أحمد الحباسى - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 3968
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
عاد السيد أحمد نجيب الشابى الى الساحة السياسية و كأن شيئا لم يكن ، عاد و براءة الاطفال فى عينيه ، ماذا أقول له لو جاء يسألنى ، هل أعود أم أرحل ، ماذا سيكون ردى ، ماذا سيكون ردى و الرجل ينتظر على الباب مثل المتسول ، مثل الذى راهن على كل ثروته ليخسرها فى لعبة قمار سياسية قذرة ، سأقول للسيد نجيب قامرت و خسرت فلم الرجوع هذه المرة و باى رصيد تقامر و أنت المفلس الخائب المنهك ، لماذا ترجع الى ساحة سياسية طالما جربت فيها كل الحيل و جلست فيها على كل الكراسى المتباعدة المتناقضة ، لماذا تعود للحلبة بعد أن نزعت القفز و خسرت كل المعارك و المنافسات ، هل يعود الملاكم الى الحلبة بعد نهاية المباراة و رحيل المتفرجين ، سأقول للسيد أحمد نجيب الشابى صحيح أن الساحة السياسية فارغة و تتسع للجميع و انت تملك الحق فى ممارسة السياسة حتى بعد التقاعد لكن ماذا بقى فى جعبتك من خزعبلات و ألاعيب و وعود زائفة و هل ذهب فى ظنك أن هذا الشعب يحتاج اليوم الى شيخ مسن بفكر الاربعينيات .
لقد ذهل المتابعون لنبرة رد النائب الصحبى عتيق على تصريحات السيد أحمد نجيب الشابى الذى صوب فيها على "ديمقراطية " الحركة و اعتبرها مرتجفة خائفة من تكوين هذا الحزب الجديد الذى يدعو اليه لاحداث التوازن السياسى فى البلدان و عدم ترك الساحة السياسية فارغة أمام حركة الاخوان ، كانت النبرة حادة و عنيفة و غير لائقة ، لكن من الظاهر أن حركة النهضة لم تتعلم من خطيئتها السابقة زمن حكم الترويكا و هى مستعدة لتكرار نفس السيئات الجدلية القبيحة التى وصمت خطابها ازاء معارضيها من كل الاطياف السياسية ، فالنهضة لا تعترف بالخطاب المعارض و لا بالنقد و لا بمن يبرز بعض عيوبها الكثيرة فى العهد السابق للثورة لانها تعتبر نفسها فوق النقد و الحركة الكاملة الاوصاف التى لا ياتيها الباطل لا من خلفها و لا من امامها ، لذلك تجاهل السيد الصحبى عتيق الاداب و اللياقة و تناسى قيمة الرجل السياسية و مزاياه الكثيرة على الحركة لما كانت تعانى من تبعات تسلط الرئيس المخلوع مما جعل كثيرا من المتابعين يعيدون التذكير بتلك المزايا و المواقف معتبرين أن النهضة قد بقيت على جحودها المعروف سواء للافراد أو للشعب أو للدولة .
بالطبع يسعى السيد أحمد نجيب الشابى نظرا لمعرفته بالحركة و بقيادتها التقليدية الى اشعال حريق التساؤلات و التخوفات داخل الحركة ، فالرجل يعلم جيدا ان النهضة اليوم ضعيفة و هزيلة و خائفة و مرعوبة من مصير كمصير الاخوان فى مصر ، النهضة اليوم تضاءل حجمها بعد اغلاق المساجد المختطفة و استرجاعها من الدولة و تضاءل حجمها داخليا بعد أن عبرت كل القيادات السياسية تقريبا على معارضتها لبقاء النهضة فى الحكم معتبرة أن ذلك يزيد من تردد الحكومة و بعثرة جهودها و عدم قدرتها على فرض هيبة الدولة نظرا لتدخلها السافر فى كل كبيرة و صغيرة بل هناك من يعتبر أن صعود الرئيس الامريكى الجديد المعارض للاسلام السياسى سيمثل كارثة على الحركة خاصة فى ظل قانون تجفيف منابع تمويل الارهاب أو الحركات الدينية المشتبه بعلاقتها بالارهاب ، و النهضة التى قامت بتدريب و تسفير الالاف من الارهابيين الى سوريا متهمة بالحصول على مساعدات مالية خيالية للقيام بهذا الدور ، يضاف اليه تضاءل الدور التركى فى المنطقة العربية بعد انتصار حلب و خضوع الرئيس التركى الى الضغوط الروسية بفرض حل على الفصائل الارهابية التى تشارك فى محاولة اسقاط النظام منذ 6 سنوات و هى فصائل تنضوى تحت قيادة النهضة و قطر و السعودية .
فى الحقيقة يبقى السؤال ملحا ، هل أنه بمقدور السيد أحمد نجيب الشابى اعادة انتاج تجربة النداء مكرر و التى مثلت حدثا مهما فى الساحة السياسية مكن الرئيس الحالى من اسقاط الحركة من الحكم و من المقعد الاول فى الانتخابات الاخيرة و هل يملك الرجل فى جعبته كل حنكة و خبث السيد الباجى قائد السبسى و قدرته الفائقة على تجميع الاضداد فى نفس الحركة خاصة و أن موعد الانتخابات البلدية قد بات على الابواب ، ثم هل يمكن للسيد الشابى صنع هذا القطب الديمقراطى بسهولة كما حدث مع الرئيس الحالى و هل ستتوفر نفس الظروف المواتية كما توفرت لرئيس النداء السابق و من أهمها على الاطلاق عدم وجود شخصية تعادله فى النداء لها طموح الرئاسة ، فالمعلوم أن السيد الشابى لا يخفى طموحه الرئاسى رغم فشله المتكرر فى المراحل السابقة و بالتالى فان وجود شخصية وازنة فى هذا الحزب لها نفس الطموح سيبعثر كل الاوراق كما حصل مع السيد مصطفى بن جعفر فى الانتخابات الرئاسية السابقة ، فى قناعات البعض أن الساحة السياسية اليوم خالية من ضد مناسب لحركة النهضة رغم علامات وهنها الواضحة لكن فى قناعة البعض أيضا ان السيد الشابى و نظرا لطموحه الرئاسى ليس الشخص القادر على تكوين هذا الحزب الضد القادر على مقارعة النهضة فى الانتخابات و فى قناعة البعض الاخر ان السيد احمد الشابى قد مات سياسيا و الاموات لا يعودون .
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: