قرأت لك - 1 - من روائع الإمام الشافعي

أ. د/ احمد بشير - مصر من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
المشاهدات: 4816

يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط

تجريد الإخلاص في الجدال والمناظرة :
قال " أبو إسحاق الحويني " : " ورحم الله ابن حبان حين قال : قال الشافعي ثلاث كلمات لم يتفوه بها أحد قبله : (وددت أن هذا العلم ينتشر ولا ينسب إلي) تجريداً للإخلاص، وقال : (ما ناظرت أحداً على الغلبة، بل ما ناظرت أحداً فأحببت أن يخطئ، بل رجوت أن يظهر الله الحق على لسانه)، لأن المقصود تحرير الحق، ولا يهم أن يجري على لساني أو يجري على لسانك، المهم أن يظهر الحق، فكون الإنسان يذهب ليناظر وهو حريص على أن يَغلب، لن يستفيد بحق أبداً، وهذا الفعل ضد الحرص النافع "،
أقول : إنها كلمات لو كتبت بآماق الإبر على أوراق الشجر لكانت عبرة لمن يعتبر، وما احوجنا اليوم إلى مثل هذه المعاني التي أضحت اليوم غريبة في دنيا الناس غربة الأيتام على موائد اللئام، ومن الدروس التي ينبغي على شباب الأمة وطلبة العلم الالتفات إليها في تلك الكلمات نشير إلى ما يلي :
0 قيمة الإخلاص والتجرد في طلب العلم والاشتغال به وتحصيله ونشره، بحيث يكون ذلك كله خالصا لله تعالى، وأن لا يكون للنفس حظا من ذلك، فالعلم الحق يأبى إلا أن يكون لله تعالى،
0 الأدب الإسلامي في المناظرة بين المشتغلين بالعلم، وألا يكون الهدف من المناظرة هو الانتصار على الخصم، أو تحقيق الغلبة عليه، وإنما ينبغي أن يكون الهدف من المناظرة هو إظهار وجه الحق،
0 سمو النفس عند المناظرة، وألا يكون غاية هدف المناظر إفحام الخصم، وإيقاعه في الخطأ، وليعلم الانسان أن الحق إذا جاء على لسان من يناظره فهو المستفيد الأول من ذلك لأنه أضاف إلى علمه علما جديدا، وتبين له خطأ الرأي الذي كان يذهب إليه ويتبناه،
==========
- أبو إسحاق الحويني الأثري حجازي محمد شريف : " دروس للشيخ أبو إسحاق الحويني "، مصدر الكتاب : دروس صوتية قام بتفريغها موقع الشبكة الإسلامية، http://www.islamweb.net، ( الكتاب مرقم آليا، ورقم الجزء هو رقم الدرس - 146 درسا )، ج13، ص : 131،

اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

التراث الفقهي، الإمام الشافعي، منتخبات من التراث،

15-07-2016

لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه

رابط المقال

لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال

البريد الإلكتروني

اسمك