أحمد الحباسى - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 4575
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
لا أحد يشك فى انتماء الرئيس السابق محمد المرزوقى الى ...قطر ... بالطبع هو حر فى تقدير الجهة التى ينتسب اليها و الجهة التى يقبض منها مرتبه الشهرى و الجهة التى يشتغل لصالح تنفيذ مشاريعها فى المنطقة ، لكن ما هو ممنوع و معيب أن يستغل المؤقت السابق وجوده فى قناة ‘ الجزيرة ‘ القطرية ذات الميول الصهيونية المكشوفة لينعت الشعب التونسى بكل الاوصاف النابية و المنحطة و التى لا يمكن ان تخرج من فم كفم رجل انتخبته حركة النهضة ليصبح رئيسا للجمهورية التونسية ، طبعا ، لم تكن السقطة الاولى التى سقط فيها لسان الرئيس السابق و منذ تعلقه بالراية القطرية و ‘ بالعنابي فقد تعود ذلك اللسان على امتهان كرامة و شهامة التونسيين بل و هدد هذا الشعب بنصب المشانق كل ذلك لأنه تجرأ على قول كلمة ‘ طز’ للقيادة القطرية السابقة تعبيرا منه عن تضايقه من مواقف هذه الدولة المعادية للثورة و الشعب التونسى .
نحن لا نفهم لماذا يسبنا الرئيس السابق و لماذا يمتهن كرامتنا بهذا الشكل و بالذات فى وسيلة إعلام صهيونية بالأساس قطرية بالاسم ، فهذا الشعب تجاهل هذا الرجل فى عدة مناسبات و بالذات فى الانتخابات الرئاسية السابقة رغم استيراده و سلفته الشهيرة للمخزون البشرى الانتخابى لحركة النهضة فى موقف اثار تعاليق كل وسائل الاعلام العالمية و مثل وصمة عار فى جبين الحركة و فى جبين هذا الرجل الراكب نفاقا على حصان الديمقراطية و هو يمتهنها و يسيء اليها سواء بتسليم السيد البغدادى المحمودى أحد القيادات الليبية السابقة فى حكم الزعيم الراحل معمر القذافى لجلاديه من ثوار ثورة برنار هنرى ليفى فى طرابلس ، فهل من المعقول أن يطلق رئيس الصدفة كل سعاله المريض فى تلك القناة ليهين كرامة التونسيين و هو الذى كان يتودد بكل العبارات الزائفة المتلونة ابان الانتخابات الرئاسية ، وهل تحول الشعب الذى صنع ثورة سلمية أطاحت بأحد أكبر الديكتاتوريات فى المنطقة الى شعب هجين يستحق كل تلك الاوصاف القبيحة التى سلطها لسان الرئيس ، بل لنقل بمنتهى الصراحة هل كان الرئيس السابق فى وعيه و فى كامل مداركه العقلية لما جهزت له القناة الصهيونية القطرية تلك المقابلة الذميمة لتزيد من منسوب كراهية الشعب التونسى لهذه القناة و للقيادة القطرية المشبوهة .
تتهم السيدة جميلة الشيحى الممثلة التونسية المعروفة كما كثير من القيادات السياسية التونسية الرئيس السابق بكونه لم يكن فى وعيه فى تلك المقابلة العفنة ، بطبيعة الحال كانت هناك شبهات كثيرة تم تداولها حول صحة و مدارك الرئيس السابق بل هناك من اتهمه علنا بالسكر فى القصر و بأشياء يندى لها الجبين ، الممثل لطفى العبدلى مثالا ، هذه الاتهامات لم ينفها الرئيس و لا طاقمه الاعلامى المتفرغ لسب المعارضين و تبييض الارهاب فى تلك الفترة و الاشتغال على جمع كثير من الاموال الفاسدة من الدول الخليجية تحت ستار مركز دراسات مشبوه أحدثه الرئيس فى القصر و كلف المشبوه ‘ الكحلاوى’ بإدارته فى تصرف اثار كثيرا من الشبهات و خلف عديد التأويلات حول الهدف الحقيقى من انشاء هذا المركز خاصة بعد حادثة محاولة السيدة سهام بن سدرين اقتحام القصر الرئاسى لنهب ارشيف الرئاسة بدعوى الحاجة اليه لمعرفة ‘ الحقيقة ‘ ، حالة ‘ الزطلة’ الوجدانية للرئيس هى التى تدفعه الى اخراج الاتهامات الخائبة للمعارضة و التصويب على الحكومة فى محاولة هابطة لإسقاطها بعد أن فعل كل شيء ليشعل الجنوب بواسطة بعض المظاهرات و الاحداث المفتعلة الساخنة و التى تعاملت معها وزارة الداخلية بكثير من الحكمة خاصة و ان التحقيق قد اثبت ضلوع المرزوقى و حزبه الكرتونى و بعض اجهزة المخابرات الخليجية المعروفة فى تلك الاحداث الدموية .
طبعا هذا واضح و مؤكد و الجميع يعلمون اليوم أن المرزوقى ينفذ أجندة قطرية لإسقاط حكومة السيد يوسف الشاهد و محاولة ارجاع حركة النهضة للحكم خاصة فى ظل انحدار و تفتت حزب النداء الحاكم و شرذمة بقية الاحزاب الاخرى ، فالرجل يعلم أن الطريق الوحيدة للعودة الى قصر قرطاج تمر عبر ارجاع حركة النهضة للحكم ، لذلك فان تصويب الرئيس السابق على الرئيس الحالى و على حكومته و اخيرا على الشعب التونسى هى مقدمات لحرب ساخنة بدأت غيومها تظهر مع اقتراب الموعد الانتخابى البلدى ، ليبقى السؤال ، من يحرك المرزوقى ؟ المخابرات الصهيونية ؟ المخابرات القطرية ؟ حركة النهضة ؟ حركة الاسلام السياسى فى تركيا ؟ المخابرات الفرنسية ؟ أم أن هناك حالة تشابك مصالح بين كل هذه المنظومات القذرة تريد اسقاط البلاد فى دوامة من العنف و الفوضى ليتم تمرير الجماعات الارهابية القريبة من الحدود حتى تقوم ‘بانقلاب إرهابي ‘ تتسلم بموجبه حركة النهضة الحكم المطلق لإنشاء دول الخلافة التى طال انتظارها و حينها يعود المرزوقى للصلاة فى مسجد الخلافة كما وعد أوردغان الشعب التركى بالصلاة فى المسجد الأموى فى سوريا لكنه نكث العهد بعد أن سقط الحلم و تحول الى كوابيس بعد انتصار حلب .
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: