رشيد السيد احمد - سوريا
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 5791
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
إلى حين استوعب الشعب المصري المفهوم التلفيقي الجديد ( الثورة المضّادة ) .. كان العسكر هم حماة الثورة .. و حصنها .. و على مدى عمر هذه الثورة كان دور العسكر يتظهّر شيئا فشيئا .. طبعا إخوتنا المصريون مازالوا يصرّون على أنها ثورة صنعتها جموع ميدان التحرير في 25 يناير فقط، و أنا أضيف أنّها مهّدت لانقلاب عسكريّ ناعم ركب موجة الاحتجاجات الشعبية ليستبدل الوجوه، و يأتي بتمثيلية الرئيس حسني مبارك على سرير المشفى ليحاكم .. بطريقة تثير الاشمئزاز (لم يعط المشهد تأثيرا عاطفيا) ..لحس فيها الشهود كلامهم .. و برأه فيها المشير طنطاوي من انّه أعطى الأوامر للجيش بقتل المتجمهرين من ثوار ميدان التحرير عشية نزول الجيش ..
و في اعتقادي نستطيع أن نسمي الأمر (سرقة الثورة) .. إلى حين أعاد الحامي الامريكي لنظام مبارك (الذي غابت عنه فقط بعض الوجوه) ..تداعيات حراك 25 يناير الشعبي، و ترتيب الأوراق .. و في مصر الكثير من الأوراق .. و لكن أهمها، و مازال ورقة ( كامب ديفيد ) .. و خلال عمر الثورة حتى الأحداث الاخيرة كان همّ الأمريكي حماية منجزات اتفاقية كامب ديفيد، و لا شيء سواها .. و كان هناك أمران يطيلان في عمر المجلس العسكري .. إيجاد الحارس الأمين، و الوفي لهذه الاتفاقيّة (كانت هناك رسالة تطمين عاجلة من المجلس العسكري لدولة الكيان الصهيوني) .. و انتظار حسم الأمور في المشهد السوري (لصالح الإخوان) الذي تحوّلت أزمته الى حرب كونيّة لتمزيق سوريا .. و كل ما عدا ذلك من حديث عن مدنيّة الدولة المصريّة.. او إسلاميتها، و عن وصول الإخوان المسلمين، أو السلفيين، أو وصول العلمانيين، و بين هذا الشخص المرشح للرئاسة، أو هذا الشخص .. هي تفاصيل لا تقدّم، و لا تؤخر في المشهد الذي أغلقت عليه ساحة التحرير بصلاة الجمعة التي ركب القرضاوي على ظهرها . و ظهر شبابها، و حيث تمّ منع رئيس موقع غوغل في مصر من الظهور على المنصّة (من يتذكر المشهد ؟؟) .. فتكون رسالة جيدة من دولة قطر سوف يفهم المصريون آثارها جيدا بعد النزيف الجديد من الدماء .. حيث يستردّ المصريون ثورتهم ..
يقول التاريخ أنّه بعد أن انتصر سليم الأول على الشاه الصفوي .. لم يكمل فتوحه في بلاد فارس .. بل انعطف الجيش العثماني نحو بلاد الشام فاحتلّها .. ثم تابع نحو مصر فاحتلّها .. فسارع أمير الحجاز لتسليم مفاتيح الحرمين للسلطان العثماني .. و هذا له دلالته في التاريخ لمن يقرأ جيدا .. و يقول التاريخ أن أردوغان تنطّع أمام الجامعة العربيّة بأنّه سليل الدولة العثمانيّة (السلجوقية) !! التي انتصر سلطانها على الدولة البيزنطيّة التي كانت (كنيستها) تمثّل الجانب الظلامي في ذلك العصر .. و هذا أيضا له دلالته في التاريخ عندما يسمعه القبطي في مصر، و الذي يقرأ جيدا ... و يفهم جيدا ...وبفهم أكثر معنى التبشير بحكم إسلامي على الطريقة التركية (ابحثوا في غوغل عما قاله نجم الدين اربكان عن إسلامية حزب العدالة، و التنمية) .. و حيث كان البابا شنودة هو أوّل الواقفين ضد كامب ديفيد ..و حيث لم يتمّ التحقيق في أحداث ماسبيرو ..
في 25 يناير غاب الإخوان المسلمون عن ميدان التحرير حين كان شباب الثورة يسقطون برصاص الأمن المركزي .. ثم أصبحوا حماة الثورة، و المنتصرون لها في موقعة الجمل (و كأنّها كانت معركة حطّين) .. و في الأحداث الحالية يغيب الإخوان المسلمون عن ميدان التحرير حيث يسقط القتلى، و الجرحى بنفس الطريقة قبل 11 شهر .. و حيث تقف طوابير اللجان الشعبية للتفتيش الفردي بعد أن اكتشفت خلية (فيها تركي) تحمل ترسانة من الأسلحة تحاول إدخالها إلى الميدان .. ناهيك عن قنابل الملوتوف التي ضُرب بها رجال الامن المركزي .. و التي تتحدث الخارجيّة الأمريكية فيه عن مواطنيها .. و حيث يحاول البلطجيّة ( بلطجيّة العسكر، و الاخوان المسلمين) التسلل مرّة اخرى لصنع المزيد من الدماء ..او تشويه مطالب الثورة بإسقاط مجلس العسكر .. و حيث يرتفع دخان سام يسمى ( قنابل دخانية ) .. و حيث اصبح هناك ميدان آخر للإخوان يحاول سرقة الثورة (كان الردّ الاخواني على طرح المشير الطنطاوي بقاء المجلس على الاستفتاء الشعبي ) ..ثورة قامت دون هدف .. وحّد أبنائها فقط شعار إسقاط النظام .. فلا برنامج اقتصادي .. و لا برنامج سياسي .. و لا منظّرين ثوريين، و الأكثر اهميّة من ذلك (لا قائد) .. و حيث ترهّل في مصر كل شيء ما عدا منتجعات شرم الشيخ .. و حيث أصبحت دويلة مثل قطر تتطاول على قامة مصر (من يتذكر الحرب الإعلامية بينهما قبل سقوط النظام المصري) .. و حيث تقدّم سريعا على ظهر الثائرين تحالف شيطاني بين الإخوان المسلمين، و مجلس العسكر (حرّاس كامب ديفيد الجدد) بمباركة أمريكية، و عرّاب قطري – عثماني .. و حيث كانت نخبة الشباب، و المثقفين المصريين يشاهدون كيف يتم تسريب منجز الثورة الوحيد (عزل حسني مبارك، و طاقمه الفاسد) .. من اجل وصول هذا الحلف الى السلطة ..
و في رأيي الشخصي فإنّ إطالة عمر الحسم في كثير من الأمور .. و فرملة عجلة انجاز آخر لهذه الثورة .. كان بانتظار حسم الأزمة في سوريّة لصالح مجلس اسطنبول (واجهة علمانية .. بجسم إخواني) .. منطق الأحداث يقول ذلك .. و لكن في هذه المرّة كانت مصر هي التي وصلها الفاتح العثماني قبلا، و حيث يقف عاجزا أمام الحالة السوريّة فيكتفي بالجعجعة .. و حيث كلامه لا يساوي شيء في حساب السوريين ..فهل نهضت الثورة في مصر لتحمي سوريا من المشروع الأمريكي – الاخواني ..؟؟
إن سقوط المشروع في مصر سيفكّ عرى المستبدَل الاخواني في بلدان ما يسمى (الربيع العربي) بالوجوه التي سهّلت لأمريكا كل موبقاتها في الوطن العربي ..
سلامتها أم حسن على أنقاض " مصر يمّا يا بهية " تعطيك بصيص ضوء على سَعْوَدة مصر .. في ظلّ نظام كان دوره الوحيد أن يكون حارسا لكامب ديفيد .. و حيث اضمحلّ دور مصر .. و اضمحّل .. و اضمحّل .. و حيث أصبح بلد تعداد سكانه يفوق الـ 80 مليونا يعيش على المعونات، و الهبات .. و حيث سلّم مبارك فيها رقبة مصر .. للصهيوني .. و حليفه الخليجي .. و حيث أصبحت مصر الناطق الرسمي باسم خدّام الحرمين، و حيث أصبح الاقتصاد المصري على هامش كل شيء .. و أصبحت المشاريع الإنمائية بابا لتغوّل الحيتان التي تحيط بمبارك، و عائلته .. و لقد ربط نظام حسني مبارك اقتصاد مصر بكل شيء عدا مصر .. فماذا ستفعل الثورة لتنشيط شيء ما في مصر التي يتهاوى اقتصادها امام اعين ابنائها .. لتستطيع ان تستقّل بقرارها ؟؟ و ماذا يستطيع ان يقدّم ثوّار الفيسبوك .. لملايين المصريين الذين يعيشون تحت خطّ الفقر ؟؟ و ماذا تستطيع ان تقدّم آلاف الاحزاب المصريّة للمرحلة الانتقاليّة دون ان ترتهن مصر لجانب ما ؟؟ هنا السؤال ..
و الآن ليحرق الثوّار علم دولة الكيان الصهيوني .. و ليصبح الشعار (الشعب يريد اسقاط كامب ديفيد) .. و سترون كيف سيغلق المشهد في ميدان التحرير .. حيث سيتم سحب الأعلام .. و إغلاق الشوارع المؤدّية الى الميدان .. و ستسفك الدماء بحيث يباد جميع من في ميدان التحرير .. دون أن ينبس أحد في العالم ببنت شفة ...
و يقول التاريخ ايضا ..أنّه ما اجتمعت مصر، و بلاد الشام إلاّ، و كان هناك انتصارا عربيّا اسلاميّا .. من حطّين .. الى عين جالوت .. الى اسقاط حلف بغداد .. الى نصر اكتوبر .. و يقول التاريخ أنّه ما أن تمزّق هذا الحلف العروبي الاسلامي .. إلاّ، و انتكس العرب، و المسلمون
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: