البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

الإعلام التونسي بين النفاق و الشقاق

كاتب المقال الناصر الرقيق - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 6921


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


الإعلام و ما أدراك ما الإعلام، هذا السلاح الفتاك الذي يمكن أن تشهره الدول في وجه أعدائها فتقهرهم من خلال فضح ممارساتهم، كما يمكنها استعماله في المساهمة في نهضة المجتمع و الأمة.

قد يبدو هذا الكلام منطقيا و معقولا في بلاد أخرى غير البلاد التونسية، لأنه في تونس أختص الإعلام منذ زمن المخلوع في نقيض ذلك تماما، حيث لم نره يوما نصر مظلوما إمتهنت كرامته و لا دافع عن صاحب حق أغتصب حقه، بل على العكس تماما كان سيف مسلطا من قبل النظام على رقاب المستضعفين في هذه البلاد.

فقد كنا منذ الصغر لا نصحو إلا على البلاغات الكاذبة في المحطات الإذاعية و التلفزية عن وجود إرهابيين مزعومين يريدون قتل هذا الشعب المسكين الذي يدافع عنه النظام عملا بقوله صلى الله عليه و سلم" كلكم راع و كلكم و كلكم مسؤول عن رعيته"، كما كنا لا نشاهد في صحفنا اليومية نقلا للواقع المزري للمواطن التونسي الذي كان يعيشه و صنوف الظلم الذي يلاقيه من قبل أجهزة القمع و المسؤوليين، بل إختصت أغلب الصحف التونسية في السب و القذف و الشتم و التشهير و التعدي على أعراض المواطنين ممن إختاروا طريق المعارضة للنظام بهدف الإصلاح و ذلك في مخالفة صريحة لأبسط قواعد الأخلاق المهنية.

و لعل من أهم ميزات الإعلام التونسي و التي تخصص فيها و بشكل مميز، تزييف الحقائق و إلباس الحق بالباطل، حيث غالبا ما أورد حقائق و أرقام مغلوطة عن حقيقة أوضاع حقوق الإنسان و حقيقة الأوضاع الإقتصادية في تونس.

ميزة أخرى من ميزات الإعلام التونسي وهي النفاق اللامحدود، إذ طالما أصم أذاننا بصفات الفخامة و السمو و الرفعة و حتى القداسة بحق أفراد العصابة الحاكمة سابقا، إلى حد غير معقول لدرجة أنك حين تفتح صحيفة تونسية أو تستمع لنشرة إخبارية إذاعية أو تلفزية تخال نفسك أنهم يتحدثون عن إلاه حاكم و ليس بشرا، فحتى الفراعنة لم يصلوا لتقديس حاكمهم للمستوى الذي وصل إليه الإعلام التونسي في تقديس المخلوع، و الشواهد عديدة في هذا المجال فيكفي ان يعود الواحد منا لأرشيف الصحافة التونسية و سيرى العجب العجاب.

أما اليوم و بعد الثورة التي خذل فيها الإعلام التونسي الثوار و أبى نصرتهم و ظل وفيا لسيده إلى أن أطاحت هذه الثورة بهذا الإله الورقي، و بالتالي تحول إعلامنا من إعلام النفاق إلى إعلام الشقاق حيث أصبح الشغل الشاغل لصحافتنا بث الأكاذيب و الأخبار المغلوطة و المضخمة للتحريض على الفتنة بين أبناء الوطن الواحد، من ذلك الحملات المضادة للحكومة المنتخبة و التربص بكل أخطائها حتى و إن صغرت و إظهارها بمظر الأخطاء الجسيمة التي لا تغتفر، و التي قد تؤدي بنا إلى الكارثة أو من خلال التركيز و بصفة تدعو للريبة على المشاكل المتراكمة على مدى عقدين من الزمن لدى المواطن، و إظهار و كأن الحكومة الحالية هي المسؤولة عن هذه المشاكل.

أما بالنسبة لموضوع الحريات الدينية فحدث و لا حرج إذ ترى جميع المؤسسسات الإعلامية تجتهد صباحا مساءا لإظهار المتديين و كأنهم مخلوقات فضائية أو وحوش كاسرة غزت بلادنا لتسيطر عليها و القضاء على أهلها.

هذا باختصار الإعلام التونسي و أود أن أشير إلى مسألة معينة و هي حقيقة لتعرفوا مستوى هذا الإعلام و مستوى العاملين فيه، فقناة الحوار التونسي وهي قناة إنطلقت في البث بعد الثورة و تبعا لذلك فقد شرعت في إنتداب الصحفيين و المنشطيين و من بين من إنتدبتهم القناة شخصان أعرفهما جيدا ( مع التحفظ على الأسماء) و كلاهما لم يتحصل حتى على شهادة الباكالوريا و مستواهم لايتعدى الخامسة ثانوي و هما مكلفان بإعداد تقارير لفائدة هذه القناة فبالله عليكم أبهؤلاء سيتطور المشهد الإعلامي و أين المهنية و المصداقية و أخلاقيات العمل الصحفي لكن هذا هو الواقع الذي نأمل في أن يتغير مع مرور الوقت لان كل شيء في تونس تغير إلا الإعلام أبى.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الثورة التونسية، وسائل الإعلام،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 27-02-2012  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  المواقف
  «التكرار» وسلية للتضليل الاعلامي
  الثروة والسلطة في تونس
  هل كانت الحريّة مطلبا جماعيا في تونس؟
  واقع الاعلام التونسي
  الاعلام والخبراء وعصا البوليس
  دولة سعيّد البولسية
  تخريب العقول
  مواطنون ضدّ الانقلاب
  استئصال الإسلاميين
  المازوشية التونسية
  سكيزوفرينيا المثقف
  تونس: من يحكم فعلا ؟
  تونس: الإرهاب
  تونس: الوجه الحقيقي للنقابة
  تونس: عُقَدُ الرئيس و مكر الشعب
  من وحي إصابتها بالكورونا: هكذا عرفت الحامّة
  جمهورية البلاستيك
  هل آن للغنوشي أن يمدّ رجليه ؟
  تونس: الرابح و الخاسر من واقعة اللائحة
  و مازال خالي معتقلا !
  هل يتحطّم الإنسان كما الأشياء ؟
  ..و لكنّ الرئيس عار من المبادئ
  الإعلام التونسي المُنْتَهِي الصلوحية
  كلّما عَظُمَ الشعب، تصاغرت نخبته
  السبسي و أبوّة بن سلمان
  لا أهلا بقاتل الأطفال و الصحفيين
  الأمبوبة..
  سفيان و نذير و الرحلة الأخيرة
  المستشار الصغير يريد لعبة إعلام

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
فوزي مسعود ، عبد الله زيدان، سعود السبعاني، كريم السليتي، العادل السمعلي، أحمد النعيمي، محرر "بوابتي"، سليمان أحمد أبو ستة، وائل بنجدو، محمد عمر غرس الله، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، أبو سمية، الهيثم زعفان، خالد الجاف ، سلام الشماع، د. عادل محمد عايش الأسطل، د. عبد الآله المالكي، حاتم الصولي، سامح لطف الله، صفاء العراقي، مصطفى منيغ، علي الكاش، عبد الغني مزوز، رافع القارصي، د. صلاح عودة الله ، د- محمود علي عريقات، رافد العزاوي، صباح الموسوي ، د. كاظم عبد الحسين عباس ، د - المنجي الكعبي، صالح النعامي ، نادية سعد، أشرف إبراهيم حجاج، رمضان حينوني، د- هاني ابوالفتوح، محمد الطرابلسي، عمر غازي، سامر أبو رمان ، د.محمد فتحي عبد العال، عراق المطيري، رشيد السيد أحمد، محمد شمام ، إسراء أبو رمان، المولدي الفرجاني، طلال قسومي، مراد قميزة، رضا الدبّابي، يزيد بن الحسين، محمد الياسين، د - صالح المازقي، حسن عثمان، د. أحمد محمد سليمان، ماهر عدنان قنديل، فتحي العابد، رحاب اسعد بيوض التميمي، أ.د. مصطفى رجب، منجي باكير، د. ضرغام عبد الله الدباغ، عبد الله الفقير، د - الضاوي خوالدية، د - محمد بن موسى الشريف ، مصطفي زهران، ياسين أحمد، د. أحمد بشير، محمود سلطان، حميدة الطيلوش، محمد أحمد عزوز، صفاء العربي، حسن الطرابلسي، كريم فارق، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، سيد السباعي، د - مصطفى فهمي، محمود طرشوبي، د- محمد رحال، محمد يحي، صلاح المختار، تونسي، حسني إبراهيم عبد العظيم، أحمد بوادي، سفيان عبد الكافي، محمد العيادي، أنس الشابي، محمود فاروق سيد شعبان، مجدى داود، عبد الرزاق قيراط ، فهمي شراب، د - شاكر الحوكي ، د - عادل رضا، إياد محمود حسين ، خبَّاب بن مروان الحمد، إيمى الأشقر، أحمد ملحم، يحيي البوليني، د. مصطفى يوسف اللداوي، عواطف منصور، جاسم الرصيف، أحمد الحباسي، د. طارق عبد الحليم، د - محمد بنيعيش، فتحي الزغل، محمد اسعد بيوض التميمي، عمار غيلوفي، صلاح الحريري، الهادي المثلوثي، د. خالد الطراولي ، عزيز العرباوي، سلوى المغربي، علي عبد العال، الناصر الرقيق، فتحـي قاره بيبـان، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د- جابر قميحة، ضحى عبد الرحمن،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة