نماذج من الرعاية الاجتماعية في الإسلام – إنصاف المظلوم
أ. د/ احمد بشير - مصر
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 5975
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين، وعلى آله وصحبه أجمعين،
أما بعد :
- مسؤولية ولاة الأمر رعاية المواطنين في الإسلام :
- دولة الرعاية ( الرفاهية ) الاجتماعية في تاريخ المسلمين :
- من مواقف امير المؤمنين عمر بن عبد العزيز :
- كيف كانوا وكيف أصبحنا :
- أمير المؤمنين ( ولي الأمر ) يفتح أبوابه للمظلومين والمستضعفين من الرعية :
- قيمة العدل في الإسلام أساس المجتمع المسلم،
تزعم أدبيات العلوم الاجتماعية أن الغرب هو أول من عرف نموذج دولة الرعاية (1) في التاريخ الإنساني (2)، على الرغم من أن تلك الادبيات تكاد تجمع على أن دولة الرعاية لم يكن لها وجود لا في بريطانيا ولا في غيرها من الدول الغربية قبل القرن العشرين، فلقد نشأت بالتحديد في نهايات النصف الأول من القرن العشرين، بينما يكتشف الباحث المدقق أن رسالة الإسلام ومنذ أكثر من أربعة عشر قرنا من الزمان وضعت مبادئ وأسس دولة الرعاية، على مستوى النص المقدس، كما وجدت تلك المبادئ والأسس طريقها إلى التطبيق الواقعي في دولة المدينة المنورة، بقيادة محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، ثم في زمن الخلفاء الراشدين، واستمر ذلك التطبيق قرونا متطاولة في دولة الإسلام، ولما كانت الرعاية الاجتماعية كنمط متميز من الانشطة يقوم بوظيفة اساسية في المجتمع، فيتضمن من الوسائل والاساليب التي تختص بمساعدة جميع الافراد والاسر والجماعات والفئات، وبخاصة أولئك المحتاجين والمهمشين والمستضعفين ما يحقق لهم مستوى ونوعية افضل من الحياة، فإن هذا المضمون المتميز لفهم القضايا الاجتماعية هو الذي سلكه الاسلام – نصا وتطبيقا - وبين حدوده ومعالمه في معالجة مشكلات المجتمع وطرح قضاياه، فالإسلام ميدان عمله هو الحياة البشرية كلها بشتى ميادينها، ولن يستقيم هذا الدين في عزلة عن المجتمع، وقضاياه، ولن يكون المجتمع مسلما حتى يمارس أحكامه الاجتماعية والاقتصادية والدينية والعقائدية في الوقت ذاته، ولذا فإن الإسلام يقيم القضايا الاجتماعية على أسس ثابتة، ويحدد لبلوغها أهدافها وسائل متجددة فهو طبيعته دين تنفيذ وعمل في واقع المجتمع والحياة، لا دين دعوة وارشاد مجردين في عالم المثال،
ولا شك أن الإسلام هو أول من عرف بما يسمى دولة الرعاية ومجتمع الرعاية، وذلك من خلال نظمه المتعددة التي تعطي أولوية بالغة للقضايا الاجتماعية، فالجماعة او المجتمع مسؤول عن حماية جميع الفئات من المواطنين وخاصة الضعفاء والمعرضين للخطر، ورعاية مصالحهم وصيانتها، وحماية حقوقهم وتلبية احتياجاتهم ومتطلباتهم، إلى الدرجة التي يتعين فيها على المجتمع المسلم ان يقاتل عند اللزوم لحمايتهم، قال تعالى : {وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَـذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيّاً وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيراً } ( النساء : 75 )، والمعنى كما جاء في التفسير : وما الذي يمنعكم -أيها المؤمنون- عن الجهاد في سبيل نصرة دين الله, ونصرة عباده المستضعفين من الرجال والنساء والصغار الذين اعتُدي عليهم, ولا حيلة لهم ولا وسيلة لديهم إلا الاستغاثة بربهم, يدعونه قائلين: ربنا أخرجنا من هذه القرية -يعني "مكة "- التي ظَلَم أهلها أنفسهم بالكفر والمؤمنين بالأذى, واجعل لنا من عندك وليّاً يتولى أمورنا, ونصيرًا ينصرنا على الظالمين.
كما أن الإسلام يفرض على أتباعه مبدأ التكافل الاجتماعي في كل صوره وأشكاله تماشيا مع نظرته الأساسية الى وحدة الأهداف الكلية للفرد والجماعة،
وتأسيسا على ذلك فإن دولة الإسلام هي دولة الرعاية والكفاية والرّفاه، وهي دولة العزة والكرامة، فلا جباية في الإسلام، فالدولة هي المسؤولة عن رعيّتها، وفي الحديث الصحيح : «....الإمام راع وهو مسؤول عن رعيّته... »، وهي المسؤولة عن توفير الحاجات الأساسية للعيش الكريم من مأكل ومشرب ومسكن وملبس وصحة وتعليم وغيرها مما تستقيم بها الحياة ويعيش الإنسان متعفّفا.
ويذخر تاريخ المسلمين بالعديد من النماذج الواقعية التي تجسد مفهوم دولة الرعاية على أرض الواقع ومن تلك النماذج نذكر الموقف التالي :
* روى أبو نعيم في الحلية (3) قال : " بينا عمر بن عبد العزيز يسيرُ يوماً في سوقِ حمصٍ ( بالشام )، فقامَ إليهِ رجلٌ عليهِ بُردانِ قطريانِ، فقالَ : يا أميرَ المؤمنينَ أمرتَ من كانَ مظلوماً أن يأتيكَ ؟ قالَ : نعم، قالَ : فقد أتاكَ مظلومٌ بعيدُ الدارِ! فقال له عمرُ : وأينَ أهلُكَ ؟ قالَ : بعدن أبين ؛ قال عمر: واللهِ إنَّ أهلَك مِن أهلِ عمرَ لبعيدٌ ؛ فنزلَ عن دابتِه في موضعِه فقالَ : ما ظُلامتُكَ (4)؟ قال ضيعةٌ (5) لي وثبَ عليها واثبٌ فانتزعها مني!!!! فكتب عمر إلى عروةَ بن محمدٍ يأمره أن يسمعَ مِنــه بيِّنتَه ؛ فإن ثبتَ له حقٌّ دفعهُ إليهِ ؛ وختمَ عمر كتابَهُ ؛ فلما أراد الرجلُ القيامَ قال له عمر : على رسْلِكَ، إنك قد أتيتَنا من بلدٍ بعيدٍ فكم نفذَ لكَ زادٌ، أو نفقتْ لك راحلةٌ، وأخلقَ لكَ ثوبٌ، فحسبَ ذلكَ فبلغَ أحدَ عشرَ ديناراً، فدفعها عمرُ إليه "،
ولاشك أن تأمل هذا الموقف يجعلنا نتوقف أمام مجموعة من الملاحظات ذات الصلة بمفهوم دولة الرعاية، نوجزها فيما يلي :
- ها هو رأس الدولة الإسلامية، وحاكم المسلمين وأمير المؤمنين " عمر بن عبد العزيز " يسير بنفسه في الأسواق، ويتفقد أحوال الرعية في أماكن التجمعات للوقوف على أحوالهم ومشكلاتهم، والتعرف على مظالمهم ومعاناتهم إن وجدت،
- وها هو واحد من عامة الرعية يتعرض للظلم، فلم يجد مانعا من أن يركب دابته ويرحل من موطنه ليشكو لحاكم الدولة مظلمته التي تعرض لها طالبا أن ينصفه من ظالمه، وأن يرد عليه حقوقه،
- على الفور يكتب أمير المؤمنين لعامله ( كبار موظفيه ) في موطن الرجل موجها له لرد مظلمته بعد أن يتبين حقيقة الشكوى وبينة الرجل على ما ادعاه،
- ولم يكتف أمير المؤمنين بإنصاف الرجل ورد حقوقه، وإنما عوضه عن ما لقيه من معاناة، وما تعرض له من خسائر بسبب رحلة سفره الى مقر الامارة ليشكو مظلمته، فدفع له أحد عشر دينارا على سبيل التعويض،
تلك هي كرامة الانسان في الإسلام، وتلك هي الصورة الرائعة للحفاظ على حقوق الانسان وحمايتها في الإسلام، وتلك هي قيمة العدل في مجتمع الإسلام، وهذا هو الشعور بالمسؤلية لدى ولي الامر، .......فأين نحن الآن من كل تلك القيم، وأين واقع أمتنا اليوم مما كان عليه الحال في أيام العز والمجد والسؤدد ؟
وإلى نموذج آخر،،،،،،،
الهوامش :
========
(1) - دولة الرفاهية (وتسمى أيضا دولة الرعاية و دولة الرفاه) هو مصطلح يعني أن الدولة تلعب الدور الأساسي في حماية و توفير الرفاه الاقتصادي و الاجتماعي لمواطنيها.
(2)– يقرر " جاي سورمان " : أنه في عام 1945م ولِدَت دولة الرفاهية في بريطانيا ما بعد الحرب،، وفي بريطانيا أيضاً شيعت دولة الرفاهية إلى مثواها الأخير هذا الأسبوع ( في أكتوبر 2010م )، عندما تبرأ وزير الخزانة البريطاني " جورج أوسبورن " من مفهوم “المنفعة الشاملة”، الذي يتلخص في فكرة مفادها أن الجميع، وليس الفقراء فقط، ينبغي لهم أن يستفيدوا من الحماية الاجتماعية ، لقد وصف اللورد " بيفيريدج " دولة الرفاهية - وهو مهندسها الفكري - باعتبارها بِنية شيدت بهدف حماية الفرد " من المهد إلى اللحد "، ولقد تمكن هذا النموذج من فرض نفسه على كل بلد في أوروبا، مع إملاء التقاليد والسياسات المحلية للتنوع الكبير في تطبيقه، وبحلول ستينات القرن العشرين كانت أوروبا الديمقراطية بالكامل قد تحولت إلى ديمقراطية اجتماعية تقوم على المزج بين الأسواق الحرة والحماية الاجتماعية الشاملة " أنظر :
- جاي سورمان : " دولة الرفاهية الاجتماعية "، بتاريخ : الأحد 09 ذو القعدة 1431هـ - 17 أكتوبر 2010م ، المصدر : http://www.alarabiya.net/views/2010/10/17/122565.html
- جون ديكسون - روبرت شيريل ( تحرير ) : "دولة الرعاية الاجتماعية في القرن العشرين - تجارب الامم المتقدمة في تكريم الانسان "، ترجمة: سارة الذيب، المؤسسة العربية للابحاث والنشر، بيروت، لبنان، ط1، 2014م،
(3) - أحمد بن عبدالله بن أحمد الأصبهاني ( ت 430هـ) : " حلية الأولياء "، تحقيق : عبدالحفيظ سعد عطية، طبع دار السعادة، الطبعة الأولى 1392هـ -1972م، ج5، ص : 280،
(4) الظُّلاَمةُ والظَّليمَةُ والمَظْلَمَةُ بفتح اللام : ما تطلبه عند الظالِم، وهو اسم ما أخذه منك،
(5) – ضَيْعة : أَرْض مُغِلّة : "اِشْترى ضَيْعةً"، قرية : "أحبَّ عيشةَ الضَّيعة"، الجمع : ضَيْعات وضَيَعات وضِياع وضِيَع ،
بين هشام بن عبد الملك وعمر بن عبد العزيز :
* قال هشام بنُ عبدِ الملك لعمر بن عبد العزيز: يا أميرَ المؤمنينَ إني رسولُ قومِكَ إليكَ ؛ وإنَّ في أنفسِهم ما أكلمُكَ به ؛ إنهم يقولونَ استأنِفِ العملَ برأيِكَ فيما تحتَ يديكَ، وخلِّ بينَ مَن سبقَكَ وبينَ ما ولَّوا بهِ من كانَ يلونَ أمرَه بما عليهِم ولهم ؛ فقالَ له عمرُ : أرأيتَ لو أتيتَ بسجلّينِ أحدهما من معاويةَ، والآخر من عبدِ الملكِ بأمرٍ واحدٍ، فبأيِّ السجلينِ كنتَ تأخذُ ؟ قال بالأقدمِ ولا أعدلُ بهِ شيئاً ؛ قال عمرُ : فإني وجدتُ كتابَ اللهِ الأقدمَ، فأنا حاملٌ عليهِ مَن أتاني ممن تحتَ يدي في ما لي، وفيما سبقني ؛ فقال له سعيد بن خالد بن عمرو بن عثمان : يا أميرَ المؤمنينَ امضِ لرأيِك فيما وليتَ بالحقِّ والعدلِ، وخلِّ عمَّن سبقَك وعمّا ولّى خيره وشره، فإنكَ مكتفٍ بذلكَ، فقال له عمر: أنشدكَ اللهَ الذي إليه تعودُ، أرأيتَ لو أنَّ رجُلاً هلكَ وتركَ بنينَ صغاراً وكباراً، فعزَّ الأكابرُ الأصاغرَ بقوّتِهم ( أي غلبوهم ) فأكلوا أموالَهم، فأدركَ الأصاغرُ فجاءوك بهِم وبما صنعوا في أموالهم ما كنتَ صانعاً ؟ قالَ : كنتُ أردُّ عليهم حقوقَهم حتى يستوفوها ؛ قالَ : فإنني قد وجدتُ كثيراً ممن قبلي من الولاةِ عزُّوا الناسَ بقوتِهم وسلطانِهم، وعَزَّهم بها أتباعُهم (يعني أتباع الولاة )، فلما وليتُ أتوني بذلك فلم يسعْني إلا الردُّ على الضعيفِ من القويِّ، وعلى المستضعَفِ من الشريفِ ؛ فقال وفقك اللهُ يا أميرَ المؤمنين "،
(1) - أحمد بن عبدالله بن أحمد الأصبهاني ( ت 430هـ) : " حلية الأولياء "، تحقيق : عبدالحفيظ سعد عطية، طبع دار السعادة، الطبعة الأولى 1392هـ -1972م، ج5، ص : 282،
* نصيحة عمر بن عبد العزيز لأهل الموسم :
- وفي حلية الأولياء أيضا (1) أيضا : " كتب عمرُ بن عبد العزيز إلى أهل الموسم ( الحج ) : أما بعدُ فإني أُشْهِدُ اللهَ، وأبرأُ إليهِ في الشهرِ الحرامِ، والبلدِ الحرامِ، ويومِ الحجِّ الأكبرِ: أني بريءٌ مِن ظُلْمِ مَن ظلَمكم، وعدوانِ من اعتدى عليكم، أنْ أكونَ أمرتُ بذلكَ أو رضيتُه أو تعمدتُه، إلا أن يكونَ وهماً مني، أو أمراً خفيَ عليَّ لم أتعمده ؛ وأرجو أن يكون ذلك موضوعاً عني مغفوراً لي، إذا علم مني الحرصَ والاجتهادَ ؛ ألا وانه لا إذنَ على مظلومٍ دوني، وأنا مُعّوَّلُ كلِّ مظلومٍ ؛ ألا وأي عاملٍ من عُمالي رغبَ عن الحقِّ ولم يعملْ بالكتابِ والسنةِ فلا طاعةَ له عليكم ؛ وقد صيرتُ أمرَه إليكم، حتى يراجِعَ الحقَّ وهو ذميمٌ ؛ ألا وإنَّه لا دولةَ بين أغنيائِكم ولا أثَرَةَ (2) على فقرائكم في شيء مِن فَيئِكم ؛ ألا وأيما وارد ورد في أمرٍ يُصلِحُ اللهُ بهِ خاصاً أو عاماً مِن هذا الدينِ فله ما بينَ مئتي دينارٍ إلى ثلاثِ مئة دينارٍ، على قدر ما نوى من الحسنة وتجشم من المشقةِ ؛ رحم الله امرأً لم يتعاظمْه سفرٌ يُحيي اللهُ به حقاً لِمن وراءَه ؛ ولولا أن أشغلَكم عن مناسكِكم لرسمتُ لكم أموراً من الحقِّ أحياها الله لكم، وأموراً من الباطلِ أماتها اللهُ عنكم، وكان اللهُ هو المتوحدَ بذلكَ، فلا تحمدوا غيرَه فإنه لو وكلني إلى نفسي كنتُ كغيري، والسلام عليكم،
(1) - أحمد بن عبدالله بن أحمد الأصبهاني ( ت 430هـ) : " حلية الأولياء "، تحقيق : عبدالحفيظ سعد عطية، طبع دار السعادة، الطبعة الأولى 1392هـ -1972م، ج5، ص : 305،
(2) الأثرة : الاستئثار بالشيء والاستبداد به،
قيمة العدل والمجتمع الاسلامي :
كتب بعض عمالِ عمرَ بن عبد العزيز إليهِ : " أما بعدُ فإنَّ مدينتَنا قدْ خرِبَت فإنْ رأى أميرُ المؤمنينَ أن يَقطعَ لها مالاً يرمُّها (1) به فَعلَ، فكتب إليه عمرُ: أما بعدُ فقد فهمتُ كتابَكَ وما ذكرتَ أنَّ مدينتَكم قد خربتْ فإذا قرأتَ كتابي هذا فحصنْها بالعدلِ ونَقِّ طرقَها مِنَ الظلْمِ فإنَّه مرمَّتُها، والسلام "،
(1) رَمَّ الشيءَ يرمُّه، بضم الراء وكسرها، رَمّاً ومَرَمَّةً: أصلحه.
* حرص عمر بن عبد العزيز على مال المسلمين :
مسئولية ولاة الامر :
كتب عمر بن عبد العزيز إلى أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم : أما بعد، فإنك كتبت إلى سليمان كتباً لم ينظر فيها حتى قبض رحمه الله، وقد بليت بجوابك ؛ كتبت إلى سليمان تذكر أنه يقطع لعمال المدينة من بيت مال المسلمين ثمن شمع كانوا يستضيئون به حين يخرجون إلى صلاة العشاء وصلاة الفجر، وتذكر أنه قد نفد الذي كان يستضاء به، وتسأل أن يقطع لك من ثمنه بمثل ما كان للعمال، وقد عهدتك وأنت تخرج من بيتك في الليلة المظلمة الماطرة الوحلة بغير سراج، ولعمري لأنت يومئذ خير منك اليوم ؛ والسلام، (صف2/119)
- ابو الفرج ابن الجوزي : " صفة الصفوة "، حققه وعلق عليه : محمود فاخوري، وخرج احاديثه : محمد رواس قلعجي، دار المعرفة، بيروت، لبنان، الطبعة الثالثة، 1405هـ، ج2، ص :119،
دخل مسلمة بن عبد الملك على عمر بن عبد العزيز في مرضته التي مات فيها، فقال : ألا توصي يا أمير المؤمنين؟ قال : فيمَ أوصي؟! فوالله إنْ(1) لي من مال ؛ فقال : هذه مئة ألف فمر فيها بما أحببتَ، فقال : أوَتقبَلُ؟ قال : نعم ؛ قال: تُردُّ على من أُخذت منه ظلماً ؛ فبكى مسلمة ثم قال : يرحمك الله! لقد ألنتَ منا قلوباً قاسيةً، وأبقيتَ لنا في الصالحين ذكراً، (الكامل 1/237)
عن عامر ( الشعبي ) أن إبناً لشريح قال لأبيه : بيني وبين قوم خصومة فانظر فإن كان الحق لي خاصمتهم وإن لم يكن لي الحق لم أخاصمهم فقص قصته عليه فقال: انطلق فخاصمهم فانطلق إليهم فخاصمهم إليه فقضى على إبنه فقال له لما رجع إلى أهله: والله لو لم أتقدم إليك لم ألمك، فضحتني! فقال: والله يا بني لأنت أحب إلي من ملء الأرض مثلهم ولكن الله هو أعز على منك أن أخبرك أن القضاء عليك فتصالحهم فتذهب ببعض حقهم.
- ابو الفرج ابن الجوزي : " صفة الصفوة "، حققه وعلق عليه : محمود فاخوري، وخرج احاديثه : محمد رواس قلعجي، دار المعرفة، بيروت، لبنان، الطبعة الثالثة، 1405هـ، ج3، ص :40،
قال الشعبي : شهدت شريحاً وجاءته امرأة تخاصم رجلاً فأرسلت عينيها وبكت، فقلت: يا أبا أمية ما أظنها إلا مظلومة؛ فقال: يا شعبي إن إخوة يوسف جاءوا أباهم عشاء يبكون،
- ابو الفرج ابن الجوزي : " صفة الصفوة "، حققه وعلق عليه : محمود فاخوري، وخرج احاديثه : محمد رواس قلعجي، دار المعرفة، بيروت، لبنان، الطبعة الثالثة، 1405هـ، ج3، ص :40،
- ابن مقصد العبدلي : " الطريق القويم "، دار الكتاب والسنة، ١٢/٠٢/٢٠١٦ - 506 من الصفحات،
(1) – إن : نافية.
عن مالك عن يحيى بن سعيد عن كاتب للحجاج يقال له: يعلى؛ قال مالك: وهو أخ لام سلمة الذي كان على بيت المال؛ قال: كنت أكتب للحجاج وأنا يومئذ غلام حديث السن يستخفُّني ويستحسنُ كتابتي، فأدخل عليه بغير إذن، فدخلت عليه يوماً بعد ما قتل سعيد بن جبير، وهو في قبة لها أربعة أبواب، فدخلت عليه مما يلي ظهره، فسمعته يقول: ما لي ولسعيد بن جبير؟! فخرجت رويداً وعلمت أنه إن علم بي قتلني، فلم ينشب الحجاج بعد ذلك إلا يسيراً(1). (4/291 و صف3/81)
- ابو الفرج ابن الجوزي : " صفة الصفوة "، حققه وعلق عليه : محمود فاخوري، وخرج احاديثه : محمد رواس قلعجي، دار المعرفة، بيروت، لبنان، الطبعة الثالثة، 1405هـ، ج3، ص :81،
قال مالك بن دينار: في التوراة: إن الله يبدد عظام رجل في يوم يجمع الله فيه الأولين والآخرين، تكلَّمَ بين اثنين بهوى. (2/372)
قال ميمون في قوله تعالى: (وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ)(2) قالَ: وعيدٌ للظالمينَ وتعزيةٌ للمظلوم. (4/83-84)
استعمل عمر بن عبد العزيز عاملاً فبلغه أنه عَمل للحجاجِ(3) فعزله، فأتاه يعتذرُ إليه فقالَ: لم أعملْ له إلا قليلاً، فقالَ : حسبُك من صحبةِ شرٍّ يومٌ أو بعضُ يومٍ. (5/289)
قال عمر بن عبد العزيز: إنما هلك من كان قبلنا بحبسهم الحق حتى يُشْتَرى منهم وبسطهم الظلم حتى يفتدى منهم. (5/311)
خرج عمر يوماً فقال: الوليد بالشام! والحجاج بالعراق! وقرة بن شريك بمصر! وعثمان بن حيان بالحجاز! ومحمد بن يوسف باليمن! امتلأت الأرض والله جوراً. (الكامل 2/109)
قال الأوزاعي: حدثني حسان [بن عطية] قال: يعذب الله الظالم بالظالم ثم يدخلهما النار جميعاً. (صف4/222)،
- ابو الفرج ابن الجوزي : " صفة الصفوة "، حققه وعلق عليه : محمود فاخوري، وخرج احاديثه : محمد رواس قلعجي، دار المعرفة، بيروت، لبنان، الطبعة الثالثة، 1405هـ، ج4، ص :222،
قالَ بلالٌ بن سعد: أيُّها الناسُ اتقوا اللهَ فيمن لا ناصرَ لهُ إلا الله. (5/226)
__________
(1) قال ابن الجوزي في (صفة الصفوة) عقب روايته هذه القصة: (وفي رواية أخرى عاش بعده خمسة عشر يوماً، وفي رواية ثلاثة أيام، وكان يقول: ما لي ولسعيد بن جبير كلما أردت النوم أخذ برجلي).
(2) ابراهيم (42).
(3) أي كان عاملاً للحجاج بن يوسف.
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: