أحمد الحباسى - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 4321
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
ما حصل منذ ساعات من اعتداء على سيارة الأستاذ الفاضل عبد الجليل التميمي المدير المشرف على مؤسسة التميمي للبحث العلمي و المعلومات و سرقة بعض الوثائق الهامة لا يختلف في كثير من التفاصيل عن عملية اغتيال الشهيدين شكري بلعيد و الحاج محمد البراهمى، لان اغتيال الشهيدين كان يهدف إلى إسكات صوت العقل المنادى بالوحدة الوطنية و بإنجاح مسار الثورة و التصدي للقوى الرجعية الظلامية القذرة التي كانت تهدد الأنموذج الوسطى الذي اختاره الشعب التونسي كمنوال حضاري يتعايش بواسطته مع الشعوب المتحضرة خلافا للمنوال ‘ الأسود’ الذي تدعو إليه الجماعات الوهابية التكفيرية، و لعل الذين يقفون اليوم دقيقة صمت في ذكرى اغتيال الشهيد الكبير الحاج محمد البراهمى يدركون فعلا أنهم فقدوا صوتا راجحا متعقلا ينبذ العنف و ينادى بالوحدة الوطنية و بكشف المستور عن كل الذين تسببوا في نكبة هذا الوطن سواء أكانوا من الحزب الحاكم السابق أو من حركة النهضة أو من بعض رجال الأعمال الفاسدين أو من المؤسسة القمعية البوليسية السابقة .
طبعا هناك مفارقة و هناك مكامن التقاء بين عمليتي الاغتيال الجبانة التي نفذتها جهات تكفيرية معلومة الاتجاه و الهوية و الانتماء و بين عملية سرقة وثائق الدكتور التميمي و التي اتهم فيها جهات تابعة للنظام السابق ترفض مواصلته البحث أو نبش الذاكرة الجمعية و الوطنية و الإصداع ببعض الحقائق التي تقض مضاجع بعض الجهات و الشخصيات الرسمية التي ثبت ضلوعها في الفساد و في خيانة الوطن في عدة أحداث تاريخية لا تزال طي الكتمان و البحث و بالذات ما يهم فترة الوجود الفرنسي الاستعماري أو العلاقة مع الصهيونية و اللوبيات أو فترة الوجود الفلسطيني اثر مغادرة قيادة فتح للبنان صيف 1982 و استقرارها بتونس أو العلاقة مع المخابرات الأجنبية التي كانت لها اليد الطولي في فترة حكم بورقيبة و بن على ، و حين يشير الدكتور التميمي إلى مافيات الفساد و احتمال تورطها في سرقة هذه الوثائق فالثابت أن الرجل لا ينطق عن هوى و أن بعض التهديدات قد وصلت إليه من هذه المجموعات الخارجة عن القانون مما دفعه إلى كشفها في محاولة يائسة لفضح المستور قبل أن تطاوله يد الغدر كما طالت الشهيدين بلعيد و البراهمى .
حين يتحدث العميد السابق شوقي الطبيب عن الدولة المافيوزية و دولة الفساد فهو لا يفضح سرا و لا يكتشف النار لان عديد الدلائل و الشواهد و من بينها وثائق بنما الأخيرة و ما تكشفه عدة صحف يؤكد أن مافيا الفساد قد أصبحت تتحكم في كل مفاصل الدولة و لذلك يفهم الجميع اليوم لماذا تحدث الإعلام عن الأيادي و الركب المرتعشة لرئيس الحكومة الفاشل السيد الحبيب الصيد الذي يزعم اليوم نفاقا أنه لا يخضع لأحد في حين كانت كل الدلائل تشير إلى أن هذه المافيا تعرقل المسار الحكومي المتعثر أصلا و هي من تحرض النقابات المهنية و بالذات نقابة التعليم لاستهداف خزينة الدولة حتى تصبح الحكومة عاجزة عن تنفيذ وعودها الزائفة التي قطعتها في حملتها الانتخابية و تبين في النهاية أنها لا تختلف عن وعود الإخوان الذي انهاروا بعد صراع مرير فيما يسمى باعتصام الرحيل و تخلوا عن الحكم صاغرين منهزمين مهمومين متوجسين، و لعل الجميع يدرك اليوم أن التجمع بكل تفرعاته المتشعبة قد رجع إلى عنفوانه و بات رقما مزعجا لكل الذين حلموا بالتغيير أو بانبلاج صبح جديد .
نحن لا نقف مع الدكتور أو ضده بل نقف مع كل الشرفاء الذين يبحثون عن الحقيقة خالية من كل الشوائب و الشبهات و الأغراض و التشفي، و حين استعمل الرئيس السابق المؤقت محمد المرزوقي وثائق الدولة و أرشيفها للتنكيل و التشفي من بعض الأسماء المنتقاة في حركة بذيئة قذرة تؤكد أنه لا يختلف عن ‘صحفي ‘ إعلام المجارى أو بعض صحف الفضائح الصفراء تأكدنا أن يافطة الحقوقي المزعوم هي مجرد خدعة ماكرة و حصان طروادة تخفى وراءها شخصا انتهازيا زادت عملية تسليمه للمعتقل البغدادي المحمودى لسلطات العار في ليبيا و صمته المؤسف ناحية اعتقال المواطن التونسي محمود بوناب في محمية قطر دون محاكمة و التنكيل به بقطع رزقه و طرده من عمله في قناة الجزيرة ‘صغار’ و منعه من السفر إلى ذلك من الممارسات الوحشية للنظام القطري البائس و فرحنا لان سقوطه المدوي في الانتخابات الرئاسية قد جنب تونس استمرار هذا الكارثة في إيذاء هذا الشعب و هذه الثورة، لذلك يجب اليوم على الأمن و القضاء أن يقبض بحزم على الجناة و يكشف المستور حتى لا ينتهز الدكتور هذه الحادثة لمزيد إطلاق أسلحة الاتهام في كل اتجاه و حتى نكتشف الجهات المذعورة التي ارتكبت عملية السرقة لإزهاق الحقائق المجهولة و مزيد التعتيم على جرائمها في حق الوطن الراية الوطنية .
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:
أي رد لا يمثل إلا رأي قائله, ولا يلزم موقع بوابتي في شيئ
26-07-2016 / 20:58:18 الدكتور المنجي الكعبي
سرقة تحذير وإنذار لعبد الجليل التميمي !
سرقة تحذير وإنذار لعبد الجليل التميمي !
بالاتصال بصديقنا الأستاذ عبد الجليل التميمي للاطمئنان على سلامته بعد حادثة الاعتداء على سيارته أخبرنا أنه استعاد وثائقه المسروقة من السيارة لكنه لم ير في الحادثة سوى تهديد مبطن لجهوده في متابعة ما يسميه النبش في الذاكرة الوطنية بمناسبة اعتزامه استضافة أحد كبار المسؤولين السابقين بفضائه بالمركز لتقديم ما لديه من حقائق عن ليلة السابع من نوفمبر باعتباره عاينها بنفسه.
فتتالت عليه التهديدات من يومها واعتبر السرقة بمثابة تحذير وأثار ذلك لديه هواجس عن سلامة مركزه من احتمالات تعرضه لاعتداء من هذا النوع ما جعل بعضهم يخاطبه في طلب حماية لنفسه ولمركزه بالمناسبة.
فحمدنا له الله على السلامة وتمنينا له ولمركزه مزيداً من التمكين في مهامه.
وفيما يلي ما قرأناه على صفحته للتواصل الاجتماعي، ودعانا للمسارعة بالاتصال به وكتابه هذه الكلمة تأييداً ومعاضدة لجهوده العلمية والبحثية المرموقة.
Abdeljelil Temimi
Hier, à 13:16 ·
تهشيم بلور سيارتي هل هو انذار لنا أم جريمة سرقة؟
أبلغني عديد الأصدقاء الأوفياء بأن تداعيات نبش الذاكرة الوطنية والإصداع ببعض الحقائق حولها اثناء النظام السابق وكشف أخطبوط التجمع، هو أمر دقيق جدا لا يمكن أن يقبله عديد الخلايا والمافيات والتي تسعى إلى غمط الحقائق عن أفعالها وجرائمها. ومن هذا المنطلق فقد تم تنبيهي لدقة وخطورة هذا التوجه العام حول مسارات الذاكرة الوطنية الجريحة! وعلى ضوء ذلك تم ليلة الجمعة 22/ 07/ 2016 على الساعة العاشرة مساء، الإقدام على تهشيم بلور سيارتي والاستيلاء على وثائقها، وقد قمت بإبلاغ ذلك إلى مركز الأمن بالمنزه، إبتداء من يوم السبت على الساعة السابعة صباحا وإعداد محضر جلسة في ذلك. ودون أن أمنح ما وقع لي من دلالات ومؤشرات تهديدية، إلا أني مضطر أن أمنح هذا الحدث بعض دلالاته لاخذها بالاعتبار، وقد تساءل بعض الاصدقاء هل المؤسسة تتمتع بحصانة أمنية وخصوصا لمكتبتها الثمينة؟ وقد رددت عليهم بالنفي، ومع هذا فسوف نواصل رسالتنا بكل ثبات وإيمان، إلى أن يقضي الله أمرا كان مقضيا.
عبد الجليل التميمي
26-07-2016 / 20:58:18 الدكتور المنجي الكعبي