رشيد السيد احمد - سوريا
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 7873
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
سوريا هي سوريا، و لا يمكن أن تكون اخونجيّة على النموذج الأردوغاني.. حزب الإخوان السوري هو حزب إرهابي.. و تجربته انتهت إلى تشكيل عصابة مسلّحة في سوريا خلّفت دماءا، و فوضى ، و نعرّة طائفيّة كلّفت سوريّا زهرة من العلماء، و كبار رجال الدين، و عدد كبير من عناصر الجيش السوري، و انتهى أمره مع ( الشقفة، و فيلتمان ) إلى تحالف اليمين الأمريكي الصهيوني مع مطيّة لتنفيذ الأجندة الأمريكية كون الولايات المتحدة ليست جمعيّة خيريّة، كما أنّها ليست مغرمة بالإسلام، و المسلمين، و يتم ذلك تحت رعاية أردوغان..
و سوريّا هي سوريّا، فلا يمكن أن تكون سلفيّة على الطريقة الوهابيّة.. فهي دولة غير منغلقة، تسمح للنساء فيها بقيادة السيارات، و لا يمكن أن تكون دولة مطوّعة بسبب تنوّعها الديني أولا، و المذهبي ثانيا، و الاثني ثالثا..ناهيك عن النظرة الدينيّة الحضاريّة التي يتبنّاها الثقاة من علماء الدين في بلاد الشام، و على مدى عمر ما يسمّى حركة سلفيّة في الوطن العربي.. أثبتت التجربة أنّه ما أن تكون لهذه الحركة قاعدة من عشرة أشخاص في غير أرض السعوديّة حتى تتحول إلى آلة قتل، و تخريب، و دعوة لقيام إمارة إسلامية كان النموذج الطالباني أجمل تجلياته ، و قد انتهت هذه الحركة في درعا، و بانياس إلى شكل من العصابات المسلّحة التي تستبيح دماء المسلمين، و المسيحيين من عناصر الجيش، و المدنيين في محاولتها بث الفوضى الخلاّقة، و الإيقاع بين عناصر الأمن، و الجيش من جانب، و المواطنين الآمنين من الجانب الآخر..
و درعا هي درعا ..لم، و لن تكن شرارة لثورة سلميّة تطالب بحقوق المواطن السوري، و أنا أعتذر من خالد عبود الدرعاوي الأصيل.. بل يمكن أن تكون في بعض مفاصلها شرارة فتنة طائفيّة غايتها، و هدفها تنفيذ انقلاب على نظام الحكم، تمّ الإعداد لها من قبل أن يحرق محمّد البوعزيزي نفسه ( علينا أن نسأل متى تمّ عرض تهريب السلاح على هيثم منّاع، و لمن سيسلمه ).. و درعا، لم، و لن حركة مطالب، بل هي حركة دفاع عن تحالف فساد حاول القضاء عليه محافظها فيصل كلثوم عندما ساهم بفصل 36 مهندسا من دائرتي الخدمات، و البلديّة، و توّجها بعزل رئيس بلديتها بعد أن تمّ الكشف عن سرقة مليار ليرة سوريّة بين هذا الطقم الفاسد، و متعهدو الطرقات، و المدارس.. و طبعا هؤلاء لا يفسدون إلاّ بتغطية من العاصمة..
و درعا هي درعا، فقد تمّ الإعداد لهذا الانقلاب بالاستفادة من حركة التململ التي سببها هذا الفصل، و استُخدم الأطفال لكتابة شعارات ضد النظام على حيطان المدارس ( لأول مرةّ يكون للحيطان شكل فخّ قاتل، و ليس أذان ).. جرّت عملية اعتقالهم ضابط امن من أقرباء الرئيس إلى هذا الفخّ على طبق من ذهب فأهان الكرامات..و كانت شرارة الانتفاضة الفتنة، التي حاول النظام فكفكة مفاصلها.. حتى تمّ خداع بشار الأسد بفخّ آخر ( وفد درعا الجماهيري الذي كان الصياصنة، و بعض رؤوس الفتنة فيه )، و الذي طالب بسحب عناصر الجيش، و عناصر امن النظام.. و في هذا الجوّ تمّ استجماع قوى العصابات، و تجهيزها، و تسليحها، و تحضير الأرض لقيام مجلس انتقالي مركزه درعا ( على شاكلة النسخة الليبيّة من الثورة العربيّة )، و لكن التسرّع جعلها تعلن إمارة إسلامية منظّرها شيخ أعمى بصر، و بصيرة غرّر للأسف الشديد ببعض المثقفين، و البسطاء، و حوّلهم إلى عصابة تستبيح دماء عناصر الجيش السوري، و تستخدم آلياّت هذا النظام في نصب المتاريس..
و درعا هي درعا.. حيث يشكل أبنائها بعض العصب الوظيفي في وزارات، و إدارات العاصمة، و يشارك البعض منهم الفاسدين نهب لقمتنا، و في درعا البلد تمتدّ الأنفاق حتى حدود الأردن، و حيث تصادف مهربي الآثار، و مهربي السلاح، و المخدرات إن أمكن ( و هذا لا يتم إلاّ بحماية أمنية )، و حيث صورة قاتمة للإسلام أحيانا.. و قد اظهر التلفزيون السوري قبل ذلك صورا للسلاح، و المال في الجامع العمري ( حوّله الصياصنة إلى وكر للعصابات المسلّحة ) و أنكروا ذلك بعد لقاء الرئيس السوري على الإعلام الرسمي، و اعتبره ( احد رؤوس الفتنة ) البعض منهم تلفيقا إعلاميا مكشوفا، و على ذات الإعلام الرسمي.. و عليه نستطيع أن نطالب نحن المواطنون العرب السوريّون المقاومون هذا الرئيس تبرير ذلك، و السكوت من الإعلام عن الردّ عليه، و الثأر لكلّ قطرة دمّ اهريقت، و كان سببها شيخ الفئة الضالة أحمد الصياصنة، و صفّه الكافر القاتل...
و الجيش السوري.. هو جيش الأمة.. دفع من دمائه أثمانا غالية من أجل فلسطين مذ كانت القضيّة الفلسطينيّة..و هو دفع من دمائه أثمانا غالية في لبنان مذ اجتاحت عاصمته الدبابات الصهيونيّة، و الجيش السوري هو قيمة إنسان، و هيبة نظام، و رمز كرامة السوريين.. و عناصره هم أبنائنا، و إخوتنا، و حماتنا، و لا يمكن التفريط بقطرة دمّ من أبنائه.. و الخطأ القاتل الذي ارتكبته لحى الضلال في بانياس، و درعا هي جرأتها على فتاوي تبيح هذا الدمّ، ثمّ تنفيذ هذه الفتنة بعصابات دربها من يدعمهم..و لو كان هذا الجيش يقتل مواطنين عزّلا، و لا يقاوم عصابات مسلّحة لرفض عناصره بكلّ تنوعهم المذهبي، و الاثني إطلاق النار، فالجيش السوري ليس عصابة إجرامية يتم بناء عقيدته القتاليّة على قتل الشعب، بل على أنّه جيش عدوّه الأوّل دولة الكيان الصهيوني، أطلق رصاصة على الجولان، أم لم يطلق النظام، إنّ فظاعة مشهد أن ترى أخاك الذي في السلاح يسقط أمامك بسلاح عصابات تمّ تهريبه من خارج سوريّا يجعلك تعرف تماما من هو المستهدف، و خصوصا عندما يكون السلاح غير معروف لدى هذا الجندي..
و السوري.. هو السوري.. و أقولها بألم : نحن من دعم الفساد، و نحن من تباهينا بمسؤلينا الفاسدين.. و نحن من قبلنا بيع صوتنا لأعضاء مجلس شعب لا يملكون من ثمثيلنا إلاّ إمكانيّة شراء صوتنا، أو الانتماء لعشيرتنا.. و نحن الذين نتحايل من اجل تخليص أبنائنا من خدمة العلم، و نحن الذين نتحايل على الضرائب، و نحن الذين ننتقد رامي مخلوف، و ندفع أبنائنا للعمل في شركاته..و نحن الذين ندفع من اجل أن نوظّف في الدولة حتّى ننهب، و نحن الذين ندفع لشرطي المرور حتى لا ندفع ثمن مخالفتنا، و نحن الذين ندفع لمخفر الشرطة من اجل أن نقلب الحقّ على جارنا، و نحن الذين نفتح محلاتنا بعد صلاة الظهر، و نلعن الحالة الاقتصادية ، و نحن الذين نشتكي من البطالة، و نسرّب أبنائنا من المدارس مع أنّ التعليم مجّاني..و نحن الذين لا نقف بالدور، و نحاول أن نخرق النظام، و نحن ، و نحن، و نحن الذين نطالب الآن بحريّة الرأي، و لا رأي لأبنائنا، و بناتنا في بيوتنا.. و نحن الذين نذهب الآن لصلاة الجمعة حتّى نحوّل هذا اليوم إلى فيلم رعب..
و السوري.. هو السوري، و هذا وطني الذي يحاولون أن يقتلوني فيه من اجل أن يحيا صهيوني، أو يركب على جثتي عميل..، و أقول بفخر : أنا الذي لا اعرف ما هو مذهب جاري، أو رفيقي بالعمل، و أنا الذي أعيش إلى جانب المسيحي، و من قبل اليهودي، و أنا الذي احمي أمن وطني، و ليس موظفوا الأمن لأنّني اعرف معنى العيب، و معنى صون العرض، و قبل هذين اعرف ديني جيّدا، و أنا الذي لا انظر للعربي من غير مكان على انّه أجنبي، و ليس لدينا تأشيرات دخول للعرب.. و أنا الذي أدفع من رفاهيتي الاقتصاديّة، رغم الحصار من اجل احتضان مليون، و نصف عراقي، و أتقاسم معهم اللقمة، و أنا الذي أحب حسن نصر الله لا لشيء إلا لأنّ مقاومو حزب الله مرّغوا انف الصهيوني بالوحل، و أنا من يحتضن خالد مشعل، و يناصر حماس، و من قبل أنا من احتضن فتح قبل أن تتغيّر بوصلة السلاح ، و أنا من وطني خرج القسّام، و أنا من وطني خرج جول جمال أوّل استشهادي، و ضرب البارجة الفرنسيّة في حرب 1956..و أنا من يقف الآن في وجه الردّة السلفيّة التي تلبس لبوس ( الحريّة، و السلميّة ) لتفتت بلدي..و أنا مع سوريا، و أنا مع سوريّا، و هي طائفتي...
و السوري.. هو السوري.. و لذلك، و لهذا يدفع أثمانا..من دمه الطاهر.. حتى يرضى الشقفة، و الخدام، و الرئبال، و حتى يرضى الصف الكافر المحتّل باسم الحرمين.. الحرمين، و حتى يرضى أوباما.. و حتّى يرضى الذنب الأوّل في لبنان، و الذنب الآخر في درعا..
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:
أي رد لا يمثل إلا رأي قائله, ولا يلزم موقع بوابتي في شيئ
10-12-2011 / 10:58:13 احوازی
معاکم یا ابطال شام . نصرکم قریب باذن الله
اللهم انصرهم علی ظالمین یا قادر یا جبار
یا ارحم الراحمین احفظهم یا رب یا الله احفظ اخواننا فی سوریه یاااا رب.
1-05-2011 / 11:18:48 رشيد السيد احمد
اللهم لا شماته
ما دمت عبّرت عن مكنونات نفسك بهذه الطريقة الرائعة .. فمعنى هذا ان رسالتي قد وصلت .. و هذا الهدف من الكتابة .. لا يسعني إلا شكرك لأنّك ستتحدث مع اصدقائك عن هذه المقالة ..المشكلة في الطائفيّة التي حفل بها ردّك المحترم ، و ليس في النظام ..
30-04-2011 / 14:06:50 علي
ما الذي اوصل كلاب النظام قبحهم الله إلى هذا الموقع المحترم ؟؟؟ كلب عقور يردد اكاذيب النظام عن ثورة مسلحة و سلفيين و إخوانيين لا وجود لهم في سوريا من 30 سنة !! ما الكافر إلا نصيري ابن الكلب الذي تدافع عنه عليك من الله ما تستحق
10-12-2011 / 10:58:13 احوازی