رشيد السيد أحمد - سوريا
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 6793
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
1 – الثورة المصرية مازالت تعلمنا :
كشفت الأحداث الأخيرة في سوريا أنّ السوريين شعبا، و نظاما قد استفادا من الثورة المصريّة تماما.. و أنّ ثلاث دروس مهمّة جدّا استخلص السوريون منها العبر، و ما تبقى من الأفكار التي استوعب فيها السوريون الصدمة كانت من حركات المقاومة العربيّة التي تدعمها سوريّة، فكما احتضنت سوريا هذه الحركات، استنفرت هذه الحركات لتدافع عن سوريا. لأنّها حصنها الأخير..و الدروس الثلاث كانت.. الإنترنيت بتشعبّاته، و سرعة النظام السوري في الاستجابة للمطالب ، و اللجان الشعبيّة
أ – جَزِيرَةْ.. يا.. حقيرة :
هذا هو الهتاف الذي كان يردده المواطنون الليبيون الذين على جانب النظام، و كان الوضع في ليبيا ملتبسا تماما بين المتابعين، و من قبل، وخلال تغطية الحدث..كانت الجزيرة هي القناة رقم 1 بالنسبة للمواطن السوري الذي ابتلاه الله بإعلام رسمي جعله روتينه الذي جبل عليه يساهم في عزوف المواطن السوري السياسي بالفطرة عنه، حيث كان المواطن السوري يستوعب التحليلات الإخبارية التي تقدمها بل، و يسبقها بالاستنتاج.. و كانت قد ارتكبت خطئيها القاتلين أمام المشاهد السوري باستغبائه.. أولهما كان في تسويق الصور المنقولة عن اليو توب، و فتوى القرضاوي التي نقلتها من خطبة يوم الجمعة، و التي أحس المواطن السوري أنها تطعن لحمته الوطنيّة، و تنوعه فانبري لها شيوخ الشام الذين اكتسبوا ثقة هذا الشعب بصدق عزيمتهم، و غزارة علومهم الدينيّة.. و هنا كان الدرس الأول المستفاد من الثورة المصريّة فقد انبرى الشباب السوريون لإستخدام تقنيات الانترنيت، و الميديا في عزل، و كشف أكاذيب الصورة التي تقدمها هذه القناة، و نشرها، و بالتالي نسْف مصداقيتها أمام من يستخدم الانترنيت..ثمّ انبرى هؤلاء الشباب لجمع المعلومات عن القرضاوي.. ليظهروا الصور التي تثبت تقبّله لدروع تكريم من الحاخامات الصهاينة.. و هنا لعبوا على الوتر الذي يجعل السوري يشمئز من أبيه لو شاهده بهذا الموقف.. ثم التفّ المواطن تماما حول قناة الدنيا السوريّة التي شكلت خليّة عمل، و على ضآلة إمكانيات هذه القناة بالمقارنة مع الجزيرة فإنّها استطاعت تنفيسها، و قلب ظهر المجنّ عليها.. و هنا كانت الضربة القاضية.. التي جعلت غيرها من القنوات تنهار وفق نظرية الدومينو، فتحيّدت الميديا الخارجيّة تماما، و فقدت مفاجآت التحريض..الشعب السوري يملك أيضا حس الفكاهة.. هناك يافطات كتب عليها خبر عاجل..
ب - درعا.. و شرارة الفتنة الطائفيّة :
دخلت الفتنة من باب سوريا الجنوبي.. فالمنطقة حدوديّة تشاطيء الأردن ( كشفت الأحداث تواطؤ مخابراتها )، و قسم من سوريا المحتلّة من الكيان الصهيوني.. و هي تقريبا ذات نسيج سنّي، مع أقليّة مسيحيّة.. بعض درعا البلد كانت خارج إطار القانون، و فيها تمّ تجميع السلاح، و عناصر العصابات المسلّحة، و من هناك كانت الشرارة.. و كان يكفي دماء بعض شبّانها، لاستثارة المواطنين.. و كان على عائلة ذات ميول أخوانيّة أن تورّط بعض أطفالها في لعبة يعرفون تماما كيف يستفزّون بها الفروع الأمنيّة التي كانت نائمة عمّا يحاك في ليل، و التي بادرت لاعتقال هؤلاء الأطفال..قيام المواطنين بمظاهرتهم، جعل الأمن هناك يخطىء خطأه القاتل الثاني.. شهداء درعا ، و تحت الصمت الإعلامي الرسمي فتح شهيّة الإعلام ( هنا يمكن أن نسميها ميليشيا إعلام ) لتطبيق الخطّة المرسومة لجرّ سوريّا نحو الهاوية.. و هنا استفاد النظام من درس الثورة المصريّة.. فسارع لطرح مبادرته في الإصلاح، و لم ينجرّ الى طريقة النظام المصري في المعالجة المطلبيّة البطيئة، و التي جعلت سقف المطاليب يرتفع مع تعنته، و صمّ آذانه..و هنا تماما تمّ استيعاب الصدمة من النظام السوري، و تمّ تبريد مفاعيل نار الفتنة التي بدا النظام يفكّ رموز مؤامرتها .. كما بدأ الشعب يستوعب خيوطها...
جـ - لجان مقاومة على الطريقة السوريّة :
دخلت الخطّة مرحلتها التالية، صباح السبت 26 / 3 و لمّا يبرد جرح درعا بعد.. هنا لدينا محافظتين هما حمص، و اللاذقيّة اللتان تضمّان مع ريفيهما معظم التنوع فهنا مسيحيون، و مسلمون، و هنا مسلمون من مختلف المذاهب أيضا، يضاف إلى اللاذقية أنّها مسقط رأس أسرة الرئيس التي تنتمي إلى احد هذه المذاهب ( التي حرّض القرضاوي عليها ).. و هناك مخيم الرمل الفلسطيني، و هنا انقسم عمل العصابات المسلّحة على جانبين مستفيدين من تراجع القوى الأمنية لحماية الممتلكات العامّة التي بدأت تتعرض للتخريب، و امتناعها عن استعمال السلاح تنفيذا لأوامر قيادتها.. الجانب الأوّل كان في استخدام السيّارات لنشر الفتنة بين أبناء المناطق المتماسّة جغرافيّا، و المختلفة مذهبيّا.. و كان جانبها الثاني، تحريك السيارات التي تحمل العصابات المسلّحة، و التي بدأت بترويع المواطنين تزامنا مع الجانب الأوّل ، و عند سقوط رجال الأمن بالإعتدءات التي بدأت بالسلاح الأبيض، و انتهت بالضرب بالرصاص.. كان الدرس المصري هو الحاضر، فتشكلت لجان مقاومة شعبيّة فجر الأحد 27 / 3عملت على جانبين أيضا، أولهما حماية امن مناطقها، وثانيها التعاون، و التنسيق مع القوى الأمنية، و هنا كان لهذه اللجان نكهتها التي تختلف عن اللجان المصريّة، و هنا تمّ تبريد، و سحب مفاعيل هذه المرحلة لتبدأ مرحلة استرداد النظام لأنفاسه تمهيدا لخطاب الرئيس الذي سيلامس الأحداث، و يطلق ورشة الإصلاح..
2 – المقاومة تدافع عن حصنها الأخير :
على مدى عمر الأزمة.. كانت قناة المنار تورد أخبار الأزمة السوريّة في المرتبة الرابعة، بل اقتربت أحيانا من مرحلة الصمت تماما عن إذاعة أية أخبار تتعلق بسوريّا على العكس مما تتحدث به عن البحرين..و انشغلت قناة الرأي العراقيّة تماما بالشأن الليبي.. لكن على الأرض كانت انعطافة معالجة النظام للأحداث التي تتعرض لها سوريّا غريبة تماما عن الأداء المتوقع من هذا النظام.. فجأة تغيرت عمليات الأداء بين الشعب، و نظامه، و فجأة بدأت ملامح من هم وراء الأحداث المأساويّة..تتكشف ، و بدا الحديث عن غرفة عمليات بيروت.. بل و بذكر الأسماء، و قد لا أضرب بالغيب.. و لكن من يتابع طريقة تصدي حزب الله للعمليات لتي حاولت أن تطاوله، و تطاول قواعده، و معالجتها، و صدى عمليات حماس في التعامل مع الشأن الفلسطيني.. لا بدّ أن يجد بصمتهما هنا على أرض سوريّا، و سوريّا ليست بحاجة إلى رجال تدافع عنها، و لكنّها بحاجة إلى فكر رجال كان حزبهم، و حركتهم، و قياداتهم دائما في عين العاصفة، و ليست من شيم السيد حسن نصر الله أن يتخلّى عن أصدقائه.. كما أنّها ليست من شيم السيد خالد مشعل.. فكيف بمن يشكل حصنه الأخير.. أقولها، و ستكشف الأيّام صدق حدسي.. فانا من يعرف السيد حسن تماما...و أنا من يعرف خالد مشعل..
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: