البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

عن محمد الرسالة والرسول: هكذا تكلم نظمي لوقا

كاتب المقال د. حسني إبراهيم عبد العظيم - مصر    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 4273


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


الدكتور نظمي لوقا جرجس، فيلسوف ومفكر مصري مسيحي أرثوذكسي مستنير، كانت الموضوعية والتجرد، وعدم التعصب أهم صفاته، ضرب مثالا رائعا للمسيحي المتسامح القادر على قبول الآخر، لم يمنعه معتقده المسيحي - الذي يعتز به أيما اعتزاز - من التعبير عن الحقائق الناصعة التي رآها في الإسلام وفي نبيه محمد صلى الله عليه وسلم.ولذا فقد أثارت كتاباته عن الإسلام ونبيّه انتباه الناس جميعًا.

والثابت عملا أن الدكتور نظمي لوقا قد وضع نصب عينيه رسالة لم يحد عنها قط طوال حياته وهي محاربة الجهل والتعصب, ليس فقط لأنه عاني ـ علي المستوى الشخصي ـ من هاتين الآفتين, الي حد أنه دخل في دوائر من الاحباط لا تنتهي, ولكن أيضا لقناعته الكاملة بأن خطر التعصب داهم علي مصر وأهلها, وهو أشبه بالنار التي ستأكل الناس والحجارة! لذلك كان يردد دائما علي مسامع المحيطين به أنه نذر نفسه لمحاربة ما كان يسميه بـالتفكير الذاتي الذي لا يثمر غير التعصب الأعمي.. وكانت البداية إعلانه أن مهمته هي التبصير ومحو الأمية الفكرية فيما يخص الإسلام ومحمد صلي الله عليه وسلم, لأنه كان يستشعر أن موجات الجهل المتلاطمة كانت تطمر العقول وتحجب عنها جوهر الأشياء,وكان رائعا الدكتور نظمي لوقا عندما قال( مذكرا الآخرين ممن في قلوبهم زيغ) إنني شديد الإيمان بروح ديانتي المسيحية ومبادئها ومثالياتها, والمحبة التي تعم العدو والصديق هي لباب هذه الديانة, وبدونها تنحط الديانة الي شعائر جوفاء, ويضيف في مقدمة واحد من مؤلفاته قائلا: لئن وجبت علي إذن محاربة التعصب الذميم ومصدره ـ وهو التفكير الذاتي ـ فالمسيح يدعوني صراحة قبل أن أفكر في إخراج القذي من عين سواي, ان أجتهد أولا في اخراج الخشبة التي في عيني أنا.

ومن أقواله التي يجب أن نكتبها بحروف من نور لكونها الترياق الذي يمكنه أن يحمي الأمة ويصون وحدتها:
- لئن كنت أنصفت الإسلام ـ في كتاباتي ـ فليس ذلك من منطلق التخلي عن مسيحيتي بل من منطلق الإخلاص لها والتمسك بجوهرها وأخلاقياتها..
ـ يتعين أن أواصل كفاحي لمحو الأمية الفكرية وإلا كنت مقصرا في حق ضميري, وديني وموضوعيتي الفكرية وانتمائي الوطني والقومي والإنساني.

ولد نظمي لوقا في مدينة دمنهور في عام 1920، وتوفي في القاهرة في عام1987.حصل على شهادة إتمام المرحلة الابتدائية في مسقط رأسه، ثم على شهادة إتمام الدراسة الثانوية من الإسكندرية، ثم التحق بجامعة القاهرة، وحصل على ليسانس الآداب، قسم الفلسفة (1940)، كما حصل على ليسانس مدرسة الحقوق الفرنسية بالقاهرة، ثم واصل دراسته العليا، وحصل على درجة الدكتوراه في الفلسفة.

عمل مدرسًا بالمدارس الثانوية في مدينتي السويس والإسكندرية، وأستاذًا للفلسفة بكلية المعلمين بالقاهرة، ثم بكلية الآداب، جامعة عين شمس.وكان عضوًا بنادي القلم الدولي، وعضوًا باتحاد كتاب مصر، وعضوًا باتحاد الكتاب العرب.

له ديوانان من الشعر: «أشباح المقبرة» - القاهرة 1939، و«كنت وحدي» - القاهرة 1940 (وهو مطولة ذات طابع ملحمي مكونة من عدة أناشيد)، وله قصائد نشرت في مجلة الثقافة (القاهرة)، منها:«اليتم العميق» - يناير 1974و«أشباح المقبرة» - فبراير 1976.وله عدد من الأعمال القصصية، منها: «الابنة الحائرة »- مطبعة النيل - المنصورة 1981 و«عذراء كفر الشيخ» - دار المعارف - القاهرة 1979، وله عدد من المؤلفات، منها: «محمد: الرسالة والرسول» - مطابع دار الكتب الحديثة - القاهرة 1959، و«محمد في حياته الخاصة» - دار الهلال - القاهرة 1969، و«عمرو بن العاص» - الهيئة المصرية العامة للكتاب - القاهرة 1970، و«أبوبكر حواري محمد» - دار الهلال - القاهرة 1971، الله: وجوده ووحدانيته بين الفلسفة والدين - مكتبة غريب - القاهرة 1982، و«أنا والإسلام»، و«وا محمداه»،«الله: الإنسان والقيمة»، وله عدد كبير من الترجمات، منها: «الأفق الضائع»: جيمس هيلتون - دار الهلال - القاهرة 1955، و«ثلاثية نجيب محفوظ»: الأب جاك جومييه - مكتبة مصر - القاهرة 1959، و«أهداف التربية»: الفريد نورث هويتهيد - الشركة العربية للطباعة والنشر - القاهرة 1958، و«رحلة في دنيا المستقبل»: أندريه موروا - 1962، و«آلام فرتر: جوته» - دار الهلال - القاهرة 1977، و«الوصول إلى السعادة»: برتراند رسل - كتاب الهلال - عدد 32 - القاهرة 1977، و«سيمفونية الرعاة»: أندريه جيد - دار الهلال - القاهرة 1978، و«الليالي البيضاء»: ديستوفسكي - دار الهلال - القاهرة 1980، و«تفسير الأحلام»: سيجموند فرويد - كتاب الهلال - القاهرة - 1962، و«رقصة الحياة» - البعد الآخر للزمن: إدوارد د.ت. هول - دار كتابي - القاهرة (د.ت)، وله عدد من المقالات نشرت في صحف عصره.

وسوف أقدم في هذه المقالة قراءة سريعة لكتاب الدكتور نظمي لوقا محمد الرسالة والرسول الذي صدرت طبعته الأولى بالقاهرة في عام 1959 عن مطبعة دار الكتب الحديثة

الهدف من تقديم هذا الكتاب – الذي أدعو الجميع لقراءته - هو الدعوة لكل المؤمنين المتدينين – وغير المؤمنين أيضا – بعدم التعصب، والتحلي بالموضوعية والنزاهة في فهم أي رأي أو معتقد أو مذهب مغاير. والإيمان بأن التنوع هو سنة الحياة ، وإن الاختلاف بين البشر هو أمر طبيعي وإيجابي، فليحترم كل منا معتقد الآخر وليختلف معه بشكل متحضر دون الإدعاء بأن أحدنا يمتلك الحقيقة المطلقة. ولست أجد خيرا من القول الإسلامي المأثور: ( لنتعاون في ما اتفقنا عليه وليعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه).
يقع الكتاب في 192 صفحة،وينقسم الى ثمانية عشر عنوانا بالاضافة الى تقديمات لكمال الدين حسين والعلامة الشيخ أمين الخولي والمفكر فتحي رضوان.

من اللافت أن المؤلف يبدأ كتابه بأية كريمة من القرآن الكريم ومقولة مأثورة لأرسطو، ليؤكد من البداية حرصة على الإنصاف والموضوعية، لاتأخذه في ذلك لومة لائم، أما الأية فهي قول الله تعالى في سورة آل عمران:( وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَن يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلّهِ لاَ يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ ثَمَنًا قَلِيلاً أُوْلَئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ) وأما مقولة أرسطو فهي: ( أفلاطون حبيب إلى نفسي، بيد أن الحقيقة أحب إلى نفسي من أفلاطون)

في مقدمة الكتاب يوضح الكاتب الأسباب الذى دفعته الى تأليف هذا الكتاب، فيقول:
من يغلق عينيه دون النور يضير عينيه ولا يضير النور، ومن يغلق عقله وضميره دون الحق يضير عقله وضميره ولا يضير الحق، فالنور منفعة للرائي لا للمصباح، والحق منفعة وإحسان للمهتدي به لا إلى الهادي إليه،وما من آفة تهدر العقول البشرية كما يهدرها التعصب الذميم الذي يفرض على أذهان أصحابه وسرائرهم ما هو أسوأ من العمى لذي البصر، ومن الصمم لذي السمع، لأن الأعمى قد يبقى بعد فقد البصر إنسانا، والأصم قد يبقى بعد فقد السمع إنسانا، أما من اختلت موازين عقله أو موازين وجدانه، حتى ما يميز الخبيث من الطيب فذلك ليس بإنسان بالمعنى المقصود من كلمة إنسان.

وبهدي من هذا النهج وجدت من واجبي أن أكتب هذه الصفحات، موقنا أن الإنصاف حلية يكرم بها المنصف نفسه قبل أن يكرم بها من ينصفهم.

وليس الإنصاف مزية لصاحبه إلا حينما يغالب الحوائل، كالعقائد الموروثة، والتقاليد السائدة . . . .أما حين يوافقها فما أهون الإنصاف: ( ولولا المشقة ساد الناس كلهم ) كما يقول أبو الطيب،وأوشك أن أقول على غراره ( لولا العصبية أنصف الناس كلهم).
فما أحوجنا في هذا العالم المضطرب الذي تقسمت فيه الناس معسكرات متقاتلة من المذاهب والعقائد التي صبغت كل منحى من أنحاء الحياة أن نسعى للقضاء على آفة العصبية، ونتعود الإنصاف، إنصاف الخصم وكأنه صديق، فالمنصف إنما يعنو للحق، ويعنو لنوره في العقل، فيشهد لنفسه بالفضل وحسن الرأي حين يؤدي لذي الحق حقهمهما اشتجر الخلاف أو لج الخصام.

وما أرى شريعة أدعى للإنصاف ، ولا شريعة أنفى للإجحاف والعصبية من شريعة تقول:
‘ ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا’ فأي إنسان بعد هذا يكرم نفسه وهو يدينها بمبدأ دون هذا المبدأ، أو يأخذها بديدن أقل منه تساميا واستقامة؟
أجل نعدل ولا نجور، فذلك حق أنفسنا علينا، وحق عقولنا علينا، وحق ضمائرنا علينا، قبل أن يكون حق هذا من الناس أوذاك.
وما أرى الشانئ( الكاره) يضير خصمه حين يجور عليه في الحكم عليه،إلا كما يفقأ امرؤ عين نفسه كي لا يرى من يسوؤه مرآه . . . ولست أحب ذلك لأحد، بل إني أرى مستقبل هذه البشرية منوطا باحترام العقل، وتقصي العدل، وإنصاف الخصم ، حتى يرجع بنو حواء أخوة يختلفون في مودة، ويتباعدون في تقارب، ويفيئون في نهاية كل مطاف إلى نور الله الذي كرمهم به، وهو الحق والعدل.
وإني لأسأل من يستكثر الإنصاف على رسول أتى بغير دينه، أما يستكثر على نفسه أن يظلمهاإذ يحملها على الجحود والجور.

و لست انكر ان بواعث كثيرة فى صباى قربت بينى و بين هذا الرسول ، وليس فى نيتى ان انكر هذا الحب او اتنكر له ، بل انى لاشرف به و احمد له بوادره و عقباه ...
ولعل هذا الحب هو الذي يسر لي شيئا من التفهم، وزين لي من شخص هذا الرسول تلك الصفات المشرقة، وجعلني أعرض بوجداني عن تلك النظرة الجائرة التي نظر بهاكثيرون من المستشرقين وغيرهم إلى الرسول العربي، ولكني حين أحتكم إلى العقل، أرى الخير كل الخير فيما جنحت إليه.

فلخير مَن يشوه المشوهون كل جميل وكريم من مفاخر البشرية المثخنة بالقروح والمخزيات؟ ولخير مًن يثلب الثالبون كل مجيد من هداة هذا الجنس الفقيرإلى المجد ؟ ألا إن كل محب للبشر ينبغي أن يكون شعاره دوما:
مزيدا من النور، ومزيدا من العظمة، ومزيدا من الجمال، ومزيدا من البطولة والقدوة !

وبدافع من حب البشرية أقدمت على تسطير هذه الصفحات، وسيان بعد هذا أن يقول عنها القائلون :إنها شهادة حق، أو رسالة حب، أوتحية توقير وتبجيل، فما كان كآحاد الناس في خلاله(صفاته) ومزاياه، وهو الذي اجتمعت له آلاء الرسل، وهمة البطل، فكان حقا على المنصف أن يكرم فيه المثل، ويحيي فيه الرجل.

يعرض المؤلف في الفصل الأول جانبا من طفولته في مدينة السويس تحت عنوان صبي في المسجد، ويكشف في هذا الجزء مدى التسامح والتعايش المشترك الرائع بين المسلمين والمسيحيين، ومدى انفتاح رجال الدين وسعة أفقهم ، وقبولهم الآخر. يقول المؤلف في ذلك:
(في مدينة السويس الصغيرة سنة 1966، لم يكن أحد من أهليها يجهل من الشيخ سيد البخاري، إمام مسجدها وعالمها وفقيهها، يجلونه ويرهبونه، فإن له لعلما ورأيا. وإن فيه لشجاعة في الحق ، ودراية في المنطق . . . ولم يكن أحد من أهليها يجهل كذلك الصبي الصغير ابن ذلك الموظف النازح إلى السويس، فيه وسامة وأناقة، وفي لسانه عذوبة وذلاقة . . . وإنهم ليعرفونه رجلا قبطيا صليبة يؤم الكنيسة يوم الأحد.

وفي مدينة كالسويس يتساءل الناس عن النازحين إليها والغرباء من الطارئين، وهم يعرفون أن لهذا الموظف والد الصبي أرومة معرقة في صناعة القسوس، فكم له من جد من ذوي الطيالس السود والعمائم السود . . . فلا شك إذن في قبطية هذا الصبي الذي يرونه كل يوم يؤم مسجدهم الحنيف مع الإمام العالم الشيخ .

يتابع المؤلف في مكان آخر قائلا: ( وكان والد الفتى – أكرم الله مثواه – شديد الولوع بالفصاحة والفصحاء. . .وآمن أن ولده البكر ينبغي أن يصيب من ينابيع الضاد وبلاغتها أكبر حظ مستطاع، ورأى هزال ما يتاح لطلاب المدارس من ذلك كله، فعهد بولده إلى ذلك الشيخ الذي التقى به في دكان الحلاق فبهرته منه شخصية مشرقة، وذهن رحب، وسماحة ما كان يتوقعها في أحد الشيوخ فقد سمعه يستشهد أمامه بآيات من الإنجيل).

ويقص المؤلف موقفا رائعا لشيخه الشيخ البخاري يعكس مدى استنارة هذا الشيخ وسمو عقله وفكره، يقول:
(سمع الفتى واعظا مشهورا حضر إلى المدينة واحتشد القبط لسماعه احتشادا مشهودا، فإذا بعظاته كلها تنديد بطائفة البروتستانت، سماهم الذئاب الخاطفة، وحض على اختصامهم، فلا يحل لقبطي أن يصافح منهم أحدا أو يرد عليه السلام!. . .
وصورت المخيلة الناشطة له أولئك الناس ذوي أنياب كاشرة ومخالب كاسرة وذهب إلى شيخه بذلك الحديث فزعا.فاغتم الشيخ وقال أواثق أنت مما سمعت يا بني؟
- كل الثقة يامولاي.
- - أعوذ بالله إن مسيح هذا الواعظ ليس مسيح الناصرة بلا جدال، فالمسيح الناصري يقول أحبوا أعداءكم، وباركو لاعنيكم، . . . كبرت كلمة تخرج من أفواههم، لإقرأ إنجيلك يا بني وافتح له بصيرتك، واصدد عن مفسري السوء ما استطعت. ووعي الفتى درس شيخه، فتزوج بعد عقد ونصف إحدى بنات ((الذئاب الخاطفة)) المزعومين.

ذلك هو الجو الذي عاشه نظمي لوقا، لم تعرف مصر وقتها فرقا أو تمييزا بين المسلم والمسيحي، لم يعرف القاموس المصري في ذلك الوقت مفاهيم التعصب والإنضواء تحت لواء الجماعة أوالطائفة الدينية.
ولقد وضع هذا الفيلسوف يده علي البيئة التي يتفشي فيها هذا الداء العضال, أقصد التعصب, وهي البيئة التي يعيش فيها العامة الذين يراهم أشد خلق الله عبودية لما ألفوا.. وتلك هي الطامة الكبري, فيذكر أنه قد لفت نظره أن( العامة) علي اختلاف أديانهم ومللهم ونحلهم, في كل مكان من أرجاء الدنيا لا ينبيء عن عاميتهم الفكرية شيء مثل غلبة التعصب الأعمي عليهم.. وأن منشأ هذا التعصب هو الجهل بديانات الآخرين دائما, بل جهلهم بدياناتهم أنفسهم ولبابها الخلقي في الوقت نفسه. والحق أنه قد استقر في نفس هذا الفيلسوف أن الاستنارة الفكرية ومعرفة سمات الديانات المخالفة علي حقيقتها لا تضير الإيمان الذاتي, بل تجعله صافيا صفاء النور, لا معتما بدخان الجهل الداكن الذي ينقدح منه الشرر وقد تنشب منه الحرائق.

وبرغم أن مغالطات كثيرة قد عكرت صفو الدكتور نظمي لوقا, فحسبه كل فريق علي هواه, لكنه أعرض عن هذا كله, وتمسك بقناعته التي لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها وهي أن الذي يثبت علي ديانته وهو جاهل بحقيقة ديانة أخري تعشش في نفسه الأساطير والأراجيف عن الديانة المخالفة, فينزلق الي ازدرائها مهما تظاهر بمجاملة معتنقيها, وذلك ـ حسبما يقول ـ ضرب من الظلم لا يليق بمتدين حقيقي غير مكتف بمظهرياته.. ثم أنه آفة نفسية وفكرية تحدث آثارها البعيدة في حياته كافة.. وبرغم ما لقيه فيلسوف التعبيرية المصرية من عنت شديد في حياته الأكاديمية والحياتية والفكرية, ومن صدود ونكران الي حد أنه اعتقد للحظة أنه إنما يكتب علي الماء! إلا أنه ظل وفيا لبنات أفكاره ومستحضرا ـ طوال الوقت ـ صورة استاذه سقراط الذي كان يعتقد أن( الرذيلة جهل) أي جهل بحقيقة الفضيلة.. وأنه يكفي القضاء علي الجهل بالفضيلة كي تتلاشي الرذيلة.. وأحسب أن الدكتور نظمي لوقا, كان يعلم يقينا أن حاله أشبه بالقابض علي الجمر, وبرغم ذلك لم يضعف أو يلين في مواجهة الجامدين والمتعصبين الذين ملأوا الدنيا ضجيجا( في زمانه), ولايزال أحفادهم يفعلون نفس الصنيع( في زماننا)

ــــــــــــــــــــ

أهم المراجع

سعيد اللاوندي ، ابحثوا معي عن نظمي لوقا في أحداث نجع حمادي، مقال بجريدة الأهرام القاهرية، 26 يناير 2010.
معجم البابطين لشعراء العربية في القرنين التاسع عشر والعشرين، الصادر عن مؤسسة عبد العزيز سعود البابطين، الكويت.
نظمي لوقا، محمد الرسالة والرسول، مطبعة دار الكتب الحديثة،القاهرة، 1959.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

نظمي لوقا، السيرة، دراسات علمية، دراسات تحقيقية، دراسات نقدية،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 7-12-2016  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  موجز تاريخ علم الاجتماع الطبي
  بعض جوانب الفكر الاجتماعي في الإسلام 2/2
  عن محمد الرسالة والرسول: هكذا تكلم نظمي لوقا
  الثقافة والحضارة هل هما مترادفان؟
  ختان الإناث : رؤية سوسيولوجية موجزة (*)
  الفكر الاجتماعي في الإســلام 1/2
  رحيل فاطمة المرنيسي: الآن سكتت شهرزاد السوسيولوجيا العربية
  (الهوسبيس): فكرة إسلامية وحركة حداثية وقيمة أخلاقية
  في جدلية العلاقة بين النص الديني والواقع: قراءة في مشكلة الطلاق عند الأقباط
  مع عبد الرحمن بن خلدون فى ذكرى رحيله – 6/6
  مع عبد الرحمن بن خلدون فى ذكرى رحيله – 5
  مع عبد الرحمن بن خلدون فى ذكرى رحيله - 4
  مع عبد الرحمن بن خلدون فى ذكرى رحيله – 3
  مع عبد الرحمن بن خلدون فى ذكرى رحيله – 2
  مع عبد الرحمن بن خلدون فى ذكرى رحيله – 1
  في نظرية رأس المال الاجتماعي 2 (*)
  في نظرية رأس المال الاجتماعي 1
  أخطاء يجب أن تصحح في الفكر الإسلامي:المرأة لم تخلق من ضلع أعوج
  مرض الالتهاب الكبدي: القاتل الصامت
  سلوك المرض: بحث مختصر في علم الاجتماع الطبي 2 / النماذج النظرية المفسرة
  في ذكرى رحيل محمد جسوس: سقراط السوسيولوجيا العربية
  ماذا فعل الرجال بكلمات الله؟
  المعرفة العلمية: مفهومها، بنائُها وسماتها 4/4 (*)
  المعرفة العلمية: مفهومها، بنائُها وسماتها 4/3
  ثانياً: مفهوم المعرفة العلمية ومكوناتها: (*)
  المعرفة العلمية: مفهومها، بنائُها وسماتها 4/1
  التدين بين أداء الشعائر وبناء الضمائر 2/2
  الجسد الأنثوي بين المعتقد الشعبي والمعتقد الديني: رؤية أنثروبولوجية
  سلوك المرض: بحث موجز في علم الاجتماع الطبي
  التدين بين أداء الشعائر وبناء الضمائر 1/2

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
رمضان حينوني، محمد أحمد عزوز، عمار غيلوفي، محمد الطرابلسي، محمد العيادي، د.محمد فتحي عبد العال، د- هاني ابوالفتوح، حسن عثمان، سليمان أحمد أبو ستة، عبد الله الفقير، وائل بنجدو، د - المنجي الكعبي، كريم فارق، فوزي مسعود ، د. صلاح عودة الله ، منجي باكير، يحيي البوليني، عراق المطيري، فتحي العابد، عواطف منصور، صباح الموسوي ، د. أحمد بشير، أشرف إبراهيم حجاج، محمود فاروق سيد شعبان، محرر "بوابتي"، مصطفي زهران، د- محمد رحال، إياد محمود حسين ، د. كاظم عبد الحسين عباس ، محمد اسعد بيوض التميمي، إسراء أبو رمان، عبد الرزاق قيراط ، علي الكاش، المولدي الفرجاني، مجدى داود، الهيثم زعفان، فهمي شراب، نادية سعد، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د. مصطفى يوسف اللداوي، مراد قميزة، العادل السمعلي، صلاح الحريري، د - الضاوي خوالدية، أحمد بوادي، صالح النعامي ، د - صالح المازقي، سامر أبو رمان ، أبو سمية، د. عادل محمد عايش الأسطل، محمود سلطان، د. خالد الطراولي ، د. طارق عبد الحليم، صلاح المختار، صفاء العراقي، د- محمود علي عريقات، محمود طرشوبي، محمد عمر غرس الله، د - مصطفى فهمي، حسن الطرابلسي، جاسم الرصيف، رافع القارصي، محمد شمام ، عزيز العرباوي، د - محمد بنيعيش، خبَّاب بن مروان الحمد، حاتم الصولي، أ.د. مصطفى رجب، سفيان عبد الكافي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، مصطفى منيغ، محمد يحي، محمد الياسين، إيمى الأشقر، رحاب اسعد بيوض التميمي، ياسين أحمد، د. عبد الآله المالكي، د- جابر قميحة، طلال قسومي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، عبد الله زيدان، أحمد الحباسي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، عبد الغني مزوز، أحمد ملحم، سلوى المغربي، رضا الدبّابي، خالد الجاف ، عمر غازي، ماهر عدنان قنديل، تونسي، سلام الشماع، ضحى عبد الرحمن، حسني إبراهيم عبد العظيم، علي عبد العال، سيد السباعي، الهادي المثلوثي، د - محمد بن موسى الشريف ، د - عادل رضا، د. أحمد محمد سليمان، يزيد بن الحسين، د - شاكر الحوكي ، أنس الشابي، كريم السليتي، سامح لطف الله، صفاء العربي، فتحي الزغل، أحمد النعيمي، الناصر الرقيق، سعود السبعاني، رشيد السيد أحمد، رافد العزاوي، فتحـي قاره بيبـان، حميدة الطيلوش،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة