لماذا احزاب المعارضة التونسية لاتريد تصنيف «حزب الله» كمنظمة إرهابية.؟
يزيد بن الحسين - ألمانيا
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 4443
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
إن التفاف الأحزاب السياسية الحاكمة منها والمعارضة حول الحكومة التونسية برئاسة الحبيب الصيد، و دعمها لها في مواجهة الهجمات الإرهابية على بنقردان يعد دليلا على أن أمن تونس واستقرارها ليس متروكا للمزايدة السياسية. رغم أن الحكومة فشلت في تحقيق أغلب استحقاقات الثورة، وتواجه العديد من المشكلات على الصعيد الاقتصادي والأمني والاجتماعي، إلا أنها تبدو متماسكة حتى الآن ، وسط دعم كبير من قبل المعارضة لها في محاربة الإرهاب، وكأنها راضية عن أدائها، بشكل أصبح يثر الجدل
والشيء الذي يثير الجدل والحيرة ايضا عند الكثير من كتاب ومثقفي العراق وسوريا هو ان هذه الأحزاب المعارضة التي تعتبر ان الهجمات التي تنطلق من الأراضي الليبية، وتحصل في تونس هو الإرهاب الحقيقي، ولكنها تغمض عينيها عن إرهاب اخر ينطلق من لبنان ويتجه صوب الشمال لمحاربة الثورة السورية التي انطلقت منذ خمس سنوات لاسقاط حكم عائلي دكتاتوري يحكم الشعب بالحديد والنار. وكم يؤلمنا ويدمي قلوبنا ونحن نسمع ان هذه الأحزاب التونسية المعارضة تقف في الجانب الخاطئ مع اعداء الثورة السورية، وتدافع عن حزب الله، وتعبره الحزب المقاوم الوحيد في الساحة العربية. ونست او تناست المقاومة العراقية ضد الاحتلال الأمريكي الإيراني المشترك في العراق
احزاب المعارضة التونسية التي طالبت باستقالة وزير الخارجية خميّس الجهيناوي إثر مصادقة بلاده على بيان وزراء الخارجية العرب الذي يصنف حزب الله كـ»منظمة إرهابية»، فهذا حزب «التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات» طالب باستقالة وزير الخارجية الذي بموقفه هذا يواصل المَس بهيبة الدولة وسيادتها ومكانة مؤسسة رئاسة الجمهورية ويضعف الوحدة الوطنية في هذه الظروف الدقيقة التي تمر بها بلادنا. بهذا التصريح يحاول هذا الحزب الضحك على الذقون كأن باقي الدول العربية التي ايديت على اعتبار حزب الله منظمة ارهابية ليس لديها سيادة ا وان سيادتها مرهونة بيد السعودية، فهل سيادة تونس مرهونة ايضا لجمهورية ولي الفقيه الايرانية الارهابية التي تحاول ان تتدخل في الشأن التونسي عن طريق هذه الاحزاب التي تدعي نفسها معارضة مثلما تتدخل دوما في الشأن الداخلي لمملكة البحرين، وذلك من خلال مساندة الإرهاب وتدريب الإرهابيين وتهريب الأسلحة والمتفجرات وإثارة النعرات الطائفية ومواصلة التصريحات على مختلف المستويات لزعزعة الأمن والنظام والاستقرار وتأسيسها لجماعات إرهابية بالمملكة ممولة ومدربة من الحرس الثوري الإيراني وحزب الله الإرهابي»
فيما دعت حركة «الشعب» إلى مساءلة وزير الخارجية وسحب الثقة منه «لتعمده مغالطة الرأي العام الوطني والموافقة على موقف سبق له التنصل منه لتمرير مواقف «أقل ما يقال عنها أنها تخيب آمال التونسيين» واشار الى انها متورطة في تحالفات مشبوهة وخاضعة لأطراف إقليمية تمارس الإبتزاز بشكل وقح ومفضوح . وهل وقوف الشعب التونسي الى جانب أشقاءه العرب في الخليج العربي تخيب امالهم وهل يقول التونسي مالنا نحن والعرب ؟ هل هذا منطق يتقبله الشعب التونسي بما يجري في الشرق من اهوال قوم بني اهل العمائم في طهران. لقد شرد الشعب السوري من ارضه بسبب حكم علوي طائفي استغل حزب البعث للوصول للحكم والسيطرة على سوريا فأصبح هذا الحزب شماعة يعلق عليا رداء الدكتاتورية لعائلة الاسد، فأصبح يطلق عليه حزب البعث الشيعي السوري تحت شعار ( امة فارسية واحدة ذات رسالة شعية خالدة) فأصبح حزب الله من اول المدافعين عن هذا الحزب الشيعي البعثي بينما في العراق كانوا يعتبرون الحزب البعث الصدامي الكافر لانه حارب ايران وانتصر على شرها مما جعل الخميني يتجرع كأس السم الزعاف عن طريق الشهيد صدام حسب اعتراف الخميني نفسه.
اما الحزب «الجمهوري» فقد أشار إلى أن موقف الدبلوماسية التونسية «لا يمثل التونسيين وقواهم الحية الذين أكدوا دعمهم للمقاومة الوطنية اللبنانية واعتزازهم بالدور الذي يلعبه حزب الله في هذا الصدد، واعتبروا موقف الحكومة مضراً بسياستنا الوطنية في محاربة الإرهاب وفي تعاوننا الدولي لمحاصرة هذه الظاهرة والانتصار عليها».
هذه الاحزاب تعتبر نفسها انها تعبر عن غضب الشارع التونسي ولايمكن للحكومة ورئيس الجمهورية امتصاص هذا الغضب العارم. هذا ما تريد بعض احزاب المعارضة ووسائل الإعلام والبروباغاندا إقناعنا به. نقول لهم ان الشعب التونسي ليس كله يقف الى جانب المعارضة ويؤيد وجهات نظرها، بل هناك الكثير من يقف الى جانب الحق المتمثل بالموقف السعودي ودول الخليج، بعد ماشاهد مايجري على ارض الواقع في سوريا والعراق واليمن من جرائم وحشية التي ينفذها خادم الولي الرقيع حزب الله في سوريا
وفي الختام ولانريد الاطالة في الكلام نقول لهذه الاحزاب سيأتي اليوم الذي ستجدون فيه ان دول مجلس التعاون الخليجي على حق في اعتبار حزب الله «بكافة قادته وفصائله والتنظيمات التابعة له والمنبثقة عنه، منظمة إرهابية لانه يزعزع الامن والسلم الاجتماعي في بعض الدول العربية،وستصحون يوما وتجدون محاولة هذا الحزب وهو يتدخل في محاولة اقحام تونس في «صراع مذهبي» طالما ان ايران تشتري الذمم بالدولارات على ان تغيير مذهب وتدخل في دينهم االشيعي الصفوي وتصبح من عشاق ومحبي ال البيت وتبدأ في بناء الحسينيات للطم والبكاء على مقتل الحسين.!!
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: