من عيون التراث -1- كيف تعصى الله تعالى وانت من أنت وهو من هو
من نصائح ابراهيم ابن ادهم رحمه الله
أ. د/ احمد بشير - مصر
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 5666
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
الانسان بطبعه ضعيف أمام الشهوات، هكذا أخبرنا خالق الإنسان سبحانه فهو الأعلم بمن خلق : { وحلق الانسان ضعيفا }، والإنسان خطاء بطبعه، والعصمة ليست إلا للأنبياء والمرسلين عليهم صلوات ربي وسلامه، ولذلك فكثيرا ما يقع الانسان أسيرا لنداءات نفسه الأمارة بالسوء، { إن النفس لأمارة بالسوء إلى ما رحم ربي }، فيتلطخ بالمعاصي والذنوب والمخالفات، وهو في حاجة ماسة إلى من يأخذ بيده ليدله على طريق الوصول الى الله تعالى، وكيف يمكن ان يعالج نفسه ويروضها على طاعة الله تعالى بالتزام أوامره، والصبر على ذلك، واجتناب نواهيه، والصبر عن الأهواء والمعاصي،
والموقف الذي نحن بصدده يعالج تلك القضية، إذ يروى أن رجلا جاء إلى إبراهيم ابن ادهم (1)، فقال له : يا أبا إسحاق أنا رجل مسرف على نفسي، كثير الوقوع في المعاصي والذنوب، وقد جئتك لتحدثني بشيء من الزهد لعل الله يلين قلبي وينوره، قال إبراهيم : إن قبلت مني سبع خصال أوصيك بها، فلا يضرك ما عملت بعدها مهما كنت خطورة الذنب، وفداحة المعصية، فقال وما هي ؟ قال :
أما الأولى : أنك إذا أردت أن تعصي الله فلا تأكل من رزقه !! قال الرجل : يا سبحان الله، إذا كان المشرق والمغرب والبر والبحر والسهل والجبل رزقه، فمن أين آكل اذا ؟ فقال : يا هذا أفيحسن بك أن تأكل رزقه وتعصيه !! قال : لا والله 0هات الثانية .
قال : أما الثانية : فإذا أردت أن تعصي الله فلا تسكن في أرضه !!فقال الرجل : يا إبراهيم هذه والله أشد من الأولى، فأين أسكن إذا ؟ قال : يا هذا أفيحسن بك أن تسكن في أرضه وتأكل رزقه وتعصيه ؟ قال : لا والله، هات الثالثة .
قال إبراهيم : أما الثالثة فإذا أردت أن تعصيه فلا تجعله يراك !! إعصه في مكان لا يراك فيه، قال : يا إبراهيم ؛ كيف يكون هذا وهو يعلم السرائر ويكشف الضمائر ؟ ويعلم السر وأخفى، ولا تخفى عليه خافية، قال : يا هذا أفيحسن بك أن تأكل رزقه، وتسكن بلده، وتعصيه وهو يراك ؟ فقال : لا والله، هات الرابعة .
قال إبراهيم : أما الرابعة : فإذا جاء ملك الموت يقبض روحك، فقل : أخرني حتى أتوب !! فقال : كيف ذلك وهو لا يقبل مني، فلكل أجل كتاب، فقال : إذا علمت أنك لا تقدر على دفع ملك الموت فلعله يجيئك قبل أن تتوب !!قال : صدقت، هات الخامسة . قال : أما الخامسة : فإذا جاءك منكر ونكير ؛ فخاصمهما بقولك إن استعطت !!فقال : ليس ذلك إلى ، هات السادسة .
قال : أما السادسة فإذا كان غدا بين يدي الله تعالى وأمر بك إلى النار : فقل لا أذهب إليها !! فقال : كيف لي ذلك وأين أذهب والملائكة تسوقني إلى جهنم سوقا، هات السابعة،
قال إبراهيم : أما السابعة : فإذا قرأت عليك ذنوبك من صحيفتك فأنكر أن تكون فعلتها ؟ قال الرجل : فأين الكرام الكاتبون والملائكة الحافظون والشهود الناطقون، وهل أصدق ويكذبون، ثم بكي الرجل وأخذ يردد فأين الكرام الكاتبون والملائكة الحافظون والشهود الناطقون وهل أصدق ويكذبون
يالها من موعظة ما أحوجنا إليها في زمن أقبلت فيه الفتن كقطع الليل المظلم من كل حدب وصوب، وخيمت فيه الغفلة على القلوب والعقول، وانكب الناس عموما، والشباب خصوصا إلا من رحم الله على الشهوات والملذات، وكثر الوقوع في المعاصي والذنوب، يا لها من كلمات ترسم طريق النجاة امام من غرته الدنيا، وخدعنه مباهجها، فزاد حرصه على الدنيا، وطال أمله ونسي الموت، وأحب الحياة،
إنها كلمات ترسخ في وعي الانسان قيمة المراقبة، ومبدأ المحاسبة للنفس في كل وقت وحين، وصدق القائل :
إذا ما خلوت الدهر يوما فلا تقل *** خلوت ولكن قل علي رقيب
ولا تحسبن الله يغفل ساعـــة *** ولا أن ما تخفيه عنه يـغيب
إنها كلمات نيرات تقرر مجموعة من القواعد إذا ما أيقن المسلم بها، استيقظ ضميره، وكان له من نفسه على نفسه رقيب، تلك القواعد تتمثل في :
0 كيف نعصي الله ورزقنا بيده وحده،
0 وكيف نعص الله تعالى ونحن نقيم على أرضه،
0 وكيف نعصي الله تعالى وهو يرانا على كل حال وفي كل مكان،
0 وكيف نعصي الله تعالى والموت يأتي بغتة وربما داهمنا قبل أن نتوب،
0 وكيف نعصي الله تعالى وأين نذهب في القبر من سؤال الملائكة،
0 وكيف نعصي الله تعالى وأين المفر إذا أمر بنا إلى النار، وساقتنا الملائكة اليها،
0 وكيف نعصي الله تعالى، ونحن لا نملك انكار ما يأتي في الصحف يوم القيامة،
ولعل من المناسب هنا أن نشير إلى بعض النماذج الوضاءة - والتي نحن في امس الحاجة لمدارستها والوعي بما تؤكده من قيم ومضامين - من محاسبة السلف الصالح لأنفسهم، وأخرى من حثهم على محاسبة النفس، وما تنطوي عليه من تقصير وتفريط : (2)،
يا نفس أنت في الأمنية فاعملي :
0 عن إسحاق بن إبراهيم أنه سمع سفيان بن عيينة (4) يقول : " قال إبراهيم التيمي : مثلت نفسي في الجنة آكل من ثمرها وأشرب من أنهارها، وأعانق أبكارها، ثم مثّلت نفسي في النار آكل من زقومها، وأشرب من صديدها، وأعالج سلاسلها وأغلالها، فقلت لنفسي : أي نفسي، أي شيء تريدين ؟ قالت : أريد أن أرد إلى الدنيا فأعمل صالحاً، قال : قلت : فأنت في الأمنية فاعملي " (5)، ولقد أصاب " التيمي " رحمه الله كبد الحقيقة، حين نظر إلى الدنيا على أنها دار العمل والاجتهاد، وانتهاز الفرصة قبل أن يداهمنا الموت فيندم الانسان على ما فرط فيها، ولات حين مندم،
النفس كالشريك الخوان :
0 وقال ميمون بن مهران (6) رحمه الله : " لا يكون العبد تقياً حتى يكون لنفسه أشد محاسبة من الشريك لشريكه ؛ ولهذا قيل : النفس كالشريك الخوّان، إن لم تحاسبه ذهب بمالك " (7)، وفيه تنويه على الحرص على مراقبة النفس ومحاسبتها على كل ما تأتي وكل ما تدع، ففي محاسبتها ضمان سلامتها، وفي ترك الحبل لها على الغارب هلاكها وخسرانها، وانظر كيف شبه النفس بالشريك الخوان في التجارة الذي لا يرقب في مال شريكه إلا ولا ذمه، فإن راقبته سلم مالك، وإن تركته وأهملته ذهب بمالك، وكان الخسران حليفك،
المؤمن قوّام على نفسه، يحاسب نفسه لله :
قال الحق تعالى : {بل الانسان على نفسه بصيرة، ولو ألقى معاذيره }، وقال قال الحسن البصري (8) رحمه الله : " المؤمن قوّام على نفسه، يحاسب نفسه لله، وإنما خف الحساب يوم القيامة على قوم حاسبوا أنفسهم في الدنيا، وإنما شق الحساب يوم القيامة على قوم أخذوا هذا الأمر من غير محاسبة، إن المؤمن يفاجئه الشيء ويعجبه، فيقول : والله إني لأشتهيك، وإنك لمن حاجتي، ولكن والله ما من صلة إليك، هيهات هيهات ، حيل بيني وبينك، ويفرط منه الشيء فيرجع إلى نفسه، فيقول : ما أردت إلى هذا ؟ مالي ولهذا ؟ والله لا أعود إلى هذا أبداً، إن المؤمنين قوم أوقفهم القرآن، وحال بينهم وبين هلكتهم، إن المؤمن أسير في الدنيا يسعى في فكاك رقبته، لا يأمن شيئاً حتى يلقى الله ؛ يعلم أنه مأخوذ عليه في سمعه، وفي بصره، وفي لسانه، وفي جوارحه، مأخوذ عليه في ذلك كله " (9)، ياله من كلام نفيس يحتاج من المؤمن أن يقف إزاءه، وأن يرجع إليه البصر، ويعمل فيه الفكر، لينتفع بما فيه من الحكم والعبر،
كن لنفسك قائدا ولا تكن لها تابعا :
0 وقال مالك بن دينار (10) : " رحم الله عبداً قال لنفسه : ألست صاحبة كذا ؟ ألست صاحبة كذا ؟ ثم زمها، ثم خطمها، ثم ألزمها كتاب الله عز وجل، فكان لها قائداً " (11)،
حوار مع النفس الأمارة بالسوء :
0 وثمة صورة من صور المحاسبة في حوار مع النفس الأمارة بالسوء يصورها، تتفق إلى حد كبير من تلك الموعظة التي صدرنا بها موضوعنا هذا والمنسوبة لابراهيم ابن أدهم، تلك الصورة التي سجلها لنا " السعدي " (12) رحمه الله تعالى، فيقول على لسان الإيمان : " ويحك يا نفس! إذا أردت أن تعصي الله فلا تستعيني بنعمه على معاصيه، فإن المعصية لا تتأتى إلا من القوة والعافية، ومَن الذي أعطاها ؟ ولا تتحرك إلا من توالي الشبع، ومَن الذي يسر الأقوات وآتاها ؟ ولا تكون في العادة إلا بخلوة من الخلق، ومَن الذي أسبل عليك حلمه وستره ؟ ولا تقع إلا بنظره إليك، فإياك أن تستخفي باطلاعه وعلمه، أما تعلمين يا نفس أن من جاهد نفسه عن المعاصي وألزمها الخير، فقد سعى في سعادتها وقد أفلح من زكاها، وأن من أطاع نفسه على ما تريد من الشر، فقد تسبب لهلاكها ودساها ؟!
ويحك يا نفس !كم بيني وبينك في المعاملة، أنت تريدين هلاكي، وأنا أسعى لك بالنجاة، وأنت تحيلين عليَّ بكل طريق يوقع في المضار والشرور، وأنا أجتهد لك في كل أمر مآله الخير والراحة والسرور، فهلمي يا نفس إلى صلح شريف يحتفظ كلٌّ منا على ما لَهُ من المرادات والمقاصد، ونتفق على أمر يحصل به للطرفين أصناف المصالح والفوائد، دعيني يا نفس أمضي بإيماني متقدماً إلى الخيرات، متجراً فيه لتحصيل المكاسب والبركات، دعيني أتوسل بإيماني إلى من أعطاه أن يتمه بتمام الهداية، وكمال الرحمة، وأكمل ما نقص منه، لعل الله أن يتم علي وعليك النعمة، ولئن تركتيني وشأني لم تعترضي عليَّ بوجه من الوجوه ؛ لأعطينك كلَّ ما تطلبينه من المباحات، وكل ما تؤمله النفوس وترجوه، ولئن تركتيني وشأني لأوصلنك إلى خيرات ولذات طالما تمناها المتمنون، وطالما مات بحسرتها قبل إدراكها الباطلون.
يا نفس، أما تحبين أن تُنقلي من هذا الوصف الدنيء إلى أوصاف النفوس المطمئنة التي اطمأنت إلى ربها، وإلى ذكره، واطمأنت إلى عطائه ومنعه، واطمأنت في جميع تدبيره، واطمأنت إلى توحيده والإيمان به حتى سلاها عن كل المحبوبات، واطمأنت إلى وعده حتى كانت هي الحاملة للعبد على الطاعات المزعجة له عن المعاصي والمخالفات، فلا يزال المؤمن مع نفسه في محاسبة ومنافرة حتى تنقاد لداعي الإيمان، وتكون ممن يقال لها عند الانتقال من هذه الدار : " يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي " (الفجر : 27 ـ30)،
0 وها هو العلامة ابن الجوزي رحمه الله يحاسب نفسه فيقول : " تفكرت في نفسي يوماً تفكر محقق، فحاسبتها قبل أن تحاسب، ووزنتها قبل أن توزن، فرأيت اللطف الرباني، من بدء الطفولة وإلى الآن، أرى لطفاً بعد لطف، وستراً على قبيح، وعفواً عما يوجب عقوبة، وما أرى لذلك شكراً إلا باللسان، ولقد تفكرت في خطايا لو عوقبت ببعضها لهلكت سريعاً، ولو كشف للناس بعضها لاستحييت، ولا يعتقد معتقد عند سماع هذا أنها من كبائر الذنوب، حتى يظن فيَّ ما يظن في الفساق، بل هي ذنوب قبيحة في حق مثلي، وقعت بتأويلات فاسدة، فصرت إذا دعوت أقول : اللهم بحمدك وسترك عليَّ اغفر لي، ثم طالبت نفسي بالشكر على ذلك فما وجدته كما ينبغي، ثم أنا أتقاضى منه مراداتي ولا أتقاضى نفسي بصبر على مكروه، ولا بشكر على نعمة، فأخذت أنوح على تقصيري في شكر المنعم، وكوني أتلذذ بإيراد العلم من غير تحقيق عمل به، وقد كنت أرجو مقامات الكبار فذهب العمر وما حصل المقصود، فوجدت أبا الوفاء بن عقيل قد ناح نحو ما نحت فأعجبتني نياحته فكتبتها هاهنا، قال لنفسه : يا رعناء تقوِّمين الألفاظ ليقال: مناظر. وثمرة هذا أن يقال: يا مناظر كما يقال للمصارع الفاره : ضيعت أعز الأشياء وأنفسها عند العقلاء،وهي أيام العمر حتى شاع لك بين من يموت غداً اسم مناظر، ثم ينسى الذاكر والمذكور إذا درست القلوب! هذا إن تأخر الأمر إلى موتك، بل ربما نشأ شاب أفره منك فموهوا له وصار الاسم له. والعقلاء عن الله تشاغلوا بما إذا انطووا نشرهم وهو العمل بالعلم، والنظر الخالص لنفوسهم، أف لنفسي، وقد سطرت عدة مجلدات في فنون العلوم وما عبق بها فضيلة، إن نوظرت شمخت، وإن نوصحت تعجرفت، وإن لاحت الدنيا طارت إليها طيران الرخم، وسقطت عليها سقوط الغراب على الجيف، فليتها أخذت أخذ المضطر من الميتة، توفر في المخالطة عيوباً تبلى، ولا تحتشم نظر الحق إليها.وإن انكسر لها غرض تضجرت، فإن امتدت بالنعم اشتغلت عن المنعم.
أف والله مني، اليوم على وجه الأرض وغداً تحتها، والله إن نتن جسدي بعد ثلاث تحت التراب أقل من نتن خلائقي وأنا بين الأصحاب، والله إنني قد بهرني حلم هذا الكريم عني، كيف سترني وأنا أتهتك، ويجمعني وأنا أتشتت ؟! وغداً يقال : مات الحبر العالم الصالح، ولو عرفوني حق معرفتي بنفسي ما دفنوني، والله لأنادين على نفسي نداء المتكشفين معائب الأعداء، ولأنوحن نوح الثاكلين إذ لا نائح لي ينوح عليَّ لهذه المصائب المكتومة، والخلال المغطاة التي قد سترها من خبرها، وغطاها من علمها .
والله ما أجد لنفسي خلة أستحسن أن أقول متوسلاً بها: اللهم اغفر لي كذا بكذا، والله ما التفت قط إلا وجدت منه سبحانه براً يكفيني ووقاية تحميني مع تسلط الأعداء، ولا عرضت حاجة فمددت يدي إلا قضاها، هذا فعله معي وهو رب غني عني، وهذا فعلي وأنا عبد فقير إليه، ولا عذر لي، فأقول : ما دريت أو سهوت، والله لقد خلقني خلقاً صحيحاً سليماً، ونور قلبي بالفطنة، حتى أن الغائبات والمكتومات تنكشف لفهمي.
فواحسرتاه على عمر انقضى فيما لا يطابق الرضا، واحرماني لمقامات الرجال الفطناء، ياحسرتى على ما فرطت في جنب الله، وشماتة العدو بي، واخيبة من أحسن الظن بي إذا شهدت الجوارح عليَّ، واخذلاني عند إقامة الحجة، سخر والله مني الشيطان، وأنا الفطن. اللهم توبة خالصة من هذه الأقذار، ونهضة صادقة لتصفية ما بقي من الأكدار، وقد جئتك بعد الخمسين، وأنا من خَلِقِ المتاع، وأبى العلم إلا أن يأخذ بيدي إلى معدن الكرم، وليس لي وسيلة إلا التأسف والندم، فوالله ما عصيتك جاهلاً بمقدار نعمك، ولا ناسياً لما أسلفت من كرمك، فاغفر لي سالف فعلي " (13)
وأخيرا دعونا نقول : يا لسعادة من ملك ذمام نفسه، وكان رقيبا عليه، يلزمها بما جاء في كتاب الله وسنة رسوله إلزاما، ويا لخيبة وخسارة من اتبع نفسه هواها وتمنى على الله الاماني،
فاللهم إليك أشكو نفسي فأعني عليها فلا معين عليها الا انت، ولا حول ولا قوة إلا بك،
الهوامش والحواشي :
============
(1) - إبراهيم بن أدهم، أبو إسحاق، إبراهيم بن منصور بن زيد بن جابر العجلي ويقال التميمي (718م – 162هـ / 781م )، أحد علماء أهل السنة والجماعة، ومن أعلام التصوف السني في القرن الثاني الهجري، من أهل بلْخ، ودفن في مدينة جبلة على الساحل السوري، وأصبح قبره مزاراً،
أنظر :
أبي العباس شمس الدين أحمد بن محمد بن أبي بكر بن خلكان ( 608هـ /681هـ ) : " وفيات الأعيان وأنباء الزمان "، تحقيق : إحسان عباس، دار الثقافة، القاهرة، 1968م، ج1، ص ص : 31 – 32،
- أبو عبد الرحمن السلمي : " طبقات الصوفية "، دار الكتب العلمية، ط3، 2003.م، ص : 35،
(2) - عبد العزيز بن ناصر الجليل : " وقفات تربوية في ضوء الكتاب والسنة "، ج2، ص ص : 162 – 165، المصدر : شبكة نور الإسلام ، www.islamlight.net
(3) – أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبيد بن سفيان بن قيس البغدادي الأموي القرشي المعروف بابن أبي الدنيا ( ت : 281هـ) : " محاسبة النفس "، تحقيق : المسعتصم بالله أبي هريرة مصطفى بن علي بن عوض، دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، 1406 هـ - 1986 م، ص : 39 .
(4) - سفيان بن عيينة ( 107هـ/ 725م، 198هـ / 815 م ) : هو سفيان بن عيينة بن أبي عمران ميمون مولى محمد بن مزاحم الهلالي إمام ومحدث شهير وعرف بالزهد والورع. وقد ولد في الكوفة أجمع الناس على صحة حديثه وروايته، توفي عام 198هـ، أنظر :
- شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبي (ت : 748هـ) : " سير أعلام النبلاء "، تحقيق : مجموعة من المحققين بإشراف الشيخ شعيب الأرناؤوط، مؤسسة الرسالة، الطبعة : الثالثة، 1405 هـ / 1985 م، ج8، ص : 454،
(5) - إبراهيم التيمي الفقيه العابد، هو: إبراهيم بن يزيد بن شريك، أبو أسماء التيمي تيم الرباب، الإمام، القدوة، الفقيه، عابد الكوفة، من أقواله : " كم بينكم وبين القوم! أقبلت عليهم الدنيا، فهربوا، وأدبرت عنكم، فاتبعتموها "، حبسه الحجاج، ومات في حبسه، سنة 72هـ.، ولم يبلغ أربعين سنة، أنظر :
- جمال الدين أبو الحجاج يوسف المزي : " تهذيب الكمال في أسماء الرجال "، تحقيق : بشار عواد معروف، مؤسسة الرسالة، بيروت، لبنان، ط1، 1403 – 1983م، ج2، ص ص : 232،
- أبو إسحاق الفزاري : " السير "، فاروق حمادة، مؤسسة الرسالة، بيروت، لبنان، ط1، 1408 – 1987م، ج5، ص ص : 60 – 62،
(6) - ميمون بن مهران الرقي ، أبو أيوب، من كبار العلماء والأئمة، كان مؤدب أولاد عمر بن عبد العزيز، استوطن الرقة، وولاّه عمر بن عبد العزيز قضاءها، كان على مقدمة الجيش مع معاوية بن هشام بن عبد الملك عندما غزوا نحو قبرص سنة 107 هـ (725-726م)، أنظر :
عبد السلام الترمانيني : " أحداث التاريخ الإسلامي بترتيب السنين "، الجزء الأول من سنة 1 هـ إلى سنة 250 هـ"، المجلد الثاني (من سنة 132 هـ إلى سنة 250 هـ) دار طلاس، دمشق، سوريا،
(7) - الامام العلامة ابن القيم : " إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان "، تحقيق : محمد سيد كيلاني، دار المعرفة – بيروت، ط2، 1395هـ - 1975م، ج1، ص : 79،
(8) - الحسن البصري ( 21هـ / 642م – 110هـ/ 728م)، هو الحسن بن يسار البصري[1] إمام وعالم من علماء أهل السنة والجماعة يكنى بـأبي سعيد ولد قبل سنتين من نهاية خلافة عمر بن الخطاب في المدينة عام واحد وعشرين من الهجرة، كانت أم الحسن تابعة لخدمة أم سلمة، فترسلها في حاجاتها فيبكي الحسن وهو طفل فترضعه أم سلمة لتسكته، وبذلك رضع من أم سلمة، وتربى في بيت النبوة، كانت أم سلمة تخرجه إلى الصحابة فيدعون له، ودعا له عمر بن الخطاب، فقال "اللهم فقهه في الدين وحببه إلى الناس"، حفظ الحسن القرآن في العاشرة من عمره، وفي سنة 37 هـ انتقل إلى البصرة، فكانت بها مرحلة التلقي والتعلم، حيث استمع إلى الصحابة الذين استقروا بها، وفي سنة 43هـ عمل كاتبا في غزوة لأمير خراسان الربيع بن زياد الحارثي لمدة عشر سنوات، وبعد رجوعه من الغزو استقر في البصرة حيث أصبح أشهر علماء عصره ومفتيها حتى وفاته، قال قتادة : وما جالست رجلاً فقيهاً إلا رأيت فضل الحسن عليه، وكان الحسن مهيباً يهابه العلماء قبل العامة،
(9) - أبو بكر بن أبي شيبة عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن عثمان بن خواستي العبسي ( ت : 235هـ) : " مصنف ابن أبي شيبة – المصنف في الأحاديث والاخبار "، تحقيق : كمال يوسف الحوت، مكتبة الرشد، الرياض، ط1، 1409هـ، ج13، ص : 503،
(10) - مالك بن دينار ( ت : 127 )، هو أبو يحيى مالك بن دينار البصري. قال الذهبي: علم العلماء الأبرار، معدود في ثقات التابعين. ومن أعيان كتبة المصاحف، كان أبو يحيى البصري من الذين اشتهروا بزهدهم، وكثرة ورعهم حتى بات –- مضرب المثل في ذلك، وقدوة السالكين في طريق تحتاج إلى الكثير من جهاد النفس والهوى. والقدرة على تخطي العبودية لشهوات الدنيا وملاذها.
(11) - الامام العلامة ابن القيم الجوزية : " إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان "، دار الكتاب العربي، بيروت، 2011م ، ج1، ص : 79،
(12) - عبد الرحمن بن ناصر السعدي : " الفتاوى السعدية "، مكتبة المعارف، الرياض،السعودية، 1982م، ص : 59،
(13) - عبد الرحمن بن علي بن محمد بن علي بن الجوزي أبو الفرج : " صيد الخاطر "، عبد القادر أحمد عطا، دار الكتب العلمية، 1412 هـ – 1992م، ص : 464،
************
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: