د - حسني إبراهيم عبد العظيم - مصر
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 4628
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
الالتهاب الكبدي الفيروسي الحاد Acute viral hepatitis هو عدوى تصيب الكبد، وتنتج غالباً عن الفيروسات ‘كبدية التوجه’ hepatotropic وهي الفيروســــات A, B, C, D, E وتتباين تلك الفيروســــات في درجـــة خطورتها، فالفيروسات A و Dو E محـــــدودة التأثير وأقل خطورة، أما الفيروسان B, C فهما الأكثر خطورة، حيث يتحولان لنمط الالتهاب الكبدي المزمنChronic . ( )(WGO 2007:1)
وهناك مجموعة من الأعراض العامة المرتبطة بالالتهاب الكبدي من أكثرها شيوعاً، فقدان الشهية، الشعور بالغثيان، القيئ، ارتفاع درجة الحرارة الضعف والهزال، وآلام بالبطن، وثمة أعراض أخرى أقل شيوعاً، مثل لون البول الداكن، لون البراز الفاتح، الحمى، واليرقان jaundice (اصفرار لون الجلد والعينين). (EASL 2011a:1)
ويرصد العلماء طائفة من الحقائق العلمية المرتبطة بالفيروسات الثلاثة الأكثر انتشاراً ( وهي A, B, C, ) وذلك على النحو التالي:
- الفيروس A
هو النوع الأكثر انتشاراً من الالتهاب الكبدي، يقدر عدد حالات العدوى به بحوالي 1.4 مليون حالة سنوياً، ينتشر الفيروس في مختلف أنحاء العالم، ولكنه أكثر انتشاراً في البلدان النامية، حيث انخفاض مستوى النظافة والصحة العامة، تحدث معظم حالات العدوى خلال مرحلة الطفولة المبكرة. (EASL 2011a:1) فالفيروس ينتقل أساساً في البلدان النامية من خلال المياه الملوثة بمخلفات الصرف الصحي، والطعام الملوث، وينتقل الفيروس في الدول المتقدمة من خلال الأفراد العائدين من المناطق الموبوءة مثل جنوب شرق أسيا وشبه القارة الهندية والمكسيك. (Sherlock2011:353)
ويعد الأطفال أكثر الفئات الاجتماعية عرضة للإصابة بالفيروس (A) خاصة أولئك الذين يعيشون في المناطق التي تفتقر لمرافق الصرف الصحي، وكذلك الذين يقطنون المناطق الموبوءة بالمرض، والأطفال المشردون homeless، كما أن مستهلكي الطعام الملوث، والذكورالمثليين جنسياً، والمتصلين بمناطق انتشار المرض، وموظفي مراكز الرعاية اليومية من الفئات المعرضة للإصابة بذلك الفيروس. (WGO 2007:5)
- الفيروس B
يعد الالتهاب الكبدي الفيروسي B أخطر أنماط الالتهاب الكبدي، ويمثل مشكلة صحية عالمية كبيرة، وتفضي الإصابة بهذا الفيروس إلى أمراض الكبد المزمنة، و حدوث التليف، وسرطان الكبد. تقدر منظمة الصحة العالمية عدد من أصيبوا بالفيروس بحوالي 2مليار نسمة على مستوى العالم، ويعيش 350 مليون شخص بالتهاب كبدي مزمن نتيجة الفيروس B. ويموت حوالي 25% من المصابين بالفيروس لاحقا نتيجة سرطان الكبد والتليف. ويعد هذا الفيروس أكثر عدوى بمقدار مائة مرة من فيروس نقص المناعة المكتسب (الإيدز). ينتقل الفيروس عادة من خلال سوائل الجسم كالدم، واللعاب، والسائل المنوي، والإفرازات المهبلية.(EASL 2011a:2)
وهناك فئات اجتماعية أكثر عرضة للإصابة بالفيروس منها، العاملون في مراكز الرعاية الصحية، المثليون جنسياً، الأشخاص متعددو العلاقات الجنسية، مدمنو المخدرات عن طريق الإبر، مرضى الفشل الكلوي(أثناء عملية الغسيل الكلوي)، الأزواج، الشركاء الجنسيون، أفراد الأسرة الحاملون للمرض. (Sherlock2011:372) وكذلك المهاجرون، المشردون، العسكريون ورجال الشرطة، السائحون والطلاب (نتيجة ممارسة الجنس غير الآمن)، رجال الإطفاء، السجناء، الذين نُقل إليهم دم ملوث، الذين يرسمون الوشم والخدش على أجسادهم في المجتمعات القبلية، والمعرضون لعملية الختان. (WGO 2007:9)
- الفيروس C
يعد الالتهاب الكبدي الناتج عن الفيروس C واحداً من الأســــباب الرئيسية لأمراض الكبد المزمنة على مستوى العالم، ويتراوح عدد المصابين به بين 130-210ملايين شخص، أي ما يقارب 3% من سكان العالم، ويختلف معدل انتشار المرض من منطقة جغرافية لأخرى، حيث يتراوح في غرب أوربا بين 3%-4%، ويزداد المعدل في شرق أوربا، والشرق الأوسط، وإن كان لا توجد أرقام دقيقة. (EASL 2011b:254)
ويمثل الالتهاب الكبدي الفيروسي C واحداً من الأسباب الرئيسة للوفاة الناتجة عن الأمراض المعدية على مستوى العالم، فهناك 250,000 حالة وفاة سنويا ترجع للالتهاب الكبدي بالفيروس C، وتزداد خطورة المرض إذا اقترن بوجود مرضي الإيدز أو الالتهاب الكبدي بالفيروس B. (Sherlock 2011:407)
يُطلَق على الالتهاب الكبدي الناتج عن الفيروس C القاتل الصامت Silent Killer لأن المرضى لا يعانون من أعراضه لعدة سنوات، وعندما تظهر الأعراض غالبا ما يتم تفسيرها بشكل خاطئ على أنها مؤشرات للإصابة بالبرد أو الأنفلونزا، والحقيقة أن مسار المرض غير قابل للتنبؤ، فنحو مريض واحد تقريباً من كل خمسة مرضى استطاع أن يُشفى من المرض، بينما تطور المرض لدى الباقين نحو إصابة خفيفة أو متوسطة بالكبد. ومن المعروف أن إدمان الكحول والإصابة بالإيدز تسَرِّعان من تدمير الكبد. (EASL 2011a:3)
ينتقل الفيروس C من خلال اختلاط دم بدم from blood to blood وباعتباره عدوى تنتقل من خلال الدم، فيحتمل انتقاله أيضاً من خلال الاتصال الجنسي، وذلك لدى الأشخاص الذين لديهم أمراض أخرى منقولة عن طريق الجنس. (WGO 2007:15)
وعموما يمكن القول إن الفيروس C ينتقل من خلال ثلاثة طرق:
1. الحقن - يتم ذلك عادة من خلال نقل الدم أو تعاطي المخدرات عن طريق الحقن الوريدية.
2. الاتصال الجنسي - وإن كان ذلك نادراً-
3. الانتقال من الأم للجنين، والحقيقة أن الوسيلة الأولى هي الأكثر شيوعا في انتقال الفيروس، حيث تسهم بنسبة 80% في نقل المرض. (Sherlock 2011:407)
واستناداً لما سبق، فإن أكثر الفئات الاجتماعية عرضة لهذا الفيروس تتمثل في متعاطيي المخدرات عن طريق الحقن، والعاملين في مراكز الرعاية الصحية الذين يصابون من خلال الوخز الإبري needlestick، مرضى الفشل الكلوي، والأفراد المنخرطين في علاقات جنسية متعددة، الأفراد المنقول إليهم دم ملوث، المثليين الجنسيين المصابين بالإيدز، الأطفال الرضع لأمهات مصابات بالفيروس، والأشخاص الذين أُجريت لهم عمليات الوشم والختان وثقب الأذن. (Sherlock 2011:408)
ونخلص مما سبق إلى أن الفيروسات الثلاثة تتشابه في الأعراض، بيد أنها تتباين في وسائل الانتقال، وطرق الانتشار، ودرجة الخطورة، والفئات الاجتماعية الأكثر عرضة لكل منها. ويتضح أن الفيروس C يمثل مشكلة اجتماعية وصحية خطيرة في مصر.
وفي النهاية أسأل الله العظيم رب العرش لبعظيم أن يشفي كل مريض شفاءً لا يغادر سقما
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: