أحمد الحباسى - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 4444
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
حماس، ذلك الفصيل المتحالف مع الإخوان،المنقلب فطرة على كل المبادئ السياسية و الأخلاقية كما هي عادة الإخوان ، يعيش اليوم بلا وطن و لا هوية عربية و لا هدف و في حضن الراعي القطري، و الذين يقفون على قيادة هذه المجموعة هم أنفسهم منذ عشرات السنوات ، لا تغيير، لا انتخابات، و لا هم يخزنون، أولهم طبعا السيد خالد مشعل، هذا الذي طالما نظم الخطب و القصائد و المديح للرئيس السوري بشار الأسد ، بمجيء ‘ الثورة’ السورية هرب السيد خالد مشعل من الشام و تلحف بلحاف الراية السورية الجديدة أو ما يعرف بعلم الانتداب الفرنسي الذي جعل منه ‘الائتلاف ‘ السوري المعارض رايته ‘ الوطنية ‘، هرب ‘الأخ’ خالد مشعل إلى قطر ‘ديمقراطية ‘ الجزيرة العربية تخلص من سوريا ‘دولة الاستبداد ‘ التي يقودها طبعا ‘ المستبد’ الرئيس بشار الأسد، هذا الذي سبق للسيد مشعل نفسه أن وصفه بكل الأوصاف التقديسية الممكنة في اللغة العربية، هذا ما كشفته ‘ الثورة’ السورية .
السيد عبد الحليم خدام، نائب الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، كان شخصا غير مرغوب فيه من الشعب السوري طالته عديد الاتهامات بالفساد، أخذ من الخزينة السورية باليمين و الشمال، هرب إلى فرنسا بعد انكشاف ملفات الفساد ، طبعا، كان الرجل يحتاج إلى ‘ كبير’ يحميه، و جاءت الحماية من السيد سعد الحريري الصديق المقرب من العائلة المالكة ...السعودية العدو الأول للنظام السوري و ممولة مؤامرة ‘ أصدقاء سوريا’ لإسقاط بشار الأسد ، بالطبع، أدرك السيد خدام بفراسته السياسية المخضرمة أنه قطع كل الحبال مع ‘ الماضي ‘ ( النظام السوري ) و يجب أن يتعامل مع ‘ المستقبل’ ( تيار سعد الحريري في لبنان )، فنفذ المطلوب و هو التصويب على ‘ نظامه ‘ السابق في حلقات مسعورة بثت على قناة ‘ العربية’ ...السعودية طيلة الأيام الأولى لبداية ما يسمى نفاقا ب’الثورة’ السورية، المثير أن كل المنظمات الدولية تتحدث عن مأساة النظام السعودي كنظام شمولي في حين تبقى سوريا بكل هناتها مساحة أقل قسوة من هذا النظام ،لكنها ‘الثورة’ حين تكشف العورات .
بعض الكتاب الخليجيين ينتقدون النظام السوري و يسخرون من النظام الليبي السابق بحجة أن النظامين استبداديين و لا يقبلان المعارضة، الشيء من مأتاه مستغرب، فالمساحة الخليجية مساحة منغلقة على نفسها و ترفض الحديث تماما عن الديمقراطية بل شاهدنا كيف تم الحكم على شاعر قطري لمجرد نظمه لقصيدة تغنى فيها بثورة ‘الياسمين’ التونسية، و هناك من يحاكم في البحرين من اجل مقال على بعض صفحات التواصل الاجتماعي، في السعودية تطلب المؤسسة الدينية من الجميع الامتناع عن الكلام ‘ المباح’ تحت طائلة النعت بمحاولة قلب نظام الحكم، و بعملية جمع و طرح سياسية نتأكد أن الأنظمة الخليجية لا تقف مع ‘الثورة’ السورية بل مع المؤامرة الأمريكية لإسقاط نظام الرئيس الأسد، فلماذا ترفض هذه الأنظمة الثورة في الخليج و تنادى بها في بقية الدول العربية ؟ ...سؤال بحجم المؤامرة التي تنفذ بأياد خليجية و لفائدة المستعمر الصهيوني، بركاتك يا ثورة .
سقط الإخوان في كل الدول العربية، ذهبوا كما جاؤوا، بخفي حنين، و تحت سياط النقد و التقريع و الكراهية و الاحتقان، في تركيا، لا يزال حزب العدالة و التنمية يسوق ما يسمى ‘بالأنموذج التركي ‘ لكن من الواضح أن الشعب التركي قد تفطن إلى فساد ‘البضاعة’ و نادي بتعويضها بأنموذج أكثر تمشيا مع الواقع التركي ، نجاح السيد أوردغان في الانتخابات الأخيرة لا يرجعه البعض إلى نجاح المثال التركي بل لان الشعب قد وجد نفسه بين سندان الإخوان و سندان العسكر فاثر الإخوان لحين ‘ميسرة’، المعيب أن الإخوان طالما بشرونا بكونهم سيهبون لنجدة فلسطين فإذا بهم يهبون إلى صنع المتفجرات و القيام بالتفجيرات في بلدان ‘المنشأ’، بحجة أن أمير المؤمنين أبو بكر البغدادي طال عمره لم يعط الأمر لصاحب الأمر من الجماعات الإرهابية التكفيرية للصلاة في القدس و اكتفى بالدعوة للصلاة في الجامع الأموي في بلاد الشام، بركاتك يا أمير المؤمنين .
في مسلسل ‘صديق العمر’، يفهم المشاهد كيف تحولت ثورة 25 جويلية الناصرية من ثورة ضد الإقطاع و الفساد إلى ثورة الإقطاع و الفساد و الاستبداد، و في كتاب السيدة ‘ اعتماد خورشيد’ تذكر السيدة كل ‘محاسن’ البوليس السياسي بقيادة رئيسه صلاح نصر، البوليس السياسي أو زائر الفجر رأى المشاهدون العرب عينات من ‘ اجتهاده ‘ الخاص لحماية ‘ الثورة’ في فيلم ‘ إحنا بتوع الأوتوبيس ‘، على فكرة، صلاح نصر رئيس المخابرات و البوليس السياسي هو من استخدم بعض الفنانات المصريات في نشاط التجسس الداخلي كل ذلك تحت طائلة ابتزازهم ببعض ‘الصور’ الخادشة للحياء تم التقاطها في وضعيات أكثر خدشا للحياء، السيد صلاح نصر لم ينف جملة هذه ‘ الاجتهادات’ المزعجة و لم يعتذر لسمعة الفنانات و لمن نهبت أعراضهم تحت التعذيب، بل أصر في التحقيق بعد هزيمة 1967 بكون ذلك قد تم لحماية الثورة من أعدائها، بركاتك يا ثورة .
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: