قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -42- مفهوم البحث المقترن بالإصلاح والفعل Action Research
أ. د/ احمد بشير - مصر
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 4377
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
تجدر الإشارة بداية إلى اختلاف الآراء حول الترجمة العربية للأصل الإنجليزي لهذا المصطلح Action Research، بين من يترجمه إلى : البحث الميداني ( العملي )، أو البحث التنفيذي ( يحيى درويش )، ومن يترجمه إلى " بحوث الفعل " ( السكري )، ولعل الترجمة الأقرب إلى المعنى الصحيح – في نظرنا – هي : " البحث المقترن بالإصلاح " ( عاطف غيث )،
- جاء في ( معجم مصطلحات الخدمة الاجتماعية ) ليحيى درويش : ان هذا المصطلح يتم تداوله في التخطيط الاجتماعي وتنظيم المجتمع ( أي في محيط الخدمة الاجتماعية )، وهو يعني البحث والتقصي لجمع البيانات والمعلومات، وتصاحب عملية البحث هذه عمليات التنمية وتصميم البرامج لمواجهة المشكلات، وقد يقصد بالمصطلح البحث الذي يؤدي عمل ما "
- ويتفق " السكري " مع التعريف السابق، حيث يترجم المصطلح إلى ( بحوث الفعل )، وهي – كما يعرفها – : " الأبحاث ذات المردود المباشر في العمل التطبيقي، ففي التخطيط للخدمات الاجتماعية، وفي تنظيم المجتمع، تستخدم هذه الأبحاث للربط بين تحليل البيانات التي يتم جمعها في الدراسة، وتطوير البرنامج المرسوم والمطبق لحل مشكلة محددة، او للتخفيف من تاثيرها، كما تعتبر البحوث التي يقوم بها المجتمع نفسه او يشارك فيها بهدف تنمية المجتمع هي من بحوث الفعل كاسلوب من الأساليب التي تستخدم لتحقيق تنمية المجتمع، ومن هذه الأساليب الاجتماعية العامة وسائل الاتصال الجماهيرية، واللجان بانواعها المختلفة، ومن ناحية أخرى فان تقييم الأثر ليس بالضرورة من بحوث الفعل عندما يحاول الباحث ان يبقى خارج عملية تنمية المجتمع لكي يراقب ويحلل ويقيم هذه العملية، اما ما يسمى " بتقييم العملية " من خلال توفر معلومات متنامية في الوقت الذي يطبق فيه برنامج الفعل قد يكون من بحوث الفعل لانه أيضا جزء لا يتجزأ من عملية الفعل "
ويقول " غيث " في " قاموس علم الاجتماع " حول مدلول هذا المصطلح : " تهتم بعض العلوم الاجتماعية ( علم الاجتماع، وعلم النفس الاجتماعي مثلا ) بتغيير المواقف الاجتماعية ومحاولة توجيهها اصلاحيا، او تقديم المساعدة الى من هم في حاجة اليها، والبحث المقترن بالإصلاح يستهدف هذه الغايات، فهو في نفس الوقت الذي يسعى للحصول على بيانات ومعلومات بغرض الفهم التحليلي للظواهر، يحاول ان يفيد منها في الأغراض التطبيقية،
ان معظم رواد هذا النوع من البحوث غالبا ما يقيمون أفكارهم على حقيقة فحواها : ان إمكانيات اجراء بحوث علمية خالصة ( نظرية ) تتعلق بالإنسان او المجتمع، او بكليهما معا محدودة للغاية، كما ان الباحث لا يستطيع ان يؤثر في سلوك الافراد او الجماعات، الذي يجري عليهم دراساته، لانه من المعلوم ان التجريب في مثل هذا الميدان تواجهه صعوبات عديدة، بل انه في بعض الأحيان يصبح ضربا من المستحيل، وهذا كله قد يؤدي الى اضعاف المكانة العملية للبحث الاجتماعي، ان البحث المقترن بالإصلاح غالبا ما يستهدف التغيير الاجتماعي، وعلاج الافراد او الجماعات الصغيرة، او رفع الكفاية الإنتاجية لبعض التنظيمات، وهو على كل حال أسلوب لا زال ينمو ويجرب، ولا تزال نتائجه محل تقييم المهنيين بدراسة المجتمع، ويجد القارئ الأسس النظرية لمثل هذه البحوث في مقال كتبه ( ادم كيرل ) Adam Curel بمجلة العلاقات الإنسانية عام 1949م، وكذلك يجد معالجة نقدية لهذه الأسس في مؤلف ( ميشيل آرجيل ) Michael Argl " الدراسة العلمية للسلوك الاجتماعي " عام : 1957م، حيث اكد في كتابه هذا ان اكتشاف نتائج علمية غالبا ما يكون هدفا ثانويا في البحث المقترن بالإصلاح،
------------------------------------------------------------
انظر :
- يحيى حسن درويش : " معجم مصطلحات الخدمة الاجتماعية "، الشركة المصرية العالمية للنشر، لونجمان، القاهرة،ط1، 1998م، ص : 2،
- احمد شفيق السكري : " قاموس الخدمة الاجتماعية والخدمات الاجتماعية "، دار المعرفة الجماعية، الإسكندرية، 2000م، ص : 335،
- محمد عاطف غيث : " قاموس علم الاجتماع "، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، 1979م، ص : 16،
***************
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: