من سوريا الثورة: الجامعة العربية أدبرت، و لها ضراط
رشيد السيد احمد - سوريا
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 6824
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
ماعدا روزنامة الدم السوري.. فكل الروزنامات التي وُضعت لإزاحة النظام السوري سقطت.. و كلّ الأحلام التي مازالت تراود البعض في سقوط النظام ستسقط.. و منذ البداية كتبنا، و قلنا إنّ الأكاذيب لم، و لن تصنع ثورة.. و قلنا انّ سوريّا ليست تونس، و ليست مصر، و ليست ليبيا.. و كان علينا أن نقول : و لأسباب كشفتها سيرورة الازمة السوريّة أنّ الشعب السوري هو ليس الشعب التونسي، او المصري، أو الليبي.. و لا أقول ذلك من باب قُطري.. فأنا ارى نفسي في كل واحد من ابناء هذه الاقطار، و لكن لأسباب محض موضوعيّة تبدأ بمقدار الوعي، و لا تنتهي بمقدار فهم سيرورة الصراع في المنطقة، و تحديد العدوّ، و الصديق.. و أنّ اي بوصلة لا تشير الى فلسطين هي بوصلة مشبوهة، و في الواقع فإنّ صف امريكا، و من هم تحت بسطاره من مشيخات الخليج حاولت تطبيق كافة النماذج التي سبقت في بلدان الربيع العربي.. و لم توّفق.. فالنموذج التونسي أسقطه تماسك الجيش خلف بشار الاسد، و النموذج المصري اسقطه دخول العصابات المسلحة التي اتخذت من شكل الاحتجاجات السلميّة درْعاً لقتل عناصر الامن، و المتظاهرين المغرّر بهم.. و النموذج الليبي أسقطته تحالفات سوريّة الاقليميّة، و الدوليّة..
لقد حاولوا اسقاط النظام بالضربة القاضية.. و هي 3 اسابيع استردّ فيها النظام زمام المبادرة.. و لمن لا يعرف فإنّ النظام في سورية يقوم على ثالوث لا يفكّ ترابطه إلا الله.. و هنا يتماهى الرئيس كقائد لحزب، مع الجيش، و الامن.. بحيث يتصرّف كل ضلع من هذا الثالوث كأنّه الضلع الآخر.. و هنا لمن لا يعرف سرّ بقاء الجيش صامدا في وجه ما ظنّوا انّ انشقاقا ما سيحصل في صفوفه.. اضف الى ذلك أنّ عماد هذا الجيش من المتطوعين.. و أنّ معظم قيادته بدت واثقة من أنّ اي ضربة في اي جانب من جوانب النظام ستجعله في مهب الريح كما الجيش العراقي.. و أنّ صموده هو صمّام الأمان للوقوف في وجه حرب أهلية لن تبقي في سوريّة حجرا على حجر.. عدا عن أنّ استيعابه التام أنّ دولة الكيان الصهيوني هي على مرمى صواريخه، و أنّه محمي بتوازنات إقليميّة لن يستطيع كائنا من كان أن يحلّ عراها.. او يفكّ ترابطها.. و اتحدث عن هذا الموضوع لأبيّن صعوبة.. بل استحالة تطبيق النموذج اليمني..الذي ابتدعه بعد صفعة المراقبين الوزير القطري...و هنا ولد هذا النموذج ميتا...
اذا هناك وعي شعبي تلمّس خطوط ما يحاك ضد سوريّة.. و هناك جيش اثبتت تجربة الأزمة أنّه قادر على تقديم الشهداء كما أنّه قادر على القيام بعمليات نوعيّة قصمت ظهر كل مخططات إقامة منطقة عازلة على أي سنتيمتر مربع من سوريّا.. و هنا يكمن سرّ تماسك النظام.. و على طول عمر الازمة لم يحرّك أكثر من 7% من قوّاته.. و عندما كان يقرر خيار الحسم العسكري فإنّ لا قوّة على وجه الأرض ستقف في وجه هذا الخيار..و لمن يظنّ ان الجيش عاجز.. فهي رسالات اوصلها الى كلّ الحالمين بمناطق، او ممرات آمنة، و نجح فيها.. و ما تبقّى يمكن السيطرة عليه...
أردت من هذا التمهيد أن ادخل الى موضوع الجامعة العربية.. و لن أتحدث عنها فهناك مئات آلاف المقالات التي تفضحها، و تعرّيها، و تتحدث عن عجزها.. و خيانتها لقضية العرب المركزيّة.. بالإضافة الى انّها اصبحت محتّلة من مشيخات محميّات النفط الامريكيّة في منطقة الخليج ( كانت امريكا تحتّل الجامعة بغير الشكل الفجّ الذي يمارسه عاهروا هذه المشيخات ).. و عليه فعندما سدّد الفيتو الصيني الروسي المزدوج لكمته لوجه مجلس الأمن.. كان لا بدّ من بديل.. يعيد ارجاع الملف الى هذا المجلس.. فاستحضروا هذه الجامعة ( التي كانت في غيبوبة ).. لفتح دفرسوار في استعصاء اسقاط النظام.. و في واقع الأمر فإنّ جامعة استمرّت على ذات اسلوب التعامل مع القضايا العربيّة منذ انشائها، و بنفس الطريقة.. تعيش خللا.. اضافت اليه في الأزمة السوريّة مخالفة ميثاقها.. و سكرتير اثبتت الازمة انّه غير ناضج تماما لمواجهة ملفّات تَعهّر في مداورتها الذي سبقه ( لا اظن ان عمرو موسى كان سيفعل أكثر من نبيل العربي )..
تحت الضغط الامريكي.. كان لابدّ للفلسطيني من أن يبيع مركزه في رئاسة مجلس وزرائها للقطري ( لاحظ المفارقة، و القيادة الفلسطينية امام استحقاق المصالحة، و الاعتراف بدولة فلسطين ).. و كان لابدّ للقطري من أن يتصدى لدوره، و دور السعودي.. في تلبية الطلب الامريكي.. و كون جميع الأمور كانت تتعهّر قَطريّا ( و سعوديّا في الظلّ ).. و كون سكرتيرهذه المؤسسة كان يقاد كالحمار خلف حمد.. كان أن وُلدت مبادرة خداج ( بروتوكول، و مراقبين ).. انتهت مهزلتها بدفن وليد المعلم للعمل العربي في حلّ القضيّة بمؤتمره الأخير...
شيء واحد استفاد منه النظام السوري في هذه المبادرة.. و هذا هو الفخ الذي سقطت به الجامعة عندما استكلبت في ارسال المراقبين.. الذي جاء تقرير رئيسها ليشكّل صفعة للمحتّل الخليجي ( كان يكفي النظام ان يصمت عن ظهور المسلحين في الزبداني، و دوما.. بشكل كثيف أمام المراقبين ) و لم يتحدث وليد المعلّم بوضوح جازم إلا عن توثيق هذه اللجنة للعمل المسلّح الذي تقوم به العصابات ضد رجال الامن، و الجيش.. و هذا يعني الغطاء الكامل للجيش ليقوم باستئصال البؤر المسلّحة.. و هذا هو دور النظام في استرداد هيبته على جميع الارض السوريّة في جميع القوانين.. و هذا يعني ايضا، و ايضا.. أنّ الجيش العربي السوري سيفرد عضالاته.. و في أي صراع مسلّح يفوز من يملك السلاح، و الرجال.. و لا وجه مقارنة بين سلاح، و رجال الجيش، و سلاح، و رجال العصابات المسلّحة.. فهل ننتظر القادم من الايّام.. إنّ النظام السوري بدأ بالهجوم ( يمهّد لهذا الهجوم الاعلام السوري من خلال تكثيف ضخّ مقابلاته لمواطنين يطالبون بسرعة الحسم العسكري ).. و ثلاث جمل نطق بها المعلم : أنّ بيوت بعض العرب من زجاج في رسالة واضحة الدلالة للمشيخات.. و ضع اصبعك في عينك.. في رسالة أشدّ وضوحا للتركي..و على النظام ان يضرب بيد من حديد، و هذه تبلغتها العصابات المسلّحة، و ستعاينها.. و النموذج ينتقل.. من يتذكّر احداث 7 ايّار في بيروت... ؟؟؟
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: