علاقة الخدمة الاجتماعية بالعلوم الاخرى (1)

أ. د/ احمد بشير - مصر من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
المشاهدات: 30670

يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط

"ان الاساس المعرفي للخدمة الاجتماعية متداخل مع العديد من فروع المعرفة العلمية، ويعتمد بشكل واسع على العلوم الاجتماعية والانسانية، ويعد علم الاجتماع، وعلم النفس، والانثروبولوجيا اكثر ارتباطا بالخدمة الاجتماعية، الا ان المعارف المنتقاة من علم الاقتصاد، والتاريخ، والبيولوجي، ومن العلوم الانسانية بصفة عامة ترشد ايضا الممارسة المهنية للخدمة الاجتماعيةوتوجهها "

*******
تمهيــد :
- لعل من المناسب الإشارة إلى أن من المقومات الأساسية لأي عمل مهني أن يستند الى قاعدة علمية Knowledge Base نظرية ثرية ومتماسكة وراسخة، أي الاعتماد على قدر كاف من المعلومات والحقائق والنظريات العلمية التي توجه ذلك العمل وترشده بحيث يمكن الانطلاق من خلالها لتحقيق الاهداف التي يسعى هذا العمل المهني لتحقيقها حيث تتيح هذه المعارف والمعلومات والحقائق للمهنة امكانية تفسير ما يتعلق بها من ظواهر، وتفهم كيفية التدخل المهني التعامل معها،
ولا شك أنه كلما تعاظمت القاعدة العلمية للمهنة وازدادت ثراء ورسوخا، كلما تمكنت – تلك المهنة - من تنمية تكنولوجيتها الخاصة ( المهارات Skills والأساليب الفنية ونماذج التدخل المهني اللازمة للعمل والممارسة المهنية والتطبيق )، وكلما طالت سنوات التدريب الميداني اللازمة لتلك المهنة، ويتبع ذلك ان يشدد المجتمع في الاعتراف بالمؤسسات التعليمية لتلك المهنة، وبأهمية التصريح بممارستها (1)
والخدمة الاجتماعية مهنة متطورة ذات علم وفن، تسعى لتحقيق أهداف واضحة ومحددة للإنسان والمجتمع، لم تصبح علماً قائما بذاته بعد، ومن ثم فالقول بأنها علم خالص ينطوي على قدر كبير من التجاوز، والقول بأنها فن خالص فيه قدر كبير من الظلم لها وهضم لحقها، والتوصيف الأقرب إلى الواقع أنها علم وفن معا،
- واهتمامنا هنا منصب على الجانب ( المكون ) العلمي المعرفي للخدمة الاجتماعية كمهنة، حيث يرى " ليونارد " Peter Leonard أن القاعدة العلمية المعرفية للخدمة الاجتماعية (2) تتكون اساسا من مجموعة من المعارف والحقائق المشتقة من الممارسة الميدانية، وغير المختبرة علميا، بالإضافة الى الاستفادة من بعض العلوم الاكاديمية مثل علمي النفس، والاجتماع، ولما كانت الخدمة الاجتماعية هي وسيلة المجتمع للتعامل مع الانماط السلوكية لأفراده، لذلك فهي تهتم اساسا بكيفية استخدام المعرفة How To Use knowledge اكثر من اهتمامها بالمعرفة في ذاتها (3)،
- ومن هنا كان من الطبيعي أن تتضمن برامج الاعداد المهني للأخصائي الاجتماعي Professional Preparation of Social Worker دراسة العديد من العلوم الاجتماعية والسلوكية : كعلم الاجتماع، وعلم الاقتصاد، وعلم النفس، والعلوم السياسية، ....وغيرها من ألوان المعارف والدراسات التي تمثل الاطار العلمي Scientific framework ، أو الأساس المعرفي الذي ينبغي أن يبني عليه تدخله المهني، ولعل من نافلة القول التأكيد على أنه ولكي تتحقق الاستفادة المثلى من هذه القاعدة العلمية الواسعة، فلابد أن يتم نوع من التكامل والترابط Integration and Interdependence بين كل هذه الفروع المختلفة للمعرفة من ناحية، وبينها وبين المواد والمعارف المهنية Professional knowledge من ناحية أخرى، بحيث تكون اطارا متماسكا لممارسته المهنية في عمله مع الأفراد أو الجماعات أو المنظمات، أو المجتمعات المحلية أو في عمله مع المستوى القومي (4)،

* شمولية نطاق عمل الخدمة الاجتماعية : The Comprehensive Scope of work of Social Work
- ويمكن القول أن نطاق عمل الخدمة الاجتماعية Scope of work من السعة والشمول والامتداد بمكان، طبقاً لغرضها العام والاستراتيجي والمتمثل في "تحسين نوعية الحياة الإنسانية للمواطنين Improve the quality of life من خلال مساعدة الناس على التفاعل بإيجابية أكثر مع العالم المحيط بهم لا كما هو وإنما كما ينبغي أن يتغير ليصبح أكثر تجاوبا مع احتياجاتهم ومشكلاتهم ".

- ومن هنا فالأخصائي الاجتماعي كمتخصص مهني في الخدمة الاجتماعية يهتم أساساً بالتفاعلات الاجتماعية ( الجوانب التفاعلية Interactive Aspects )، ذات الصلة بالمشكلات الإنسانية ( فردية كانت أو اجتماعية ) التي تظهر بين الناس بعضهم والبعض الآخر، أو بين الناس وبيئاتهم الاجتماعية.
- وانطلاقًا من شمولية نطاق عمل الخدمة الاجتماعية، وتعدد مجالات ممارستها الميدانية، يمكن القول إن الخدمة الاجتماعية ترتبط ارتباطًا وثيقًا بباقي فروع العلوم الاجتماعية والانسانية الأخرى من ناحية، وبعض العلوم الطبيعية من ناحية أخرى ، وكذلك ترتبط بكافة مهن المساعدة الانسانية، سواء كان ذلك على مستوى التنظير أو الممارسة الميدانية من خلال العمل الفريقي، كوسيلة لتحسين الظروف والأحوال الإنسانية (الحالة الإنسانية)، وكذلك من أجل العمل على تغيير استجابة المجتمع للمشكلات المزمنة التي تواجهه، ومدى تعامله معها بصورة إيجابية،
* الأساس المعرفي للخدمة الاجتماعية :
وثمة اتفاق عام بين المشتغلين بالخدمة الاجتماعية على أن الممارسة المهنية للخدمة الاجتماعية ترتكز في سبيل أداء وظائفها وتحقيق ما تصبو إليه من أهداف على ثلاث أسس لا يمكن الاستغناء عنها لنجاح تلك الممارسة وهي :
- الأساس المعرفي النظري،
- الأساس القيمي الأخلاقي،
- الأساس المهاري الفني،
ويمكن القول ان القاعدة العلمية المعرفية للخدمة الاجتماعية ( الأساس المعرفي ) تتكون من ثلاثة مصادر او روافد أساسية Three tributaries of the Knowledge base تستقى منها وهي : (5)
- قاعدة علمية توليفية Scientific Base Synthesis منتقاة من علوم اخرى، ومثلت هذه المعارف والحقائق العلمية المستعارة داخل المهنة كي تكون صالحة للاستخدام والتطبيق المباشر،
- قاعدة علمية خاصة بالخدمة الاجتماعية Private Social Work Scientific Base مكونة من نتائج البحوث العلمية التي اجريت لتحسين مستوى اداء المهنة لوظائفها،
- معلومات ومعارف ناتجة من خبرات ميدانية Information and knowledge Resulting From Field Experiences ذات تعميمات واسعة ومقبولة مهنيا وهي اضعف حلقات القاعدة العلمية للخدمة الاجتماعية، وهي ما يعرف بــ " حكمة الممارسة " Practice Wisdom،
وتجدر الاشارة الى ان الرافد الاخير " حكمة الممارسة " ليس قاصرا على الخدمة الاجتماعية، وانما هو شائع في بعض التخصصات العلمية الاخرى، ففي علم النفس على سبيل المثال نجد ان نظرية " التحليل النفسي " (6) لــ " سيجموند فرويد " هي في الحقيقة ناتجة عن خبرات ميدانية لعالم واحد هو فرويد، وهي لم تختبر علميا بالقدر الكافي، ورغم ذلك كانت تلك النظرية هي حجر الزاوية في العلاج النفسي،
وتجدر الاشارة إلى أن تحصيل الأخصائي الاجتماعي للمعرفة المستعارة من العلوم الأخرى يفقد اهميته ويظل محدود القيمة مالم يتمكن الاخصائي من معرفة متى وكيف يستخدم ويطبق تلك المعارف،
وبعــد : فإن حديثنا هنا سينصب بالأساس على المصدر الأول من مصادر القاعدة العلمية المعرفية للخدمة الاجتماعية، والمتمثل في المعارف المختارة والمستعارة من العلوم الأخرى، وذلك في محاولة منا لتجلية نوعية و طبيعة العلاقة التي تربط بين الخدمة الاجتماعية وتلك العلوم التي لا تستغني عنها الخدمة الاجتماعية، غير أننا نود بداية أن نلقي نظرة عجلى على تصنيف العلوم بوجه عام تمهيدا للحديث عن تلك العلاقة تفصيلا،
* تصنيف العلوم وأقسامها : Classification of sciences
ليس هناك تعريف واحد محدد للعلم يتفق عليه الباحثون والمختصون، وإنما تتعدد الرؤى وتتباين الاتجاهات حول تعريفه، الأمر الذي تعددت معه تعريفات العلم، ووفقا لطبيعة الموضوع الذي نعالجه يمكن لنا أن نتخير تعريفا للعلم مؤداه أن العلم هو : " ذلك الكل المنظم من المعرفة التي تتضمن الحقائق والمفاهيم والقوانين والنظريات والمبادئ "، وهذا التعريف يؤكد على الجانب المعرفي للعلم وينظر إلى العلم بكونه مادة .
وثمة تصنيفات متنوعة للمعرفة العلمية بصفة عامة يتداولها العلماء والمفكرون، إذ يمكن تصنيفها إلى : العلوم طبيعية Natural Sciences، والعلوم اجتماعية Social Sciences، " الإنسانية Humanities، والسلوكية Behavioral Sciences "، العلوم التطبيقية Applied Science ، والعلوم الشكلية،
- فالعلوم الطبيعية Natural Sciences : هي مجموعة العلوم التي تهتم بدراسة النواحي الفيزيائية الطبيعية المادية غير البشرية لكافة الظواهر الموجودة على الأرض والكون المحيط بنا، ويحاول العلم الطبيعي أن يشرح كيفية عمل العالم، والظواهر الموجودة فيه، عن طريق وضع نظريات لسيرورات طبيعية، ويحاول قدر الإمكان الابتعاد عن التفسيرات الغيبية ( التي تسم الكثير من التفسيرات الدينية والغنوصية والروحية للعالم وظواهره )، كما تستخدم كلمة علم طبيعي كتوجه بحثي يتبع منهجية علمية صارمة، في حين تحاول الفلسفة الطبيعية، والعلوم الاجتماعية جاهدة تطبيق هذه المنهجيات العلمية على مواضيع مختلفة، وتشكل العلوم الطبيعية أساسا للعلوم التطبيقية، لذلك كثيرا ما تصنفان معا كعلوم طبيعية تتميز عن العلوم الاجتماعية والإنسانيات، وعلوم الغيبيات والفنون وما إلى ذلك.
والعلوم الطبيعية تتضمن مجموعة علوم الطبيعة التي تهتم بدراسة الظاهرات الطبيعية، ومن هذه العلوم :
0 علوم الفلك Astronomy : ( كعلم الفلك، علم الكون الفيزيائي، علم المجرات، علم الكواكب، علم الفلك الممتاز )،
0 علوم الحياة " الأحياء " Life Science مثل : ( علم التشريح، علم الأحياء، الكيمياء الحيوية، الهندسة البيولوجية، الفيزياء الحيوية، علم النفس البيولوجي، التقانة الحيوية، علم النبات، علم الأحياء الخلوي، علم الأحياء النمائي، علم البيئة، علم الأحياء العرقي، علم الأحياء التطوري، علم الوراثة، علم السلوك الحيواني، علم الشيخوخة، علم المناعة ، علم الأحياء البحرية، علم الأحياء الدقيقة، علم الأحياء الجزيئي، العلوم العصبية " الأعصاب "، علم الأحياء القديمة، علم الطفيليات، الفيزيولوجيا، علم الأحياء الإشعاعي، علم الأحياء الترابية، علم الأحياء الرياضي، علم السموم، علم الحيوان )،
0 علوم الكيمياء : Chemistry Sciences مثل : ( الكيمياء تحليلية، الكيمياء الفلكية، الكيمياء الحيوية، علم البلورات، الكيمياء البيئية • علم الغذاء، جيوكيمياء، كيمياء خضراء، كيمياء لا عضوية، علم المواد، الفيزياء جزيئية، الكيمياء النووية، الكيمياء عضوية، الكيمياء الضوئية، الكيمياء فيزيائية، الكيمياء الإشعاعية، كيمياء الحالة الصلبة، الكيمياء الفراغية، الكيمياء الجزيئات الضخمة، علم السطوح، الكيمياء النظرية )،
0 علوم الأرض : Geology ( علوم الغلاف الجوي، علم البيئة، العلوم البيئية، فيزياء الأرض، علم الجليد، علم المياهيات، علم المسطحات المائية الداخلية، علم المعادن، علم البحار، علم المناخ القديم، علم حفريات حبوب اللقاح، جغرافيا طبيعية، علوم التربة، علم الفضاء )،
0 علوم الفيزياء : Physics ( الفيزياء، الفيزياء التطبيقية، الفيزياء الذرية، الفيزياء الحاسوبية، فيزياء المواد المكثفة، الفيزياء تجريبية، ميكانيكا فيزياء الجسيمات، فيزياء البلازما، ميكانيكا الكم، ميكانيكا المواد الصلبة، الفيزياء النظرية، ديناميكا حرارية،

أما العلوم الاجتماعية Social Sciences : فهي تلك العلوم التي تختص بدراسة أصل وتاريخ الإنسان، والتنظيمات والتطورات التى تطرأ على المجتمع البشرى، وبصفة خاصة تدرس هذه العلوم الإنسان فى علاقاته بالآخرين ، ويشمل هذا القسم علوم : الإنسان Anthropology، علم الآثار Archeology، علم الجريمة أو علم الإجرام Criminology، علم السكان Demography،علم الاقتصاد Economics، جغرافيا Geography، الاتصال Communication، العلوم السياسية Political Science، علم النفس psychology، علم الاجتماع Sociology، علاقات دولية International Relations، ...إلخ،
- والعلوم الانسانية أو الإنسانيات Humanities (7) : هى تلك العلوم أو فروع المعرفة التى تتجه نحو دراسة إنسانية الإنسان، كما تبحث فى التغيرات التى تحدث فى الأدب والفن .
ونود الإشارة إلى أن هناك اتجاه يميل إلى دمج العلوم الإنسانية مع العلوم الاجتماعية على اعتبار أن الإنسانيات تدخل فى مجال الاجتماعيات، وبناء على ذلك فإن تصنيف العلوم وفقا لهذه الرؤية يقوم على أساس : العلوم الطبيعية، والعلوم الاجتماعية فقط، حيث تهتم العلوم الطبيعية بصفة مباشرة بالظاهرات والأحداث الطبيعية، بينما تهتم العلوم الاجتماعية بدراسة أنشطة ومنجزات الإنسان، والظاهرات الاجتماعية والانسانية،

وهناك العلوم التطبيقية : Applied Science
0 كالهندسة التطبيقية : Applied Engineering ( الزراعية، الطبية الحيوية ، والكيميائية، المدنية، الحاسوب، الكهربائية • الوقاية من الحريق، الوراثية،الصناعية، الميكانيكية، العسكرية، التعدين، النووية، البرمجيات،
0 علوم الصحة : Health Sciences هندسة حيوية، طب الأسنان، الوبائيات، الرعاية الصحية، طب التمريض، الصيدلية، الخدمة الاجتماعية الطبية، الطب البيطري ...،
0 العلوم الشكلية : كعلم الحاسوب، المنطق، الرياضيات، الإحصاء،

* الخدمة الاجتماعية وصلتها الوثيقة بتلك العلوم :
- سبق أن أشرنا إلى ان للخدمة الاجتماعية علاقة وثيقة بالعديد من العلوم الاخرى التي تستعير منها الحقائق والمعلومات التي تشكل قاعدتها العلمية، وأساسها المعرفي الذي تستند اليه في ممارساتها المهنية في شتى مجالات الممارسة الميانية المختلفة، ويأتي في مقدمة تلك العلوم علم الاجتماع، والعلوم النفسية، والعلوم السياسية، والاقتصاد، والانثروبولوجيا، وصحة المجتمع والصحة العامة، ...........وغيرها،
- ويجدر بنا بادئ ذي بدء أن ننوه الى ان الخدمة الاجتماعية – كما يؤكد " ابيلز " Paul Abels (8) : لا تقف موقفا سلبيا عند استعارتها للمعلومات والحقائق التي تشكل قاعدتها المعرفية من العلوم الاخرى، وانما تقوم بتعديل وتحوير ما تأخذه من تلك العلوم كي كي يصبح صالحا وقابلا للاستخدام والتطبيق في الواقع العملي والممارسة المهنية، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فإن الخدمة الاجتماعية في علاقتها بالعلوم الأخرى لا تتقيد بعلم معين تنهل منه، ولا تتمسك بمجموعة جامدة من المعارف، فهي تنتقي وتختار من تلك العلوم ما يلائمها من معارف وحقائق ومعلومات، ونتيجة لذلك اصبحت الخدمة الاجتماعية قادرة على تنويع اسلوبها التقني ليتلاءم مع الاحتياجات المتغيرة، ومع التعامل مع مختلف المشكلات على كافة المستويات
ويلخص " رضا " طبيعة العلاقة بين الخدمة الاجتماعية والعلوم الأخرى فيما يتعلق بتكوين القاعدة العلمية التي تشكل أساسا للممارسة المهنية للخدمة الاجتماعية في النقاط التالية : (9)،
- تقوم الخدمة الاجتماعية بانتقاء واختيار المعلومات والحقائق النظرية اللازمة لتشكيل قاعدتها العلمية من بعض العلوم الاخرى،
- تحرص المهنة في عملية الانتقاء تلك على ان تكون الحقائق والمعارف التي يتم انتقائها ملائمة لطبيعة الخدمة الاجتماعية ووظائفها واهدافها،
- تقوم الخدمة الاجتماعية بعملية تعديل وتحوير للمعارف التي يتم انتقائها لتصبح صالحة للاستخدام المباشر في الممارسة،
- ليس هناك علم معين ترتكز عليه الخدمة الاجتماعية اكثر من غيره او ان هناك ثمة علم له ارتباط خاص بالخدمة الاجتماعية اكثر من غيره من سائر العلوم التي تنهل منها الخدمة الاجتماعية،
- ان عملية الانتقاء والاختيار والتطوير للمعلومات تتم بناء على مقتضيات ومتطلبات الممارسة الميدانية،
- كما ان الممارسة الميدانية هي التي توجه عمليات انتقاء وتطوير جديدة،
- ويؤكد "التيماير " (10) Altmeyer; على ان مهمة الخدمة الاجتماعية تتمثل في انها تحاول ان تستخدم نتائج العلوم الاجتماعية والبيولوجية في مجالات الرعاية الاجتماعية ليستفيد منها الافراد والمجتمعات في امور الحياة اليومية
وقبل الشروع في بيان نوعية وطبيعة العلاقة بين الخدمة الاجتماعية والعلوم الأخرى ( اجتماعية كانت أم طبيعية ) فإن من الملائم التأكيد على مجموعة من الحقائق الهامة التي يمكن لنا أن نجملها فيما يلي :

- أن الخدمة الاجتماعية باعتبارها إحدى مهن المساعدة الانسانية يدور اهتمامها حول الانسان أينما وجد وكيفما وجد، وعلى ذلك فنقطة الانطلاق في الممارسة المهنية في محيط الخدمة الاجتماعية إنما تتمثل في مكونات الشخصية الانسانية Personality Components Human وجوانبها المتعددة، والتي تشمل المكونات الجسمية " البيولوجية"، والنفسية، والعقلية، والاجتماعية، والروحية، وهو الأمر الذي يحتم على المهنة أن ترتبط بعلاقات وثيقة بكافة العلوم والتخصصات والمهن التي تتعامل مع تلك المكونات والأبعاد،
- ان الخدمة الاجتماعية كمهنة انسانية ذات ابعاد شمولية، ومتعددة المجالات والميادين Multiple Areas And Fields لا تركن في معارفها التي تنطلق منها في الممارسة الميدانية الى علم واحد من العلوم، او حتى قسم واحد من اقسامها، وانما تحاول ان تكون معارفها متكاملة حتى يمكنها استخدامها وتوظيفها في برامج التدخل والممارسات الميدانية في المجالات المختلفة،
- أن العلوم الاجتماعية والانسانية تمثل المصدر الرئيس، والرافد الأول لاقتباس المعارف والحقائق والنظريات والمعلومات اللازمة للخدمة الاجتماعية، وإن كانت المهنة لا تغفل الاستفادة من العلوم الأخرى حسبما تقتضيه المواقف والمشكلات التي تتعامل معها المهنة،
* وجهات نظر متعددة حول مكونات البناء المعرفي للخدمة الاجتماعية :
* المعارف التأسيسية المطلوبة للإعداد المهني للممارسة من العلوم الأخرى :
* وجهة نظر بارتليت :
- وفيما يتعلق بنوعية المعارف والحقائق التي تحتاجها المهنة من العلوم الأخرى، تقرر " بارتليت " (11) ان الخدمة الاجتماعية في حاجة ماسة لمجموعة من المعارف التي تشتمل على :
0 النمو الانساني والخصائص السلوكية Human Growth and Behavioral Characteristics مع التركيز على العلاقة بين الافراد والبيئة بمكوناتها المختلفة : الانسانية – الاجتماعية – الاقتصادية – الثقافية،
0 سيكولوجية العطاء ومساعدة الاخرين The Giving and Helping Others Psychology ، او المصادر الخارجة عن الفردية،
0 طرق اتصال المواطنين Citizens Communication Methods بعضهم مع البعض الاخر والتركيز على مشاعرهم المتبادلة،
0 العمليات الجماعية Collective Operations وتأثير الجماعات على الافراد وتأثير الافراد على الجماعات،
0 معاني وتأثر الافراد والمجتمعات بمكوناتهم الثقافية والدينية Cultural and Religious Components والمعتقدات والقيم والقوانين والمكانات الاجتماعية،
0 العلاقات والعمليات الداخلية The Internal Relations and Operations بين الافراد وبين الافراد والجماعات – وبين الجماعات بعضها والبعض الاخر،
0 المجتمع وعملياته الداخلية Society and Internal Processes ونماذج النمو والتغيير وخدماته الاجتماعية وموارده
0 الخدمات الاجتماعية القائمة : Existing Social Services ابنيتها ومنظماتها وطرقها،
0 الاخصائي الاجتماعي ممارسته مع وعيه لمسئوليته وعدم تأثير اتجاهاته على وظائفه المهنية،

*وجهة نظر الجمعية القومية للاخصائيين الاجتماعيين بالولايات المتحدة :
- ومن جهة أخرى حددت الجمعية القومية للاخصائيين الاجتماعيين National Association of Social Workers بالولايات المتحدة الامريكية انواع المعرفة التي تحتاج اليها الممارسة الفعالة للخدمة الاجتماعية ونشرت عام 1983م وكانت على النحو التالي (12):
* مكونات الأساس المعرفي للخدمة الاجتماعية :

- معرفة متصلة بخدمة الفرد وخدمة الجماعة Case Work & Group Work ( النظرية والاساليب الفنية ) معارف مهنية،
- معرفة متصلة بموارد المجتمع والخدمات المتوفرة فيه، Resources and Services
- معرفة متصلة ببرامج الخدمات الاجتماعية الاساسية Basic Social Services Programs واغراضها،
- معرفة متصلة بنظرية الممارسة في تنظيم المجتمع Theory of practice in community organizing وتطور خدمات الصحة والرعاية الاجتماعية،
- معرفة متصلة بالنظريات الاساسية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية The Economic, Social and Political Theory
- معرفة متصلة بالجماعات ذات الثقافات المختلفة Different Cultures في المجتمع قيمها وانماط حياتها والقضايا الناجمة عنها في الحياة المعاصرة،
- معرفة متصلة بمصادر البحث المهني والعلمي Professional and Scientific Resources المناسبة للممارسة،
- معرفة متصلة بالمفاهيم والاساليب الفنية للتخطيط الاجتماعي Social Planning
- معرفة متصلة بنظريات ومفاهيم الاشراف المهني لممارسة الخدمة الاجتماعية Professional Supervision of the Practice of Social Service
- معرفة متصلة بنظريات ومفاهيم ادارة الرعاية الاجتماعية Social Welfare Administration
- معرفة متصلة بالعوامل الاجتماعية والبيئية المؤثرة في العملاء الذين تقدم اليهم الخدمة Social and Environmental Factors Affecting Clients
- معرفة متصلة بنظريات وطرق التقدير النفسي الاجتماعي والتدخل المهني The Psycho-social Assessment and Professional Intervention واساليب التشخيص المتنوعة،
- معرفة تتصل بنظريات الانساق الاحتماعية Social Systems والتنظيمات الاجتماعية Social Organizations واساليب تشجيع التغيير Change Methods Encourage
- معرفة متصلة بنظرية تنظيم المجتمع Community Organization Theory واساليبه الفنية
- معرفة متصلة بنظريات النمو الانساني Human Development Theories ونظريات التفاعل الاسري والتفاعل الاجتماعي Social and Fmily Interaction Theories
- معرفة متصلة بنظرية الجماعات الصغيرة Small Groups Theory
- معرفة متصلة بنظريات التفاعل الجماعي Collective Interaction Theories والتدخل المهني العلاجي Professional and Therapeutic Intervention
معرفة تتصل بنظريات التدخل المهني في الازمات Professional Intervention Crisis Theories والاساليب الفنية للتدخل
- معرفة تتصل بنظرية المطالبة او الدفاع والاساليب الفنية للمطالبة او الدفاع،
Knowledge related to The theory of the claim or defense and techniques of the claim or the defense
- معرفة تتصل بالمستويات والممارسات الاخلاقية لمهنة الخدمة الاجتماعية،
Knowledge related to standards and ethical practices of the social work profession
- معرفة تتصل بنظريات وتعليم وتدريس الخدمة الاجتماعية،
Knowledge related to the theories education and the teaching of social work
- معرفة تتصل باتجاهات الرعاية الاجتماعية وسياستها،
Knowledge related to social welfare and policy trends
- معرفة تتصل بالتشريعات والقوانين المؤثرة في الخدمات الاجتماعية والصحية، Knowledge related to legislation and regulations affecting the social and health services

* وجهة نظر مجلس تعليم الخدمة الاجتماعية في الولايات المتحدة الامريكية :
كما حدد مجلس تعليم الخدمة الاجتماعية في الولايات المتحدة الامريمكية تصنيفا للمعرفة التي يحتاجها الاخصائي الاجتماعي، في اربعة مجالات رئيسة تم نشرها عام 1983م وهي : (13)،
- معارف تتصل بالسلوك الانساني والبيئة الاجتماعية وتشمل :

0 معارف متصلة بنمو الافراد طوال مراحل حياتهم
0 معارق متصلة كيف يصبح الانسان عضوا في اسرة وفي جماعات وفي منظمات وفي مجتمعات
0 معارفف تتصل بالعلاقات بين الانساق البيولوجية والاجتماعية والسيكولوجية,والثقافية وكيف تؤثر وتتاثر بالسلوك الانساني
0 ومعرفة تتصل بعواقب الاختلاف في الثقافة وخاصة المجتمع المتعدد الثقافات

- معارف تتصل بسياسات الرعاية الاجتماعية والخدمات وتشتمل على :
0 معارف تتعلق ببرامج الخدمات الاجتماعية،
0 تاريخ المهنة
0 نظم الرعاية الاجتماعية،
0 معارف تتعلق بتفهم السياسات التشريعية والقضائية والادارية وعلى وجه الخصوص التي تؤثر في برامج الخدمات المعاصرة ونشاتها
0 ان يكتسب الاخصائي اطارات مرجعية لتحليل السياسات الاجتماعية والاقتصادية في ضوء مبادئ العدالة الاجتماعية والاقتصادية
0 معارف تتعلق بالعمليات السياسية وكيفية استخدامها باساليب تؤدي الى تحقيق اهداف واغراض الخدمة الاجتماعية

- معارف تتعلق بممارسة الخدمة الاجتماعية : Social Work Practice Knowledge
0 الممارسة العامة
0 الممارسة العامة المتقدمة
0تصميم برامج التدخل المهني

- معارف تتعلق بالحث العلمي Scientific Research Knowledge :

0 تتعلق بالطرق العلمية لبناء المعرفة التي تتطلبها الممارسة
0 تتعلق باساليب تقويم اداء الخدمة في جميع مجالات الممارسة
0 تتعلق بمناهج البحث الكمية والوصفية
0 اساليب تقويم الممارسة المهنية
0 تقويم البرامج والمشروعات
0 المهارات البحثية ،

* وجهة نظر أرماندو مورالز وبرادفورد شيفور : (14)
Armando Morales & Brand Ford W. Sheafor

حيث حددا الأساس المعرفي للخدمة الاجتماعية في العام 1989م على أساس تصنيف المعرفة العامة للخدمة الاجتماعية الى ثلاثة عناصر عريضة :
- سياسات الرعاية الاجتماعية ومقوماتها :
وتشمل المحتوى التالي :
- المشكلات الاجتماعية،
- برامج ونظم مطورة للوقاية والعلاج والتحكم في المشكلات الاجتماعية،
- الحركات والقوى المؤثرة في تحديد اهداف الرعاية الاجتماعية،
- تأثير سياسات الرعاية الاجتماعية،
- ودور الاخصائي الاجتماعي في صياغة السياسة،
- السلوك الانساني والبيئة الاجتماعية :
ويشتمل هذا الجانب على المحتوى التالي :
- النمو الانساني ومراحله،
- مراحل نمو الشخصية ( الشخصية العادية – الشخصية الشاذة )،
- حالات المرض والعجز،
- المعايير الثقافية والقيم،
- العمليات الاجتماعية،
وغير ذلك من مظاهر الاداء الاجتماعي للفرد والجماعة،
- طرق ممارسة الخدمة الاجتماعية :
ويتضمن هذا العنصر المحتوى التالي :
- معارف تتصل بطرق الخدمة الاجتماعية المباشرة، ( خدمة الفرد – خدمة الجماعة – تنظيم المجتمع )
- معارف تتصل بالطرق المعاونة : البحث في الخدمة الاجتماعية – ادارة المؤسسات الاجتماعية – التخطيط الاجتماعي،
- معارف متصلة بمجالات معينة للممارسة المهنية – معرفة عن مؤسسات معينة – معرفة عن العلاج الاسري – العلاج الجماعي – العلاج الفردي – معرفة عن عملاء بصفة محددة
* تغير الحاجات المعرفية للمهنة تبعا لتطورها :

- لقد تغيرت الحاجات المعرفية للخدمة الاجتماعية وفقا للتطورات التي لحقت بالمهنة حيث وسعت من نطاق معارفها الامر الذي طور من استخدامها للعلوم الاخرى لتضم الخدمة الاجتماعية الاستفادة من العلوم الطبيعية الى جانب العلوم الاجتماعية كمصادر للمعارف المطلوبة للممارسة المهنية بجانب المعارف الناتجة عن الممارسة المهنية،
- أن المادية المفرطة في العلوم الإنسانية، ورفض مقررات الوحي الالهي، والموقف السلبي من الدين والتدين ؛ كل ذلك طبع العلوم الإنسانية والنفسية خاصة بطابع كئيب ومؤسف، وحرمها من أنوار الكلام الإلهي، هناك الكثير مما كتب حول نقد العلوم النفسية بوضعها الحالي، ووجهت الانتقادات ايضا لمحاولات تبيئة أو استنبات النظريات الغربية في العلوم النفسية داخل الحقل الإسلامي، والتي شابها الكثير من الخلل والخطل أيضاً، وهو الأمر الذي أوجب على المشتغلين بالخدمة الاجتماعية في المجتمعات العربية والاسلامية التوجه إلى محاولة تأصيل الخدمة الاجتماعية من المنظور الاسلامي، من خلال الاعتماد على الوحي كمصدر للمعرفة، ووضع البعد الروحي في الاعتبار عند الممارسة المهنية،
- ومما يؤكد هذا التوجه أننا مثلا نجد أن فلسفة التطور الداروينية Philosophy Darwinian Evolution، وهي فلسفة مادية بحتة تقف خلف أكوام من المعرفة في شتى العلوم الطبيعية والإنسانية، والتي تمثل روافد تستعير منها الخدمة الاجتماعية العديد من المعارف والنظريات التي تتخذها اساسا ومنطلقا لبرامج التدخل المهني مع الوحدات المستهدفة، موجها لها،
- أن ثمة تحذير يوجهه " سيوبر " Cuber فيما يتعلق بعلاقة الخدمة الاجتماعية بالعلوم الأخرى واعتمادها على تلك العلوم في بناء وتأسيس قاعدتها المعرفية التي تنطلق منها الممارسة الميدانيه مؤداه : أن من الخطورة بمكان الخلط بين المعرفة عن الأشياء Knowledge about Things، والمعرفة العملية التي تمكن من عمل او ممارسة بعض الامور Practical knowledge، ويضرب لذلك مثالا بأن علم الاجتماع – في رأيه – يحاول تحصيل معرفة من النوع الأول، أما المعرفة عن كيفية ممارسة بعض الأفعال فهي من مسؤلية الاخصائيين الاجتماعيين Social workers، والمدرسين Teachers، وقضاة محاكم الأحداث المنحرفين The judges of the courts of juvenile delinquents .........وغيرهم (15)،
يتبع،،،،

**************
الهوامش والاحالات
====================
(1) - عبد الحليم رضا عبد العال : " الخدمة الاجتماعية المعاصرة "، دار النهضة العربية، القاهرة، 1988م، ص :116،
(2) – القاعدة العلمية المعرفية في الخدمة الاجتماعية " الاساس المعرفي " هي عبارة عن التجميع التراكمي للمعلومات والنتائج العلمية والقيم والمهارات والمناهج التي تم استخدامها، وتقييم ما تم التوصل اليه من نتائج ومعلومات وخبرات ومعارف نظرية وتطبيقية، وهسي قاعدة مستقاه من الابحاث والدراسات الخاصة بالأخصائيين الاجتماعيين، والبناء النظري والدراسات العلمية للظواهر ذات الاهمية بالنسبة للخدمة الاجتماعية، ومن الخبرات المدونة والممارسة المباشرة للأخصائيين الاجتماعيين، ومستقاة ايضا من المعلومات المتاحة من العملاء والعلماء المهنيين بفروع العلم الاخرى والمعلومات العامة عن المجتمع،
انظر : احمد شفيق السكري : " قاموس الخدمة الاجتماعية والخدمات الاجتماعية "، دار المعرفة الجامعية، الإسكندرية، 2000م، ص : 289،
وتأتي أهمية الاساس المعرفى للخدمة الاجتماعية من أنه يرشدنا الى ما الذى نفعله ورغم ان مهمة ربط المعرفة بالممارسة قد تكون صعبة إلا أنها ليست مستحيلة، ولذا يجب علينا باستمرار ان نبنى جسورا بين ما نعرفه، وما نحن قادرون على عمله
(3)- Peter Leonard, " Sociology In Social Work ", London :Reut Ledge and Kegan Paul, 1966, pp:2-3
(4) - إبراهيم عبد الرحمن رجب وآخرون : " تنظيم المجتمع – أسس نظرية وتطبيقات عملية "، دار عالم الكتب للنشر والتوزيع، القاهرة، 1986م، ص : 3،
(5) - عبد الحليم رضا عبد العال : " الخدمة الاجتماعية المعاصرة "، دار النهضة العربية، القاهرة، 1988م، ص : 132،
(6) - تعتبر نظرية التحليل النفسي من أقدم النظريات وأبرزها التي فسحت المجال للكثير من علماء النفس للدراسات النظرية والتجريبية، ويعتبر فرويد أول المؤسسين لنظرية التحليل النفسي عام 1881، فقد رأى أن التحليل النفسي عبارة عن عملية يتم من خلالها استكشاف ماضي (خبرات) اللاشعور، وأحداث وذكريات مؤلمة، فضلاً عن الصراعات والدوافع والانفعالات الشديدة التي تؤدي في النهاية إلى الاضطراب النفسي، وأن التحليل النفسي هو عملية استدراج هذه الخبرات المؤلمة من منطقة اللاشعور وذلك عن طريق التعبير الحر التلقائي (التداعي الحر free association) والتنفيس الانفعالي Catharsis ومساعدة المريض في حل مشاكله،
ولذا يمكن تعريف التحليل النفسي بأنه : " عملية علاجية يتم فيها اكتشاف المواد المكبوتة في اللاشعور، وهي في جملتها خبرات مؤلمة، ودوافع متصارعة، وصراعات قوية، ويتم تحويلها من اللاشعور إلى الشعور عن طريق التعبير اللفظي والتداعي الحر وتحليل الأحلام "، أنظر :
- طلحة العلي : " ملخص نظرية علم النفس الفردي / ألفرد آدلر "، المصدر : http://t-al-ali.blogspot.com.eg/2012/02/blog-post_9543.html
(7) – أصل كلمة العلوم الإنسانية بالإنجليزية "Humanities " وهي مشتقة من التعبير اللاتيني في عصر النهضة " الدراسات الإنسانية_studia humanitatis"،أو "دراسة الإنسانيةStudy - of Humanity"، وعندما استُخدم هذا المصطلح في بدايات القرن الخامس عشر الميلادي, كانت الدراسات الإنسانية عبارة عن دورة تتكون من القواعد والشعر والبلاغة والتاريخ والفلسفة الأخلاقية , المشتقة بالأساس من الدراسات اليونانية واللاتينية الكلاسيكية، ويرى بعض العلماء أن الفصل بين العلوم الإنسانية و العلوم الطبيعية أعطى حجج حول المعنى في العلوم الإنسانية تتميز العلوم الإنسانية عن العلوم الطبيعية بطريقة الإستيعاب، لا بطبيعة العلم نفسه، والعلوم الإنسانية تُركز على فهم المعنى, والغاية, و الأهداف و يعزز تقدير الظواهر التاريخية الفردية و الإجتماعية ؛ كطريقة تفسيرية لإيجاد الحقيقة. عوضاً عن شرح العلة من الحوادث أو كشف الحقيقة عن العالم الطبيعي، ولقد كان ظهور العلوم الإنسانية خلال القرن ( 19 ) جد متأخر بالمقارنة مع العلوم التجريبية، لهذا لازالت تعاني من صعوبات في تحديد موضوع دراستها وفي اختيار المنهج المناسب للبحث، غير أن أهم الإشكالات التي تطرحها : تتمثل في تحديد علاقة الذات بالموضوع ما دام الإنسان هو الذات الباحثة و في نفس الوقت هو موضوع البحث. و يترتب عن ذلك تحديد قيمة المعرفة التي تنتجها العلوم الإنسانية إذا ما قورنت بما تنتجه العلوم التجريبية، ومن فروع العلوم الانسانية علم التاريخ، والفلسفة، وعلم الآثار، وعلم المكتبات، وعلوم الاعلام والاتصال، ....إلخ،
(8) - Paul Abels: " Tera in cognita ; The Future Of The Profession ", Social Work , Vol.20,No; 1, N.Y, NASW, January,1975,p:26
(9) – عبد الحليم رضا عبد العال : " مرجع سبق ذكره "، ص : 127،
(10)- Arthur J. AltImeyer; " The Dynamics Of Social Work ", The Social Welfare Forum, N.Y.:Columbia University Press, 1955, p:98
(11)- Zofia T. Butrym: " The Nature Of Social Work " , London : The Macmillan Press ltd,1979,pp:69 – 70.
(12) - Charles Zastrow , : " the practice of social work ( home wood illionis : the Dorsey press ,1985, pp: 20 – 21
(13) - Charles Zastrow , : " the practice of social work ( home wood illionis : the Dorsey press ,1985, pp: 20 – 21
(14) - Armando Morales, Bradford W. Sheafor, : " Social Work A Professon Of Many Faces, Fitth Edition , Boston Allyn And Bacon, 1989, pp: 89-205
(15) – John F. Cuber :" Sociology : A Synopsis Of Principles", London : Vision Press, Fifth edition ,1963, p:5
******************
أ.د/ أحمد بشير – جامعة حلوان، القاهرة،

اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

الخدمة الإجتماعية، العلوم الإنسانية، علم الإجتماع،

18-04-2016

لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه

رابط المقال

لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال

البريد الإلكتروني

اسمك