رشيد السيد أحمد - سوريا
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 6557
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
طبعا فهو دم عربي .. و هو لا يساوي ثمن الكلمة التي صدرت بهدره ..رغم وجود مواطنين قتلوا.. ذووا ولاء صهيوني كامل (التويني، و الجميّل) أو جرحوا، و تقطّعت أوصالهم (حمادة ، والمرّ، و الشدياق) .. و اشعر بالغصّة، و أنا اذكر المناضل جورج حاوي .. عائلته لم ترض أن تدخل في بازرات استثمار الدماء، و أخلصت لميراث رمزها.. و اشعر بالقهر أكثر، و أنا أرى صورته بين كوكبة قتلى 14 آذار .. مرتزقة السياسة الذين باعوا هذه الدماء ثمّ عادوا ليستثمروها بهذه الطريقة الرخيصة
باستثناء الحاوي .. فإنّ دولة الكيان الصهيوني قبلت أن تقتل بعض أدواتها في سبيل الوصول إلى رأس حزب الله .. و هي تعلم تماما أن شهوة الحكم، و السلطة ستجعل رجلا مثل أمين الجميل يغمض عينيه تماما عن قتلة ابنه (هؤلاء كانت بيوتهم محطات استراحة لقادة الكيان الصهيوني)، و ستجعل بهية الحريري تبيع دماء أخيها ( دعك من الخطاب العاطفي الذي جعل كرامي يستقيل) ..ابن الحريري زوّر الشهود أيضا .. و قاد حربا صبيانيّة لاتهام سوريّا، و تحت ظروف فشل المخطط في 7 أيار .. قَبِل أن يعترف بأنّه استمع إلى مزوّرين للحقيقة حتى يعطي صك البراءة للنظام السوري بعد 4 سنوات (الحقيقة ليكس كشفته تماما) .. و في سبيل الكرسي قَبِل أن يزور سوريّا (لم يستطع أن يتخلى عن طبيعته اللئيمة في التعامل مع السوري ) فقد كشفت أحداث تلكلخ الدمويّة الدور القذر لأذنابه من تيّار المستقبل ..و كشف حجم المخطط التآمري، وفترة التخطيط طبيعته تلك، و هو يتناول الطعام إلى طاولة بشار الأسد ..
من كل خطاب السيد حسن نصر الله .. لا يشفي الغليل إلا مقطع واحد : (لقد وضحت لوزيري خارجية قطر، و تركيا أنّ سعد الحريري لا يصلح لأن يكون في هذه المرحلة رئيسا لوزراء لبنان) .. أي أنّ السيد حسن أنهى الدور السياسي لهذا السعد، و بالضربة القاضية .. رغم قبول سعد بكل شروط (حزب الله، و حلفائه) .. فمن كان يلعب على موضوع معادلة السين – سين .. سيئة الذكر .. لا يمكن أن يبيع وعودا بالهواء لحزب الله، و حليفته سوريا .. و أن يَتَولدن في أمور تهدّد مصير الصراع العربي الصهيوني (أقصد بعض العربي .. لأنّ العرب باعوا فلسطين) مهما كان الثمن الذي وعده فيه اوباما في اللقاء الذي خرج منه، و هو رئيس تصريف حكومة لبنان..
في الواقع العملي .. فإنّ سعد الحريري أعطى نموذجا صارخا عن السياسي الإمّعة ..و أنّ إرث رفيق الحريري الذي عُمل عليه منذ 1991 (إرث مشؤوم) قد تمّ القضاء عليه بالسلوكيّة الشاذّة لهذا الصبي .. فهو بالهذر، و التبجح لم يوفر حتى ذكرى أبيه ..فأظهره بصورة الفاسد .. الراشي .. الذي يقوم بشراء الولاءات بالمال ..و المشكلة أنّ من حول هذا الصبي أوهموه أنّ رئاسة الحكومة هي لعبة .. و عليك الآن أن تتصور طفلا أُخذت من يده لعبة .. هذا الإرث قطفه بكل سهولة تاجر آخر من تجّار لبنان الذين يقبّلون يد خادم الحرمين، و يستخيرون جناحا من الأجنحة المتصارعة هناك كلما أراد أن يرفع رجلا عن أختها ..و من الذين لا يعرفون ألف باء السياسة اللبنانيّة ..فرضته ضرورة الديمقراطيّة اللبنانيّة التي تستطيع أن تشتري مثلها بالمال، أو بالحروب الأهلية، أو بالوراثة .. أو بالولاء للسفارات .. أو بالانتماء للصهيوني .. أو ..ببيع الدماء ..
و ما تعرفه من خطاب السيد حسن أيضا..أنّ القرار الاتهامي لا يساوي الحبر الذي كَتب به .. و 300 سنة لعدم تسليم أيّ ممن ذكرت أسمائهم في القرار .. فترة طويلة جدا ..تذكرك بعمر احتلال الفرنجة لبيت المقدس .. الأدلّة التي قدمها السيد حسن ستجعل مخابرات الكيان الصهيوني تفكّر كثيرا .. و خصوصا وثيقة نقل الحواسيب الخاصة بالمحققين الدوليين عن طريق فلسطين المحتلّة .. هذه أيضا ستقلق بلمار .. المفاجآت هي التي تضبط إيقاع تعامل حزب الله مع الملفّ الاتهامي الذي أثبتت نتائجه أنّه تم إعداده منذ 5 سنوات ..و الاتهامات تثبت صدق السيد حسن نصر الله عندما تحدّى الجميع أنّها لن تخرج عمّا سربته جريدة دير شبيغل قبل عامين ..
و ما تعرفه من نتائج هذا القرار .. أنّ دماء الحريري تحوّلت إلى شيء يشبه كل شيء إلاّ الدماء ..و عليها قامت حروب زواريب السياسة .. و أصبحت ورقة للابتزاز في جانب منها .. و ورقة لمزاودات الصفّ الكافر من شخصيات العهر السياسي اللبناني في جانب آخر .. و الأهم من ذلك .. أنّها أثبتت مرّة أخرى أنّ الدم العربي هو الدم المباح .. و أنّ هناك دماء تستطيع أن تنفذ فيها الأجندة الصهيونيّة، و أن تتهم بها من تشاء .. إلاّ دولة الكيان الصهيوني ..
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: