أحمد الحباسى - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 4641
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
من الأحسن للبعض أن لا يقرأ و يطالع و يطلع على بعض الإحصائيات، بعض نتائج الإحصائيات ممنوعة على ذوى القلوب الرحيمة و الضعيفة، و لان هناك يقين بأن ما نطقت به هذه الإحصائيات هو نزر من الحقيقة و الواقع فسأجنب المتابع مزيدا من الأوجاع و لن أطرحها على النقاش و لا على الإطلاع، مع ذلك هناك يقين لدى العموم أن ما يحصل في الوطن العربي أمر غير طبيعي و أن الشعوب العربية قد أصيبت بأنفلونزا التكفير و الإرهاب و بعد أن كان في كل بيت رجل أمن بات اليوم في كل بيت إرهابي ينام معنا و بعد أن كان عنوان الفيلم ‘ في بيتنا رجل ‘ صار الواقع السوء يقول في ‘ بيتنا إرهابي ‘، و بعد أن كانت هناك أمة متهمة بعدم حفظ القرآن و تدبر معانيه صار الجميع اليوم يفتون و يكفرون من باب أنهم حفظوا القرآن و تدبروا معانيه ليختلط الحابل بالنابل و تعم الفوضى التكفيرية و يباح الدم العربي في كل الشوارع و الساحات العربية المشتعلة .
شيوخ التكفير صاروا معروفين بالاسم و يشار إليهم بأصابع الرضي من البعض و بأصابع الاتهام من الأغلبية الشعبية العربية الرافضة لهذا ‘ الدين ‘ الملطخ بالدم الذي تنشره الجماعات التكفيرية في سوريا و العراق و اليمن و مصر و الجزائر وتونس و ليبيا على سبيل التخصيص لا الحصر، السيخ القرضاوى مثلا يعد من كبار شيوخ نشر ثقافة الكراهية و التكفير و الذبح على الهوية، منذ سنة 2003 تاريخ سقوط عاصمة الرشيد لا نسمع من فم الشيخ القطري الذي تتهمه زوجته ‘بمعاشرة ‘ الصهيونية العالمية إلا لغة التكفير و الكراهية، كل الرسائل الصوتية الصادرة عن شيخ التكفير مخضبة بالسموم و تدعو إلى مزيد من سيلان دم الأبرياء دون رحمة، خطب الجمعة لا تحتوى إلا على الآيات التي يخرجها الشيخ من مقامها العلى ليرمى بها إلى عقول الإرهاب بعد أن طوعها ببلاغة متناهية ليخلق منها الحجة القائمة و الدليل القاطع على أن الإسلام هو دين تصفية و دماء و حرق و سحل للأبرياء و هتك محموم للأعراض، مشكلتنا مع الشيخ القرضاوى و أمثاله أنه لا يراعى فينا دينا و لا حرمة و يسعى بكل علمه المسموم ليسلط علينا من يذبحنا و يسحلنا و يهدر دمنا لمجرد أننا نرفض الصلاة فى المعبد القطرى و نرفض الصوم على معارضته ليلا نهارا و نرفض الزكاة لهؤلاء الذين وصموا الاسلام بالإرهاب و نرفض الحج الى حائط المبكى الصهيونى و القدس على بعد أمتار .
كل يوم نسمع لهؤلاء الزعماء الغربيين القتلة ما يؤذى أسماعنا و مشاعرنا لأنهم يتجاهلون عمدا أن الارهاب صنيعة غربية صهيونية أمريكية بامتياز و يتعمدون الايحاء بأن هؤلاء القتلة الارهابيين الذين يمولهم الشيخ القرضاوى و غيره بخطب الدعارة التكفيرية الدينية على مدار الساعة ليصبحوا وحوشا تلتهم كل أقراص الكابتغون السعودية هؤلاء القتلة يمثلون الاسلام ، فالذين قاموا بعمليات نيس و برلين و غيرها هم مواطنون عاشوا فى الغرب لسنوات طويلة و لكن ‘ الحضارة ‘ الغربية لم تستطع بكل مغرياتها أن تصمد فى وجه خطاب التكفير و كتب الدعوة للإرهاب و أموال الخليج النفطية الفاسدة، هنا لا بد ان نتساءل، كما تساءل المجرم جورج بوش الابن بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 بذلك السؤال الخطير ‘ لماذا يكرهوننا ‘ فنقول للرئيس الامريكى الجديد و للسيدة المستشارة الالمانية و للرئيس الفرنسى و غيرهم ‘ لماذا تكرهوننا ‘ .. هل كرهنا الغرب لما قتل منا من قتل و اغتصب منا من اغتصب، ألم ننادى بالتسامح و طى صفحة الماضى و النظر الى المستقبل، ألم يقتل منا الالاف فى حروب فرنسا الاستعمارية و الالاف فى الغزو الالمانى لمصر و ليبيا و تونس، فهل طالبنا بالتعويض حتى و هل وصلنا منكم اعتذار ، فلماذا تصرون اليوم على الصاق تهمة الارهاب بالعرب و تصنفون الدول العربية كل بتصنيف مغاير عن الاخرى، ألم تشبعوا من سياسة الميز العنصرى و من سياسة المكاييل المختلفة و من سياسة محاولة ضرب الاسلام باسم مواجهة الارهاب .
اليوم ثبت للجميع أنكم من تمارسون ارهاب الدولة و تشجعون على تنامى الارهاب بل و استفحاله فى العالم لأنه الوحيد الكفيل بخدمة مصالحكم الاقتصادية و تجنيب عسكركم الموت فى الساحات العربية الساخنة، فالقاعدة صناعة المخابرات المركزية الامريكية و جبهة النصرة و داعش صناعة الرئيس أوباما و حاشيته المحافظة التى أسست لتفتيت المنطقة العربية بفيروس يسمى ‘ الفوضى الامريكية الخلاقة ‘ هى سلاحكم الجديد للأعوام و السنوات المقبلة، اليوم لم يعد هناك من مجال للحديث عن كراهية طرف للآخر لان الكراهية العربية للغرب صارت واقعا ملموسا لا يختلف عليه اثنان، الشعوب العربية التى دستم على كرامتها و تم اذلالها بقراراتكم العنصرية لم تعد تهتم بما يحصل فى دياركم من تفجيرات و ضرب لمصالحكم لأنها تعلم كما تعلمون ان الارهاب هو بضاعتكم التى ردت اليكم فى نهاية المطاف و أن الارهاب قد عاد من المنتج الغربى الى المستهلك الغربى نفسه و هى إحدى المفارقات المضحكة فى زمن العولمة الذى ظن البعض أنه سينقله من الفقر الى العز فبقى الامل مجرد حلم ميت .
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: