البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

مريم و الجرحى آخر حكايات الركوب على الثورة

كاتب المقال الناصر الرقيق - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 8420


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


كثيرة هي حكايات الركوب المجاني على الثورة و كثيرون هم الذين حاولوا و لازالوا تسلق جدران الثورة التي على ما يبدو أصبحت شاهقة و يصعب تسلقها خصوصا مع إفتقاد المتسلق للكثير من المعدات التي عادة ما يستعملها هواة و محبي هذه الرياضة.

أخر هؤلاء المجبين لرياضة التسلق فتاة في مقتبل العمر شقراء أنيقة المظهر ممشوقة القوام ذات حسن و جمال تتزعم حزب سياسي قالت أنه جعل من الدفاع عن جرحى الثورة عقيدته و إيديولوجيته جميل هذا يا سيدتي.

هذه الزعيمة الحسناء وقفت بكل حزم في وجه الحكومة الظالمة و الطاغية و المستبدة التي نكلت بجرحى الثورة، فأنبرت فتاتنا التي لا يبدو من مظهرها على الأقل أن لها علاقة كبرى بالثورة و الثوار، إنبرت للدفاع عن الجرحى المساكين الذين لا ننكر عليهم طبعا حقوقهم التي لازالوا لم يتحصلوا عليها بعد حيث أن الحكومة قد قصرت في هذا الموضوع و هذا بإعتراف الحكومة نفسها.

لكن هذا لا يعطي لأي كان الحق بان ينصب نفسه مدافعا وحيدا عن جرحى الثورة و شهدائها، فكلنا يجب أن نلعب هذا الدور و أن ندافع على حقوق من ضحوا بأنفسهم لنحييا نحن بسلام.

عودة لتلك الفتاة الشقراء التي قالت بأنها تعرضت للإعتقال و الإعتداء في مقر وزارة حقوق الإنسان نفسها هذا الإنسان الذي جاءت مدافعة عنه و عن حقوقه فإذا بها تجد نفسها في مواجهة رجال شداد غلاظ من أجهزة الأمن الذين أهانوها و شتموها و تحرشوا بها و كل هذا داخل الوزارة طبعا و السيد الوزير لا يعلم شيئا فيا للعجب.

فهذه الثائرة المتسللة حديثا لأروقة الثورة من نافذة جرحاها حدثتنا عن مغامرتها مع البوليس القمعي في مقر الوزارة و صورت لنا ما حصل حيث قالت انه تم إحتجازها و الأعتداء عليها و ترهيبها حتى أنه من فرط التعذيب النفسي الذي عاشته فكرت في لحظة من اللحظات في الإنتحار مستدلة على ذلك بعدة شهود بقيت تسرد أسمائهم ليلى...نجوى...منيرة...؟

يبدو أن هذه الزعيمة قد غارت من صاحبة العلم التي نجحت بأيسر الأشياء الممكنة أن تصبح معشوقة الجميع و نجمة وسائل الإعلام التي بقيت تخطبها ودها طوال الفترة الماضية، فالغيرة من أكثر الأحاسيس التي تميز المرأة، لذلك فإن الزعيمة وجدت الحل في الجرحى الذين قد يكونون لها المدخل لشاشات التلفزة و أمواج الإذاعات و صفحات الجرائد، و فعلا حصلت على ما تريد إنه الدفاع عن الجرحى أو هكذا قالت ربما هو كذلك.

لكن لنهمس في أذن فتاتنا الثائر ة و نقول لها أن تونس ليس فيها إلا جرحى الثورة فالكل في تونس مجروح و الجراح مختلفة فلماذا لا تتم جميلها و تدافع عن كل المجروحين في هذه البلاد و تسعى لمداواة جروحهم كما أقترح عليها أن تقوم بتغيير إسم حزبها ليصبح حزب كلنا مجاريح و هكذا ستضمن أنه سيكون حزب الأغلبية في تونس لأن كل تونسي لديه جرح عميق إما من البطالة أو من غلاء الأسعار أو من الزوجة و الأبناء و طلباتهم التي لا تنتهي أو من فاتورة الكهرباء و الماء أو...؟

رجاء أيتها الثائرة الجديدة أن تعدلي أوتارتك و لا تحاولي المتاجرة بجراح الأخرين و ليكن في علمك أن عدة شخصيات سياسية معارضة زمن المخلوع سبقتك في هذا المجال حيث كانت تتخذ من ورقة الإسلاميين و الدفاع عنهم كورقة سياسية رابحة تضغط بها على النظام و تظهر من خلالها بمظهر المدافع عن حقوق الإنسان لكن ما إن جاءت الثورة وسقط النظام إنكشفت العورات السياسية لهؤلاء الذين خدعونا للأسف الشديد زمنا طويلا و كنا نقف خلفهم و نتبنى مواقفهم لذا أقول لك إنه لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين لذا عليك أن تبحثي عن سبيل أخر للظهور و البروز على الساحة حتى تتمكني من الولوج إلى قلوب التونسيين الذين أثبت الواقع أنهم أكثر ذكاء من كثير من محترفي السياسية.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الثورة التونسية، الثورة المضادة، اليسار المتطرف،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 10-04-2012  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  المواقف
  «التكرار» وسلية للتضليل الاعلامي
  الثروة والسلطة في تونس
  هل كانت الحريّة مطلبا جماعيا في تونس؟
  واقع الاعلام التونسي
  الاعلام والخبراء وعصا البوليس
  دولة سعيّد البولسية
  تخريب العقول
  مواطنون ضدّ الانقلاب
  استئصال الإسلاميين
  المازوشية التونسية
  سكيزوفرينيا المثقف
  تونس: من يحكم فعلا ؟
  تونس: الإرهاب
  تونس: الوجه الحقيقي للنقابة
  تونس: عُقَدُ الرئيس و مكر الشعب
  من وحي إصابتها بالكورونا: هكذا عرفت الحامّة
  جمهورية البلاستيك
  هل آن للغنوشي أن يمدّ رجليه ؟
  تونس: الرابح و الخاسر من واقعة اللائحة
  و مازال خالي معتقلا !
  هل يتحطّم الإنسان كما الأشياء ؟
  ..و لكنّ الرئيس عار من المبادئ
  الإعلام التونسي المُنْتَهِي الصلوحية
  كلّما عَظُمَ الشعب، تصاغرت نخبته
  السبسي و أبوّة بن سلمان
  لا أهلا بقاتل الأطفال و الصحفيين
  الأمبوبة..
  سفيان و نذير و الرحلة الأخيرة
  المستشار الصغير يريد لعبة إعلام

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
عمار غيلوفي، حسني إبراهيم عبد العظيم، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د - صالح المازقي، سليمان أحمد أبو ستة، كريم فارق، ضحى عبد الرحمن، سيد السباعي، حسن الطرابلسي، د. أحمد محمد سليمان، محمود فاروق سيد شعبان، منجي باكير، سلام الشماع، د.محمد فتحي عبد العال، خبَّاب بن مروان الحمد، جاسم الرصيف، صفاء العربي، أحمد بوادي، يزيد بن الحسين، د. عادل محمد عايش الأسطل، أحمد بن عبد المحسن العساف ، عبد العزيز كحيل، محمد علي العقربي، أنس الشابي، د - شاكر الحوكي ، الهادي المثلوثي، أ.د. مصطفى رجب، عبد الرزاق قيراط ، مصطفى منيغ، محرر "بوابتي"، د- هاني ابوالفتوح، علي عبد العال، عواطف منصور، صباح الموسوي ، رمضان حينوني، أحمد ملحم، د. خالد الطراولي ، أبو سمية، ياسين أحمد، صلاح الحريري، فهمي شراب، تونسي، يحيي البوليني، محمد اسعد بيوض التميمي، د. عبد الآله المالكي، الناصر الرقيق، طلال قسومي، نادية سعد، إياد محمود حسين ، مصطفي زهران، صالح النعامي ، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، سعود السبعاني، فتحـي قاره بيبـان، حسن عثمان، ماهر عدنان قنديل، فتحي الزغل، عمر غازي، الهيثم زعفان، العادل السمعلي، كريم السليتي، رضا الدبّابي، د - مصطفى فهمي، أشرف إبراهيم حجاج، فتحي العابد، رحاب اسعد بيوض التميمي، د- محمد رحال، د. طارق عبد الحليم، سامح لطف الله، محمد شمام ، محمد يحي، د. أحمد بشير، فوزي مسعود ، صلاح المختار، د. صلاح عودة الله ، سامر أبو رمان ، مجدى داود، المولدي اليوسفي، د - عادل رضا، حاتم الصولي، سلوى المغربي، د- محمود علي عريقات، أحمد الحباسي، علي الكاش، عبد الله الفقير، رشيد السيد أحمد، إيمى الأشقر، د - الضاوي خوالدية، المولدي الفرجاني، حميدة الطيلوش، د - المنجي الكعبي، طارق خفاجي، محمد العيادي، رافع القارصي، عزيز العرباوي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، محمد الياسين، محمد عمر غرس الله، إسراء أبو رمان، عبد الغني مزوز، محمد أحمد عزوز، أحمد النعيمي، عراق المطيري، د- جابر قميحة، د. كاظم عبد الحسين عباس ، سفيان عبد الكافي، محمود طرشوبي، وائل بنجدو، د - محمد بن موسى الشريف ، بيلسان قيصر، مراد قميزة، عبد الله زيدان، د - محمد بنيعيش، خالد الجاف ، د. مصطفى يوسف اللداوي، محمود سلطان، محمد الطرابلسي، رافد العزاوي، صفاء العراقي،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة