أحمد الحباسى - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 4787
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
بعد أيام قليلة ستعود المناسبة، يعد أيام قليلة سيعود السؤال،الشعب سيعيد السؤال و يوجه الاتهام لنفس الجهة، و تلك الجهة ستتبرأ من السؤال و من الشهيد كالعادة، لكن و في هذه المرة، سيتحول السؤال إلى حزب النداء و إلى حكومة النداء و إلى رئيس النداء الرئيس الحالي الباجى قائد السبسى، فالشعب لن ينسى و أهل الدم لن ينسوا أن رئيس النداء قد وعد الجميع بحل ‘ الفزورة’ و البحث بجد عن قتلة الشهيد شكرى بلعيد ، بل لنقل أن زوجة الشهيد السيدة الفاضلة بسمة بلعيد قد تلقت وعدا مباشرا و ‘ كلمة رجال’ من الرئيس نفسه، فماذا عساها تقول اليوم و قد مر من الوقت ما يسمح لوزارة الداخلية بكشف المستور و إعلان ‘النتائج’، فعملية الاغتيال لم يكن من الهين قبولها و بالتالي فستبقى المصالحة الموعودة غير قابلة للانجاز ما لم يتم كشف هوية القتلة الحقيقيين الذين مولوا و خططوا و أعطوا الضوء الأخضر لتنفيذ هذه العملية الحقيرة .
بطبيعة الحال، هناك عدة أطراف في الجبهة الشعبية ذاتها لم يكن في مصلحتها كشف الحقيقة، و أرملة الشهيد من الممكن أنها تعرف هذه الأطراف و تعلم خبايا هذا الموقف المهين لتاريخ الجبهة، فالزعيم الشهيد كان رقما صعبا و مشروع قائد لهذه البلاد ، و الذين يقفون اليوم على خشبة مسرح الجبهة لا يمثلون كاريزما الشهيد الكبير و لن يصلوا إلى مرتبته في قلوب الشعب التونسي بل من الواضح أن المظاهرات الأخيرة قد كشفت لعبهم بالنار و أعطت للرأي العام كثيرا من التساؤلات حول النوايا الحقيقية لهذا الفصيل السياسي المتخاصم مع الواقع التونسي، أي نعم، من مصلحة الجبهة عدم كشف الحقيقة لاستثمار الدم في انتهازيتها السياسية بعد أن تبين للعموم فشل ‘البرنامج’ المعد لإثارة الفوضى كما أشارت إليه أطراف كثيرة في الحكم و في المعارضة، و حين رفض السيد حمة الهمامى الدخول في الحكومة،وهى الطريق الأمثل و الوحيد لكشف الحقيقة متذرعا بعلل كثيرة و ترك النداء فريسة للنهضة فقد تفهم الجميع مغزى هذا الموقف المريب و أشاروا بأصبع الاتهام الى ما وراء هذا الموقف .
لقد كان لافتا للنظر أن يتم’ الاحتفال’ السنة الفارطة بذكرى وفاة الشهيد بتلك الطريقة السخيفة المحزنة، و الجميع يتذكر اليوم ذلك ‘الخلاف’ المعلن بين خطاب السيد حمة الهمامى و بين ‘خطاب’ السيدة بسمة الخلفاوى ، فالسيد رئيس الجبهة قد نادي صديقه للنوم متعهدا بكشف الحقيقة في حين انتفضت أرملة الشهيد لتطالبه بعدم الإصغاء لمثل هذه الدعوة التي رأت فيها دعوة مشبوهة لطي الملف و استغلاله في بازار السياسة الحزبية القذرة، فالسيد حمة الهمامى لم يعد يتذكر الشهيد بعد أن أصبح يهتم ‘ بمظهره’ كما أشار إليه المناضل عدنان الحاجى مؤخرا في برنامج لمن يجرؤ فقط ، و ‘رفاق’ الشهيد مثل السيد المنجى الرحوى و زياد لخضر على سبيل الذكر لا الحصر يتلهون اليوم بالصرف و النحو و الجمع و الضرب في مجلس الشغب عفوا مجلس الشعب و ليس واردا لديهم تقديم استجواب أو مساءلة للحكومة أو لوزير الداخلية حول موضوع قبرته الجبهة الشعبية قبل أن يقبره المخيال السياسي لحكومة النداء و رئيس النداء .
منذ فترة فوجئ المتابعون بالإعلامي معز بن غربية يهدد بكشف المستور حول الأطراف الحقيقية التي مولت و خططت و أعطت الضوء الأخضر، و بين تلميح و تصريح فهم المتابعون أن الرجل يملك الحقيقة التائهة و أن هناك أطرافا في حكومة النداء قد مكنته من ‘ نشر’ هذه المعلومات و استغلالها حتى لا تضطر لكشفها بنفسها و تجد نفسها في حرج شديد مع شريكها في الحكم ، طبعا، ‘شريك الحكم’ لا يرضع في’ أصبعه’ و فهم اللعبة و في لمح البصر جاء الجواب أو لنقل التنبيه عنيفا بحجم محاولة اغتيال النائب و الوجه الرياضي المعروف رضا شرف الدين، و في التحليل فهمت الأطراف ذات العلاقة بالتسريب و الأطراف ذات العلاقة بالاغتيال أن اللعب بالنار ليس في مصلحة أحد و أن ‘ الوفاء’ بالعهد لأرملة الشهيد لن يكون على حساب ‘ المصالحة الوطنية’ بين الإسلاميين و التجمعين خاصة و أن آهل الدم أنفسهم قد باعوا ‘القضية’ و قبضوا الثمن في الانتخابات الفارطة .
هناك أصوات تتهم حركة النهضة بتفخيخ وزارة العدل بكوادر الحركة في نطاق السياسة المرسومة التي كشفها الشيخ راشد الغنوشى في الفيديو المسرب و الشهير، و من يشاهد اليوم النسق البطيء في محاكمات قضايا الإرهاب و عمليات تسريح المتهمين ‘ على الهوية’ ثم ينتبه للحملات الإعلامية و السياسية الموجهة و المركزة ضد بعض الفرق الأمنية المتعهدة بقضايا الإرهاب يدرك بالصوت و الصورة أن الحركة مهتمة بمتابعة بعض ‘ التفاصيل’ التي من شأنها كشف المستور لان الجهة التي نفذت الاغتيال الأول و الثاني ليست بعيدة عن الحركة و لا عن مشروعها في الحكم بعد الثورة ، و هنا يبرز السؤال، ماذا قال معز بن غربية للسيد حاكم التحقيق ؟ لماذا لم تتابع الجبهة مثل هذا الخيط على أهميته ؟ لماذا لم يتم تغيير حاكم التحقيق المتعهد بملف الاغتيال رغم كل الجملات المسلطة عليه ؟ من يرفض كشف المستور ؟ هل من مصلحة النداء اليوم كشف الحقيقة في هذا الوضع المتقلب المزاج ؟ ما مصلحة النداء من الدخول في صراع مع النهضة لحساب الجبهة، و هل سيضيع دم الشهيد بين القبائل السياسية ؟ .
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: