كذبة الاعجاز العددي في القرآن .. البهائية تطلّ بقرنيها ..
رشيد السيد احمد - سوريا
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 6227
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
مابين البابيّة كحركّة ضالّة خارجة عن الاسلام .. و البهائيّة كما يدعون أنّها دين تجد مؤتمر بازل الصهيوني بين عينيك .. و تقرأ فتجد أنّ الباب الشيرازي قد افتتن بالعدد ( 19 ) حتّى غدا اساس كل شيء فيما كتب، و شرّع .. ثمّ تعدّ حروف ..بسملته : (بسم الله الأمنع الأفدس) فتجدها 20 ولكن لأنّ الباب الشيرازي فارسي فأنت تشفع له اخطائه في العدّ فتتجاوز عن لام لفظ الجلالة المضعفة فتجد انّه 19 .. ثم تفتش هنا، أو هنا بما يمتّ اليه بصلة، فتجد أنّ كل شيء يجب أن يمرّ من تحت قنطرة هذه الـ ( 19 )
يطلّ عليك قرن البهائيّة الاوّل ... من خلال ( محمد رشاد خليفة ) فتجد رجلا تلبّس لبوس الاسلام .. و أخرج عليك من قبعتة بدعة عليها تسعة عشر .. ثمّ يأتي مفكرون اسلاميّون من طراز الدكتورة عائشة عبد الرحمن رضي الله عنها .. و ارضاها .. و غيرها فيبطلون سحره .. ثمّ تفتش في عدّة سحره .. فتجد رجلا .. ارتدّ عن إلحاده اسمه (مصطفى محمود) .. ثمّ دخل في حظيرة الإسلام، و خرج عليك بكتاب لا تنقصه أدوات الدجل أسماه (فهم عصري للقرآن) .. تجمع كلام رشاد فتجد أنّ مبتغاه تحديد ( نهاية الدورة المحمديّة ) .. ثمّ تجمع كلام مصطفى فتجد أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان عبارة عن (آلة تسجيل للوحي ) لا علاقة له من قريب أو بعيد فيما يوحى إليه.. تعدّ الحروف.. ثم تضرب .. و تطرح فتجد أنّ هناك من يظنّ أنّه يستطيع أن يهدم الاسلام .. بشعوذته ..
لا تهمني البهائية من قريب .. او بعيد .. فلكل انسان حقّه في الاعتقاد .. كما لا يزعجني أن يكون الامبراطور الروسي هو من بسط كفّ الرعاية للباب، و البابيين يوم كانوا في ايران .. او يكون الملك البريطاني، و من خلفه الصهيونيّة هم من بسط كفّ الرعاية للبهاء، و البهائيين بوم صاروا الى عكا في فلسطين .. و إنّما ما يهمني هو ألا تلبس الاسلام كتقيّة .. ثمّ أراك تجتّر موضوعا بهائيّا .. تفوح منه رائحة المكر بالإسلام .. لتعيد تصدير ذات المقالة بتقنيات جديدة .. يساعدك في عدّة السحر رجل احترف مهاجمة الحديث النبوي ..
في مرحلة عمريّة تعود الى عام 1980 كنت قد تعرفت على كتب المفكر ( مالك بن نبي ) و قرأت كتابه ( الظاهرة القرآنية ) .. و فجأة كنت كمن وجد كنز سليمان !! ..ففي حديثه عن المجازات مرّ على الآية 35 من سورة النور : (... مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ ... ) و التي تحدث فيها ضمن سياق فكرته عن :
1 – مشكاة = عاكس ..
2 – مصباح = شيء ملتهب مضيء = سلك ..
3 – زجاجة = انبوب ...
و كان أن اصبح بيدي اعجازا للقرآن .. سبق به كتاب الله أدبسون، و كل من اشتغل بوسائل الانارة بالغرب .. و اصبحت شغلي الشاغل في النقاش، و رويدا رويدا بدا هذا الكنز يفقد وهجه .. حتى اصبح ذكرى بمجرّد أن شرح الدكتور البوطي ( الآية ) .. لاكتشف انّ المشكاة لا يمكن ان تكون أكثر من ( كوّة ) في الجدار، و انّها تتلقّى الكميّة الاكبر من الضوء لأنّها تحيط به .. و انني ذهبت ابعد حتى من قصد مالك بن نبي الذي لم يتحدث بالأساس عن اعجاز ما .. ما قصدته هنا أن هناك شباب يحرقهم قلبهم على الاسلام .. و هم مستعدون ان يذهبوا اي مذهب في سبيل اكتشاف اي شيء يثبت حجيّة ما لآية من قرآن، او شذرة من حديث ليلبسها اعجازا ما ...فيقع في شرك من أشراك المروجين لمعجزة هي بالأساس دجل يحفر بطْيئا بأساسات الاسلام اسمها : " عليها تسعة عشر " ..فينشرها .. او يجادل بها .. او يتبنّاها
يطل عليك ساحر جديد من خلال قناة دريم المصريّة اسمه ( عدنان رفاعي ) ليتحدث بموضوعة ( رشاد خليقة ) الاعجاز العددي في القرآن .. ثمّ تنظر الى عدة السحر .. فتجد إلى جانبه .. و على ذات القناة جمال البنا .. تضرب .. ثم تجمع .. فتجد أنّ الأمر هنا تجاوز غاية خليفة ليدخل مع عدنان في هتك بناء النص القرآني، لإفراغه من قصده بناءا على عودة الى القاموس بشكل مجتزىء حينا .. و أحيانا اخرى بتقسيم عددي ما انزل الله به من سلطان .. و لو أطلّ علينا السيد عدنان رفاعي فقال أنا مفكر عربي يدين بالبهائيّة .. او قال انا رجل علماني .. أو أي صفة .. و قال انا اعتمد مقولة ( محمد رشاد خليفة ) .. أو أنّ هذا فتح جديد يعتمد على نظريّة ما .. لكنت قبلت، و خياراتي بين يدي .. و لكن ان يتلفّح بلبوس ( مفكّر اسلامي ) و يتحدث عن اعجاز ما لكتابي المقدّس .. ثمّ يجتّر اكاذيب من سبقه من بهائيين في هذا المجال .. فأنا سأقول أنّ هذا قرن البهائية الثاني يطلّ من خلاله .. و أنّ دين البهائية قصده، و غايته هدم الاسلام بناءا على فرضيّة .. و ضعها ملتاث .. لا يعرف من العربيّة غير الحرف الذي يكتب به لغته الفارسيّة ..اسمه الباب الشيرازي من خلال فهمه الخاطيء لإسلامه .. و من خلال اعجابه بشعوذات الارقام، و الحروف نتيجة تأثره بطلاسم، و رموز اليهوديّة يوم كانت في جزيرة العرب ...
نتفق جميعا أن القرآن نزل على قلب محمد ( صلعم ) منجّما .. فإذا ما جاء دجال ما ليقنعني بأنّ هذا النبي لم يكن يتفاعل مع ما يوحى إليه فيزيولوجيّا .. و عقليّا، و نفسيّا ..و هو مقتنع فكريّا بما يتلقى .. و هو مقتنع فكريّا بما ينقل، و إنّه يتفاعل مع ذلك سلبا، و ايجابا .. و قبل كل ذلك يفهم لغة المتنزّل عليه، و يحيط بمعانيها، و دلالاتها .. لقلت له كذبت ولي، و لكم الكثير من الادلّة .. و لكن أن يمرر لي شخصا ذلك من خلال غفلة ما للنبي .. أو عدم فهم لجملة من خلال كذبة اعجاز عدديّ للقرآن يغلّفه بعبارة عليها " تسعة عشر " فقد خَسَأ .. فلو شعر الرسول للحظة واحدة بأنّ عليها تسعة عشر لم تذهب الى عدد الزبانية لأشار الى ذلك .. و لو فهم الرهط من قريش أنّها لا تشير الى الزبانية ايضا .. لما تنطعوا بقول كل واحد منهم ( اكفوني كذا منهم، و اكفيكم كذا منهم ) .. و الرسول يعرف ما يقول لأنّه بلهجته، و الرهط يعون ما يسمعون لأنّه بلهجتهم ...
و نتفق أنّ القرآن نزل " بلسان عربيّ مبين " كانت لهجة قريش رافعته ..و قد اشبع المسلمون قرآنهم شرحا، و تفسيرا .. بداية من النظم، و التركيب، و البيان، و ليس انتهاءا بإعجازه، و تحديه لمن نزل بلهجتهم من قريش .. أو لمن كان يعرض عليهم من عرب يرتادون مكّة .. و .. و ... و ... و لكن هل رسمت حروفه بخطّ قريش ؟؟ أي هل كان لقريش منظومة كتابيّة حوّلت معارفهم اللغويّة الى حروف .. ؟؟ قليلة هي المراجع التي تتحدث عن الكتابة في جزيرة العرب .. و كثيرة هي المراجع التي تتحدث عن تطوّر الكتابة بالتاريخ . و لكن لم يثبت أي إنسان أنّ لقريش طريقة ما في الكتابة، او خطّ ما ( طبعا لا علاقة للخط المكي، او المدني بذلك ) .. كما تشير معظم المراجع إلى ان عدد من يجيدون الكتابة في مكّة حين نزول الوحي لم يكن ليتجاوز عدد اصابع اليد .. او اكثر بقليل .. فبأيّ خطّ كتب ؟؟ لن ندخل هنا في بحث تاريخي يخرجنا عن قصدنا .. و لكن نشير إلى انّ من كتب آياته كان يكتب منطوق الكلام بخطّ لا يمت إلى هذا المنطوق بصلة فعليّة .. بل تعلمه في مكان ما ليس له علاقة بمحيط قريش الحيوي .. ثم تعلّم منه كتبة قريش .. أو تعلموها في اماكنها .. فهل كتب من كتب، و هو يدلّ على عدد الحروف ؟؟ و كيف تجاوز مسألة تكرار الحرف في المضعّف ؟؟ و هل تجاوز مشكلة كتابة كلمة بما تعلّم ؟؟ و ماذا فهم من حديث رسول الله الذي ذكره الديلمي، و الخطيب : " إذا كتب أحدكم بسم الله الرحمن الرحيم .. فليمّد الرحمن " .. و هل الكتابة على الجلد هي بذات سهولة الكتابة على غصن شجرة ..او على البردة .. او على الحجر .. و كيف كتب بقيّة الحروف إذا كانت أبجدية من تعلّم خطّهم لا تتجاوز 22 حرفا ؟؟ ..و ماذا فعل عندما واجه كتابة الهمزة، و قريش تخففها .. و ماذا فعل بالياء عندما تصبح حرف نداء ؟؟ و ماذا تفهم من حديث الرسول : أنّ ألف حرفا .. و لام حرفا .. و ميم حرفا ؟؟؟
و نتفق جميعا أنّ القرآن بشكله المكتوب بالمصحف قد تمّ جمعه بصورته الحاليّة بالرسم العثماني، و عليه اتفق المسلمون دون ان ندخل في خلافات فقهيّة حول توفيقيته .. و نحن نشاهده منقوطا، و مشكّلا على ذات الرسم من خلال سيرورة الاسلام، و انتشاره ..فماذا عن بسم الله الرحمن الرحيم ؟؟ و هل حقّا أنّ عدد حروفها 19 ؟؟ و هل نعدّ الحروف المرسومة كما يعدّها الماسح الضوئي للحاسب الالكتروني ؟؟و بماذا تختلف عمّا كان يبتدأ الرسول قرائته ( باسمك اللهم ) .. و هل معنى بسم الله الرحمن الرحيم يختلف عنه برسمه في المصحف، عن الرقاع التي كتبته بغير رسمه .. أو البردات التي كان يرسلها الرسول الى ملوك، و زعماء ذلك الزمان ؟؟ ما عليكم إلا مراجعة صور المكاتيب التي ارسلها الرسول ( صلعم ) لتكتشفوا الى اي مدى يحاول ( عدنان رفاعي ) أن يشعوذ علينا .. و قيسوا عليها كلمة الصلاة .. فهل رسمت بشكلين لما تقتضيه شروط الكتابة على وسيلة ما .. ام رسمت بناءا على شروط رسم الحرف المقوّر الذي كان يرسم به زيد ؟؟ و لعلّ لفظ ( ابراهيم ) هو ما أزعج النسق العددي لشعوذات عدنان .. فالتجأ لتبرير مفسرين متأخرين للقرآن .. لم يجدوا تفسيرا للخروج من مأزقهم إلا أن قالوا كتبت بياء مرة، و بدون ياء مرّة أخرى .. للدلالة على حالة ابراهيم قبل ان يهبه الله الذرية .. و بعد ان وهبه الله إيّاها .. و لعمرك هل كان على كاتب الوحي .. و القرآن ينزل منجّما أن يعرف ان هذه الآية تخصّ ابراهيم في ايّ حالة كان بها،و انّ الرسول لم يوجه أي ملاحظة .. إلا انّه كان يقرّه على الرسم طالما اعطى معنى المنطوق ... و ما إن تدخل في التبريرات، و الاختيارات حتى تقودك قدماك الى عملية اختيار الاناجيل الاربعة في مجمع نيقية المسيحي الذي اختار ما اختار، و احرق ما احرق .. و سأقول لك لماذا يصرّ السيد ( عدنان رفاعي ) على التمسّك بالرسم العثماني : إنّك تستطيع ان تختلف معه باختلاف فقهاء، و علماء المسلمين حول كتابة كل كلمة .. فإذا ما اختلفت معه في شيء ..أخرج لك من قبعة الحاوي رقما تضربه، او تقسمه على 19 .. و لن تعرف أبدا إذا لم تدرس رحلة الخطّ العربي بشكل مستفيض .. بأنّ فقهائنا، و علمائنا حين لم يجدوا سببا للإختلاف . اختلقوا اسبابا له ... و لكن حتما دون أن يدور في خلدهم ان هناك قوّة ما للعدد 19 تخلق ظروف رسمه بهذا الشكل
يتبقى لدينا باقي عدّة الحاوي .. و هي القيمة العدديّة للحرف العربي .. و هنا يضيف الحاوي اداة سحريّة أخرى .. ليدخلك في لعبة ارقامه .. و يطلّ معه هنا ( ابي جاد ) .. و كل طلاسم يهود المدينة .. فيعطي قيم الحروف بناءا على التسلسل العبري لما يقابله من ترتيب للحروف العربية، و هو ( ابجد – هوز ) .. أي بخلاف ترتيب الحروف العربية بحسب طريقة رسمها ( الباء .. بجانب التاء، و الثاء ) .. و إنّ التزام بعض العرب بحساب الجمل على اساسها لا يلزمك بذلك إلا إذا كنت من هواة قراءة البخت .. و هنا تستطيع ان تستعمل شعوذات اليهود .. و غير اليهود .. فكيف الآن إذا ما دخلت عليك بدجل آخر اسمه اعجاز الرقم سبعة .. هنا يصرّ الحاوي على أن يقرأ سورة الفاتحة بقراءة قالون عن نافع الذين يسقطا البسملة من بداية السورة .. و هنا تدخل في اشراقات هذا الرقم .. و الحاوي هو عبد الدائم كحيل
------------
1 – قراءة في وثائق البهائية : دكتورة عائشة عبد الرحمن " بنت الشاطيء " – مركز الاهرام للنشر و التوزيع ط1 1986
2 – الظاهرة القرآنية : مالك بن نبي – دار الفكر العربي – دمشق .. و انصح بقرائته .. ففيه الكثير مما يحتاجه أي مسلم للوقوف على حقيقة ظاهرة الوحي ...
3 – تاريخ الخط العربي، و ادواته : محمد طاهر الكردي .. مكتبة الهلال ..
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: