رشيد السيد احمد - سوريا
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 6849
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
نبشركم بأنّ هيثم المالح أصبح يفتي على الفضائيّات، و هو يتحدث عن فقه الفتنة.. نعم يفقه بالفم الملآن ردّا على شيوخ الشام بأنّ ما يحصل في سوريّا هو ليس فتنة، و أنا على ثقة بأنّه أصغر من أن يردّ عليه النظام، و أنا على ثقة أكبر أنّه لو سحله جلاوزة النظام في الشارع سحلا، و تبرّزوا عليه علانيّة فإنّ أمره لن يقدّم، و لن يؤخر في حسابات من يخطط للثورة السوريّة التي بدأت تتحول إلى نكهة بانياسيّة ( نسبة إلى باناياس مسقط رأس عبد الحليم خدّام ) فهم لا يهمهم من كلّ هذا ( السيناريو الذي أفترض ) سوى الاستفادة منه إعلاميّا، و الآن إذا خرج بشار الأسد ليقول إنّ حزب الله إرهابي و أنّي طردت خالد مشعل، و كل طاقم حماس، و من يدور في الفلك الفلسطيني من دمشق.. فإنّهم سيسلمونه كل طاقم العهر الذي يسمى معارضة خارجيّة ليتبوّل عليهم واحدا إثر واحد، و سيتغاضون عن قتل، و سحل كل من يدور في فلك هيثم المالح من أبناء قحاب حقوق إنسان في الداخل، و إنّه إذا ما فكّ ارتباطه بإيران فإنهم سيأتون بأمير قطر، و وزير خارجيته، و سعد الحريري، و سعود الفيصل، و عمرو موسى ( لم نعرف بعد أسم القبوط الجديد لجامعة العهر العربي ) ليقبلوا مؤخرته، و أنّهم سوف يسلمونه الجولان، و يضمّون لحكمه لبنان.. ثمّ إنني اجزم تماما بأنّ هذه هي أسباب الثورة في سوريّة، و أنّ ما يسمى " ثورة درعا " حَسب من فبركها أنّها ستكون " فخّا " يجّر إليه النظام السوري.. ليتحوّل هذا النظام إلى مكسر عصا لكلّ ما حصل، و يحصل في المنطقة العربيّة...
نعم، و أجزم أنّ ما حصل في درعا دُبر له في ليل.. فليس أهل درعا من يقول تحت أي ضغط ( تحيا إسرائيل ) و لو أبيدوا عن آخرهم، و ليسوا هم من منّى، أو يمنّي النفس بإمارة إسلاميّة أشد ظلاما من طالبان، و ليس أهل درعا من يحرق كنيسة، أو يطرد مسيحي حوراني، أو شيوعي، أو يفرض الحجاب بعصى المطوّعة، أو يحرق منازل الأرامل كما حدث في الأسابيع الماضية.. نعم، و ليسوا شباب درعا من يهاجمون العلم السوري الذي نسجت ألوانه، و شكله بدماء السوريين الذين حاربوا الاحتلال الفرنسي من قبل أن يكون هناك شيء اسمه حزب البعث، أو بشار الأسد..و لو أيقن بنو معروف الذين على تخوم درعا، و هم أهل النخوة، و الشهامة، بأنّ ما يحدث هو خيار أهل درعا الحقيقيي لفدوهم بالمال، و الأبناء، و لكنّهم عرفوا أنّ القضيّة هي قضيّة قتل سوريّا بالمال السعودي الجبان، و هم لا يبيعون سوريا بكلّ مال الدنيا..
نعم، و أجزم أنّ دماء أبنائنا من جنود الجيش الذين اهريقت على طريق بانياس هي التي دقّت المسمار الأخير في تعش كل هذا العهر الذي لم يجزم أمر تسميته الإعلام الصهيوني بكافة اشكاله، و ألوانه ( ثورة شباب، حركة معارضة.. ثورة الشعب السوري، حركة احتجاج ).. فهؤلاء أفلسوا في أن يصنعوا مظاهرة واحدة على طول، و عرض سوريّا يتجاوز عدد من يقوم بها 200 شخص، و هم قتلوا شبابنا لأنّه أسقط في يدهم ، و أريد أن اخبر هيثم المناع، و هو الأعرف بالديموغرافية المذهبيّة في بانياس بأنّه لو تمّ استعمال عسف النظام بالطريقة التي يهوّل بها، لما كفاه 3 أيّام في قراءة أسماء من قُتلوا، سيّما أنّ احد أبناء الفتنة من ذوي اللحى أخرجهم باستعراض ( الكفن، و التابوت ) بدون سلاح.. و أنّ الأمر لو تمّ وفق التصنيفات المذهبيّة التي في بانياس لما ظلّت مئذنة في بانياس يصيح عليها أبن قحبة جهاد ( حيّ على الجهاد )..
نعم، و لقد عرف السوريّون ما يُخطّط، و لا حقوا أكاذيب الميديا، و كشفوها، و صدّقوا إعلامهم الذي لم يصدقوه أبدا.. و اكتشفوا أنّ هناك قناة في سوريّا اسمها " الدنيا " بثوها مشاعرهم، و عرفوا أنّ هناك خلايا فتنة نائمة، و أنّها تأخذ كلمة السرّ من خطاب القرضاوي، و أنّ النخوة أخرجت القليلين لنصرة درعا حتى انكشف ما يجري في درعا، رغم تعتيم الإعلام عنه حتى لا تتحرّك الغرائز المذهبيّة، و ليس حتى لا يعرف السوريّون عدد الضحايا..نعم، و يعرف السوريون أنّ معظمهم لا يعرف شيء عن قانون الطوارئ، و أنّ جميع من قرأ إحصاء 1962 على شاشة التلفزيون لم يعرف أنّ الأمر يتعلّق بالأكراد ، و أنّ الفساد لا بدّ زائل شاء ذلك بشار الأسد أم لم يشأ، و أنّ البورصة السوريّة لا تؤخر في شيء لو توّقفت، و أنّ زيادة الرواتب تعني تحريك عجلة الاقتصاد، و أنّ التغيير قادم بفعل الحركة الاقتصاديّة لمن حولنا، و أنّ رئيس مجلس النوّاب الأردني جاء ليطلب البراءة للنظام العميل للصهيوني كابرا عن كابر، و أنّ أمير قطر سيأتي، و أنّ اردوغان لن يكون زعيم السنّة ، حتى لو نقل الكعبة إلى تركيّا ما دام يفكّر بالمذهب على الطريقة السعوديّة ( حتى نوري المالكي نظّر عليه بهذا الأمر )، و أنّ خيارات النظام الإستراتيجية هي الصحيحة، و أنّ الجزيرة بعد 15 آذار ليست الجزيرة قبل ذلك، و أنّ حركات المقاومة مع سوريّا قلبا، و قالبا، و أنّ هناك تنسيق على أعلى المستويات.. و أنّ دماء أبناء جيشنا هي خطّ احمر، و أن الأمن السوري كان نائما في العسل، و الطبّاخون يطبخون .. و أنهم قبل هذا، و ذاك ليس لهم إلاّ سوريّا.. و أنّ ( الله – سوريا – بشار وبس ) هو صناعة سوريّة، و ليست ليبيّة..
نعم، و لقد خرج 11 مليون سوري ليقولوا نعم للاستقرار، و الأمان، و ليس من اجل عيون بشار الأسد فقط.. فهذا شعب حيّ .. يقظ..يشرب السياسة مع حليب أمّه، و يتربّى على حب فلسطين خليّة خليّة..و يعرف أنّ عدوّه الوحيد ليس طائفة من يشاركه في الوطن، و إنّما هي دولة الكيان الصهيوني المحتّل التي على حدوده، و التي لا بقاء لها إلاّ بزوال كل عربي من على هذا الوجود.. نعم، و خروج 11 مليون سوري أعطى الرسالة الواضحة، و الحاسمة لمن حسب أنّ سوريّا يمكن أن تكون سيناريو مستنسخا عن مصر.. نعم هذا هو الشعب العربي السوري.. افهموها، و كفى عبثا بدمائنا.. فهذه دماء ثمنها غال، و أقسم بالله لتقومنّ الثورة بسوريّة إن لم يأخذ بشّار الأسد بثأر دمائنا، من بندر بن سلطان، و القرضاوي، و كلاب سعد الحريري، و كلّ الصفّ الكافر من أعراب، و أولاد عهر سياسي ممن تأمر على هذه الدماء...
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: