرب جاء فى زمن النبى داود عام 1000-960 قبل الميلاد .
ومنهم من يرى ان اليهود سكنوا يثرب فى عهد النبى سليمان بعد ان امتد حكمه الى اليمن زمن بلقيس ملكة سبأ وخضوعها له وفى اليمن عششت فيه اليهودية وباضت ففى هذه الارض من جزيرة العرب ظهر اليهود فيها ظهورا واضحا وصارت اليهودية ديانة البلاد الرسمية وقصة دخول اليمن فى اليهودية يعود مرده الى قصة النبى سليمان وبلقيس ملكة سبأ المذكورة فى القران الكريم. ونعود الى الحديث عن دخول اليهود الى يثرب هنالك فريق يذهب الى ان اليهود انما قدموا الى بلاد العرب فى القرن الثامن قبل الميلاد بعد سقوط السامرة عاصمة اسرائيل فى ايدى الاشوريين عام 722 قبل الميلاد . وهناك فريق يرى ان هجرة اليهود الى يثرب انما كانت بعد سقوط القدس وتدمير الهيكل فى القرن السادس قبل الميلاد على يد نبوخذنصر فى عام 586 قبل الميلاد عندما قتل اليهود جداليا نائب نبوخذنصر فى القدس وادركوا مدى الكارثة التى حلت بهم وخوفا من انتقام العاهل البابلى فقد كان الهروب الى مصر هو سبيل النجاة الوحيد امامهم وربما هرب بعضهم الى مدينة يثرب واستقروا فيها الى مجىء الاسلام.
وهناك ادلة واثباتات اخرى تؤيد الراى القائل بان وجود اليهود فى يثرب انما يرجع الى القرنين الاول والثانى بعد الميلاد ولعل من اهم هذه الادلة ان الظروف السياسية التى كان يمر بها اليهود فى تلك الفترة من قبل سيطرة الرومان على بلاد الشام ومصر وقد ساعدت هذه الظروف على هجرة اعداد من اليهود الى شبه الجزيرة العربية التى كانت بعيدة عن السيطرة الرومانية. وكذلك ان سكناهم بجانب العرب يعود الى ان اليهود انفسهم انما كانوا ينظرون الى العرب على انهم من ولد اسماعيل وهم جميعا من نسل ابراهيم الخليل . وقد جاءت الروايات اليهودية صادقة على هذا الراى وهى اقرب الى الحقيقة فذكر بنو قريظة ان الروم ظهروا على الشام فقتلوا من بنى اسرائيل خلقا كثيرا فخرج بنو قريظة والنضير وهدل هاربين من الشام يريدون الحجاز الذى فيه بنو اسرائيل )بنو قينقاع( الذين سبقوا الى يثرب ليسكنوا معهم.
وذكر بعض الرواة والاخباريين ان علماء اليهود كانوا يجدون فى التوراة صفة النبى وانه يهاجر الى بلد فيه نخل بين حرتين فأقبلوا من الشام يطلبون الصفة حرصا منهم على اتباعة اعتقادا منهم انه سيظهر منهم وليس من اسماعيل عليه السلام فلما راوا تيماء وقبل المدينة وفيها النخل عرفوا صفته وقالوا هذا البلد الذى نريده فنزلوا فيها. وتؤيد المصادر العربية هذا الاتجاه حيث اخذت جموع اليهود فى ارض الحجاز تزداد وتكثر بعد اضطهاد الروم لهم وقصد بنو النضير وقريظة منطقة يثرب واختاروا فيها اخصب بقاعها فسكنوها.
وجاء عن محمد بن اسحاق عن سالم مولى عبد الله بن مطيع عن ابى هريرة رضى الله عنه قال: اتى رسول الله محمد بيت المدراس فقال: اخرجوا الى اعلمكم فقالوا: عبد الله بن صوريا فخلا به رسول الله فناشده بدينه وبما انعم الله عليهم واطعمهم من المن والسلوى وظللهم من الغمام اتعلم انى رسول الله؟ فقال: اللهم نعم وان القوم ليعرفون ما اعرف وان صفتك ونعتك لمبين فى التوراة ولكن حسدوك قال: فما يمنعك انت؟ قال: اكره خلاف قومى عسى ان يتبعوك ويسلموا فأسلم. وجاء ايضا عن ابن اسحاق: حدثنى عاصم بن عمر بن قتادة الانصارى عن اشياخ من قومه قالوا: ومما دعانا الى الاسلام مع رحمة الله وهداه ماكنا نسمع من رجال يهود وكنا اهل شرك واصحاب اوثان وكانوا اهل كتاب وعندهم علم ليس عندنا وكانت لاتزال بيننا وبينهم شرور فاذا نلنا منهم بعض مايكرهون قالوا لنا: قد تقارب زمان نبى يبعث الان نتبعه فنقتلكم معه قتل عاد وارم فكنا كثيرا ما نسمع ذلك منهم فلما بعث رسول الله اجبناه حين دعانا وعرفنا ماكانوا يتوعدوننا به فبادرناهم اليه فأمنا وكفروا. ففينا وفيهم نزلت هذه الايات من سورة البقرة)ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ماعرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين( . فعلماء اليهود بعدما عرفوا وتيقنوا ان كتابهم المقدس قد بشر بنبى عظيم الشأن يخرج فى اخر الزمن وبينت صفاته ومخرجه وانه محمد هو المبشر به وبما انهم لايستطيعون انكار البشارات كلها وتبديلها لجؤوا الى تحريف الكلام عن مواضعه لفظا ومعنى ومن اجل ذلك وبخ الله اليهود والنصارى جميعا فقال سبحانه)ياأهل الكتاب لم تلبسون الحق بالباطل وتكتمون الحق وانتم تعلمون( لقد كان علماء واحبار اليهود يعرفون علامات ظهور النبى محمد وكانوا ينتظرون قدومه بفارغ الصبر لكنهم كانوا يعتقدون انه من بنى اسرائيل وليس من نسل اسماعيل فلما بعث رسول الله خاب رجاؤهم وقابلوه بحقد دفين وعدوان سافر كانه اختصب منهم النبوة والكتاب والملك وقد قال سبحانه تعالى فى محكم كتابه)الذين اتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون ابناءهم وان فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون( . وتاريخ البشرية قدم لنا العبر حول تصرفات كبار القوم والملوك وفرعون هذا عندما تنبأ له الكهنة من انه يولد من بنى اسرائيل ولد ينتزع منه السلطان فأمر بقتل الذكور ممن يولد للاسرائلين حتى ولد موسى وسخر الله فرعون لحماية هذا الوليد. لقد شاءت ارادة الله ان ينجى بنى اسرائيل من ظلم فرعون فجعل هذا الوليد موسى امانة فى بيت فرعون حيث ترعرع فى قصر فرعون وكبر وخلص شعبه من ظلمه وطغيانه واغرقه الله هو وجنوده فى لجاج البحر. هكذا كانت عناية الله لبنى اسرائيل فجعل الله نبيه موسى عينا ساهرة لاسرائيل وانقاذهم من فرعون ومكروا والله خير الماكرين.
ويعيد التاريخ فصوله وسيرته ويريد الله ان يظهر الحق ويزهق الباطل ويشاء الله ان يجعل الامر بظهور النبى طلسما حتى لايحرفوا الكلام عن مواضعه حتى يحرصوا على حماية نسب الرسول من التحريف والتبديل وهم لايدرون. لو كان اليهود عندهم اولى علم بأن النبى الذى وعد الله به موسى سيأتى من ذرية اسماعيل لغيروا هذه النبؤة وحوروها لكى لاتعطى مفهوما واضحا على ان النبى المبشر به قادما من بنى اسماعيل بل لجعلوا هذه النبوة تعطى اثمارها فقط بذرية اسحاق لاغير. وقد حافظ اليهود على نسب اسماعيل وقيدار )عدنان( لاْنها عناية الله كما جاء فى التوراة)سأجعله امة عظيمة( فظهر النبى محمد من عشيرة قريش والتى يعود نسبها الى سيدنا اسماعيل عليه السلام وتتحقق ارادة الله ويزهق باطل اليهود لان ارادة الله هى العليا فباتوا فى حسرة وندم )وباءوا بغضب من الله( )باءوا بغضب على غضب( .ان العداوة والحقد والبغض وراثة يكتسبها الانسان فى طبيعته وخلقه وتنتقل وراثيا من الاب او الام الى الاحفاد وتصبح مرضا وراثيا تسكن القلب وتعشش فيه وتصبح نقطة سوداء فيه .
والعداوة القائمة بين العرب واليهود يعود جذورها الى عداوة قديمة يبدأ عهدها منذ الايام الاولى لسيدنا ابراهيم عليه السلام وجذورها تتأصل فى قلب زوجته الاولى سارة حيث كان سهام حقدها وبغضها ينصب على زوجته الثانية هاجر التى شاء الله ان يجعلها جارية لسيدتها سارة لحكمة ارادها الله. وهذه العداوة والبغضاء جعلت من سارة تصرخ الى سيدنا ابراهيم قائلة)ظلمى عليك انا دفعت جارتيى الى احضانك فلما رأت انها حبلى صغرت فى عينيها ويقضى الرب بينى وبينك( سفر التكوين الاصحاح 16. وقد توارث اليهود هذه العداوة الوراثية من جيل الى جيل وتأصلت فى نفوسهم واثمرت غرورا وتكبرا فظنوا انهم شعب الله المختار لوحدهم هذا ظنهم وافتراؤهم وبئس مايفترون. لقد وصل غرورهم وتكبرهم حتى الى هذا المدعو بولس محرف تعاليم المسيح عيسى الم يقل فى رسائله غلاطية)ماذا يقول الكتاب؟ اطرد الجارية وابنها لاْنه لايرث ابن الجارية مع ابن الحرة. اذن ايها الاْخوة لسنا اولاد جارية بل اولاد حرة( ومنذ ان جاء فى التوراة بأن اليهود هم اولاد حرة اصبح التكبر يتضخم فى نفوسهم وقلوبهم وتفكيرهم الى اعتبار انفسهم شعب الله المختاروالى سيطرة تلك النفسية المريضة المميزة عليهم. وهذه المفاهيم الخاطئة التى كانوا يؤمنون بها كانت سببا فى غضب الله عليهم.
وقال العلامة البريطانى البروفيسور توينبى بهذا الصدد بقوله)ان النفسية التى تدفع اليهودى اساسها خطيئتهم القاتلة التى ارتكبوها فى حق انفسهم اذ كانوا فى سالف العصور الشعب الوحيد الذى بلغ مكانة روحانية سامية بفضل اعتناقه وحدانية الله وبلغوا مكانة روحية سامية دون بقية الشعوب لكن اليهود بعد ان زودهم الله بهذه الحقيقة المطلقة الخالدة واودع فيهم فراسة روحانية لاتبارى تركوا العنان لاْنانيتهم فأستهواهم سراب دنيوى خادع اذ توهموا ان السمو الروحى الذى بلغوه انما خلعه الله عليهم وحدهم بموجب عقد ابدى يجعل يجعل منهم شعب الله المختار( وقد ارسل الله لبنى اسرائيل كثيرات من الانبياء من قومهم ومع ان اكثر انبياء بنى اسرائيل قد بشروا بظهور النبى محمد من لدن موسى وداود ودانيال واشعيا الى يحيى )يوحنا المعمدان( لكنهم كذبوهم ظانين انه ليس الذى بشروا به. ونتيجة لما لاقاه اليهود من اضطهادات وبسبب ضياع التوراة وكتابتها مجددا بعد رجوعهم من الاسر البابلى قاموا بطمس الحقائق واضافة كثير من العبارات فى التورات فنشأت عندهم عقيدة المخلص الذى سيجىء ليعيد مجد اسرائيل ويجمع اشتات اليهود واطلقوا عليه المسيح المنتظر. واصبحت الولايات المتحدة فى الوقت الحاضر الواسطة والمقدمة لتمهيد الطريق لظهور مسيحهم المنتظر وهو المسيح الدجال فى اخر الزمن. فلهذا اذا خرج المسيح الدجال يضل الناس بحيله الكاذبة وبما يستدرجه الله به من قدرات اتبعه وكانوا جنده ويكون لهم فى زمانه شوكة ودولة الى ان ينزل المسيح ابن مريم فيقتل منتظرهم المسيح الاعور الدجال وسيضع السلاح فيهم كما صح فى الاخبار عن سيد الابرار النبى محمد وتعود الملل فى زمنه كلها امة واحدة الا وهى دين الاسلام ملة ابراهيم وسائر الانبياء عليهم السلام (يتبع)
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: