أ. د/ احمد بشير - مصر
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 5181
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
الحلقة الثالثة :
" إن الله عز وجل أنزل القرآن عربيا لا عجمة فيه، بمعنى أنه جاء في ألفاظه ومعانيه وأساليبه على لسان العرب، قال الله تعالى : { إنا جعلناه قرآنا عربيا }( ص : 805 )، وقال تعالى : { قرآنا عربيا غير ذي عوج }، وقال تعالى : { نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين }، وكان المنزل عليه القرآن عربيا أفصح من نطق بالضاد وهو محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، وكان الذين بعث فيهم عربا أيضا، فجرى الخطاب به على معتادهم في لسانهم، فليس فيه شيء من الألفاظ والمعاني إلا وهو جار على ما اعتادوه، ولم يداخله شيء بل نفى عنه أن يكون فيه شيء أعجمي، فقال تعالى : { ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين }، وقال تعالى في موضع آخر : { ولو جعلناه قرآنا أعجميا لقالوا لولا فصلت آياته }، هذا وإن كان بعث للناس كافة فإن الله جعل جميع الأمم وعامة الألسنة في هذا الأمر تبعا للسان العرب، وإذا كان كذلك فلا يفهم كتاب الله تعالى إلا من الطريق الذي نزل عليه وهو اعتبار ألفاظها ومعانيها وأساليبها ".
( الشاطبي : الاعتصام، ج2، ص ص : 804 – 805 )
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين،
وبعد أن تحدثنا في اللقاء السابق عن آيات الكتاب المبين، وبينا أن من مميزات هذا الكتاب البيان والايضاح والتبيين، فهو يتميز بالإبانة التامة في اللفظ والمعنى، ومن ميزات هذا الكتاب المبين أيضا والتي تعزز تعزز بيانه وتجلي برهانه هي كونه قرانا، فهو ليس مجرد كتاب يمكن أن يركن جانبا، بل أنزله الله تعالى مقروءا على الرسول الكريم فكان ابتداء نزول الوحي ( إقرأ )، ثم الرسول يقرؤه على أصحابه، وتتكرر القراءات في الصلوات المفروضة وغير المفروضة وخارج الصلوات كذلك وفي تكرار القراءة والسماع ترسيخ لايات الكتاب المبين وتعزيز لمعانيها وفرص كثيرة للتدبر والتذكر (1)
الأول : التَّأْكِيدُ بِـــ (إِنَّ) قال " ابن عاشور " : " وهو مُتَوَجِّهٌ إِلَى خَبَرِهَا وَهُوَ فِعْلُ أَنْزَلْناهُ رَدًّا عَلَى الَّذِينَ أَنْكَرُوا أَنْ يَكُونَ مُنَزَّلًا مِن عِنْدِ اللَّهِ " (3)،
الثاني : أسند الإنزال إلى ضمير العظمة، ومن العظيم الحق سوى الله، فهو جل جلاله أعظم العظماء، وَفِي ضَمِيرِ الْعَظَمَةِ وَإِسْنَادِ الْإِنْزَالِ إِلَيْهِ تَشْرِيفٌ عَظِيمٌ لِلْقُرْآنِ،
{أَنْزَلْنَاهُ}: وَالضَمِيرُ في " َنْزَلْناهُ " عَائِدٌ إِلَى الْكِتابِ فِي قَوْلِهِ : الْكِتابِ الْمُبِينِ، فيه دليل من أدلة كثيرة على أنّ القرآن مُنَزَّلٌ من عند الله تعالى،
{قُرْآَنًا عَرَبِيًّا}: فيه عظيم حكمة الله - تعالى - في إرسال الرُّسل بلسان أقوامهم ؛ {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ} ( إبراهيم : 4 )، وفيه عظيم رحمة الله – تعالى – ولطفه ؛ حيث جعل القرآن مفهومًا واضحًا لا غامضًا، وقُرْآناً حَالٌ مِنَ الْهَاءِ فِي أَنْزَلْناهُ، أَيْ كِتَابًا يُقْرَأُ، أَيْ مُنَظَّمًا عَلَى أُسْلُوبٍ مُعَدٍّ لِأَنْ يُقْرَأَ لَا كَأُسْلُوبِ الرَّسَائِلِ وَالْخُطَبِ أَوِ الْأَشْعَارِ، بَلْ هُوَ أُسْلُوبُ كِتَابٍ نَافِعٍ نَفْعًا مُسْتَمِرًّا يَقْرَأُهُ النَّاسُ.
- أننا نلاحظ في الآية التي نحن بصددها يقول الحق تعالى : {إِنَّآ أَنْزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً ... } ( يوسف : 2 )، بينما في الآية السابقة قال تعالى : {تِلْكَ آيَاتُ الكتاب ... } ( يوسف : 1 )، فمرَّة يَصِفه بأنه قرآن بمعنى المقروء، ومرَّة يَصِفه بأنه كتاب ؛ لأنه مسطور، وهذه من معجزات التسمية، ونحن نعلم أن القرآن حين جُمِع ليكتب ؛ كان كاتب القرآن لا يكتب إلا ما يجده مكتوباً، ويشهد عليه اثنان من الحافظين، ونحن نعلم أن الصدور قد تختلف بالأهواء، أما السطور فمُثْبتة لا لَبْسَ فيها.
وهو قرآن عربي ؛ لأن الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ سيجاهر بالدعوة في أمة عربية، وكان لابد من وجود معجزة تدل على صدق بلاغه عن الله، وأن تكون مِمَّا نبغ فيه العرب ؛ لأن المعجزة مشروطة بالتحدي، ولا يمكن أن يتحداهم في أمر لا ريادة لهم فيه ولا لهم به صلة؛ حتى لا يقولن أحد: نحن لم نتعلم هذا؛ ولو تعلمناه لجئنا بأفضل منه، وكان العرب أهل بيان وأدب ونبوغ في الفصاحة والشعر، وكانوا يجتمعون في الأسواق، وتتفاخر كل قبيلة بشعرائها وخطبائها المُفوَّهين، وكانت المباريات الآدائية تُقَام، وكانت التحديات تجرى في هذا المجال، ويُنصَب لها الحكام، أي: أن الدُّرْبَة على اللغة كانت صناعة متواترة ومتواردة، محكوم عليها من الناس في الأسواق، فهم أمة بيان وبلاغة وفصاحة، لذلك شاء الحق سبحانه أن يكون القرآن معجزة من جنس ما نبغ فيه العرب، وهم أول قوم نزل فيهم القرآن، وحين يؤمن هؤلاء لن يكون التحدي بفصاحة الألفاظ ونسق الكلام، بل بالمبادىء التي تطغى على مبادىء الفرس والروم، وهي مبادىء قد نزلت في أمة مبتدِّية ليس لها قانون يجمعها، ولا وطن يضمهم يكون الولاء له، بل كل قبيلة لها قانون، وكلهم بَدْو يرحلون من مكان إلى مكان، وحين نزل فيهم القرآن عَلِم أهل فارس والروم أن تلك الأمة المُبتدِّية قد امتلكتْ ما يبني حضَارة ليس لها مثل من قَبْل، رغم أن النبي أمِيٌّ وأن الأمة التي نزل فيها القرآن كانت أمية، وفارس والروم يعلمون أن الرسول الذي نزل في تلك الأمة تحدَّاهم بما نبغُوا فيه، وما استطاع واحد منهم أن يقوم أمام التحدي، ومن هنا شعروا أنهم أمام تحد حضاري من نوع آخر لم يعرفوه، ويشاء الحق سبحانه أن ينزل القرآن عربياً؛ لأن الحق لم يكن ليرسل رسولاً إلا بلسان قومه، فهو القائل: {وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ ... } ( إبراهيم : 4 )، وأُرسِلَ محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بالقرآن، الذي تميَّز عن سائر كتب الرسل الذين سبقوه؛ بأنه كتاب ومعجزة في آنٍ واحد، بينما كانت معجزات الرسل السابقين عليه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مُنْفصلةً عن كُتب الأحكام التي أُنزِلَتْ إليهم، ويظلُّ القرآن معجزة تحمل منهجاً إلى أنْ تقومَ الساعة، ومادام قد آمنَ به الأوائل وانساحوا في العالم، فتحقق بذلك ما وعد به الله أن يكون هذا الكتابُ شاملاً، يجذب كل مَنْ لم يؤمن به إلى الانبهار بما فيه من أحكام، ولذلك حين يبحثون عن أسباب انتشار الإسلام في تلك المدة الوجيزة، يجدون أن الإسلام قد انتشر لا بقوة مَنْ آمنوا به؛ بل بقوة مَنْ انجذبوا إليه مَشْدُوهِين بما فيه من نُظُمٍ تُخلِّصهم من متاعبهم، ففي القرآن قوانين تُسعِد الإنسانَ حقاً، وفيه من الاستنباءات بما سوف يحدث في الكون؛ ما يجعل المؤمنين به يذكرون بالخشوع أن الكتاب الذي أنزله الله على رسولهم لم يفرط في شيء وإذا قال قائل من المستشرقين: كيف تقولون: إن القرآن قد نزل بلسان عربي مبين؛ رغم وجود ألفاظ أجنبية مثل كلمة «آمين» التي تُؤمِّنُون بها على دعاء الإمام؛ كما توجد ألفاظ رومية، وأخرى فارسية؟
وهؤلاء المستشرقون لم يلتفتوا إلى أن العربي استقبل ألفاظاً مختلفة من أمم متعددة نتيجة اختلاطه بتلك الأمم، ثم دارتْ هذه الألفاظ على لسانه، وصارت تلك الألفاظ عربية، ونحن في عصورنا الحديثة نقوم بتعريب الألفاظ، وندخل في لغتنا أيَّ لفظ نستعمله ويدور على ألسنتنا، ما دُمْنا نفهم المقصود به.
ويُذيِّل الحق سبحانه الآية الكريمة بقوله : {لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} ( يوسف : 2 )، ليستنهض همة العقل، ليفكر في الأمر، والمُنْصف بالحق يُهِمه أن يستقبل الناس ما يعرضه عليهم بالعقل، عكس المدلس الذي يهمه أن يستر العقل جانباً ؛ لينفُذَ من وراء العقل، وفي حياتنا اليومية حين ينبهك التاجر لسلعة ما، ويستعرض معك مَتَانتها ومحاسنها؛ فهو يفعل ذلك كدليل على أنه واثق من جودة بضاعته، أما لو كانت الصَّنْعة غير جيدة، فهو لن يدعوك للتفكير بعقلك؛ لأنك حين تتدبر بعقلكَ الأمر تكتشف المُدلس وغير المُدلس؛ لذلك فهو يدلس عليك، ويُعمِّي عليك، ولا يدع لك فرصة للتفكير.
وفي قوله تعالى : {لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ}: أنّ بلوغ الحجَّة بفهمها، لا بمجرَّد سماعها، وفي المسألة تفصيل، وفيه أنّ فَهْم الحجَّة قد ينفع من خُوطِبوا وقد لا ينفع، وممّا يوضح ذلك آياتٌ كثيرة؛ منها قوله - تعالى -:{سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى * وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى} ( الأعلى : 10 – 11 )، وفيه : عظيم الأثر على من عَقِلَ المراد من الآيات؛ قال بعض السلف: كلما قرأتُ مثلًا في القرآن ولم أَعْقِلْه، بكيتُ على نفسي؛ لأنّ الله – تعالى – يقول : {وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ} ( العنكبوت : 43)، وفيه مدحُ أهل العلم والعقل ببصيرة. (4)،
- قال " ابن عاشور " رحمه الله (5) : { إِنَّآ أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ }، استئناف يفيد تعليل الإبانة من جهتي لفظه ومعناه، فإنّ كونه قرآناً يدل على إبانة المعاني، لأنّه ما جعل مقروءاً إلاّ لما في تراكيبه من المعاني المفيدة للقارىء، وكونه عربياً يفيد إبانة ألفاظه المعانيَ المقصودة للّذين خوطبوا به ابتداء، وهم العرب، إذ لم يكونوا يتبيّنون شيئاً من الأمم التي حولهم لأنّ كتبهم كانت باللغات غير العربية .
و " عربيّاً " صفة لــ " قرآناً " فهو كتاب بالعربيّة ليس كالكتب السّالفة فإنّه لم يسبقه كتاب بلغة العرب، وقد أفصح عن التعليل المقصود جملة " لعلّكم تعقلون "، أي رجاء حصول العلم لكم من لفظه ومعناه، لأنّكم عرب فنزوله بلغتكم مشتملاً على ما فيه نفعكم هو سبب لعقلكم ما يحتوي عليه، وعُبّرَ عن العلم بالعقل للإشارة إلى أنّ دلالة القرآن على هذا العلم قد بلغت في الوضوح حدّ أن ينزّل من لم يَحصل له العلم منها منزلة من لا عقل له، وأنّهم ما داموا معرضين عنه فهم في عداد غير العقلاء، وحذف مفعول " تعقلون " للإشارة إلى أنّ إنزاله كذلك هو سبب لحصول تعقل لأشياء كثيرة من العلوم من إعجاز وغيره .
- وفي الآية نجد أول ما جاء مؤيداً بالتوكيد في سورة سيدنا يوسف (6)، حيث ذكر الله تعالى إنزال القرآن مؤكداً بـ (إنَّ)ذلك أن كفار مكة - ومنهم اليهود الذين سألوا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن يقص عليهم قصة يوسف (عليه السلام) - كانوا يطعنون بصدق نبوته، وبأن القرآن هو كتاب منزل من الله تعالى. لذلك، وقبل البدء في القصة التي طلبوا سماعها من رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، جاء ذكر إنزال القرآن بأنه من عند الله مؤكداً بـ (إنَّ)، لنفي ما زعموه، وتسفيه ما ظنّوه، فأنزل الله عز وجل هذا بمكة موافقا لما في التوراة، وفيه زيادة ليست عندهم. فكان هذا للنبي صلى الله عليه وسلم - إذ أخبرهم ولم يكن يقرأ كتابا قط ولا هو في موضع كتاب - بمنزلة إحياء عيسى عليه السلام الميت على ما يأتي فيه. (7)
أضف إلى ذلك أن إنزال القرآن الكريم على النبي (صلى الله عليه وسلم) أمر غيبي، والغيبيات تحتاج إلى ما لا تحتاجه المحسوسات من التوكيد، إذ يأتي التوكيد - عند ذكرها - رفعاً للشبهة ودفعاً للظنّ، ودرءاً للخاطر إن جاء مشككاً أو منكراً.
من ثمرات الآية الكريمة :
- الايمان التام واليقين الكامل أن القرآن الكريم كلام الله المعجز المنزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم،
- قال " السامرائي " (8) : " أن في هذه الآية في سورة يوسف ذكر الله تعالى ما يتعلق بالإنزال، فأنزل هذا الخبر، أنزل هذه القصة لأنها كانت مجهولة عند العرب أصلاً لذلك رب العالمين عقّب عليها (ذَلِكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ (102) وما كنت لديهم إذ أجمعوا أمرهم وهم يمكرون) ما كان معلوماً، فذكر القصة بكل دقائقها، وفي سورة الزخرف قال تعالى : { إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (3) وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ (4) } ( الزخرف)، فهنا لم يذكر أموراً تتعلق بالإنزال، إذن هذا ليس إنزالاً، لأنه يتكلم وهو في السماء، في العلوّ، في الارتفاع قبل النزول : (أمّ الكتاب) أي اللوح المحفوظ، (لدينا) أي عند الله، (لعلي حكيم) مرتفع فيه سمو، فكيف يقول إنزال؟ أما الآية الأخرى فإنزال { نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَـذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ }( يوسف : 3) ، الوحي إنزال، أما (لدينا) ليست إنزالاً، أمّ الكتاب ليست إنزالاً فتحتاج لـ (جعلناه) وليس أنزلناه، نسأل: أيّ الأنسب أنه في مقام الإنزال يستعمل أنزلناه أو جعلناه؟ الأنسب أن يستعمل أنزلناه وفي مقام عدم الإنزال يستعمل (جعلناه). نضع الإنزال مع الوحي والإنزال (ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك ما كنت تعلمها أنت وقومك) يعني أنزلها إليك، هذه لا علاقة لها بأم الكتاب ولدينا وكلها إنزال،
- أن القرآن هو الإسم العلم على الكتاب الذي أنزل على مجمد صلى الله عليه وسلم، واسم الكتاب الذي أنزل على محمد القرآن وهذا القرآن فرق بين الحق والباطل،
- هل توجد في القرآن كلمات غير عربية؟ وإذا وجدت كلمات غير عربية فكيف نفسر قوله تعالى (قرآناً عربياً)؟
قال " السامرائي " (9) :" الكلمات التي وردت في القرآن دخلت العربية قبل نزول القرآن وصارت عربية في التعبير، العرب استعملوها، ولا شك أنه ليس كل شيء موجود في الجزيرة العربية، هل كل النباتات موجودة في الجزيرة العربية؟ كل الفواكه؟ كل الألبسة؟ قطعاً لا، وقطعاً لما يصير اتصال في التجارة تدخل مفردات وكلمات وتقارب اللغات يعني تقترب لغة من لغة هذه ليس عندها مثل هذه فتستعمل الكلمات وتدخل لغتها، إذا كان هناك حروف ليست من حروفها تحاول أن تجعل لها حروفاً من حروف اللغة وتدخلها في كلماتها، الكلمات التي في أصولها غير عربية دخلت العربية واستعملها العرب قبل الإسلام بزمن طويل ودخلت في لغاتهم وأعربوها وخضعت للقواعد وأصبحت عربية في الاستعمال ولا نعلم أصولها وقد تكون أصولها غير عربية لكنها الآن أصبحت عربية، قد تكون غير عربية وليست موجودة في الجزيرة العربية مثل سندس واستبرق، العرب لم يكن عندهم مصانع ليستخدموا سندس واستبرق وليس عندهم جميع الأطعمة والفواكه، جميع الكلمات في القرآن عربية الاستعمال قطعاً، القرآن لم يأت بكلمة أعجمية ابتداءً وأدخلها في القرآن، لو أردنا أن نرجع للكلمات الدخيلة الذي يذكرها أهل علوم القرآن نجدها كثيرة لكنها كلها دخلت قبل الإسلام والعرب فهمت هذه الكلمات وكانت تستخدمها في لغتها وفي حياتها فأصبحت عربية الاستعمال، والخلاصة أن جميع الكلمات الواردة في القرآن الكريم دخلت في لسان العرب قبل الإسلام ودخلت في كلامهم وأعربوها وأصبحت عربية في الاستعمال.
والى الحلقة الرابعة،،،،،،
*********
الهوامش والاحالات :
============
(1) - طارق مصطفى حميدة : " نظرات في سورة يوسف (2) - آيات الكتاب المبين "، مركز نون للدراسات القرآنية، المصدر :
http://r- warsh.com/vb/showthread.php?s=441610a89969d3ace3198121704522fd&t=9573
(2) - الشيخ محمد الطاهر بن عاشور : " التحرير والتنوير "، الطبعة التونسية، دار سحنون للنشر والتوزيع - تونس – 1997م، ج12، ص : 201
(3) – ابن عاشور : " سبق ذكره "، ج12 – 201،
(4) - عبدالعزيز بن محمد السدحان : " فوائد من سورة يوسف "، في : 17/8/2008م، الموقع على الانترنت موقع الألوكة : http://www.alukah.net/sharia/0/3171/#ixzz3ZhgGfFUL
(5) - ابن عاشور : ج12، ص ص : 201 – 203،
(6) - حياة دحمان : " تجليات الحجاج في القران الكريم - سورة يوسف نموذجا "، رسالة ماجستير غير منشورة، قسم اللغة العربية وادابها، كلية الاداب واللغات، جامعة الحاج لخضر - باتنة، الجزائر، 2012م/2013م، ص : 301،
(7) - ياسر محمود الاقرع : " الاعجاز الاسلوبي في سورة يوسف "، المصدر :
www.aslein.net/attachment.php?attachmentid=3042&d=1329262627،
(8) - فاضل صالح السامرائي : " لمسات بيانية في نصوص من التنزيل "، دار عمار للنشر، عمان، الاردن، 2003م،
(9) - فاضل صالح السامرائي : " لمسات بيانية في نصوص من التنزيل "، دار عمار للنشر، عمان، الاردن، 2003م، ص : 1011،
***************
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: