أحمد الحباسى - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 4440
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
الخبر عادى، يمكن اعتباره عاديا، في مثل هذه الفترة التي تكثر فيها حوادث المرور القاتلة في تونس، حادث المرور الذي قام فيه موظف بالسفارة الأمريكية بتونس بدهس أربعة أمنيين و مواطنين كان بالإمكان أن يمر دون أن يشعر به أحد خاصة أن هذه الحكومة الفاشلة لم تكترث إطلاقا و لم تحرك ساكنا منذ أيام اثر نشر خبر ‘تلوث’ شرف مجموعة من أبناءنا الصغار على يد سفاح فرنسي قذر في قضية كان بالإمكان أن يكون لدكاكين حقوق الإنسان مثل دكان المرصد التونسي ‘لفشل’ القضاء الذي يديره مبيض الإرهاب المسمى أحمد الرحمونى و دكان ‘ دستورنا’ لصاحبه جوهر بن مبارك أو جمعية أنا يقظ أو ‘ المحامية’ إيمان الطريقى أو العميد السابق عبد الستار بن موسى أو ‘المناضلة ‘ راضية النصراوى أو سهام بن سدرين المتسببة في حل جهاز المخابرات التونسية لصالح مؤامرة تسهيل دخول الجماعات الإرهابية و شحنات السلاح في فترة بداية حكم الترويكا، قلت كان بالإمكــــان لهؤلاء المتاجرين بالدماء و غيرهم ممن نسيت أن يصنعوا منها ‘قنبلة’ الموسم و أن تخرج الجموع الثائرة في اتجاه السفارة الفرنسية للتعبير عن غضب التونسيين و سخطهم الواسع من قرف الوجود الفرنسي في تونس بعد أن أصبح النظام الفرنسي عدوا للثورة و أحد المتهمين في الضلوع فيما يسمى بالثورة المضادة .
على لسان جريدة ‘الشروق ‘ أن مرتكب الحادث قد عبر عن سخريته من العملية متسائلا كعادة الكوبوى الأمريكان في أفلام السباقيتى الايطالية ‘ شنوا راس مالهم ‘، يعنى طز فيهم و في الشعب التونسي و في هذه الحكومة النائمة في العسل و في كل هؤلاء التجار السياسيين الذين يقيمون الدنيا لمجرد تفاهة جدلية و يمتنعون كالنعاج على رفع أعينهم في أسيادهم الفرنسيين و الأمريكان و الصهاينة، طبعا الأمر خطير و على غاية من الخطورة و هذا ‘الأمريكي’ الاستعماري يمثل فكر الإدارة الأمريكية التي تلطخت أيديها في كل المستنقعات العربية و تلوثت بدماء الأبرياء العرب في كل الدول العربية دون استثناء، لكن المعيب أن حركة النهضة التي طالما صمت الأذان بشعار العفة و الاستقلال و السيادة الوطنية لم تحرك ساكنا سواء في مسألة انتهاك شرف أبناءنا و هي التي تقيم الدنيا و لا تقعدها لمجرد أن فشل الانقلاب المشبوه في تركيا أو في مسألة هذا المجرم الأمريكي التافه الذي بصق على رجولة أكثر من عشرة ملايين من التونسيين، فمتى سيتحرك ضمير الشيخ مرشد الجماعة في تونس و متى تنفك عقدة لسان ‘عندليب’ الإخوان الشيخ عبد الفتاح مورو و ما هو موقف مدام محرزيه العبيدى و أين ‘زعيم’ حزب التحرير سى بالحاج و أين سماحة المفتى و أين جماعة العصي و اللحى المصطنعة و عصابات الدفاع عن الثورة بقيادة ‘ الفتوة’ عماد دغيج و صديق دربه ‘ريكوبا’ .
هذا البلد لم يعد يشبه بلدي، فالصمت الذي ‘يصم ‘ الآذان من حادثة رفع الرايات السود القذرة مكان الراية الوطنية في كلية منوبة إلى تهديد الصحبى عتيق بنصب المشانق للمعارضة إلى تهديد ‘ الطرطور’ الرئيس السابق المؤقت بنصب المشانق للمعارضين للسياسة القطرية القذرة في تونس إلى الجلوس مع ‘أصدقاء سوريا’ إلى المال النفطي الخليجي القذر إلى وثائق بنما إلى شبهات تمويل الإرهاب من إحدى الحركات الدينية المشاركة في الحكم إلى التسريبات التي تتحدث عن علاقة آثمة بين الإدارة الأمريكية و الجماعة ‘الإسلامية’ التي حكمت بعد الثورة إلى شبهات المال الفاسد الذي يدير شبكات الجمعيات الخيرية المشبوهة إلى العلاقة بين ‘الجماعة’ في تونس مع الإرهابي الليبي عبد الحكيم بلحاج إلى الشبهات الحارقة التي تثار حول العلاقة بين النداء و بين النهضة، هذه الوقائع المرعبة و غيرها تؤكد للشعب المغلوب على أمره أنه صنع ثورة مشبوهة و قدم تضحيات و شهداء مشبوهين و أن ما خفي كان أعظم و هنا يتحمل الجنرال رشيد عمار مسؤولية أخلاقية على الأقل في عملية التعتيم التي يمارسها ضد ضميره و قسمه و شرفه العسكري، فالذين صمتوا و لا يزالون يصمتون سواء على ما جرى في الأيام الأخيرة و ما تلاها من عمر النظام السابق أو على جملة الانتهاكات البشعة التي تقوم بها رعايا السفارات الفرنسية أو الأمريكية هم خونة و عملاء و جواسيس و سيكون لهم موعد مع التاريخ لمحاسبتهم بتهمة بيع الضمير .
‘شنوا راس مالهم ‘ ؟ ... هكذا سخر الموظف بالسفارة الأمريكية في تحد واضح لمشاعر التونسيين و في صفعة قاسية على خد رئيس الحكومة الحبيب الصيد الذي يحاول بعض مرتزقة الإعلام تلميع صورته الهابطة و سوء أداءه و ارتعاش ركبه و هشاشة تصرفاته، هكذا سخر هذا المجرم من نواب الشعب الانتهازيون الذي صنعوا برجا عاجيا بينهم و بين المشاكل الحقيقية للشعب و سخر من رئيس مجلس النواب الغائب عن الوعي و رئيس الدولة النائم في العسل، لكن الشعب هو من يعلم قيمة أبناءه الشرفاء الذين اسقطوا الطاغية السابق و اسقطوا مؤامرة إسقاط الدولة بواسطة الجماعات الإرهابية التي ساندتها حركة النهضة و اعتبرها الشيخ من سلالة أبناءه التي تذكره بشبابه المشبوه ، هؤلاء الأمنيين الشرفاء هم من أزهقوا مؤامرة انشاء دولة الخلافة و بيع تونس للخليج، هؤلاء من يحمون هذا الشعب رغم كل التاريخ الاسود، هؤلاء يقدمون التضحيات الجسام لتتواصل مسيرة هذا الشعب للتخلص شيئا فشيئا من أزلام الفكر المتشدد و جماعة الحزب الواحد و كل متعاطي الزطلة السياسية المتعاملين مع السفارات الأجنبية و دكاكين المخابرات و غيرهم من بقايا نفايات فرنسا الاستعمارية و عرب الخطاب التكفيري، هؤلاء هم رأس مال تونس و ليذهب العقل الأمريكي المستعمر للجحيم .
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: